قال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني في كتاب إزالة الأوهام:
السؤال 9: ببيانك معنًى جديدًا لليلة القدر قد فتحتَ بابا لمذهب الطبيعية والباطنية.
أما الجواب: فقد خدع المعترضُ الناسَ بإثارته هذا الاعتراض. وحقيقة الأمر أن الله تعالى قد كشف عليّ أن معنى ليلة القدر الذي بيّنه العلماء من قبل صحيح تماما ومسلّمٌ به، وإلى جانب ذلك هناك معنى آخر أيضا بيّنتُه، ولا منافاة بينهما قط. والمعلوم أن للقرآن الكريم ظهرا وبطنًا، وتكمن فيه مئات المعارف. فإذا بيَّنتُ هذا المعنى لليلة القدر بتفهيم من الله، فكيف ظُنَّ أنني أرفض المعاني المذكورة من قبل. ألا يُسمَّى زمن النبي صلى الله عليه وسلم خير القرون؟ ألم تكن العبادات في ذلك الزمن أكثر ثوابا؟ أَلم يكن الملائكة ينـزلون في ذلك الزمن لنصرة الدين؟ ألم يكن الروح الأمين ينـزل فيه؟ فلا شك أن كافة آثار ليلة القدر وأنوارها وبركاتها كانت موجودة في ذلك الزمن، غير أن نوعا من الظلمة أيضا كان موجودا، فكانت تلك الأنوار والملائكة والروح الأمين وأنواع عدة من النور تنـزل لإزالتها. وإضافة إلى ذلك إذا سمِّي، بإلهام من الله، زمن النبي صلى الله عليه وسلم المقدسُ أيضا ليلةَ القدر، فأي عيب في ذلك؟ أيجوز تسمية مَن يسلِّم بمعنًى من معاني القرآن الكريم ملحدا، ثم يبيّن نقطة دقيقة أخرى إضافة إلى ذلك؟ لا شك أن أصحاب هذه الأفكار يعادون القرآن الكريم وينكرون إعجازه.
( المصدر: كتاب إزالة الأوهام، تأليف الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني )
