Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

نصائح بتاريخ 25 سبتمبر 1907م (ظهرا)

صفات ضرورية لدعاة الجماعة

قال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام:

كان هناك اقتراح لو قُبل لتحقق مطلب كبير. العمر يمضي رويدا رويدا. لا يمكن أن يُذكر اسم أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان لديه جزء من الدين وجزء من الدنيا. لم يكن صحابي واحد صدّق الدنيا قليلا والدينَ قليلا بل كانوا منقطعين كلهم وجاهزين للتضحية بأرواحهم في سبيل الله. إذا استعد بعض الناس من جماعتنا المطّلعون على مسائل دينية وذوو أخلاق طيبة ومتحلون بصفة القناعة يجب أن يُرسلوا إلى الخارج لنشر الدين. لا حاجة إلى علم كثير. كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم أميين، وكان حواريو عيسى عليه السلام أيضا أميين. التقوى والطهارة هي المطلوبة. إذا كان الصدق موجودا يعلّم الله تعالى أمورا عجيبة بنفسه.

فائدة إرسال الأولاد إلى المركز للتعلّم

الذين يرسلون أولادهم إلى المركز للتعلم إنهم يحسنون صنعا ولو كانوا لا يرسلونهم لوجه الله فقطلأنهم يحسبون أن التعليم التقليدي وتكوين الصفوف والقواعد الأخرى هنا وفي المدارس الحكومية سواسية. وعند إرسالهم إلى هنا يهتمون بالتعليم الدنيوي أيضا بوجه خاص ويعلمون أن التعليم في المدارس الأخرى وفي هذه المدرسة هو التعليم نفسه. فكل هذه الأشياء جيدة وناتجة عن حسن النية، وتُتوقَّع منها نتائج طيبة. أقل فائدة من الدراسة في المدرسة هنا هي أن الطلاب يعيشون في صحبة الصالحين والصادقين ليل نهار، ويجدون فرصة لقراءة كتب جيدة إضافة إلى كتبي. ويستفيدون كثيرا بسماع كلام المولوي نور الدين الجميل ونصائحه المفيدة ودروسه. عندما يتناهى إلى آذان هؤلاء الطلاب صوت الأساتذة الصالحين والصادقين من البداية يتأثرون به ويتقدمون إلى الصدق والأمانة رويدا رويدا. باختصار، صحيح تماما أن هذه المدرسة لا تخلو من الفائدة. فإذا درس فيها ثلاثمئة أو أربعمئة طالب نأمل أن يكون ثلاثون أو أربعون منهم بحسبما نتوقعه.

تأسوا بأسوة الصحابة رضي الله عنهم

ولكن ما نريده لا يمكن أن يتحقق على هذا النحو لأن هذه الأمور لا تخلو من الشوائب بأي حال. ما أريد بيانه من هذا القول أن الله تعالى يريد أن يقيم هذه الجماعة على أسوة الصحابة رضي الله عنهم -. نريد أن نرى التقدم على منهاج النبوة. ولا نستطيع أن نسمي الأسلوب الحالي أسلوبا نزيها. مهما أبدى المرء رأيه فما زال شيء من البول مختلطا بالماء، إن صح التعبير، كما قلتُ البارحة.

باختصار، هذا النوع من التعليم لا يكفي لتقدمنا. الإخلاص والصدق والتقوى فقط يمكن أن يهب التقدم لجماعتنا. كان عدد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يربو على مئة ألف، وأؤمن أنه لم يكن إيمان أيّ واحد منهم مشوبا بالشوائب. لم يكن أحدهم جزئيا للدين وجزئيا للدنيا بل كانوا مستعدين جميعا للتضحية بحياتهم في سبيل الله، كما يقول الله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} (الأحزاب:23).

مَن المنافق

الذين تشوبهم الشوائب فقد سماهم الله منافقين. يجب ألا يفرح المبايعون لأن الذين تشوبهم الشوائب منافقون.

المنافقون الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لو كانوا في هذا الزمن لعُدُّوا صالحين ومؤمنين كبارا لأنه عندما يتفاقم الشر تقدَّر حسنة صغيرة أيضا أيما تقدير. والذين عُدُّوا منافقين كانوا منافقين مقابل كبار الصحابة رضي الله عنهم -. اعلموا أنه من يكنّ في قلبه نصيب للشيطان أيضا إلى جانب الله فهو المنافق. لقد ورد في القرآن الكريم عن جماعتنا: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} (الجمعة: 4).

يتبين من هذه الآية أن هناك جماعة أخرى من الصحابة لم يلحقوا بهم. أخلاقهم وعاداتهم وصدقهم وإخلاصهم سيكون مثل الصحابة تماما.

صفات دعاة الجماعة

لا أرى مناسبا أن نتأخر أكثر. يجب أن يُنتخب رجال جاهزون لاختيار حياة المرارة ويُرسلوا إلى أماكن مختلفة في الخارج بشرط أن تكون حالتهم الأخلاقية جيدة، ويكونوا قُدوة في التقوى والطهارة، وهم صادقون وصامدون وحُلماء، وإلى جانب ذلك قانعون أيضا، ويقدرون على بيان كلامنا بالفصاحة، وهم أتقياء لأن المتقي يملك قوة الجذب فيجذب الآخرين ولا يبقى وحيدا.

الذي أقام هذه الجماعة فقد أقام منذ البداية أناسا منصبغين في صبغة الصحابة تماما وسيتأسون بأسوتهم وجاهزون لتحمّل كل نوع من المصائب في سبيل الله. والذين سيموتون في هذا السبيل سينالون درجة الشهادة.

حقيقة الدين

إن الله لا يحب الكلام المحض. إن لفظ الإسلام يدل على أن يكون الإنسان جاهزا للتضحية بحياته في سبيل الله كما يُذبح الماعز. لقد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قوم وقالوا: ليس عندنا متسع من الوقت لذا نرجوا أن تعفونا عن الصلاة، فقال صلى الله عليه وسلم -: الدين الذي لا صلاة فيه ليس دينا أصلا. فما لم يثبت على الصعيد العملي أن الإنسان يستطيع أن يتحمل المشاكل في سبيل الله لن ينفع الكلام وحده. انظروا إلى ما آلت حالة النصارى حين أهملوا العملَ! فقد اخترعوا مسألة مثل الكفارة.

بالصدق يستطيع المرء أن يكون وليا في لمح البصر

أؤمن أنه لو خطا الإنسان بالصدق في سبيل الله وحده لبورك كثيرا، وأعلم أنه سيدخل في أولياء الله. اعلموا أن الإنسان يصبح وليا باتخاذ خطوة واحدة. فلما تنحى عن الشرك بالله دخل في زمرة عباد الرحمن. فلما كان الله وحده دون غيره في قلبه فهو الذي نعُدّه وليا. هذا الأمر ليس صعبا للصالح، ففيه جذب فلا يبقى وحيدا.

إنه لمما يتنافى مع مبدأ الإيمان أن يكون المرء حائزا على الراحة الدنيوية وعلى أسباب البحبوحة والرفاهية من كل نوع. من مقتضى الإيمان ألا ينقضي لهؤلاء الناس يوم ولا ليلة في راحة البال. فإذا اجتازوا مرحلة من المصائب واجهوا مرحلة أخرى مثلها. ليت الناس القادمين لاحقا كانوا مثل الصحابة، لما بقي أحد كافرا، ولكنهم لا يملكون قلوبا مثلهم ولا إخلاصا وصدقا ولا تقوى وصمودا مثل الصحابة.

الطريق السليم لتبليغ الدعوة

مع أن أفراد جماعتنا لا يقصرون في النصرة المالية ولكن الله يريد أن يمتحنهم فيكل شيء. في هذه الأيام يجب الصبر عند سماعهم الشتائم بدلا من السيف، وينبغي إظهار أفكارنا على الناس بالرفق وحسن الخلق. الناس في القرى بسطاء نسبيا مقارنة مع سكان المدن ومعرفتهم بدعوتنا ضئيلة، فلو نُصحوا بالرفق يُتوقع أن يفهموا. لا حاجة لعقد المناظرات ولا حاجة لإلقاء المحاضرات في الأسواق لأن ذلك يؤدي إلى الفتنة. يجب اللقاء مع الناس فردا فردا وتبليغهم الدعوة. في المناظرات يهتم المرء بالهزيمة والنجاح عادة، ولكن ينبغي لقاء الناس النبلاء كالأصدقاء وبيان معتقداتنا أمامهم. إن طريق المناظرات ليس جيدا، بل يجب أن تقابلوا الناس على المستوى الفردي وتبينوا لهم ما عندكم مستغلين الفرصة وتحاولوا نصيحتهم بالهدوء واللين، وسترون أنه سيكون هناك أناس كثيرون يقولون بأن المشايخ لم يكشفوا الحقيقة عليهم. يجب أن يحكي المرء ما عنده لمن وجد فيه شيئًا من العلم والرشد، وأن يزداد المرء معرفة الناس فردا فردا. ليس الناس كلهم ظالمي الطبع، بل هناك نبلاء ومخلصون أيضا مستورون فيهم.

لقد رأى شخص من لاهور في المنام في الهزيع الأول من الليل أن الزنا والفسق والفجور والفاحشة على أشدها، فنهض وفكر في نفسه أنه إذا كان الحال على هذا المنوال فلماذا لا تُباد هذه المدينة؟ وعندما نام بعد صلاة التهجد رأى في المنام مئات الناس مشتغلون في الأدعية وذكر الله، ومنهم من يتصدق، ويساعد الفقراء والأيتام وهلم جرا. باختصار، رأى كثرة التوبة والاستغفار. ففهم أن المدينة مصونة بسبب هؤلاء الناس. من سنة الله أن الأشرار والطالحين الكبار أيضا يُنقَذون من أجل الأخيار والأبرار.

اعلموا أن بعض الصالحين يكونون مخفيين حتما. لو كان الجميع أشرارا وطالحين لهلكت الدنيا سريعا.

(المصدر: جريدة الحَكَم؛ بتاريخ 1907/9/30م.)

 

هذا الموقع هو موقع علمي لا يتبع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تسمىى الطائفة القاديانية ولا يتبع أي فرقه من الفرق المنتسبه للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025. All Rights Reserved.

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025.

All Rights Reserved.

E-mail
Password
Confirm Password