الحاجة إلى تزكية الأخلاق
بدأ الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام سلسلة الكلام بألم شديد وقال:
من الواجب الهام على جماعتنا أن يزكوا أخلاقهم ويهتموا بأداء حقوق الله وحقوق العباد بأدق الطرق. يجب ألا يكون هناك أي مكر أو زيف في أي من أعضائهم. يجب ألا يُحرم من إحسانهم حتى كلب أو قطة أيضا ناهيك عن البشر. الذين يجيزون إيذاء قوم آخرين في نفوسهم وأموالهم باسم الدين أنا ساخط منهم جدا.
فملخص الخطاب كله هو أن الوقت مهيأ الآن ليُحدث أفراد جماعتنا تغيُّرا بيّنا في حالتهم.
قدِّروا الآيات
لقد أُعطيتُ وعدا مُحكما أن آيات كثيرة وعظيمة ستظهر على يدي، ولكن لم أُخبَر مَن الذين سيستفيدون منها.
عدم تقدير الآيات يكون على وجهين، الأول: بالكفر والإنكار، والثاني: أن يستحسنها المرء ليوم أو يومين بعد ظهورها ثم ينساها كليا، ولا يورد عظمةَ الله وجبروته على قلبه مجددا بعد وقوعهما. فأرى أن هذه هي حال أفراد جماعتنا أيضا أنهم لا يعيرون اهتماما لائقا بآيات الله، ويقضون الوقت في الغفلة والكسل، ولا تُرى الحرقة والذوبان في أعمال كثير منهم.
لو لم يوجد الحماس والقوة في الروح لإعلاء دين الله وتعظيمه، والعزيمةُ القوية والغيرة على هتك حرمات الله، لما كانت الصلوات إلا شعوذة فقط. الوقت مناسب الآن للخشوع والخضوع والعكوف على الأدعية ليل نهار. إنني باخع نفسي في هذه الأفكار ولكني أرى أن هذه الروح لم تتولد في الجماعة إلى الآن. لست مقتنعا قط بالصلوات الفارغة التي لا مغزى فيها والتي تؤدَّى تقليدا وعادة. إن الله تعالى يرى الآن مَن الذين قدروا الآيات السابقة وأحدثوا تغييرا في أعمالهم، وسيوفقهم للاستفادة في المستقبل أيضا.
( المصدر: جريدة بدر؛ مجلد 6، رقم 39، ص 8، عدد 1907/9/26م.)
ملاحظة : هذه الكلمات هي جزء من خطاب طويل لم يصلنا عنه سوى أن محرر بدر كتب في عددها 1907/9/26م “لقد ألقى المسيح الموعود عليه السلام ليلا خطابا طويلا بحيث لو كتبه أحد لصار كتابا.”