Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

إن الإلهام الذي بناء عليه خرجتَ من حلقة إجماع الأمة لا أصل له ولا حقيقة، ولا جدوى من ورائه، وإن ضره أكبر من نفعه.

قال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني   في كتاب إزالة الأوهام:

السؤال 13: إن الإلهام الذي بناء عليه خرجتَ من حلقة إجماع الأمة لا أصل له ولا حقيقة، ولا جدوى من ورائه، وإن ضره أكبر من نفعه.

أما الجواب: فليكن معلوما أني قد كتبت من قبل أنه لا علاقة للإجماع بالأنباء، بل يكون الإجماع على أمور عُرفت حقيقتها جيدا وشوهدت وعُثر عليها بدقة، ووضّح الله عز وجل جزئياتها وعلّمها جيدا بالعمل بها مثل الصوم والصلاة والزكاة والحج وعقائد التوحيد والثواب والعقاب. أما هذه النبوءات الدنيوية فلا زالت أمورا خافية كان شرحها يوجِّه الأنظار إلى الاستعارات إنْ كان الله شرحَها. فمثلا هل يمكن الإجماع على أحاديث تقول إن المسيح سيصطاد الخنازير في البراري والفلوات بعد مجيئه؟ وإن الدجال سيطوف بالكعبة، وإن ابن مريم أيضا سيقوم بواجب الطواف بالكعبة واضعا يديه على كتفَي رجُلينِ؟ ألا تعلمون أن الذين شرحوا هذه الأحاديث ممن خلَوا قد عزف كل واحد منهم على وَتَر مختلف وبأسلوب غير معقول؟ لو كان هناك أمرٌ متَّفَق عليه ومُجمعا عليه، لما أدلى كل واحد منهم بأفكار تختلف عن غيره؟ ألم يخافوا التكفيرَ؟

أما القول إن الإلهام المذكور بلا أصل وعديم الفائدة ولا حقيقة له، وإن ضره أكبر من نفعه؛ فليكن معلوما في الجواب أنه لا يقول مثل هذا الكلام إلا الذي لم يتذوق طعم هذا الشراب الطهور، ولا يريد أن ينال إيمانا صادقا، بل هو راضٍ بالعادة والتقليد، ولا يمحِّص مدى يقينه بالله تعالى، ومدى معرفته، وما الذي يجب أن يفعله حتى تزول نقاط ضعفه الداخلية وينشأ تغيُّر حيٌّ في أخلاقه وأعماله وإراداته، وينال عشقا ومحبةً حتى يسهل عليه السفر إلى الآخرة، وتنشأ في نفسه قوة عاطفة محمودة وقابلة للتقدم.

لا شك أن الجميع يستطيعون أن يفهموا أن الإنسان بسبب حياته الغافلة التي تجذبه إلى ما تحت الثرى كل حين وآن، وكذلك بسبب علاقاته مع الأهل والأولاد والعِرض والشرف التي تجذبه إلى الأسفل باستمرار كجذبِ الحِمل الثقيل، لذا فإنه بحاجة حتما إلى قوة عليا لتهبه بصيرة حقيقية وكشوفا صادقة ولتجعله مشغوفا في جمال الله الكامل.

فليكن معلوما أن تلك القوة العليا هي الإلهام الإلهي الذي يهب صاحبه المتعة عند المعاناة، ويجعله يقف تحت تلال المصائب وجبالها بكل سرور ومتعة. إن ذلك الأمر الدقيق الذي بهر القوى العقلية وترك عقول العقلاء والحكماء في حيرة من أمرهم، إنما هو الإلهام الذي بواسطته يخبر الله تعالى عن وجوده ويطمئن قلوب السالكين وينـزِّل عليهم السكينة قائلا: “أنا الموجود” وينضِّر الحياة الذابلة بالنسيم العليل لوصاله البالغ غايتَه. لا شك أن القرآن الكريم وحده يكفي هدايةً، ولكن الذي يوصله القرآن الكريم إلى نبع الهداية؛ فالعلامة الأُولى التي تلاحَظ فيه هي أنه يحظى بالمكالمة الإلهية الطيبة التي تؤدي إلى نشوء المعرفة المبصرة من الدرجة العليا، والبركةِ والنورِ الملحوظَينِ، ويبدأ صاحبها بنوال معرفةٍ لا تُنال قط بمجرد تخمين التقليد أو تخريص العقل، لأن العلوم التقليدية محدودة ومشتَبهٌ فيها، والأفكار العقلية ناقصة غير مكتملة، فنحن بأمسّ الحاجة إلى أن نوسّع معرفتنا مباشرةً، لأن الحماس والشوق يهيج في نفوسنا على قدر معرفتنا فقط. فهل يمكننا أن نتوقّع الحماس والشوق الكامل مع المعرفة الناقصة؟ كلا.

يا لَلغرابة! ويا لسوء فهم هؤلاء الذين يستغنون – للوصول إلى الحق – عن الوسيلة الكاملة التي ترتبط بها حياتنا الروحانية!

يجب التذكُّر أن العلوم والمعارف الروحانية تُنال بواسطة الإلهامات والكشوف فقط، وما لم ننل تلك الدرجة من النور فلا تحظى إنسانيتنا بمعرفة حقيقية أو كمال حقيقي، بل سنظل نعدّ النجاسة حلوى مثل الغراب أو الشاة ولن ننال الفِراسة الإيمانية، بل سنكون متمسكين كالثعلب، بالمكر والمكائد الكثيرة فقط.

لقد خُلقنا لهدف عظيم وهو نوال المعرفة اليقينية، وتلك المعرفة هي مدار نجاتنا التي تُحررنا من كل طريق خبيث ومغشوش، وتضع فمنا على شفا نهر طيب وصافٍ، ولكن هذه المعرفة ننالها بواسطة الإلهام الإلهي فقط. عندما نُفني وجودنا كليًّا ونخوض عميقا بقلب متألِّم في كيان لا يُدرَك، فإن بشريتنا تخوض في بحر الألوهية، وتأتي عند العودة ببعض العلامات والأنوار من ذلك العالم. فالذي يزدريه أهل هذه الدنيا، هو الذي يوصل البعيد عن الحبيب – منذ مدة – إلى حبيبه، وذلك في لمح البصر، وبسببه ينال عشاق الله الاطمئنانَ، ويُخرِجون دفعة واحدة أقدامهم من أسْر النفس بكل أنواعه. وما لم ينـزل ذلك النور على القلوب، فيستحيل تماما أن ينوَّر قلبٌ.

فباختصار، إن قصور عقل الإنسان ومحدودية العلوم التقليدية؛ تشهدان على ضرورة الإلهام. إن جميع العاقلين الموجودين في العالم، أو الزهاد الذين حُرمت قلوبُهم من هذا الأسلوب المقدس؛ تشهد تصرفاتهم المخجلة وانقباضهم الأخلاقي وأفكارهم السفلية على بياني هذا، وتشهد أيضا على مدى تورطهم في كُدُورات مكروهة نتيجة حرمانهم من هذا الينبوع المقدس. وكما أن إلقاء قطرة ماءٍ قذرٍ في بئر، تجعل البئر كلها كدرة؛ كذلك فإن أفكارهم السيئة تُعرف بتصرفاتهم السيئة.

وإن كان من شأن فلسفتهم أن تؤدي إلى ثورة كبيرة في أفكار عامة الناس، ولكن لا يصحبها النور الصادق، فتظهر ظلمتها للعيان سريعا. ومع تباهيهم وادّعائهم بمعرفة كل شيء، فإن حالتهم الداخلية تُعلن إفلاسهم بكل جلاء واستمرار. وفي كثير من الأحيان تصدر من هؤلاء الفلاسفة والحكماء والمشايخ والفضلاء – لعدم نوالهم الطمأنينة الروحانية – أعمال تشهد بجلاء على شدة بعدهم من ينبوع الطمأنينة، لكونهم يواجهون عذابا أليما، أو قولوا إن شئتم ألما وحُرقة واضطرابا ليل نهار، وذلك لعدم فوزهم ببحبوحة حقيقية.

هنا قد يخالج بعض القلوب اعتراض بصورة طبيعية أن كثيرا من الناس يدّعون تلقّي الإلهام، بل يسردون فقرات إلهاماتهم أيضا، ولكن لا يلاحَظ أيُّ تقدم في معرفتهم، ولا يبدو أنهم حائزون على درجة أعلى من المعرفة بالمقارنة مع درجة البشر العاديين، بل يلاحَظ فيهم عقلٌ بليدٌ وأفكار سطحية وظلمة فطرية وانحطاطٌ. ولا يُرى في قواهم الأخلاقية والذهنية والروحانية أمرٌ خارق للعادة. فأنّى لنا أن نعتبر هؤلاء القوم ملهَمين وحائزين على شرف المكالمة مع ينبوع الفيض؟ إذ لا بد من حدوث التغير الخارق للعادة فيمن ينال قرب الله وشرف مكالمته سبحانه وتعالى، وذلك كي تُلاحظ – على الأقل – في هذا الملهَم بعض الأمور التي تميِّزه عن غيره.

اعلموا أن أمثال هؤلاء الناس لا يكونون ملهَمين في الحقيقة، بل يكونون مبتَلين بنوع من الابتلاء، فيحسبونه إلهاما لسوء فهمهم. إن مكالمة الله الحقيقية ليست بأمرٍ هيِّن، بل مثَلها كمثَل شخص جالس في ظلام دامس تُفتح عليه فجأة نافذة إلى الشمس، فيؤثِّر ضوء سماوي على حواسه محولًا حياته إلى حياة جديدة تماما، فيخرجُ المرء تلقائيا من الظلام الذي يسبب له الكآبة، وينشأ في قلبه السرورُ والمتعة وفي عينيه النورُ وفي حالته الاستقامةُ. والحال نفسه ينطبق على النافذة التي تُفتَح من السماء، وقليل هم الذين يحظون بهذه المكالمة على صعيد الواقع والحقيقة، وستعرفونهم من خلال علامات خارقة للعادة.

( المصدر: كتاب إزالة الأوهام، تأليف الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني   )

هذا الموقع هو موقع علمي لا يتبع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تسمىى الطائفة القاديانية ولا يتبع أي فرقه من الفرق المنتسبه للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025. All Rights Reserved.

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025.

All Rights Reserved.

E-mail
Password
Confirm Password