قال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني في كتاب إزالة الأوهام:
السؤال 3: الدليل الذي قدِّم على إبطال عودة المسيح بأن موته ثابت، وأن كل مؤمن وصادق يدخل الجنَّة بعد موته، وأن الذي يدخل الجنة يستحق البقاء فيها إلى الأبد بحسب مفهوم الآية: “وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ” (الحجر:48) ليس صحيحا، لأنه لو كان ذلك صحيحا لاستلزمه عدم صحة قصةٍ وردت في القرآن الكريم عن النبي “عُزير” حيث قيل إنه مات مئة عام ثم أحياه الله. والسبب في ذلك أنه لا بد من التسليم في حالة حياته – بحسب المبدأ المذكور آنفا – أنه أُخرِج من الجنة. كذلك لو حُملت هذه الآية على الظاهر، واستُنبط منها أن الصادقين يدخلون الجنة بعد مماتهم فورا ولا يخرجون منها أبدا، لبطل خروج الأموات من القبور بعد بعثهم للمثول أمام رب العالمين في المحشر، ولأحدث ذلك انقلابا شديدا في معتقدات الإسلام المسلَّم بها.
أما الجواب: فليتضح أنه صحيح تماما أن الذي يُدخَل الجنة لا يُخرَج منها أبدا، حيث وعد الله تعالى المؤمنين وعدا صادقا فقال: “لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ”، أيْ لقد نجا الداخلون في الجنة من كل نوع من الحزن والألم، ولن يُخرَجوا منها أبدا.
ثم يقول تعالى في آية أخرى: “وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ”، أيْ أنّ السعداء يُدخَلون الجنة بعد الممات وسيبقون فيها ما دامت السماوات الأرض. ولو بُدِّلت السماوات والأرض كما سيحدث يوم القيامة لما أُخرِجوا منها، ولن يحدث في الجنة خلل بسبب تحلل السماوات والأرض، لأن الجنة عطاء لن يُحرَموا منه لحظة واحدة.
كذلك ورد ذكر بقاء أهل الجنة الدائم فيها في آيات أخرى من القرآن الكريم وهو زاخر بهذا الذكر كقوله عز وجل : “وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة:25) و”أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة:82) وغيرهما.
والمعلوم أيضا أن المؤمن يُدخَل الجنة بعد مماته دون أدنى تأخير، كما يتبين من الآيات التالية: “قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ” (يس:26-27)، وفي آية أخرى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” (آل عمران:169) ، وفي آية أخرى: “فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ” (آل عمران:170).
أما الأحاديث فيوجد فيها هذا الذكر بكثرة بحيث إن بيانه الوافي مدعاة للإطالة. يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما رآه بأم عينيه فيقول: “اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ.” وورد في قصة في إنجيل لوقا: الإصحاح 16 أن “لِعازَر” الذي كان شخصا فقيرا، أُجلس بعد مماته في حضن إبراهيم أي استمتع بجنة النعيم، أما الغني الذي مات في الأيام نفسها فأُلقي في النار، وطلب من “لعازر” ماء باردا ولم يُعطَه.
وبالإضافة إلى ذلك هناك آيات أخرى تتحدث عن حشر الأجساد، وأن أهل الجنة سيُدخَلون الجنة بعد الحساب ويُلقَى أهل النار في النار. ويبدو بإلقاء نظرة عابرة في كِلا النوعين من الآيات كأن هناك تناقضا بينهما. إن دخول الأرواح الطيبة الجنةَ بعد الممات يتبين بصراحة تامة وبداهة متناهية من القرآن والأحاديث، ولكن لن تجدوا آية واحدة أو حديثا واحدا يُثبت أن أهل الجنة سيُخرَجون من الجنة يوم الحساب، بينما بقاؤهم في الجنة إلى الأبد بحسب وعد الله مذكور في عدة أماكن في القرآن الكريم والأحاديث. ومن ناحية ثانية من الثابت أيضا أن الأموات سيخرجون من القبور أحياءً، وكل شخص سيقف أمام الله ليسمع الحكم بحقه، وسيُكشَف لكل شخص حساب أعماله وإيمانه بميزان الله تعالى. فالذين يستحقون الجنة يُدخَلونها، والذين يستحقون أن يصلَوا النار يُلقَون في جهنم.
فليتضح الآن أن الطريق الأمثل لإزالة هذا التعارض الحاصل بين الآيات والأحاديث ليس بالاعتقاد أن تبقى جميع الأرواح بعد الممات في حالة فناء دون شعورها بالارتياح أو نيلها أي نوع من العقاب ودون أن يصلها نسيم الجنة أو تلفحها نار جهنم؛ لأن اعتقادًا مثله يعارض آيات القرآن الكريم البينة والأحاديث أيما معارضة. لولا علاقة الميت بالجنة أو النار خلال الفترة بين الموت وحشر الأجساد لكان الدعاء للميت والصدقاتُ وإطعامُ الفقراء الطعامَ عن الميت أو التصدق بالألبسة وغيرها من الأعمال من هذا القبيل على مدى الأمد الطويل كلها عبثا. ولا بد من القبول أيضا أنه لا علاقة للميت مع الراحة والألم أو الثواب والعقاب قط، مع أن هذا الزعم يعارض تماما تعليم النبي صلى الله عليه وسلم.
إذًا، إن ما يزيل التعارض بين الآيتين من كِلا النوعين هو أن الجنة والنار منقسمتان على ثلاث درجات.
الدرجة الأولى: وهي الدرجة الدنيا، تبدأ حين يرتحل الإنسان من هذه الدنيا ويرقد في مرقده. ولقد ذُكرت هذه الدرجة الدنيا في الأحاديث على سبيل الاستعارة بأساليب مختلفة، ومن جملتها أنه إذا كان الميّت عبدا صالحا فُتحت في قبره نافذة إلى الجنة يرى من خلالها مشاهد الجنة ويستمتع من نسيمها العليل. وسعة النافذة تعتمد على مرتبة إيمان صاحب القبر وعمله. وقد ورد أيضا أن الذين يغادرون الدنيا وهم فانون في الله بحيث يضحون بحياتهم الغالية في سبيل حبيبهم الحقيقي مثل الشهداء أو الصِّدِّيقين الذين هم سابقون على الشهداء أيضا، لا يُفتح لهم في قبرهم بعد مماتهم نافذة فقط، بل يُدخَلون الجنة بكل وجودهم وبكل قواهم، ولكن مع ذلك لا يذوقون متعة الجنة بصورة أكمل وأتم قبل يوم القيامة.
كذلك يُفتح في قبر الميت الخبيث نافذة إلى جهنم، فيصيبه من خلالها بخار حارق، فتحترق الروح الخبيثة كل حين بلهيبه. بالإضافة إلى ذلك قد ورد أيضا أن الذين يغادرون الدنيا وهم فانون في الشيطان لكثرة المعاصي لدرجة قطْعِهم علاقتَهم بمولالهم الحقيقي كليا بسبب طاعتهم الشيطانَ، لا يُفتح لهم في قبرهم نافذة إلى جهنم فقط، بل يُلقَون فيها بكل وجودهم وكل قواهم كما يقول الله جلّ شأنه: “مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا” (نوح:25). ومع ذلك لا يذوقون عقاب جهنم بصورة أكمل وأتم قبل يوم القيامة.
الدرجة الثانية: هناك درجة أخرى فوق الدرجة التي ذكرناها آنفا لأهل الجنة وأهل النار، وهي دخولهم الجنة أو النار، ويمكن أن نسميها الدرجة المتوسطة، وتأتي هذه الدرجة بعد حشر الأجساد وقبل دخول الجنة العظمى أو النار الكبرى. وبسبب العلاقة بين الروح والجسد كاملِ القوى، ينشأ نشاط ذو درجة عالية في قوى صاحبها فيلاحِظ تجلّي رحمة الله أو غضبه بوجه أكمل حسب حالته، ويجد الجنة العظمى أو جهنم الكبرى قريبة جدا منه، فتتقوّى حاسة المتعة أو العقاب أكثر من ذي قبل كما يقول الله جلّ شأنه: “وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ”(الشعراء:90-91)، ويقول أيضا: “وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ” (عبس:38-42). والحائزون على الدرجة الثانية أيضا ليسوا سواسية، بل منهم مَن يحتلون درجة عليا وتصحبهم أنوار الجنة في حالة كونهم من أهل الجنة؛ ويقول الله جل شأنه مشيرا إليهم: “نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ” (التحريم:8). كذلك من أهل النار أيضا كفار يحتلون درجة عليا؛ حيث تُضرَم في قلوبهم نارُ جهنم قبل أن يدخلوها بصورة كاملة كما يقول الله جلّ شأنه: “نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ” (الهمزة:6-7).
وفوق هاتين الدرجتين هناك الدرجة الثالثة والأخيرة؛ وهي منتهى المدارج التي سيدخلها الناس بعد يوم الحساب ويتذوقون أكمل وأتم سعادة أو شقاوة.
فملخص الكلام أن الإنسان في هذه المدارج الثلاثة يكون في نوع من الجنة أو نوع من النار. وما دام الحال على هذا المنوال فمن الواضح أنه لا يُخرَج من تلك الدرجة من الجنة أو من النار بعد أن يحتل درجة من هذه الدرجات الثلاث، غير أنه حينما يتقدم من هذه الدرجة ينتقل من الدرجة الدنيا إلى الدرجة العليا.
ومن أساليب هذا التقدم أن شخصا يموت مثلا في حالة أدنى من الإيمان والعملِ فيُجعل له ثقب صغير إلى الجنة بقدر قدرته على تحمُّل تجلي الجنة. وإذا مات تاركا وراءه أولادا صالحين يدعون لمغفرته جاهدين ويتصدقون وينفقون على الفقراء طالبين المغفرة له، أو كانت هناك علاقة حب بينه وبين أحد من أهل الله فيستغفر اللهَ له بالتضرع والابتهال، أو قام الميت في الدنيا في حياته بعمل لفائدة خلق الله، ينفع عبادَه بطريقة من الطرق؛ فتزداد النافذة التي فُتحت إلى الجنة اتساعا ببركة ذلك العمل الخيِّر الجاري، بل إن قوله صلى الله عليه وسلم: “سَبَقَتْ رَحْمَتِي على غَضَبِي” يظل يوسِّع النافذة باستمرار حتى تصبح بوابة واسعة، فيُدخَل صاحبُه الجنةَ مثل الشهداء والصِّدِّيقين. ويفهم الفاهمون أنه من السخف شرعا وعدلا وعقلا الظنُّ أن يكون نوع من الخير جاريا من أجل مسلمٍ بعد وفاته، وأن تكون بعض أوجه الثواب والأعمال الصالحة مفتوحة له، ومع ذلك تبقى سعة النافذة المفتوحة له إلى الجنة على ما كانت عليه أول يوم فُتحت فيه.
ليكن معلوما أيضا أن الله تعالى قد أوجد مسبقا لفتح هذه النافذة أسبابا يتبين منها بصراحة أن ذلك الكريم سبحانه وتعالى يودّ أنه لو تحرك إليه أحد ولو بنـزر يسير من الإيمان والعمل لظل ينمو ويزدهر باستمرار. ولو حدث يوما أن انقطعت كافة أوجه الخير الذي يصل الميت من هذا العالَم لما انقطعت سلسلة الاستغفار الذي أمر به المؤمنون والصالحون والشهداء والصديقون أن يدعوا من الأعماق لإخوتهم الذين سبقوهم في هذا العالَم.
والواضح أن الذين يدعو لهم فوج من المؤمنين فإن دعاءهم لن يذهب سُدى أبدا، بل يعمل عمله كل يوم، ويوسّع بكل قوة نافذةً فُتحت إلى الجنة لمن مات من المؤمنين المذنبين. ولقد وسّعت هذه الأدعية إلى الآن ما لا يعَدّ ولا يُحصى من النوافذ حتى دخل الجنة عددٌ لا يُحصى من الذين فُتحت لهم في البداية نافذة صغيرة لرؤية الجنة فقط.
إن جميع المسلمين الذين يسمُّون أنفسهم موحدين في العصر الراهن مخدوعون في ظنهم أن الشهداء فقط يدخلون الجنة بعد الممات، أما بقية المؤمنين حتى الأنبياء والرسل فسيُبقَون خارجها إلى يوم الحساب، وسيُفتح لهم إلى الجنة نافذة صغيرة فقط. ولكن القائلين بذلك لم ينتبهوا إلى الآن أن الأنبياء والصديقين هم أعلى من الشهداء روحانيةً. كذلك، أليس الابتعاد عن الجنة نوع من العذاب الذي لا يمكن أن يُتصوَّر بحق المفغور لهم؟ والذين يقول الله عنهم: “رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ” (البقرة:253) هل يمكن أن يتأخروا عن الشهداء في السعادة والفوز بالمرام؟
الأسف كل الأسف أن هؤلاء القوم قد قلبوا الشريعة الغراء رأسا على عقب لعدم فهمهم، إذ يزعمون أن أول الداخلين إلى الجنة هم الشهداء، ولعلّ دور الأنبياء والصديقين قد يأتي بعد سنين طويلة تفوق العدّ والحساب. إن هذه الإساءة إلى هؤلاء الأبرار والمساس بشأنهم، هي بمنـزلة اتهام كبير لهم لن يُمحى بأعذار واهية. لا شك أن الجميع يستطيعون أن يدركوا أن السابقين بالإيمان والأعمال يجب أن يكونوا سابقين بالدخول إلى الجنة أيضا، وليس أن تُفتَح لهم نافذةٌ كما تُفتح لضعاف الإيمان، بينما سيبدأ الشهداء باقتطاف ثمار الجنة فور انتقالهم من هذه الدنيا. إذا كان دخول الجنة مقصورا على إيمان كامل وإخلاص كامل واجتهاد كامل، فلا شك أنه ما من أحد أحق بذلك من الأنبياء والصديقين الذين تكون حياتهم مكَرّسة لله، ويتفانون في سبيل الله تعالى كأنهم يموتون في هذا السبيل، ويتمنَّون أن يُستشهَدوا في سبيله سبحانه وتعالى ثم يُحيَوا ثم يُستشهَدوا ثم يُحيَوا ثم يُستشهَدوا.
لقد تبيّن جليا من بياني هذا أن هناك أسبابا قوية لإدخال الناس الجنةَ بحيث إن كل المؤمنين الصادقين تقريبا سيدخلونها على أكمل وجهٍ قبل يوم الحساب. ثم لن يُخرَجوا منها يومَ الحساب بل ستُقرَّب الجنة أكثر من ذي قبل. يجب أن يُفهَم من مَثَل النافذة كيف تُقرَّب الجنةُ من القبر. هل تأتي الجنة إلى الأرض المتصلة بالقبر؟ كلاّ، بل تُقرَّب الجنةُ روحانيا. كذلك سيكون أهل الجنة موجودين في ميدان الحساب وفي الجنة أيضا روحانيا في الوقت نفسه. يقول نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم ما مفاده: تحت قبري روضة الجنة. (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة” <مسند احمد>) . ففكِّروا جيدا إلامَ يشير إليه هذا الكلام؟
أما الحجة التي قدِّمت عن موت “عُزَير” وعودته إلى الحياة بعد مئة عام، فلا تنفع معارضينا شيئا، لأنه ما قيل قط إن عُزَيرا أُحيِي وأُرسل مرة ثانية إلى الدنيا، دار الهموم والأحزان، حتى يستلزم ذلك مأساة إخراجه من الجنة، بل لو حُملت تلك الآية على معناها الحرفي أيضا، لما ثبت شيء إلا تجلِّي قدرة الله التي أحيت عُزَيرا لحظةً واحدة ليهب له اليقين بقدرته سبحانه وتعالى. ولكن المجيء إلى الدنيا كان مؤقتا فحسب، وبقي عُزَيرٌ في الجنة في الحقيقة. وليكن معلوما أيضا أن جميع الأنبياء والصِّدِّيقين يُحيَون بعد الممات ويُعطَون جسما نورانيا، وفي بعض الأحيان يقابلون الأتقياء في اليقظة أيضا. وإن هذا العبد المتواضع صاحب تجربة في هذا المجال. فأيّة غرابة لو أحيا الله تعالى عُزَيرا على هذا النحو؟ أما الاستنباط من هذا النوع من الحياة أنه أُحيِيَ وأُخرج من الجنة فهو جهل غريب من نوعه، بل الحق أن تجلِّي الجنة يتعاظم بهذه الحياة.
(المصدر: كتاب إزالة الأوهام، تأليف الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني )