قال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد قادياني عليه السلام :
بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم
وصلتني البارحة بتاريخ 24 يناير1897 م ورقة من إعلان الشيخ غلام دستغير دعاني فيها للمباهلة وحدد التاريخ 25 شعبان 1314 من الهجرة، ولكنه إلى جانب ذلك وضع شرطا أيضا هو أن ينزل عليه العذاب في الوقت نفسه، وإن نزل بعد عام فلن يكون مقبولا عنده. ولكن أخبر القراء الكرام بأن هذا تعنّت من الشيخ المحترم إذ يثبت من الأحاديث الصحيحة كلها بأن النبي – صلى الله عليه وسلم – حدد عاما واحدا كأقصى ميعاد لظهور تأثير المباهلة. صحيح أنه – صلى الله عليه وسلم – بيّن -بعد تلقيه الوحي من الله تعالى- وقوع تأثير مباهلته سريعا جدا على من باهله ولكن هذا لا يبطل ميعاد عام لأن تحديد العام في الحديث لا يعني أنه لا بد من مرور عام كامل حتما. بل المراد من ذلك أن ينزل العذاب في غضون عام. لذا أنا أيضا لا أصر على أن يمر عام كامل حتما فلعل الله تعالى ينزل عذابا من السماء سريعا نتيجة هذا التكفير والتكذيب ولكن لا أدري في أي جزء من السنة سينزل العذاب، هل سينزل في بدايته أو وسطه أو في نهايته. وإنني مأمور بأن أقدم ميعاد عام للمباهلة لأن الميعاد المسنون هو عام لأنه “لما حال الحول” جملةٌ قالها النبي – صلى الله عليه وسلم – بنفسه. لو كان نزول العذاب فورا شرطا للمباهلة لما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – كلمة “الحول” لأن ذلك يستلزم التناقض في الكلام.
غير أنه صحيح وصائب تماما بأنه إذا كان الشيخ غلام دستغير يرى نزول العذاب الفوري ضروريا على الكاذب والكافر والمفتري في المباهلة مقابل المؤمن والصادق فبها ونعمّا؛ فعليه أن ينزّل عذابه عليّ فورا.
إن كلامه: “لا أدعي النبوة حتى أنزِّل العذاب فورا” ليس صحيحا. فليكن واضحا عليه أنني أيضا ألعن مدّعي النبوة وأؤمن بـ “لا إله إلا الله محمد رسول الله” وأؤمن بالنبي – صلى الله عليه وسلم – خاتم النبيين، ولا أؤمن بوحي النبوة بل أقول بوحي الولاية الذي يتلقاه أولياء الله تحت ظل النبوة المحمدية ونتيجة اتّباع النبي – صلى الله عليه وسلم -، ومن يتهمني أكثر من ذلك فهو ينبذ التقوى والأمانة. فإذا كان أحد يصبح كافرا نتيجة تلقيه الإلهامات بآيات القرآن فيجب أن تُصدَر هذه الفتوى بحق السيد عبد القادر – رضي الله عنه – لأنه أيضا ادّعى بتلقيه الإلهامات بآيات قرآنية. إذًا، أنا أيضا لا أدّعي النبوة بل أدّعي الولاية والمجددية، ولكن الشيخ غلام دستغير كفّرني مرارا وتكرارا مع كوني أنطق بالشهادتين وأستقبل القبلة. ويعُدّ نفسه مؤمنا يكون ولي الله بحسب بيان القرآن الكريم. أما في فتوى الشيخ محمد حسين البطالوي فقد عدّني جميع المشايخ أكفَرَ، أي أن هذا الشخص أكثر اليهود والنصارى كفرا. فلما وُعد النصارى من نجران بعذاب سريع فيجب على الشيخ المحترم -الذي يدّعي كونه عالما مسلما ويرث مسند النبي – صلى الله عليه وسلم – بحسب زعمه- أن يعد بنزول العذاب على مَن هو أكفَرُ عنده بوقت أسرع من نصارى نجران. من المعلوم أن المباهلة طلب كل فريق لنزول العذاب بخصمه لأن المباهلة هي الملاعنة بتعبير آخر .. أي طلب العذاب على الكاذب من الفريقين. فأيّ تعنّت هذا من قبل الشيخ المحترم إذ لا يحدد ميعادا لتأثير عذابه ويطلب مني أن أنزِّل عليه العذاب فورا؟!
خلاصة الكلام أني أعد بعام واحد من أجل العذاب، فإذا كان هذا الوعد يخالف السُنَّة النبوية عند الشيخ المحترم فليقدم حديثا صحيحا يبين أن نزول العذاب فورا شرطٌ محتوم للمباهلة ولا بد أن يظهر تأثير صدق الكاذب أو المكذِّب على الخصم فورا. إن الشيخ غلام دستغير مولَع بالتكفير كثيرا لذا أبشّره أن عدد جماعتي بعد مباهلة عبد الحق الغزنوي قد بلغ ثمانية آلاف نسمة وكأن ثمانية آلاف شخص كفر من أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – وخرج من هذا الدين، ويُتوقع أن يصل هذا العدد إلى 18 ألفا إلى العام القادم.
ويجب أن يكون معلوما في الأخير أنه قد سبق أن قبِل الشيخ المحترم وعْد عام واحد في رسائله السابقة ولكن كان الشرط أنه يجب أن يموت كافة المسلمين في العالم كله الذين لا يقبلون ادّعاءك. أما في هذه الرسالة فقد نجّا الشيخ المحترم العالَم كله مقدِّما نفسه لعذاب عاجل. يبدو أن الشيخ المحترم يرى الكذب جائزا عند الضرورة.
فنسأل الشيخ المحترم متى هربَ صديقي المولوي حكيم فضل الدين إلى قاديان خائفا منك؟ ألم تكتب إلى السيد حكيم فضل الدين المحترم: “لا أريد أن أخاطبك بل سأبعث الرسالة مباشرة”؟ على أية حال، لا أتأسف على هذا الكذب ما دمتَ قد عددتني أكفَرَ وملحدا ودجالا وتكبّدت المشقة إلى الحرمين الشريفين، الأمر الذي لم يخطر ببال الشيخ البطالوي أيضا، فكذبك هذا شيء بسيط أمام كل ذلك. جزاك الله!
الراقم: ميرزا غلام أحمد القادياني، 20 شعبان 1314 هجري