مقترحات عقد السلام مع الآريين
قال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد قادياني عليه السلام:
إنما المسلم الصادق من يكنّ في قلبه حبَّ النبي صلى الله عليه وسلم بحيث إذا نطق أحد كلمة مسيئة واحدة إلى النبي صلى الله عليه وسلم نطقًا أو إشارة، فيستعد لمحاربته. فبعد قراءة مقالات الآريين المنشورة في الجرائد التي تُبيِّن أنهم يريدون السلام مع المسلمين قدمنا اقتراحًا لعقد السلام، لكن المؤسف أنهم لم يقدروا.
ملحوظة من محرر جريدة “بدر” المحترم:
كان الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد قادياني عليه السلام قد كتب سلفا –بعد ملاحظة إساءة الآريين– مقالا أعرب فيه أنه كيف يمكن أن نعقد السلام مع هؤلاء؟ فقد نُشرت تلك الكلمات في كتيب “آريو قاديان ونحن” كالتالي:
“إن شريعتنا تعرض عليهم (الآريين) رسالة الصلح، ولكن معتقداتهم النجسة ترمي إلينا سهاما محرضةً على الحرب. نقول: لا تقولوا لكبار الهندوس مكارين أو كاذبين ولكن قولوا بأن هؤلاء القوم نسوا دينهم الحق بعد مرور آلاف السنين. ولكن هؤلاء الناس ذوو طبائع خبيثة ويكيلون مقابل سلوكنا هذا شتائم بذيئة لأنبيائنا الأخيار ويدعونهم مفترين وكاذبين. فهل لأحد أن يفكر أن يتم الصلح مع هؤلاء الهندوس؟ إن أتباع مذهب “سناتن دهرم” خير منهم إذ يملك معظمهم أخلاقا حسنة ويحترمون جميع الأنبياء ويُخفضون رؤوسهم تواضعا. أظن أنه من الممكن أن تتصالح معنا سباع الفلوات وذئابها وتتخلى عن الشر، ولكن الظن أن أصحاب مثل هذه المعتقدات سيتصالحون مع المسلمين بصدق القلب باطل تماما. بل إن صلحهم صلحا صادقا مع المسلمين مع هذه المعتقدات أكثر استحالة من آلاف المحالات. هل لمسلم صادق أن يتحمل سماع الشتائم بحق أنبيائه الأطهار والمقدسين ثم يتصالح معهم؟ كلا. فالتصالح مع هؤلاء مضرّ ضررَ تربية الحية السامة اللادغة في كُمّ القميص. إن قلوبهم مسودّة بشدة إذ يعُدّون الأنبياء الذين قاموا بإصلاحات عظيمة في الدنيا مفترين وكذابين. لم يسلم من لسانهم موسى ولا عيسى عليهما السلام ولا سيدنا ومولانا خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم الذي أصلح العالم أكثر من غيره على الإطلاق، والأموات الذين أحياهم صلى الله عليه وسلم ما زالوا أحياء“.
بعد ذلك حين أثيرت ضجة كبيرة في الجرائد أنه يجب عقد السلام بين الهندوس والمسلمين، قدم حضرته عليه السلام في محاضرته في لاهور اقتراحًا للسلام ينص على ما يلي:
إننا نجد سعادتنا في إعلان هذا الأمر ونشر إقرارنا هذا في العالم كله بأن سيدنا موسى عليه السلام وسيدنا عيسى عليه السلام وسائر الأنبياء أجمعين كانوا أطهارا وأبرارا ومقربين إلى الله، وكذلك كان جميع الصلحاء الذين بواسطتهم أنزل الله هدايات ووصايا مقدسة في بلاد الآريين، وكذلك الذين جاؤوا لاحقا من الأسلاف المقدسين للآريين كراجه رام شندر وكرشنا، كانوا كلهم مقدسين ومن الذين ينزل عليهم فضلُ الله.
انظروا ما أجمل هذا التعليم الذي يضع الأسس لسلام العالم ويريد أن يجعل الأمم كلها كأمة واحدة، أي ينبغي أن يذكر أفرادُ كل أمة صلحاءَ أمم أخرى باحترام. ومن ذا الذي يجهل أن أصل العداوة الشرسة هو احتقارُ هؤلاء الأنبياء والرسل، الذين آمن بهم عشرات الملايين من كل أمة. فكيف يمكن أن يطلق المرء شتائم قذرة على رجل ثم يتمنى أن يرضى عنه ابنُه؟
باختصار، قد جئناكم بهذا المبدأ لتشهدوا على أننا سلَّمنا بمقتضى المبدأ المذكور بأن صلحاءكم كانوا من الله، ونأمل من طبعكم المحب للسلام أن تسلموا أنتم كذلك أي أن تُقروا فقط بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان صادقا ورسولا حقًّا من الله.
الدليل الذي قدمناه لكم هو بيِّن وواضح جدا، وإن لم يتم الصلح بهذا الطريق فاعلموا أن السلام لن يحدث أبدا، بل سوف تكثر الأحقاد يوما بعد يوم.
(المصدر: جريدة بدر، بتاريخ 1907/12/26م)
