Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

حِكَم ومواعظ بتاريخ 9 مايو 1908م (قبل صلاة الظهر في لاهور)

نصيحة خاصة للأطباء الأحمديين

كان الحديث يجري عن الطاعون والهيضة وغيرهما من الأوبئة، فقال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام :
شقيٌّ من يتوجه إلى العلوم والطبيعة والأطباء وغيرهم بحثا عن أسباب التخلص من هذه الآفات، والسعيد من يلجأ إلى الله. ومن ذا الذي يقدر على الإيواء من الآفات غير الله. إن هؤلاء المولعين بالفلسفة والطبيعة والعلوم يجدون في الحقيقة عند حلول هذه المشكلات بعض الأدلة للعثور على نوع من السكينة والطمأنينة، وبذلك يحرمون من العثور على الأسباب الأصلية لهذه الأوبئة ودوافعها، ومن ثم يغفلون عن الله أيضًا. أنا أطلب من الأطباء الأحمديين ألا يحسبوا علومهم كافية في مثل هذه القضايا، بل يجب أن يتركوا مكانا لله أيضًا، وينبغي ألا يعطوا رأيا حاسما وقرارا قاطعا، لأنه من الملاحظ كثيرا أن الذين أجمع الأطباء على أن موتهم محتم ومؤكد، خلق الله لهم أسباب السلامة. وهناك آخرون لا تُرى آثار الموت عليهم بنظر الأطباء نظرا لتمتعهم الظاهري بالصحة والعافية، لكن الله يخبر أحدا من المؤمنين بموتهم قبل الوقت. ففي نظر الأطباء لم تأنِ نهايته، لكنه في علم الله يكون قد انتهى وهو ما يحدث.
لقد تلقَّى المسلمون علم الطب من اليونانيين، لكن لما كان المسلمون موحدين وعبدة الله، فقد بدأوا يكتبون على وصفاتهم “هو الشافي.” لقد قرأنا سوانح الأطباء، فقد ذكروا أن الأمر الصعب في علاج الأمراض تشخيصُها، فمن أخطأ في التشخيص فقد أخطأ في العلاج أيضًا، لأن بعض الأمراض دقيقة ومستعصية لا يقدر الإنسان على فهمها، لذا قد كتب الأطباء المسلمون عند مواجهة هذه الصعوبات أنه يجب أن يستعين الطبيب بالدعاء، إذا دعا الطبيب بدافع المواساة الصادقة للمريض والإخلاص بكامل الاهتمام والتياع القلب، فسوف يكشف الله عليه حقيقة المرض، لأنه لا شيء يخفى على الله.
تذكروا أنه بقدر ما يدعي الإنسان ادعاءا كبيرا بعيدا عن الله وبناء على علمه وخبرته فقط يواجه الهزيمة بمثله. يفتخر المسلمون بالتوحيد، والتوحيد لا يعني أن يقر به الإنسان بلسانه فقط بل المراد من التوحيد أن تثبتوا بأفعالكم عمليا أنكم في الحقيقة موحدون، وأن التوحيد دأبكم. إن المسلمين يؤمنون أن كل أمر يأتي من الله
ولذا يقول المسلم عند الفرحة “الحمد لله”، وعند الحزن والحداد “إنا لله وإنا إليه راجعون”، وبذلك يُثبت أن مرجعه في كل أمر في الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى أما الذين يريدون أن يكسبوا متعة الحياة الدنيا بمعزل عن الله فليتذكروا أن حياتهم مُرة جدا، لأنه لا يتأتى أي سلوان حقيقي وطمأنينة دون التفاني في الله وعدِّه سبحانه وتعالى هو المعوَّل عليه في كل أمر. هؤلاء يعيشون حياة البهائم، ولا يسعهم نيل الطمأنينة. إن الذين لا يعرضون عن الله، ويدعون الله كل حين وآن في الخفاء هم من يُعطون حصرًا الراحةَ الحقيقية والسلوان.


في الدين الصادق قيود


صدق الدين يكمن في ألا ينفصل المرء عن الله في أي حال، فأي دين هذا، وأي حياة هذه التي تنقضي كلها دون ذكر الله ولو مرة واحدة! فالحق أن مردّ كل هذه النقائص لفرط التحرر، وعدم التقيد الذي اتخذه قسم كبير من العباد أسلوبَ حياة لهم.
قرأت اليوم كتابا عن سوانح بوذا، وتبين لي من قراءته أنه لم يكن يؤمن بالله أصلا، وكان يؤمن أنما الحياة هي الدنيا فقط ولا وجود للعالم الآخر. إنما التحرر وهذه المعتقدات الإباحية سبب ما يقال بأن ربع سكان العالم أو خمسهم يتمسكون بالبوذية أو يحبون هذه المعتقدات. فبقدر ما يقيِّد الدين يقل معتنقوه، وعلى قدر ذلك التقييد تكون فيه الطيبة والطهارة.


القيود الإسلامية


لقد فرض الإسلام القيود على النساء والرجال كليهما، فكما أمر النساء بالحجاب أكد على الرجال أيضًا بغضِّ البصر. فالصلاة والصيام والزكاة والحج، والتفريق بين الحلال والحرام، وترك العادات والتقاليد الشخصية مقابل أحكام الله سبحانه وتعالى وغيرها من القيود قد ضيقت باب الإسلام بشدة، ولذلك ليس من وسع كل إنسان الدخول منه. كن مسيحيا وافعل ما شئت، فدينُهم أيضًا متحرر وخالٍ من القيود، وقد نشأت في المسلمين أيضًا تقليدا لهم فرقةٌ جديدة تريد التعديل في الإسلام. في الحقيقة كل هذه الأمور تخطر ببال الراغبين في التحرر وانعدام القيود، لكن تذكروا أن التحرر وانعدام القيود مقابل الطهارة ضدان كما النور والظلام. في لاهور أيضًا أرى الطباع تميل إلى قبول الحق، لكن التحرر وانعدام القيود يعترضانهم كحجر عثرة في الطريق.
لقد ورد أن قبيلة أسلمت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فالتمسوا منه الإعفاء من الصلاة لكنه قال لهم، باطل هو الدين الخالي من عبادة الله.
حين ألقي النظر على هذا الجزء من سكان العالم الذين يميلون إلى التحرر وانعدام القيود يرتجف قلبي وتعتريه هزة، وأرى أن إزاحة هذا الحجر عن طريق الإصلاح لصعبة، إلا أن يحدث في العالم انقلاب عظيم يولد في القلوب اليقين بهيبة الله سبحانه وتعالى وسطوته وجبروته وجلاله.
إذا كان أحد في العصر الراهن يترك الخمر ويقول إن شربها غير شرعي، فإنما يريد من ذلك في الحقيقة ألا تُشرب بكثرة أو لا تشرب أمام الناس علنًا في الشوارع والأزقة، وأن يفعلوا ما شاؤوا في البيوت، لكن الإسلام في هذه الأمور كلها اشترط بشدة التحلي بالتقوى الحقيقية والطهارة الحقة، ويريد أن يبقى المرء ضمن حدود الله.


ملخص جميع العبادات


عندما وصل حضرته عليه السلام إلى هنا بايعه بضعة أشخاص وكان معهم رجل مسن، فطلب من حضرته الدعاء، أن يغفر الله له ذنوبه. 

فقال حضرته عليه السلام :
أفضل عمل أن يضع الإنسان في الحسبان دوما أنه لا ضمان للحياة، بالإضافة إلى الدوام على الاستغفار والتوبة إذ لا يعرف متى يأتيه الموت. إن طلب المغفرة من الله للذنوب وتوليد الحرقة في القلب لنيل رضاه هو الدين كله وهو يشمل الدنيا أيضًا، إنما تتلخص العبادات كلُّها في أن تُغفر ذنوب المرء، ويرضى الله عنه.
سأله حضرته عليه السلام : ما اسمكم؟
قال: مستقيم.
قال عليه السلام : أدعو الله تعالى أن يجعلك مستقيما.
فقال الشيخ مستقيم: يا سيدي، أتمنى أن أسدي لك خدمة، وأتمكن من خدمتك.
قال عليه السلام : الأعمال بالنيات، فقد نلتم ثواب النية. ستُعطَون أجر ما تحملتم من مشقة الوصول إلى هنا أيضا، فكونوا راضين بالله.


مهمة الإصلاح في العصر الراهن


بعد ذلك استأنف الامام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام الكلام فقال:

تبدو مهمة الإصلاح بحسب الأوضاع السائدة صعبة جدًّا ومعقدة، إذ تجري الرياح ضدها في هذه الأيام. إن ما نقدمه دواء مرٌّ، ولا يسع هؤلاء تناولُ الدواء المر بالتخلي عن عاداتهم الحلوة، إلا إذا أيقنوا بأن تلك الحلوى تضرهم فعلا، وأن هذا الدواء المر بمنزلة ماء الحياة، وعندها يمكن أن تحدث الفائدة. إن القيد الذي فرضه الله سبحانه وتعالى فيه الرحمة والرأفة فقط. فلينظر المرء ما هي عواقب التخلي عن القيود. إنما الإباحية والتحرر يؤديان حتما إلى إدمان الناس على شرب الخمر والفسق والفجور. ثم ما هي العواقب الوخيمة التي تؤدي إليها هذه الأعمال؟كم هي خطيرة! ويراها العالم كل يوم، حيث تؤدي إلى الإصابة بأمراض مختلفة من اللَّقْوة والفالج والزهري، وإلى الجذام أحيانا. وبذلك يتعرض الإنسان لآفات خطيرة وتكون حياته بئيسة وتعيسة جدًّا. ينبغي أن يتفكر هؤلاء بعواقب هذه الإباحية والتحرر الوخيمة، لكن هؤلاء الشباب الذين ترتبط مصالحهم بالثقافة الحديثة، لا يفقهون، فهذه المصالح مخيفة، لكن مع ذلك ينبغي ألا نقنط.
أنا لا أعارض الاقتراح الذي قُدم لإصلاح هذه الفئة إصلاحا صادقا ولمواساتهم الحقة، بل إنني أؤيده بشدة، فقد يتأثر واحد من مائة، وإلا سأثاب على جهدي نتيجة سخريتهم.
بينهم الاختلاف حتما، فإذا كان بعضهم يسخرون، فمن المؤكد أن البعض يدرك الصدق أيضا. صحيح أن الصدق من نصيب قليل منهم، إلا أن أولئك القلّة يكونون أبطالا، لأن قبول الصدق أيضًا من أعمال الأبطال، ثم إن الحق والصدق يتمتع بهيبة وقوة، وبذلك تضاف قوة أخرى إلى قوتهم، وتصبح قوة عظمى.


تمييز الخبيث من الطيب

ثم هناك فضل إلهي آخر نلناه، وهو أن الذين يأتون إلينا هم حلماء وسليمون وصالحون. إنني أفرح من قراءة إعلانات الخبيثين القذرة وعباراتهم العارية عن التحضر والإنسانية، وخطبهم وشتائمهم. فلو كان هؤلاء الوسخون انضموا إلينا فأي فائدة كانت ستصيبنا! إن ما أخبرني به الله سبحانه وتعالى وهو مسجل في كلام الله، أنه يريد أن يميز الخبيث من الطيب. فقد خلق الله سبحانه وتعالى بنفسه وسائل هذا التمييز والتمحيص أيضًا، وإلا كان من المحتمل أن يسلِّم هؤلاء بموت المسيح أيضًا، ومن ثم كان يمكن أن لا يبقى بيننا وبينهم امتياز، لكن الله الذي يريد أن يميز الخبيث من الطيب، قد أنشا بحكمته اختلافات بيننا وبينهم، بحيث فصلَنا عنهم تماما.
فمن الغريب أنهم لا يملكون أي دليل قوي، ومع ذلك يستشيطون غضبا. فلو كانت كلمة واحدة في القرآن الكريم تصرح بحياة المسيح عليه السلام أو كانت حياة المسيح عليه السلام ثابتة من الأحاديث الصحيحة، لكان من حقهم أن يثيروا ضجة ويستشيطوا غضبا، ويقولوا بحقي ما أرادوا. لكن لما كان القرآن الكريم نفسه والحديث يدحضهم، فليس من حقهم أن يبدوا هذا الحماس للكذب.
الحق أن الله سبحانه وتعالى قد أراد في هذا العصر المليء بالفتن تصفية الشوائب والأوساخ وأن يشكل فرقة جديدة، ويظهر للعالم أن هذا هو الإسلام.
الأوضاع نوعان: عملية وإعتقادية. لكن المسلمين في العصر الراهن قد أساؤوا إلى الإسلام في كليهما.
إلى الإسلام في كليهما. إن الإسلام منزه من كل خبث، وغالب في كل ميدان، لكننا لا نفهم كيف يمكن أن يغلب الإسلام بالأسلحة التي رفعوها؟

إن جهنم ليست أبدية


إن الإسلام دين طاهر وكامل بحيث لا يمكن أن يثار أي اعتراض على أييّ من معتقداته. لقد اعترض البعض عن المعاد أن الاعتقاد بأبدية جهنم والخلود فيها لمن يموت على الكفر يستلزم الظلم، وهو ينافي رحمة الله التي لا نهاية لها. لكن واقع الأمر أن أبدية جهنم ليست غير منقطعة كأبدية الجنة والخلود فيها؛ لأن القوى التي يرتكب بها الإنسان الذنب قد خلقها الله سبحانه وتعالى نفسُه، إذ لم يأت الإنسان بتلك القوى والجوارح من عنده. لقد سلّمنا بأن الإنسان يملك القدرة والتصرف أحيانا على إنجاز الفعل وتركه، ويرتكب السيئة شخصيا، إلا أنه لما كان الله هو خالق الفطرة، وهو نفسه قد أفصح ” خُلِقَ الِْإنْسَانُ ضَعِيفًا” (النساء:28)، لذا وجب أن يُراعى هذا الأمر أيضًا. إذن سيعاقب الإنسان على ارتكاب الذنب ويعذب، إلا أن هذا العذاب ليس أبديا كأبدية الله، إذ سوف يخلِّص المرء من جهنم بعد إصلاحه بالمكوث فيها مدة معينة. فهذا ما ثبت من كلام الله سواء سلم به أحد أم لم يقبله. فقد ورد بعد ذكر الجنة: ” عَطَاءً غَيرَ مَجذُوذٍ” (هود:108) وحين ذُكرت جهنم قال: ” إلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ” (هود:107). فبالتدبر في هاتين الآيتين يتبين بجلاء أن أهل الجنة لم يخوَّفوا، بينما أعطي أهل جهنم أملا في الخلاص حتما.
فقد ورد في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بأنه لو لم يرد بحق الجنة ” عَطَاءً غَيْرَ مَجذُوذ” لظل أهل الجنة خائفين أيضًا، لكن الله أضاف جملة ” عَطَاءً غَيَْر مَجذُوذ” وبذلك أزال ذلك الخوف أي هذا عطاء من الله ولا يستعاد. وفي هذا الخصوص قد قرأت حديثا آخر أيضًا ورد فيه: يأتي على جهنم زمان ليس فيها أحد، ونسيم الصبا تحرك أبوابها.
انظروا الآن، ما أطيب هذا المبدأ والمعتقد الذي علمه الله المسلمين عن جهنم والجنة، حيث لا يوجد فيه ذرة من الظلم، وهو مبدأ حق وحكمة، حيث أن العقوبة تستمر لمدة معينة، وبعدها نجاة وخلاص، لأن خالق طباع الناس وقواهم هو الله سبحانه وتعالى أولا وآخرا. ولا يقبل أي طبع سليم وضمير أن يعد ذنب إنسان ضعيف عظيما لا يُغتفر أبدا.


حقيقة المعراج


المسألة الثانية هي المعراج. لا شك أننا أيضًا نقبل أنه صلى الله عليه وسلم ذهب بجسمه، حيث كان جسما أيضًا وفي اليقظة، إلا أنه كان حالة كشفية من أسمى طراز، فلفهم هذا الدليل يمكن أن تقرؤوا البخاري، حيث تجدون بعد سرد هذا الحادث ثم استيقظ، فما معناها؟
فقد روتْ السيدة عائشة رضي الله عنها التي عايشت النبَّي صلى الله عليه وسلم طويلا وكانت عالمة كبيرة، وراسخة في العلم أنه ليس المراد من “استيقظ” أن حضرته كان قد رأى رؤيا، كلا بل كان نوعًا من اليقظة، وأنه كان محافظا على شعور ذهابه جسداً،1 وهو تصرف إلهي حيث لا يغيب معه الحسّ ، وهذه النقطة لا تُحل بالعلم وإنما تنحل بالتجربة الصحيحة، فلا يمكن أن تعترض عليه أي فلسفة أو علم الطبيعة، وهو ليس أمرا يقبل الاعتراض، إلا أن بعض الناس هم أنفسهم يشوهون الإسلام ويجعلونه محل اعتراض
(المصدر: جريدة الحَكَم؛ بتاريخ 1908/5/30م)

 “قال ابن إسحاق: حدثني بعض آل أبي بكر: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلمكانت تقول: ما فُقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الله أسرى بروحه”. (السيرة النبوية لابن هشام، ذكر الإسراء والمعراج، رواية عائشة عن مسراه (صلى الله عليه وسلم

هذا الموقع هو موقع علمي لا يتبع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تسمىى الطائفة القاديانية ولا يتبع أي فرقه من الفرق المنتسبه للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025. All Rights Reserved.

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025.

All Rights Reserved.

E-mail
Password
Confirm Password