Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )

ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

أسئلة محاميان بتاريخ 15 مايو 1908م (الساعة العاشرة صباحا)

جاء محاميان كريمان لزيارة الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلاك، فجرى الحديث التالي معهما.

قول “إن شاء الله” واجب

تحدّث لإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام  عن أمر سيقوم به في المستقبل، وأضاف معه “إن شاء الله العزيز”، وقال عليه السلام:
إن التفوه ب”إن شاء الله” مهم جدا، لأن قضايا الإنسان كلها ليست في خياره، فهو محاط بأنواع المصائب والمكاره والموانع، فمن المحتمل ألا يتحقق ما أراد. فبقول “إن شاء الله” يطلب العون من الله سبحانه وتعالى مصدرِ كل طاقة وقدرة، والأغبياء والجهلة المعاصرون يسخرون منه.

فائدة المعارضة

عند ذكر شتائم المعارضين قال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام :

انظروا كيف يوظَّف في الزراعة كل شيء؛ الماء والبذور، ومع ذلك تبقى الحاجة إلى السماد، مع أنه نجسٌ جدا، فمثل ذلك تعمل المعارضة القذرة لجماعتنا عمل السماد.

الهدف من إنشاء الجماعة

الفِرق الإسلامية تفترق كل يوم، فالفُرقة ضارة جدًّا للإسلام، فقد قال الله سبحانه وتعالى “لَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيُحكُمْ” (الَأنْفال:46)، فالمسلمون يتخلفون تدريجيا منذ حصول الفرقة والنزاع فيهم، لذا قد أقام الله هذه الجماعة لكي يتخلص الناس من النزاعات والافتراق، وينضموا إلى هذه الجماعة المحفوظة تماما من المعارضات السخيفة البذيئة، والتي تسير على الصراط المستقيم الذي دلَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم
اختلافنا مع الناطقين الآخرين بالشهادتين
نريد أن يجتمع عدد من المتحضرين والنبلاء والمنصفين والورعين لنشرح لهم ما هو ديننا، وفي أي شيء نختلف مع الآخرين الناطقين بالشهادتين ولماذا، فقد أقام الله سبحانه وتعالى هذه الجماعة في الحقيقة في عصر يواجه فيه الإسلام هجمتين؛ فالهجمة الأولى من الخارج والأخرى من الداخل، فبعض المسلمين هم أنفسهم
يقولون إن الإسلام لم يأت بأحكام، فالصيام والصلاة والحج أعمال من الزمن القديم وكانت تفيد العرب المتوحشين فقط. ثم يثيرون أنواع الاعتراضات على أحوال القيامة. والقسم الثاني من الناس توجهوا إلى الإفراط، وقد غالَوا في شأن بعض الأنبياء لدرجة أنهم جعلوهم آلهة، خذوا عيسى عليه السلام مثلا، فهم يؤمنون بأنه كان يتصف بصفات تليق بالله سبحانه وتعالى وحده.

لماذا الميزة لعيسى عليه السلام؟

لا شك أنه كان من المقربين إلى الله وكان عليه فضل الله وكان يتميز بالنبوة، فلا يصح تخصيصه بخاصة لا توجد في سائر الأنبياء. يقولون إنه قد تبوأ في السماء بجسمه المادي منذ قرون، مع أن الكفار أكدوا للنبي صلى الله عليه وسلم مقسمين أنهم سيؤمنون به حتما إذا رقي أمامهم في السماء، فرُد عليهم بالقول “سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا” (الإسراء:93). ما دام الله سبحانه وتعالى قد سنَّ القانون منذ البدء ” فِيهَا تَحيَوْنَ” (الَأعراف:25)، فكيف كان يمكن أن يفعل خلاف سنته. فلو كانت هذه العقيدة -أي صعود المسيح إلى السماء بجسمه المادي- سائدة في المسلمين يومذاك، لكان من حق الكفار أن يعترضوا أنكم لماذا تجيزون لنبي شيئا ولا تجيزونه لغيره من الأنبياء؟ مع أنكم تؤمنون بأن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء كلهم ولا سيما من المسيح، وهو جامع كمالات النبوة.
باختصار، لا يوجد في القرآن الكريم ذكر صعود أحد إلى السماء بالجسم المادي، بل يدحض القرآن هذا المعتقد. فإن ما قرأتُه عليكم هي آيةٌ من القرآن وليس حديثا حتى يقال إنه ضعيف أو موضوع، فاقرؤوا القرآن الكريم كله من الأول إلى الأخير فلن تجدوا ما يُثبت أن عيسى عليه السلام حيٌّ إلى الآن، وإنما ستجدون فيه حصرا ” فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي” (المائدة:117)، حيث يقول عيسى عليه السلام لله :سبحانه وتعالى حين أمتَّني كنت أنت الرقيب عليهم، أنا لم أُبعث إليهم من جديد، وأن النصارى فسدوا بعد وفاتي. إن معنى التوفي بالموت في القواميس أمر بديهي لا ينكره أحد، فقد وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم بحق الأنبياء الآخرين أيضًا، فقد قال يوسف عليه السلام مثلا ” تَوَفَّنِي مُسْلِمًا” (يوسف:101)، كما ورد بحق النبي صلى الله عليه وسلم ” أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ” (يونس:46). فكلمة التوفي في كلتا الآيتين من باب التفعُّل، ولن تجدوا في أي قاموس معنى معارضا له، فهذه شهادة كلام الله.
الآن انظروا إلى الشهادة الفعلية للنبي صلى الله عليه وسلم وهي رؤيته؛ فقد قال إنه رأى عيسى عليه السلام ليلة المعراج مع يحيى عليه السلام. فلا أحد من المسلمين يشك في وفاة يحيى عليه السلام، فرؤية أحد ضمن جماعة الموتى الداخلة في الجنة، لا يعني سوى أنه هو الآخر قد مات. باختصار، هاتان شهادتان، فاعدلوا أنتم ماذا يَثبت منهما، فلأي سبب تُخلق خصائصمميزة لعيسى عليه السلام؟!. يستدل القساوسة بإحياء عيسى الموتى على ألوهيته، مع أن الله سبحانه وتعالى يقول ” فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ ” (الزمر:42)، فيستحيل أن يكون تناقضٌ في كلام الله، حيث يقول في آية إن الموتى لا يعودون إلى الدنيا من جديد، ويقول في أخرى إن الموتى يمكن أن يُحيَوا. وقال الله سبحانه وتعالى بحق النبي صلى الله عليه وسلم ” لِمَا يُحيِيكُمْ” (الَأنْفال:24)، والجميع يعرفون أن المراد منه الإحياء الروحاني. فالمسلمون الذين يزعمون – تقليدا للنصارى- أن عيسى عليه السلام كان يحيي الموتى مخطئون. ثم يقولون إن عيسى عليه السلام وأمه وحدهما كانا معصومين من مس الشيطان، فكم يسيء هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل ذلك هناك كثير من الخصائص التي نسبها المسلمون إلى عيسى، الأمر الذي يستلزم الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا نستطيع أن نتحمل أبدا أن يعطى أحدٌ مكانةً أكبر من سيد الرسل صلى الله عليه وسلم الذي كان أفضل وأعلى بدرجات كثيرة جدًّا من عيسى. اللهم صل على سيدنا محمد.

المكالمات الإلهية مستمرة

ثم نختلف مع هؤلاء المسلمين في أننا نؤمن بأن مكالمات الله ومخاطباته لأفراد هذه الأمة مستمرة إلى يوم القيامة، وهو حق تماما، لأن هذا هو مذهب جميع أولياء الأمة. تذكروا أن الإسلام ليس دينا قد انحصرت كمالاته في الماضي ولن تظهر في المستقبل، إذا كان اعتقاد انقطاع كمالات الإسلام صحيحا وكان مدار الإسلام أيضًا على القصص السابقة، فأخبروني أي فرق بقي بينه وبين الأديان الأخرى؟ إذا كانت هناك ميزة في الإسلام فهي أن أتباعه يتشرفون بالمكالمات والمخاطبات الإلهية، أما التوحيد العقيم فيؤمن به أتباع الأديان الأخرى أيضًا، مثل اليهود وأتباع مذهب البرهمو سماج. يمكن أن يُطرح سؤال: ما فائدة إضافة “محمد رسول الله” إلى “لا إله إلا الله”، فأقول ردا على ذلك: إنما الفائدة أن الإنسان ببركة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتصديق رسالته يصبح حبيبَ الله، ويرث الإنعامات التي نالها الأنبياء السابقون. فقد وصف الله ذلك بالفرقان، إذ قال سبحانه وتعالى ” يَجعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا” (الَأنْفال:29)، يجب أن يظهر الفُرقان بين الإسلام والأديان الأخرى في هذا العالم.
أنا لا أتكلم عن نفسي؛ فليشرح لنا أحد -بعيدا عن قضيتي- أن الإسلام أيضًا إذا كان قد جاء بالتوحيد المحض، كما يعتقد اليهود وأتباع البرهمو سماج، فأي حاجة كانت لإلقاء حمل الشريعة الثقيل؟ فمن ناحية يؤمنون بأن الإسلام دين حي، ومن ناحية أخرى لا يؤمنون بوجود أي ميزة مميزة فيه، ويقولون إن كمالاته وخصائصه كانت في الذين ماتوا، فكأنه لم يقدم شيئا للأحياء.
الانتقال من المصنوع إلى الصانع ليس إثباتا أسمى لوجود الله، وإنما الوسيلة الوحيدة لمعرفة الله أن يعلن بنفسه “أنا الموجود”، فالقصص الماضية يسردها أتباع الأديان الأخرى أيضًا، فإذا سردتَ أيضًا بعض القصص مقابلهم فأين الفضيلة؟ وما الذي يبرهن على أن ما تقولونه صحيح، وأن ما يقوله غيركم بأن هادينا أظهر معجزة كذا، باطل؟ انظروا! قد ورد في الإنجيل معجزات أنه حين علق المسيح على الصليب، خرج جميع الموتى من القبور، ولا يستسيغ عقلي كيف اتسعت مدينة واحدة لكلهم. ورغم خروجهم كيف لم يؤمن اليهود بالمسيح؟ فإذا قُدمت مقابلها منا أيضًا قصصٌ فقط، فكيف تؤثر في أي معارض.

معجزة انشقاق القمر

عندها قال أحد ما رأي حضرتك في انشقاق القمر؟ فقال عليه السلام:

أرى أنه كان نوعا من الخسوف، وقد كتبت عنه في كتابي “ينبوع المعرفة.”

حقيقة المعراج

ثم سئل حضرته عن المعراج. فقال عليه السلام:

لقد ورد في البخاري الذي هو أصح الكتب بعد كتاب الله البارئ بعد ذكر وقائع المعراج كلها: “واستيقظ.” يمكن أن تفهموا من ذلك حقيقته شخصيا. فقد وصفه القرآن الكريم أيضًا بالرؤيا حيث ورد ” وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ” (الإسراء:60)

الفرق الإسلامية المعاصرة

ثم قال شخص إن هناك فِرقا إسلامية أخرى مثل الحنفية، والشافعية، والنقشبندية، والجشتية، والقادرية، فهل هذه الجماعة فرقة مثلها أم يوجد فيها شيء زائد؟ فقال عليه السلام :

إن جميع هذه الفرق في الوضع الراهن بعيدون في رأيي عن التعليم الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، فهم متورطون في أنواع البدع، فقد اخترعوا شتى الأوراد والأذكار وأنواع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، التي لم تثبت من النبي صلى الله عليه وسلم ومنها “ذِكر أرَّه” الذي يؤدي إلى السل في النهاية، وبعضهم يصابون بالجنون، ويُقال لهم أولياء الله.
 * “اره” نوع معين من الذكر ابتدعه المتصوفة المبتدعون يُخرجون عند ترديده صوتا كصوت المنشار.
ليس في الإسلام تعاليم تجعل الإنسان مجنونا، ولا هي طريق للوصول إلى الله. فالقرآن الكريم قد قال: ” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا” (الشمس:9-10)، فحين يكبح الإنسان ثوائره لله فقط، فهذا يؤدي بالضرورة إلى النجاح والعزة في الدين والدنيا، فالفلاح نوعان. حين يتزكى الإنسان بحسب هدْي النبي صلى الله عليه وسلم ينال النجاة في الآخرة ويتمتع بالراحة في الدنيا أيضًا. الذنب بحد ذاته ألم، فالذين يجدون اللذة في ارتكاب الذنوب هم مرضى، فالسيئة لا تؤدي أبدا إلى نتيجة جيدة، لقد رأيت بعض المدمنين على الخمر مصابين بالماء الأزرق في عيونهم، وصاروا مفلوجين، وأصيبوا بالرعشة، وماتوا بالجلطة، فحين ينهى الله سبحانه وتعالى عن هذه السيئات، فإنما لمصلحة الناس. فكما أن الطبيب حين يصف لأي مريض حمية، ففي ذلك فائدة للمريض لا للطبيب.
فإن كنتم تريدون الفلاح المادي والروحاني فاجتنبوا جميع هذه الآفات والمنهيات، فلا تجعلوا النفس طليقة العنان لئلا يصيبكم العذاب، إن الله سبحانه وتعالى بكمال الرحمة قد دلنا على طريق التخلص من كل الآلام، فإذا لم يجتنب أحد هذه الهموم والذنوب، فلا يقع الاعتراض على الإسلام.
ملخص القول، إن الناس نوعان، أحدهما من أفرطوا في اتباع الطبيعة ويوشكوا أن يلحدوا، فهم يرون أركان الصلاة أمرا سخيفا، ويظنون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أميا والصحابة أيضًا أميين، فهذه الأوامر كانت بحسبهم فقط؛ فهذا طريق الإفراط. والثاني أولئك المفرِّطون الذين هضموا حقوق الإسلام، فالزهاد اخترعوا أنواع الطرق لذكر الله. لقد قال الله سبحانه وتعالى بحق أُمَّتنا “أمة وسطا”، لذا يجب الاعتدال واتخاذ الطريق الوسط.

لا نحسب أي ناطق بالشهادة خارج من دائرة الإسلام

ثم قال الزائر المحترم السيد فضل حسين المحامي: إذا عُدَّ جميع غير الأحمديين كفارا فلا يبقى في الإسلام شيء، فقال حضرته عليه السلام :
لا نصف أي ناطق بالشهادة بأنه ليس مسلما، ما لم يصبح كافرا من تلقاء نفسه إثر تكفيرنا. قد لا تعلم أني حين نشرت دعواي بكوني مبعوثا من الله، أعد المولوي أبو سعيد محمد حسين من بطاله بجهد جهيد فتوى كتب فيها أن هذا الرجل كافر ودجال وضال، ولا تجوز صلاة الجنازة عليه، فمن سلّم عليه أو صافحه، أو حسبه مسلما فهو أيضًا كافر. فاعلم أن من المسائل المتفق عليها أن الذي يكفِّر مؤمنا
يصبح نفسُه كافرا، فأنى لنا إنكار هذه المسألة. فقولوا أنتم: أي طريق لنا في هذه الأوضاع؟ نحن لم نصدر أولًا أي فتوى بكفرهم، فحين يقال لهم كفار فإنما بسبب تكفيرهم لنا. أحدهم طلب مني المباهلة، فقلت له لا تجوز المباهلة بين مسلمَين، فكتب في الرد إنا نعُدّك كافرا أشد الكفر.
فقال الزائر: إذا كانوا يكفِّرونك هكذا فليفعلوا، فما الحرج إذا لم تعدّهم كافرين؟ فقال حضرته عليه السلام : إن الذي لا يكفِّرنا لا نصفه كافرا مطلقا، أما الذي يكفِّرنا ثم لم نعدّه كافرا فهذا سيوقعنا في معارضة الحديث والمسألة المتفق عليها، وهذا لا يتأتى منا.
فقال: ما الحرج في الصلاة خلف من لا يكفِّرونك؟
فقال عليه السلام : لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين. لقد جربنا كثيرا أن أمثال هؤلاء منافقون في الحقيقة، فقد ورد فيهم ” وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنََّما نَْحنُ مُسْتَهْزِئُونَ” (البقرة:14)، أي عندما يكونون عندنا يقولون لنا لا نعارضك، لكنهم حين ينصرفون إلى أصحابهم يقولون إنما كنا مستهزئين. فإذا نشروا إعلانا يصرّحِ بأنهم يعُدّون أفراد الجماعة الإسلامية الأحمدية مؤمنين، بل ويعُدّون الذين يكفِّرونهم كفارا، فأنا آمر جماعتي كلَّهم اليوم أن يصلُّوا معهم. نحن نتمسك بالصدق، ولا تستطيع أن تجبرنا على عمل خارج الشريعة الإسلامية، فما دامت هناك في الشريعة مسألة إجماعية أن الذي يكفِّر المؤمن يصبح بنفسه كافرا، فكيف نعدّهم مسلمين ولا نعدّ مكفّري أهل الحق كفارا؟ كيف نعرف أنهم مسلمون صادقون ما داموا لا يعظِّمون قول النبي صلى الله عليه وسلم؟ مع أنه واجب على كل مسلم أن يراعي قول سيده ومولاه النبي صلى الله عليه وسلم ويعتقد بحسب ما قاله صلى الله عليه وسلم.
فأعاد الزائر قوله مكررا، فشرح له حضرته مرة أخرى بالتفصيل، بقوله:
أولا ينبغي أن تسأل مشايخكم ما رأيهم فينا، فهم يقولون عني أنني أشد كفرا من اليهود والنصارى. فكما أنه حين وصلت إلى يوسف عليه السلام رسالةُ الإفراج عنه قال يجب أن يُسألوا ما ذنبي. كذلك يجب أن تسألوهم قبل الصلح أيَّ أمر فينا يعدّونه كفرا؟ فكل ما نقوله ونفعله تتبين منه عظمةُ النبي صلى الله عليه وسلم وجلاله وعزته فقط. فقد ورد في القرآن الكريم: ” فَمِنْهُمْ ظَالٌِم لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالَْخيَْراتِ” (فاطر:32) فنحن نعد أصحاب الطبقات الثلاث مسلمين، لكن ماذا نقول للذين يكفّرون المؤمنين. فالذين لا يكفِّروننا فسوف نعدهم من المكفرين ما لم ينشروا إعلانا بأنه لا علاقة لهم بهؤلاء المكفِّرين، وما لم يكتبوا أسماءهم بأنهم يعدونهم كفارا بحسب الحديث الصحيح.

تعليم النسوة

ثم سأل الثاني ما رأيك في تعليم النساء؟
فقال حضرته عليه السلام :

هناك حديث “طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة” فأتكلم أولا عن الرجال؛ إنه من الخطر الشديد أن ينصرفوا إلى هذه العلوم قبل اطلاعهم على حقيقة الإسلام ومحاسنه، فإن لم يُطلعوا الأولاد الصغار على الدين مطلقا، وهيأوا لهم الدراسة في المدرسة، فسوف تترسخ في قلوبهم تلك العلومُ كحليب الأم، وبعد ذلك لا يُتوقع منهم غيُر الارتداد عن الإسلام. وقلما يتنصرون، لأن عقيدة الثالوث والكفارة واتخاذ الإنسان إلها لسخيفة لدرجة أنْ لا يقبلها أي عاقل فهيم، وإنما يخشى عليهم أن يُلحدوا. فمن الضروري أن يُعلَّموا الفلسفة الروحانية من أول يوم. فما دامت الثقافة الحديثة تؤثر كثيرا في الرجال فماذا يتوقع منها في النساء؟ نحن لا نعارض تعليم النساء، بل قد فتحنا مدرسة أيضًا، لكننا نرى من الضروري أن يصان حصن الدين أولا، لكي يبقين محفوظات من تأثيرات الباطل الخارجية، وفَّق الله الجميع للسير على سواء السبيل والتوبة والتقوى والطهارة.

كيف ينبغي أن تكون الوظيفة؟

 إذا كانت الوظيفة تنهى عن المنهيات فنعمة تستحق الشكر من كل النواحي، أما إذا أدت – على عكس ذلك- إلى ارتكاب الأفعال السيئة، فهي لعنة يجب اجتنابها.

إنشاء العلاقة مفيد جدا

إن إنشاء العلاقة مفيد جدا، فاعلموا أنه إذا كانت لأحد اللصوص علاقةُ صداقة قوية لشخص يُكرمه ويحسن إليه كثيرا، فمهما كان اللص سيئا فإنه يحجم عن سرقة بيت هذا الصديق، ولا ينقبه أبدًا. إذن أفليس الله حتى كاللص؟ فهل إنشاء العلاقة بالله بوفاء عديم الجدوى؟ كلا.
إن جميع الأخلاق الحميدة ظلالٌ لصفاته سبحانه وتعالى، فالذين يأتونه بصدق القلب، يجعل لهم فرقانا عن غيرهم.

التضرع بصدق القلب لحصن

يقول الصوفية إن الذي مر عليه أربعون يوما دون أن تدمع عيناه خشيةً لله ولا مرة واحدة، يُخشى أن يموت ملحدا، بينما يوجد في العصر الراهن من العباد من يمر عليهم أربعون عاما، دع عنك أربعين يوما، ولا يلتفتون إلى عبادة الله. فالعاقل من يؤمِّن العافية قبل حلول الآفة، أما حين يحل البلاء فلا تفيد العلوم ولا الثروة، أصدقاء الإنسان أيضًا يبقون معه ما دام يتمتع بالصحة والعافية، أما إذا فقد الصحة فقلما يجد من يهيئ له حتى الماء، فالآفات كثيرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أسرِعوا إلى التوبة، فالآفات تحيط بالإنسان أكثر من النمل، فالذين لهم علاقة بالله سبحانه وتعالى فكما هم ينقَذون من الآفات والمصائب لا ينقذ مثلهم الآخرون. إن العلاقة شيء عظيم.

 إن المجيء إلى ظل شعرك الطويل لمن الدهاء. (ترجمة بيت شعر)

ليس ثمة إنسان دون أن يكون له نصيب من الآفات. ” إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” (الشرح:6).
لكن الإنسان يجب ألا يقنط أبدا.

 لا يصعب على الكرام أعمال كثيرة.

فهو سبحانه وتعالى خلال دقيقة يغير الأمور رأسا على عقب.

 لا تقنطوا، لأن الذين يشربون خمرة الحب الإلهي قد وصلوا إلى الغاية بهتاف واحد.

قدروا زمن الأمن والعافية، فالذي يتوب إلى الله في أيام الأمن والصحة يعينه الله أيام الألم والمرض. فالضراعة بصدق القلب حصن، لا يُخشى عليه أي هجوم من الخارج.

(المصدر: جريدة بدر؛  بتاريخ 1908/5/24 م)

هذا الموقع هو موقع علمي لا يتبع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تسمىى الطائفة القاديانية ولا يتبع أي فرقه من الفرق المنتسبه للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025. All Rights Reserved.

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025.

All Rights Reserved.

E-mail
Password
Confirm Password