إن البر بالوالدين في محله ولكن حق الله مقدم
سأل أحدهم قائلا: يا سيدي، قد فرض الله على الإنسان خدمة الوالدين والبّر بهما، لكن والديَّ يتبرأون مني لانضمامي إلى جماعة حضرتك، فعندما كنت آتيا إلى حضرتك للبيعة قالا لي ألا أراسلهما، وأنهما لا يريدان أن يريا وجهي، فكيف يمكن لي الآن الاستجابة لهذا الأمر الإلهي؟
فقال الإمام المهدي ميرزا غلام أحمد قادياني (المسيح الموعود) عليه السلام :
حين أمر القرآن الكريم بخدمة الوالدين والبر بهما فقد قال: “رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِی نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُوا۟ صَـٰلِحِینَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّ ٰبِینَ غَفُورࣰا” (الإسراء:25) لقد واجه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا مثل هذه المواقف الصعبة، حيث حصل النزاع بينهم وبين الوالدين بسبب الاضطرار الديني. باختصار، ينبغي أن تبقى دومًا جاهزًا للاعتناء بهما، ولا تفوِّت أي فرصة لذلك. فسوف تثاب على نيتك حتمًا، فإذا انفصلتَ عنهما لتقديم رضوان الله فقط فهذا اضطرار. توخَّ الإصلاح دومًا، وانتبه إلى أن تكون نيتُك صادقة، وادعْ لهما على الدوام. فالقضية ليست جديدة، فقد تعرَّض سيدنا إبراهيم عليه السلام أيضًا للموقف نفسه. على كل حال إن حق الله مقدَّم، فقدِّم الله واسْعَ جاهدا لأداء حقوق الوالدين قدر المستطاع، وداوِم على الدعاء لهما، وراعِ أن تكون نيتك صادقة
(المصدر: جريدة الحَكَم، بتاريخ 1908/2/29م)