Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

فضائل سورة الفاتحة

تأثير تكرار سورة الفاتحة في الدعاء

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود   :

إن لتكرار سورة الفاتحة في الدعاء تأثيرا عظيما. مهما عانى المرء من عدم الخشوع والمتعة يجب عليه الاستمرار في هذا العمل أي تكرار الآية: إياك نعبد وإياك نستعين. وأحيانا يجب أن يكرر الآية: اهدنا الصراط المستقيم، ويكرر في السجدة يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث.

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 1898/2/20م)

إن ورد سورة الفاتحة في الصلاة مستحسنٌ، والأفضل أن يكرر المرء الآية: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم، في صلاة التهجد بخضوع القلب ويعرض قلبه لتنزل الأنوار الإلهية عليه. وفي بعض الأحيان يجب أن يكرر الآية: إياك نعبد وإياك نستعين. إن تكرار هاتين الآيتين سيكون سببا لتنوير القلب وتزكية النفس بإذن الله.

(المصدر: جريدة الحكم، بتاريخ 1903/6/24م )

 

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود   :

فالحق أن الفاتحة أحاطت كل علم ومعرفة، واشتملت على كلِّ دقيقةِ حقٍّ وحكمة، وهي تجيب كل سائل، وتذيب كل عدو صائل، ويطعم كلَّ نزيلٍ إلى التضيّف مائلٍ، ويسقي الواردين والصادرين. ولا شك أنها تزيل كل شك خيّب، وتجيح كل هم شَيَّبَ، وتعيد كلّ هُدُوٍّ تَغيَّبَ، وتُخجِل كلَّ خصيم نَيَّبَ، ويبشر الطالبين. ولا معالج كمثله لسمّ الذنوب وزيغ القلوب، وهو الموصِل إلى الحق واليقين“.

(المصدر : كتاب كرامات الصادقين)

سورة الفاتحة وتنوير الباطن

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود   :

فمن جملة تلك الخواص السَنيّة خاصةٌ روحانية في سورة الفاتحة؛ وهي أن قراءتها في الصلوات بخشوع القلب وترسيخ تعليمها في القلب إيقانا بصدقها فعلا، لها دور كبير في تنوير القلوب .. أي أن ذلك يؤدي إلى انشراح الصدر وإزالة ظلمة النفس ونزول فيوض مبدأ الفيوض على الإنسان، ويؤدي إلى أن تحيط به أنوار القبول في حضرة الله، فيظل يتقدم في هذ المجال حتى يتشرّف بمخاطبات الله تعالى على الوجه التام ويحظى بالكشوف الصادقة والإلهامات الواضحة، ويدخل في المقربين إلى الله تعالى، وتظهر على يده عجائب الإلقاء الغيبي، والكلام الذي لا ريب فيه، وعجائب استجابة الأدعية وكشف الغيوب وتأييد قاضي الحاجات ما لا نظير له في غيره.

(المصدر: كتاب البراهين الأحمدية الجزء الرابع )

وقال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود   :

إنها شجرة طيبة تؤتي كلَّ حين أُكُلًا من المعرفة، ويروي من كأس الحق والحكمة، فمن فتَح باب قلبه لقبول نورها، فيدخل فيه نورها، ويطّلع على مستورها، ومن غلّق الباب فدعا ظلمتَه إليه بفعله، ورأى التبابَ ولحِق بالهالكين“.

(المصدر : كتاب كرامات الصادقين)

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود   :

ثمَّ اعْلَمْ أنَّ آيَاتِ هذِهِ السُّوْرَةِ (الفَاتِحَةِ) سَبْعٌ وَالنُّجُوْمُ سَبْعٌ فَقَدْ حَاذَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا نَجْمًا لِيَكُوْنَ كُلُّهَا للشَّيْطَانِ رَجما“.

(سجل محاورات العرب، تدوين الامام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام احمد عليه السلام)

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود   :

فليكن واضحا أنه إذا كان الكلام مطابقا لشيء صدر من الله وخُلق بيد قدرته، بمعنى أنه لو اجتمعت فيه العجائب الظاهرية والباطنية كما اجتمعت في أيٍّ من خلق الله لقيل في تلك الحالة أن ذلك الكلام يحتل مرتبة تعجز القوى الإنسانية عن الإتيان بنظيره، لأن الشيء الذي كان مسلَّمًا به عند الخواص والعوام دون خلاف ونزاع أنه عديم النظير أو صادر من الله، ثم شاركه شيء آخر في أوجُه كونه عديم النظير، لثبت بلا أدنى شك أن الشيء الأخير أيضا عديم النظير. فمثلا لو تطابق شيء تماما مع شيء آخر طولُه عشرة أمتار لعُلم عن الأول أيضا بعلم صحيح وقاطع يفيد يقينا جازما أن طوله أيضا عشرة أمتار.

والآن أقدم كمثال؛ خَلقًا لطيفًا من خلق الله .. وهو الورد، وأسرد عجائبه الظاهرية والباطنية التي بسببها اعتُبر حائزا على عظمة تعجز قوى الإنسان عن الإتيان بنظيرها. ثم سأثبت أيضا أن عجائب سورة الفاتحة وكمالاتها تعادل تلك العجائب كلها، بل كفة كمالاتها راجحة. والسبب في اختيار هذا المثل هو أنني رأيت ذات مرة بعين الكشف سورة الفاتحة في يدي مكتوبةً على ورق، وهي من الجمال وروعة الشكل وكأن الورق الذي كُتبت عليه سورة الفاتحة مليء بالورود الحمراء والناعمة التي لا نهاية لها. وكلما قرأت آية من آياتها كانت تصعد منها ورود كثيرة تطير إلى الأعلى مع صوت رخيم. وكانت الورود كبيرة الحجم رائعة الجمال وطرية نضرة وذات رائحة زكية جدا. وعند صعودها إلى الأعلى يتعطَّر القلب والذهن إلى أقصى الحدود، وتخلق الورود عالَمًا من النشوة؛ إذ تنفِّر من الدنيا وما فيها بشدة متناهية نتيجة جذب متعتها العديمة المثال.

فهمت من هذا الكشف أن للورد علاقة روحانية بسورة الفاتحة، وبسبب هذه المماثلة اخترتُ هذا المثال. ورأيت من المناسب أن أكتب أولا عجائب الورد الظاهرية والباطنية على سبيل المثال لكي يتم العمل أيضا بما أُشير إليه في الكشف بكتابة هذا المثال ثم أكتب مقابلها عجائب سورة الفاتحة الظاهرية والباطنية ليعلم القراء المنصفون أن الميزات التي توجد في الورد ظاهرا وباطنا، التي بسببها اعتُبر الإتيان بنظيره مستحيلا عادةً؛ موجودة نفسهابل أفضل منهافي سورة الفاتحة.

فليكن معلوما أنه من المسلَّم به عند كل عاقل دون أدنى تردد أو ارتياب أن الورد أيضا يجمع في طياته مثل مخلوقات الله الأخرى ميزات مُثلى لا يقدر الإنسان على الإتيان بنظيرها. وتلك الميزات تنقسم إلى قسمين: أولا تلك التي توجد في صورته الظاهرية؛ ألا وهي أن لونه جميل جدا، بل أجمل ما يكون، وأن رائحته زكية ولطيفة وتجذب القلوب وتسحرها، وكيانه الظاهري ناعم جدا وفيه النُضرة والنضارة واللين والرقة والصفاء. وثانيا ما أودع الله الحكيم القدير فيه من الميزات الباطنية فمنها أنه يُفرِح القلبَ ويقويه ويسكِّن مرارة الصفراء، كما يقوّي القوى والأرواح كلها، ومسهّل الصفراء والبلغم الرقيق أيضا، وكذلك يقوِّي المعدة والكبد والكِلية والأمعاء والرحم والرئة. وهو مفيد جدا في الخفقان الحاد والغشي وضعف القلب، بالإضافة إلى كثير من الأمراض الجسدية الأخرى. فقد اعتُقد بناء على تلك الميزات من النوعين المذكورين بأنه يحتل مرتبة الكمال؛ إذ لا يسع أحدا قط أن يصنع وَردا يماثل الورد الحقيقي في جمال لونه وطيب رائحته ونضارته ونعومته ورقّته وصفائه في صورته الظاهرية، أو يملك خواص الورد الحقيقي الباطنية.

وإذا كان السؤال: لماذا ظُنّ أن القوى البشرية عاجزة عن الإتيان بنظير الورد؟ ولماذا لا يمكن أن يصنع أحد وَردا مثله أو يخلق في الورد الزائف الميزات الموجودة في الورد الحقيقي ظاهرا وباطنا؟

فجوابه أن صنع مثل هذا الورد مستحيل على العموم، ولم يتمكن إلى يومنا هذا طبيب أو فيلسوف من إيجاد أدوية يمكن أن يؤدي مزجها إلى تكوين شيء يحمل من حيث الظاهر والباطن الصفات التي يملكها الوردُ سيرةً وصورةً.

واعلموا يقينا أن كل هذه الأوجه المتعلقة بالمثال توجد في سورة الفاتحة، بل في كل جزئية صغيرة من القرآن الكريم تقل عن أربع آيات. أولا انظروا إلى صورته الظاهرية تروا ملاحة عباراته وحلاوة بيانه وجودة كلماته. كلامه يتسم بكمال السلاسة والرقة والرونق والبهاء واللطافة، كما يتجلى فيه غيرُها من لوازم حسن الكلام على أكمل وجه لدرجة لا يُتصوَّر المزيد عليه. وهو سالم وبريء تماما من وحشة الكلمات وتعقيد التركيبات. وكل جملة من جُمله فصيحة وبليغة للغاية، وكل تركيب من تركيباته جاء في محله المناسب تماما. وقد رُوعي فيه كل أسلوب يزيد في حسن الكلام ويكشف رونق العبارة. وكل ما يمكن تصوُّره من علو مرتبة البلاغة وحسن البيان فهو موجود وملحوظ فيه على أكمل وجه. وكل ما يُحتاج إليه من حسن البيان بُغية ترسيخ المراد في القلوب فهو مهيأ فيه كله. وإلى جانب تلك البلاغة والمعاني والالتزام بحسن الكلام بوجه كامل فهو مليء بشذى الصدق والحق. لا توجد فيه مبالغة يشوبها الكذب قيد ذرة، ولا توجد فيه عبارة محبّرة استُخدمت فيها نجاسة الكذب أو رائحة الهزل الكريهة، ولغو الحديث مثل الشعراء. فعلى عكس ما يكون كلام الشعراء مليئا برائحة الكذب والهزل ولغو الحديث الكريهة، مُلئ هذا الكلام بشذى الصدق والحق والطيبة. وإلى جانب هذا الشذى جُمع فيه حسن البيان وجَودة الألفاظ ونزاهة العبارة، كما جُمعت في الورد ملاحة لونه إلى جانب شذاه الطيب. هذه هي الميزات الفريدة الظاهرية. أما خواص سورة الفاتحة الباطنية فمنها أنها تشمل علاجا ناجعا للأمراض الروحانية المستعصية، وفيها وسائل كثيرة لتكميل القوة العلمية والعملية، وتصلح مفاسد كبيرة. وقد ذُكرت فيها المعارف واللطائف العظيمة التي ظلت خافية عن أعين الحكماء والفلاسفة. وبقراءتها يزداد قلب السالك يقينا، ويُشفى من مرض الشك والشبهة والضلال.

إن مضمونها المبارك زاخر بأنواع الصدق والحقائق السامية الكثيرة التي لا بد منها لتكميل النفس. وواضح أن اجتماع تلك الكمالات في كلام الناس مستحيل كاستحالة إتيان أحد بكمالات الورد. وإن هذه الاستحالة ليست نظرية، بل بديهية؛ لأن الله تعالى قد بيّن الدقائق والمعارف السامية في كلامه الفصيح والبليغ عند الضرورة الحقة، وأظهر الميزات الظاهرية والباطنية على أحسن وجه مُبلِغاً كِلا الجانبينِ الظاهر، والباطنأعلى مراتب الكمال مع مراعاة الشروط الهامة. بمعنى أنه سجل أولا المعارف السامية والضرورية التي اندرست معالمها وعفَت من التعاليم السابقة، ولم يسبق حكيمٌ أو فيلسوف إلى تلك المعارف العالية. ثم لم يسجلها سبحانه وتعالى من غير ضرورة أو عبثا، بل بيّنها حين كانت الحاجة لبيانها ملحّة لإصلاح العصر، وكان من شأن عدم بيانها أن يجلب الدمار والهلاك للدهر، كذلك لم يسجِّل تلك المعارف العالية بصورة ناقصة أو غير مكتملة، بل جاءت على أكمل وجه كيفا وكمًّا، إذ ليس لعاقل أن يقدِّم صدقا دينيا بقي خارج نطاقها، ولم تبق شبهةُ مُبطِلٍ لم تُدحَض في هذا الكلام، فإن الإتيان بكمالات الفصاحة والبلاغة هذه التي لا يُتصوَّر أكثر منها، مع التزام كمالات الحقائق والدقائق التي ترتبط من ناحية ثانية بالضرورات الحقة؛ عمل جبّار جدا ويفوق قوى البشر بالبداهة. ولكن الإنسان غِرٌّ تعوزه البراعة؛ فلو أراد أن يكتب حتى الأمور الأدنى والبسيطة التي لا علاقة لها بالحقائق الساميةبعبارة محبَّرة وفصيحة مع التزام صدق المقال وقول الحق، لما أمكنه ذلك أيضا.

كما هو بديهي تماما عند كل عاقل أنه إذا كان هناك صاحب محلٍّ مثلا، وهو في الوقت نفسه شاعر وأديب من الدرجة الأولى، وأراد أن يكون حديثه الذي يضطر له كل يوم مع زبائنه المختلفين وأصحاب العلاقة معه متسما بكمال البلاغة والعبارة المحبَّرة، وأن يراعي في كلامه مقتضى الحال أيضا؛ بمعنى أنه إذا كان بحاجة إلى حديث وجيزٍ أوجزه، وإن دعت الحاجة للإسهاب أسهب، وإذا اضطر للنقاش مع زبون سلك مسلكا يضمن كسب النقاش لصالحه؛ فيستحيل أن يبلغ مراده. أو أن يكون هناك حاكم مثلا وشغلُه تسجيل إفادات الفريقين والشهود بدقة، والقيامُ بالنقد والطعن اللازم فقط عند كل إفادة، كما يُشترط لتنقيح القضية وبما يناسب التحقيق في الأمر المتنازَع فيه، وأن يطرح السؤال حين تقتضي الحاجة للسؤال ويسجل الجواب في حينه، وأن يبين الأوجه القانونية على أحسن وجه وفق القانون كلما اقتضت الحاجة للبيان، وإذا وجب كشفُ الأحداث بحسب الترتيب كشَفَها مراعيا الترتيب والصحة، ثم يبين بكمال الصحة رأيه وجميع الأوجه التي تؤيد هذا الرأي، وأن يكون كلامه إلى جانب كل هذه الالتزامات على درجة عليا من الفصاحة والبلاغة التي لا يسع أحدا الإتيان بأفضل منها؛ فمن المستحيل عليه بالبداهة أن يوصل كلامه هذه الدرجة من البلاغة. هذه هي حالة فصاحة الإنسان؛ فهو لا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة دون لغو الكلام وعابثه وما لا لزوم له. ولا يتفوه الناس بشيء بغير الكذب والهزل، وإذا تفوهوا كان كلامهم ناقصا. فمثلهم في ذلك كمثل رسم صورة، فلو رسموا فيها أنفًا أسقطوا أذنا، وإذا رسموا الأذن فُقدت العينُ. بمعنى أنه إذا صدقوا القول ضاعت الفصاحة، وإذا اهتموا بالفصاحة جمعوا كومة من الكذب ولغو الكلام، وكان مثله كمثل البصلة التي هي مجموعة قشور لا شيء بداخلها.

فما دام العقل السليم يحكم بصراحة تامة أنه لا يمكن بيان الأمور البسيطة والأحداث الواهية أيضا بعبارات محبّرة وبليغة وبالتزام الصدق والضرورة الحقة، فما أسهل فَهْمَ أن بيان المعارف السامية بعبارة محبرة في قمة الفصاحة والصفاء وبالتزام الضرورة الحقة، هو أمر خارق للعادة وبعيد عن قدرة البشر كل البُعد. وكما أنه من المستحيل أن تُصنع وردة تشبه الورد ظاهرا وباطنا، كذلك يستحيل تماما ما ذكرناه آنفا، لأنه ما دامت التجربة الصحيحة تشهد في الأمور البسيطة، وأن الفطرة السليمة أيضا تقبل أنَّ الإنسان لو أراد أن يبيّن كلامه الضروري والسديد سواء أكان يتعلق بأمر من أمور البيع والشراء أو تقصيِّات المحكمة وغيرها بصورة أصلح وأنسب، لاستحال أن يكون كلامه مناسبا وموزونا دائما ومسجَّعا وفصيحا وبليغا ومحتلا أعلى درجات الفصاحة والبلاغة وأن يكون إضافة إلى التزامه بالصدق والحق زاخرا بمعارف الصدق والحقائق العالية، وأن يصدر عن ضرورة حقة، ويحيط بالحقائق الواقعة، ولا يقصِّر أدنى تقصير في مهمته لإصلاح الحالة السائدة وإتمام الحجة وإفحام المنكرين، وأن يراعي كافة جوانب المناظرة والبحث كما هو حقه، ويشمل جميع الأدلة الضرورية والبراهين المهمة والتعليم الضروري والأسئلة والأجوبة الضرورية، فأنى لكلام البشر أن يجمع في طياته مع وجود المشاكل المعقدة التي تزداد على الحالة الأولى بمئات المرات كل هذه الأمور مع التزام الفصاحة والبلاغة التي لا نظير لها ولا مثيل؛ بحيث لا يمكن بيان ذلك الموضوع بصورة أفصح من ذلك؟

فهذه هي الأوجه التي توجد في سورة الفاتحة والقرآن الكريم، وتتطابق مع الورد في ميزاته.

وبالإضافة إلى ذلك هناك ميزة عظيمة أخرى في سورة الفاتحة والقرآن الكريم خاصةٌ بهذا الكلام المقدس وحده؛ وهي أن قراءته بانتباه وتركيز خاص تطهِّر القلب وتزيل الأغشية المظلمة وتشرح الصدر وتجذب طالب الحق إلى الله تعالى وتجعله مورد الأنوار والتأثيرات التي يجب وجودها في المقربين إلى الله تعالى ولا يسع أحدا أن ينالها بحيلة أو خطة أخرى قط. وقد أثبتُّ في هذا الكتاب وجود ذلك التأثير الروحاني أيضا. وإذا كان هناك طالب حق فأنا جاهز أن أثبت له ذلك وجها لوجه، ومستعد أيضا أن أثبته في كل حين وآن.

ويجب التذكر جيدا أن كون القرآن الكريم عديم النظير والمثال من حيث كلامه لا يقتصر على الأدلة العقلية فقط، بل إن التجربة الصحيحة الممتدة على زمن طويل أيضا تؤيد وتصدّق ذلك؛ فمع أن القرآن الكريم لا يزال يُقدِّم ميزاته منذ 1300 عاما على التوالي ويصرخ: “هل من معارض؟ ويتحدى الدنيا كلها بأعلى صوته بأنه عديم النظير والمثيل من حيث صورته الظاهرية وخواصه الباطنية، ولا يقدر جنٌّ ولا إنسٌ على مواجهته أو معارضته؛ فمع ذلك ما وسع نفسا منفوسة أن تنبس مقابله ببنت شفة، بل لم يقدر أحد على مواجهة الميزات الظاهرية والباطنية حتى لسورة قصيرة منه كسورة الفاتحة. فأي معجزة أوضح وأكثر بداهة من أن يتبين كون هذا الكلام المقدس فوق القوى البشرية عقلا أيضا؟ كذلك تشهد التجربة الصحيحة الممتدة على زمن طويل على مرتبته المعجزة. وإذا كان هناك أحد لا يقبل هاتين الشهادتين اللتين بلغتا مبلغ الثبوت من حيث العقل والتجربة الممتدة على زمن طويل، بل يعتز بعلمه وبراعته أو يثق ببراعة إنسان أنه يستطيع أن يصوغ كلاما مثل القرآن الكريم؛ فأسجل هنا على سبيل المثال، كما وعدتُ سابقا، بعضا من حقائق سورة الفاتحة ودقائقها، ويجب على المنكر أن يقدم كلامه مقابل ميزات سورة الفاتحة الظاهرية والباطنية.

ولكن قبل تفصيل حقائق سورة الفاتحة أقول مكررا بلا خوف من الإطالة، بأنه يجب على المعارض أن يتذكر جيدا، كما قلت آنفا، إن في سورة الفاتحة مثل القرآن الكريم، ميزتان فريدتان؛ أي الظاهرية والباطنية. الميزات الظاهرية كما ذكرتُ مرارا هي أن عباراتها محبَّرة وفيها رونق وبهاء ونعومة ولطافة وبلاغة وحلاوة وسلاسة وحسن البيان وحسن الترتيب فلا يمكن أداء هذه المعاني بأسلوبها أو بأحسن منها بعبارة أفصح منها. ولو اجتمع الأدباء والشعراء من العالم كله وأرادوا أن يكتبوا الموضوع نفسه من عند أنفسهم بعبارات أخرى تعادل عبارات سورة الفاتحة أو أفضل منها، لاستحال ذلك حتما؛ لأن القرآن الكريم يدّعي على الملأ تفردّه منذ 1300 عام. فلو أمكن لمعارض لتصدى له حتما، علمًا أن عدم التصدي لمثل هذا الادّعاء يُثبت هوان المعارضين جميعا وخزيهم، ويدل على عظمة القرآن الكريم وشوكته. فلما لم يُقدِّم أحد من المعارضين عبارة مثل القرآن الكريم منذ 1300 عام؛ فإنّ عجْز جميع المعارضين عن تقديم المِثل، وقبولَهم لأنفسهم كافة أنواع الإهانة والندامة واللعنة التي تقع على الكاذبين الذين لا يُسعفهم جوابٌ أثناء هذه المدة الطويلة كلها؛ يدل بصراحة تامة على أن قدرتهم العلمية عاجزة عن المواجهة. وإنْ يقبل أحد هذا الأمر فعليه تقع مسؤولية الإتيان بنظير عبارة القرآن الكريم بنفسه أو يطلب ذلك من أحد أنصاره. فيمكنه مثلا أن يصوغ انطلاقا من مضمون سورة الفاتحة عبارة فصيحة تساويها كمالا وفصاحة وبلاغة. وما لم يفعل ذلك، فلا يمكن بحال من الأحوال تضعيف جواب أهل الحق الذي في أيديهم نتيجة صمت المعارضين ووجومهم منذ 1300 عام. بل إن سكوت المعارضين إلى مئات السنين وعدم قدرتهم على الجواب، قد أوصله إلى مرتبة الثبوت الكامل التي لا يبلغها الورد وغيره أيضا من حيث كونه عديم النظير، لأنه ما رُغِّب حكماء الدنيا وصنَّاعها إلى هذا الحد في مواجهة أيّ شيء آخر، وما خوِّفوا أيضا بأنه سوف يحل بهم أنواع الدمار والهلاك في حالة عجزهم عن الإتيان بمثله.

فمن الواضح أن البداهة والرونق والبهاء الذي يثبت به كون بلاغة القرآن الكريم وفصاحته فوق قوى البشر، لا يثبت بالمستوى نفسه للورد بميزاته وجمال لونه قط.

فهذا بيان موجز لميزات سورة الفاتحة والقرآن الكريم الظاهرية، وبواسطته قد ثبت أنه عديم النظير والمثال ويفوق قدرات البشر؛ وذلك من خلال عجز المعارضين.

والآن أعيد ذكر الميزات الباطنية أيضا لكي تترسخ جيدا في أذهان المتدبرين. فليكن معلوما أنه كما أودع الله الحكيمُ القدير الوردَ منافع متنوعة لجسد الإنسان؛ منها أنه يقوّي القلب والقوى والروح، ويفيد في أمراض عديدة، كذلك أودع سبحانه وتعالى سورة الفاتحة، بل القرآن الكريم كله في الحقيقة، شفاء للأمراض الروحانية. وفيه علاج للأسقام الباطنية لا يوجد في غيره مطلقا، لأنه مليء بالحقائق الكاملة التي كانت قد اندرست من وجه الأرض ولم يعد لها في الدنيا أثر قط؛ فلم يأت هذا الكلام المقدس إلى الدنيا عبثا أو دون جدوى، بل تجلّى هذا النور السماوي حين كانت الدنيا بأمسّ الحاجة إليه. فالتعاليم المطهَّرة التي مسّت إليها الحاجة إلى أقصى الغايات، والمعارفُ والحقائق التي ألحّت الضرورة لنشرها، قد بيّنها هذا الكلام عند الحاجة وفي الوقت المناسب تماما، وبفصاحةٍ وبلاغة عديمة المثال. وبالإضافة إلى الالتزام بذلك، لم يترك شيئا ولا قيد شعرة مما كان بيانه ضروريا لهداية الضالين ولإصلاح الحالة السائدة. أما ما كان غير ضروري وسخيفا وعبثا، فلم يتطرق منه شيء إلى أية جملة إطلاقا.

فباختصار، إن العظمة والبركة الكبرى للأنوار والحقائق المقدسة إلى جانب الشأن العظيم الذي تمتلكه، لكونها معارف عالية هي أنها ما أُظهرت للعيان عبثا ودون فائدة، بل قد أُظهرت تلك الحقائق في وقت الضرورة تماما بكل قوة وشدة كالغيث المغيث لنشر النور ورفع كل نوع من الظلمة المنتشرة في الدنيا، ولإزالة كل نوع من الجهل والفساد الذي ساد العالم في الأمور العلمية والعملية والعقدية. والحق أنه كان هو الغيث المغيث الذي نزل من السماء لإنقاذ المصابين بالظمأ الشديد. والحق أن حياة الدنيا الروحانية كانت تعتمد على أن ينزل من السماء ماء الحياة هذا، ولم تكن هناك قطرة واحدة منه إلا وكانت دواء لمرض من الأمراض السائدة. وقد برهنت حالة الدنيا السائدة بثبوتها على ضلالها المعهود إلى مئات السنين أنها لا تجد من تلقاء نفسها علاجا لهذه الأسقام إلا بنزول هذا النور، ولا تقدر على رفع ظلماتها بنفسها، بل هي بحاجة إلى نور سماوي من شأنه أن ينور الدنيا بأشعة صدقه ويبصِّر الذين لم يبصروا قط، ويفهِّم الذين لم يفهموا قط. فإن هذا النور لم يقدِّم إلى العالم الأنوار الحقة الضرورية التي لم يبق لها أثر أبدا فحسب، بل ملأ أيضا بقوته الروحانية صدورا كثيرة بجواهر الحق والحكمة، وجذب إلى وجهه الجذاب والباهر قلوبا كثيرة، وأوصل الكثيرين بتأثيره القوي إلى مرتبة عليا من العلم والعمل.

فالميزات، من كِلا النوعين المذكورين، الموجودة في سورة الفاتحة والقرآن الكريم كله تمثّل أدلة نيّرة لإثبات تفرّد كلام الله مثل ميزات الورد التي اعتُبرت عند الجميع فوق قدرات البشر. بل الحق أنه ليس في الورد قط مثل هذه الميزات في خرقها للعادة وفي كونها فوق قدرة البشر. إن عظمة تلك الميزات وشوكتها وندرتها تتبين بجلاء أكثر حين يتأمل فيها الإنسان بصورتها الشاملة ويتدبر كيفيتها الكلّية بنظرة شاملة. فمثلا، لو تخيَّل الإنسان كلاماً تبلغ عبارته درجة عليا من الفصاحة والبلاغة واللطافة والحلاوة والسلاسة وحسن البيان والعبارة المحبّرة، إذ لو أراد أحد أن يصوغ من عنده عبارة مثلها تشمل المعاني نفسها بالتمام والكمال؛ فلا يمكن على الإطلاق أن تبلغ عبارته تلك الدرجة من البلاغة والحلاوة. ثم لو تخيل الإنسان فكرةً ثانية بأن يكون مضمون تلك العبارة محتويا على الحقائق والدقائق التي تمثل حقائق عظيمة في الحقيقة ولا توجد فيها جملة أو لفظ أو حرف لا يحتوي على بيان حكيم، ثم تخيل فكرةً ثالثة بأن تكون تلك الحقائق من النوع الذي يحتاج إليها الزمنُ بشدة متناهية، ثم تخيل فكرةً رابعة بأن تكون تلك الحقائق فريدة من نوعها فلا يُعثر على حكيم أو فيلسوف يكون قد كشفها بفكره وتدبره، ثم تخيل إضافة إلى ذلك فكرةً خامسة بأن تظهر تلك الحقائق في زمن ظهورها مثل نعمة متجددة كان الناس قبل ظهورها يجهلون ذلك الصراط المستقيم كليا، ثم تخيل فكرة سادسة بأن تتحقق في ذلك الكلام بركة سماوية إذا تبعها طالب حقٍّ أدت إلى علاقته الوطيدة وأُنسه الحقيقي بالله تعالى، وأن تلمع فيه الأنوار الواجب لمعانها في رجال الله؛ فيرى هذه المجموعة كلها متحققة، فإن العقل السليم يحكم دون أدنى تردد أن احتواء كلام البشر على كل هذه المراتب الكاملة مستحيل ومحال وخارق للعادة.

ومما لا شك فيه أن النظرة الشاملة إلى جميع تلك الفضائل الظاهرية والباطنية تؤدي إلى حالة مهيبة تؤكد للعاقل أن تحقق هذه المجموعة كلها بقوى البشر يفوق إدراك العقل والقياس. ولا توجد هذه الحالة المهيبة في الورد لأن في القرآن الكريم ميزة أن صفاته المذكورة التي هي مدار تفرّده بديهية الثبوت بكل المعايير. ولهذا السبب، عندما يعرف المعارض أن ليس في كلامه ولو حرف واحد ينحرف عن جادة الحق والحكمة، ولا توجد جملة واحدة غير ضرورية أشد الضرورة لإصلاح الدهر، وكذلك حين يري كمال بلاغته بأنه ليس ممكنا بحال من الأحوال استبدال سطر واحد منه بسطر آخر؛ يستولي على قلبه هيبة شديدة بمشاهدته هذه الكمالات البديهية.

أما الجاهل الذي لم يفكر بهذه الأمور قط فقد يطرح لجهله سؤالا: ما الدليل على أن كل هذه الميزات ثابتة ومتحققة في سورة الفاتحة وفي القرآن الكريم كله؟ فليكن واضحا أن الدليل على ذلك هو أن الذين فكروا في كمالات القرآن الكريم النادرة ووجدوا عباراته على درجة عليا من الفصاحة والبلاغة عجزوا عن الإتيان بنظيره، ثم رأوا حقائقه ودقائقه على مرتبة سامية لم يجدوا نظيرها في العالم كله، وشاهدوا فيه من التأثيرات العجيبة التي لا تلاحَظ في كلمات الإنسان قط، ثم رأوا فيه صفة طيبة وهي أنه لم ينزل على سبيل الهزل والعبث، بل جاء في وقت الضرورة الحقة بعينها؛ اعترفوا عندها بعظمته النادرة بمشاهدتهم هذه الكمالات. أما الذين ظلوا محرومين من نعمة الإيمان لشقاوتهم الأزلية، فقد استولى على قلوبهم أيضا ذعرُ هذا الكلام عديم النظير وهيبته، حتى قالوا مبهوتين مذعورين: إن هذا إلا سحر مبين.

ثم يجد المنصف دليلا قويا وإثباتا واضحا على أن القرآن عديم النظير من خلال أمر آخر أيضا؛ وهو أنه مع أن القرآن الكريم لا يزال يثير غيرة المعارضين وحفيظتهم للمواجهة منذ 1300 عام، ويسمي المعارضين الذين ينكرونه مع عدم قدرتهم على الجواب أشرارا ونجسين وملعونين وأهل جهنم؛ إلا أن المعارضين مع ذلك قبلوا لأنفسهم كل إهانة وذلة وخزي بكمال الوقاحة وكالعِنِّين والمخنّثين، بأن يسمَّوا كذابين وأذلاء ووقحين وخبثاء ونجسين وأشرارا وملحدين وأهل جهنم، ولكنهم لم يقدروا على مبارزة سورةٍ قصيرة، ولم يتمكّنوا من أن يجدوا عيبا في الميزات والصفات والعظمة والحقائق التي قدمها كلام الله. بينما كان ولا يزال واجبا على معارضينا إذا كانوا لا يريدون أن يتخلوا عن كفرهم وإلحادهم، أن يأتوا بنظير لسورة من سور القرآن الكريم ويقدِّموا لنا من باب المواجهة كلاما يحمل في طياته كافة الميزات الظاهرية والباطنية التي تتحلى بها أقصر سورة من سور القرآن الكريم؛ أيْ أن تكون عبارته على درجة عليا من البلاغة مع التزام الصدق والحق والضرورة الحقة، إذ يستحيل تماما لأي بشر الإتيان بتلك المعاني بعبارة فصيحة أخرى مثلها، وأن يكون مضمونه محتويا على حقائق عليا لم تُكتَب عبثا بل أوجبت الحاجاتُ الملحة تحريرها، وكانت الدنيا كلها تجهلها تماما قبل ظهورها للعيان، وأن يكون ظهورها نعمة متجددة. ثم يجب أن تتحلى إلى جانب كل تلك الميزات بخاصية روحانية بأن تتوفر فيها مثل القرآن تماماالتأثيرات الواضحة التي أثبتُّها في هذا الكتاب وما زلتُ جاهزا لإثباتها لكل طالب صادق في كل حين. وما لم يأت معارض بمثلها، فإنّ عجزه عن ذلك يؤكد أن القرآن الكريم عديم النظير. وإنّ أوجه تفرّد القرآن الكريم التي سجلتها هنا قد ذكرتها بإيجاز شديد.

ولو جعلنا ميزاته الأخرى كلها أيضا شرطا واجبا للإتيان بنظيره، فإن هذا الشرط سوف يجلب لهم دمارا على دمار، وموتا بعد موت؛ كأنْ نقول للمعارضين: عليكم أن تستخرجوا لنا من كلامكم ميزات القرآن الكريم التالية: جميع المعارف الدينية إذ ما من حقيقة دينية بقيت خارجهومئات الأمور الغيبية والنبوءات الدالة على القدرة المطلقة التي تنبئ عن مكرمته وذلة الأعداء، وازدهاره ودمار الأعداء، وانتصاره وهزيمة الأعداء. ولكن لما كانت ميزات القرآن الكريم التي سجلناها من قبل كافية لإفحام العدو العَمِه وإدانته وإثبات عجزه، وستجلب على معاندينا حالة سيكونون بسببها أسوأ من الميتين؛ فإن تقديم جميع الميزات القرآنية بُغية طلب نظيره ليس ضروريا. كذلك إن تحرير جميع الميزات سيزيد صفحات الكتاب كثيرا، فاكتفيتُ بهذا القدر فقط معتبرا إياه سلاحا ماضيا لقتل المؤذي. ومع أني قد طلبت من المعارضين نظير أقصر سورة من القرآن الكريم تخفيفا عليهم وشفقة بهم، فمع ذلك فإنه معلوم لدى كل خبير أنهم ظلوا عاجزين منذ القِدم وما زالوا عاجزين عن المبارزة والمواجهة مع شدة حرصهم على ذلك، ومع شدة عنادهم ومعارضتهم وعداوتهم من الدرجة القصوى، ولم يجد أحد مجالا لأن ينبس ببنت شفة. ومع أن عجزهم عن المواجهة يُثبت أنهم أذلاء مهانون ومن أهل جهنم ويُطلِق عليهم لقب الكفار والملحدين ويسميهم وقحين وعديمي الحياء. إلا أنه لم يصدر من أفواههم صوت، وكأنهم ميّتون. وإن في قبولهم كل نوع من الذلة الناتجة عن عدم تمكّنهم من الجواب، وتسليمهم بإطلاق كافة أنواع الأسماء الحقيرة على أنفسهم، وقبولهم كل نوع من الوقاحة وعدم الحياء دليلا بيّنا على أنه لا تقوم لهؤلاء الخفافيش الدنيئة قائمة أمام شمس الحقيقة هذه.

فما دامت أشعة شمس الصدق هذه تصدر من كل حدب وصوب فيعمى أمامها أعداؤنا أصحاب سيرة الخفافيش، فمن مكابرتهم وجهلهم الشديد في هذه الحالة أن يعتبروا أن القوى البشرية تعجز عن الإتيان بنظير ميزات الورد وهي أضعف وقليلة الثبوت مقابل ميزات القرآن الكريم العديمة النظير ويظنّوا أن البشر قادرون على الإتيان بنظير ميزات القرآن الكريم العظيمة التي هي أفضل وأسمى كثيرا من ميزات الورد الظاهرية والباطنية، وقوية الثبوت. وما دام الإنسان غير قادر على أن يصنع نظيرا للورد الذي يُرى نضرا ويسرّ الناظرين لسويعات معدودة ثم يذبل ويسوء منظره ويبهت لونه الجميل أيضا وتتناثر بتلاته وتسقط، فأنّى له أن يواجه ذلك الورد الحقيقي الذي قدّر له الله المالك الأزلي ربيعا مستديما وحفظه إلى الأبد من صدمات نسيم الخريف، والذي لا تقلّ نضرته ونضارته وطراوته ونعومته وجماله ولطافته أبدا، ولا يتطرق إلى وجوده المبارك ذبول ولا خمول، بل كلما مرّ عليه الدهر تبيّنت نضارته وطراوته أكثر من ذي قبل، وانكشفت عجائبه أكثر فأكثر، وتبينت للناس حقائقه ودقائقه باستمرار وكثرة؟ أفليس إنكار الفضائل العظيمة لهذا الورد الحقيقي ومراتبه أقصى درجات العماية الباطنية؟

على أية حال، إذا كان هناك شخص عمِهًا إلى هذه الدرجة ولا يُدرك عظمة شأن هذه الميزات لعماه، فعليه تقع مسؤولية الإتيان بنظير كلام الله الذي أثبتنا أنه عديم النظير وقدمنا من أوجهٍ متنوعة تفوّق هذا الكلام المقدس على قدرات البشر. وعليه أن يُريَ في كلام بشرٍ من الكمالات الظاهرية والباطنية ما أثبتنا وجودها في كلام الله.

(المصدر: كتاب البراهين الأحمدية، الجزء الرابع)

 

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود   :

بل أقول أيضًا وبناء على تجربتي الشخصية إن سورة الفاتحة مظهر الأنوار الإلهية في الحقيقة. وقد لاحظتُ عند قراءتها عجائبها الكثيرة التي تُعلم من خلالها مرتبة كلام الله المقدس ومنزلته. وببركة هذه السورة المباركة والالتزام بتلاوتها، بلغ كشف الغيب مبلغا كُشفتْ به مئات الأخبار الغيبية قبل وقوعها. وبقراءة سورة الفاتحة عند كل مصيبة أزيل الحجاب دائما بشكل عجيب. وأذكر قرابة ثلاثة آلاف كشف صحيح ورؤيا صادقة رأيتها إلى الآن، وتحققت أيضا كانبلاج الفجر. ففي أكثر من مئتي مرة رأيت علامات استجابة الدعاء بوضوح تام عند مواقف حرجة، وذلك حين لم يكن هناك أيّ احتمال لحل المشكلة. وظلت أنواع العجائب من قبيل كشف القبور وغيرها تظهر بالالتزام بوِرد هذه السورة، بحيث لو وقع أدنى ظل لها على قلب قسيس أو بانديت لاستعد فورا للتضحية بروحه من أجل قبول الإسلام قاطعا علاقته بحب الدنيا.

وكذلك إن النبوءات الصادقة التي أُخبرتُ بها بواسطة الإلهامات الصادقة، وقد تحققت ولا يزال يتحقق بعضها أمام أعين المعارضين؛ لا تقل عن ضخامة إنجيلَينِ لكثرتها بحسب رأيي. لقد حظيتُ ببركة اتباعي لسيدنا الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بمخاطبات الله التي أوردتُ نزرا يسيرا منها كنموذج في إلهامات بالعربية وغيرها، وذلك في حاشية الحاشية رقم .3 ولقد خصّني الله بمخاطباته وشرّفني بعلومه اللدنية ببركة اتباع ذلك الرسول المقبول صلى الله عليه وسلم وحبه، وببركة اتباع كلامه عز وجل المقدس، وأطلعني على أسرار خفية كثيرة، وملأ صدري بكثير من الحقائق والمعارف، وأخبرني مرارا وتكرارا أن هذه العطايا والأفضال والتفضلات والمنن والألطاف والتوجّهات والإنعامات والتأييدات وكل هذه المكالمات والمخاطبات إنما هي ببركة اتباع سيدنا خاتَم الأنبياء صلى الله عليه وسلم وحبّه.

( المصدر: كتاب البراهين الأحمدية الجزء الرابع)

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود   :

إن دقائق سورة الفاتحة ومعارفها وخواصها التي كتبتُها إلى الآن إنما هي عديمة المثال والنظير بالبداهة. فمثلا لو تدبّر أحد بالإنصاف المرتبة العالية التي تحتلها الحقائق الموجودة في سورة الفاتحة، ثم نظر إلى الدقائق والنقاط التي تشملها هذه السورة، ثم لاحظ حسن البيان وإيجاز الكلام وكيف مُلئ بمعان واسعة وكثيرة في كلمات قليلة، ثم نظر إلى رونق العبارة وبهائها وكم تحتوي على السلاسة والنقاء والنعومة وكأنها ماء في غاية النقاء والصفاء يجري بهدوء، ثم فكّر في نفسه عن تأثيراتها الروحانية التي تطهِّر القلوب من الظلمات البشرية بوجه خارق للعادة، وتجعلها محط أنوار الله تعالى التي أثبتُّها في هذا الكتاب في كل مكان لتبين له علّو شأن القرآن الكريم الذي لا يسع القوى البشرية مبارزته بجلاء لا يُتصوَّر أكثر منه.

( المصدر: كتاب البراهين الأحمدية الجزء الرابع )

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود   :

إن الفاتحة حصنٌ حَصين، ونور مبين، ومعلِّم ومُعين. وإنها يحصن أحكامَ القرآن من الزيادة والنقصان كتحصين الثغور بإمرار الأمور. ومَثلها كمثل ناقة تحمل كل ما تحتاج إليه، وتوصل إلى ديار الحِبّ مَن ركب عليه، وقد حُمل عليها مِن كل نوعِ الأزواد والنفقات، والثياب والكسوات. أو مثلها كمثل بِركةٍ صغيرٍ، فيها ماء غزير، كأنها مجمعُ بحار، أو مجرى قَلَهْذَمٍ زخّارٍ. وإني أرى أن فوائد هذه السورة الكريمة ونفائسها لا تُعَدُّ ولا تُحصى، وليس في وُسع الإنسان أن يحصيها وإنْ أنفدَ عمرًا في هذا الهوى. وإن أهل الغيّ والشقاوة ما قدروها حق قدرها من الجهل والغباوة، وقرأوها فما رأوا طِلاوتها مع تكرار التلاوة. وإنها سورة قويُّ الصول على الكَفَرة، سريعُ الأثر على الأفئدة السليمة، ومَن تأمّلَها تأمُّلَ المنتقد، وداناها بفكر منير كالمصباح المتّقد، ألفاها نورَ الأبصار ومفتاح الأسرار. وإنه الحق بلا ريب، ولا رَجْمٌ بالغيب. وإن كنتَ في شكٍّ فقُمْ وجرّبْ واترك اللغوب والأيْن، ولا تسأل عن كيف وأينَ. ومن عجائب هذه السورة أنها عَرَّفَت الله بتعريف ليس في وُسْع بشرٍ أن يزيد عليه. فندعو الله أن يفتح بيننا وبين قومنا بالفاتحة، وإنّا توكلنا عليه. آمين يا رب العالمين“.

( المصدر : كتاب إعجاز المسيح )

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود   :

إن قراءة سورة الفاتحة في الصلاة ضرورية. وهي الدعاء الذي يتبين منه بجلاء تام أن الدعاء يكون في الصلاة في الحقيقة. فقد علّم الله تعالى هذا الدعاء على النحو التالي: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم. أي من الضروري قبل الدعاء أن نحمد الله ونثني عليه لكي يتولّد في الروح حماس وحب لله تعالى. لذا فقد قال تعالى: الحمد لله رب العالمين الذي هو خالق الجميع ومربّيهم. الرحمن: الذي يعطي الإنسان بغير عمل وطلب منه. الرحيم: أي ثم يجازي على العمل أيضا في هذه الدنيا وفي الآخرة. مالك يوم الدين: الجزاء كله بيده. الخير والشر كله بيد الله. إن الإنسان يصبح موحدا كاملا حين يؤمن بالله مالكِ يوم الدين. إن اعتبار الحكام كل شيء عند مقابلتهم ذنب يستلزم الشرك. غير أنه لا بد من طاعتهم ما دام الله تعالى قد جعلهم حكاما ولكن يجب ألا تتخذوهم آلهة أبدا.

بل أعطوا الإنسان حقه وأعطوا الله حقه. ثم قولوا: إياك نعبد وإياك نستعين. اِهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم. المنعَم عليهم هم حزب الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين. ففي هذا الدعاء نطلب الفضل والإنعام الذي أُنعم به على هذه الأحزاب كلها. وأنقذنا يا ربنا من صراط المغضوب عليهم وصراط الضالين.

(المصدر: جريدة الحكم، بتاريخ 1902/6/24م)

مشاركة بني البشر جميعا في دعاء سورة الفاتحة

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود  :

يجب الانتباه إلى ثلاثة أمور عن الدعاء في هذه السورة (1) أن يشارك المرء فيه بني البشر كلهم (2) يشارك المسلمين كلهم. (3) يشارك المصلين جميعا الذين حضروا الصلاة. فبهذه النية يشترك الجميع في الدعاء وهذه هي مشيئة الله تعالى.

(مكتوب الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام إلى شيخ غلام نبي رضي الله عنه نقلا عن جريدة الحكم ، بتاريخ 1937/7/28م إلى 1937/8/7م)

تأثير عظيم لسورة الفاتحة

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود  :

الفاتحة تُطلق على الفتح أيضا، أي تجعل المؤمن مؤمنا والكافر كافرا بمعنى أنها تميز بينهما. إنها تفتح القلب وتخلق انشراح الصدر. لذا يجب قراءة سورة الفاتحة بكثرة وينبغي التدبر في هذا الدعاء جيدا.

(المصدر: جريدة الحَكَم، بتاريخ 1900/12/24م ).

سورة الفاتحة معجزة

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود  :

إن سورة الفاتحة معجزة، ففيها الأمر والنهي والنبوءات أيضا. القرآن الكريم بحر عظيم، من أراد أن يستخرج منه شيئا فليتدبر سورة الفاتحة كثيرا لأنها أم الكتاب فمن بطنها تخرج مضامين القرآن الكريم.

التواتر في سورة الفاتحة

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود  :

لا شك أن هناك تواترا في كل نقطة من نقاط القرآن أما سورة الفاتحة فثبتت بتواتر عظيم إذ تُقرأ في كل ركعة في الصلاة كل يوم.

المنطق في سورة الفاتحة

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود  :

إن أهل المنطق يفصلون الجنس وغيره عند التعريف كما يقال: الإنسان حيوان ناطق. فهذا الأمر موجود في سورة الفاتحة أيضا. إذ قال: الحمد لله، ثم قال بعد ذلك: رب العالمين. ثم جاء فصله أي الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين وقد بلغ منتهاه فلا يوجد مدح وثناء أكثر من ذلك.

(المصدر: جريدة الحَكَم، بتاريخ 1901/2/10م)

وسيلة الحماية من النار

قال الامام المهدي ميرزا غلام احمد ، المسيح الموعود  :

لقد وُضعت لسورة الفاتحة سبع آيات لأن للجحيم سبعة أبواب فكأن كل آية تُنقذ من باب.

(المصدر: جريدة الحَكَم، بتاريخ 1900/2/17م )

هذا الموقع هو موقع علمي لا يتبع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تسمىى الطائفة القاديانية ولا يتبع أي فرقه من الفرق المنتسبه للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025. All Rights Reserved.

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025.

All Rights Reserved.

E-mail
Password
Confirm Password