المباهل الكاذب يهلك في حياة الصادق
عرض أحد من أفراد الجماعة سؤالَ شخص غير أحمدي أنه مكتوب في كتبكم أن الكاذب يهلك في حياة الصادق، ولكن هذا ليس صحيحا لأن مسيلمة الكذاب مات بعد النبي صلى الله عليه وسلم. فقال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام :
أين ورد أن الكاذب يموت في حياة الصادق؟ لم أكتب ذلك في كتبي. قدموا لي في أي كتاب كتبتُ ذلك. لقد كتبتُ أن الكاذب من المباهلين يهلك في حياة الصادق. أما مسيلمة الكذاب فلم يباهل أصلا. لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم له أنك لو عشتَ بعدي لقُتلتَ ، وهذا ما حصل بالضبط إذ قد قُتل مسيلمة الكذاب بعد مدة وجيزة وتحققت النبوءة.
من الخطأ تماما القول إن الكاذب يموت في حياة الصادق. هل هلك أعداء النبي صلى الله عليه وسلم كلهم في حياته؟ كلا، بل عاش آلاف من أعدائه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، غير أن المباهل الكاذب يهلك في حياة الصادق. كذلك سيبقى أعداؤنا أيضا أحياء بعد وفاتي.
إن وجود الأعداء إلى يوم القيامة ضروري كما هو واضح من: “وَجَاعِلُ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوكَ فَوۡقَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ” (آل عمران:55)
إنني أستغرب بسماع مثل هذا الكلام. انظروا كيف يقدمون كلامي مقلوبا رأسا على عقب، وقد نالوا في التحريف براعة حتى سبقوا اليهود أيضا. هل حدث في زمن نبي أو ولي أو قطب أو غوث، أن مات جميع أعدائهم؟ كلا، بل بقي الكفار والمنافقون. غير أنه صحيح تماما أن الكاذبين الذين يباهلون الصادقين يهلكون في حياة الصادق كما يحدث مع الذين باهلوني.
ضرورة الرد على الأسئلة بعد التفكير
إنني أتأسف على أفراد جماعتي، ألا يعقلون حتى يسألوا معترضا مثله أين كتبتُ أن الكاذبين يهلكون ويُبادون في حياة الصادق بغير المباهلة؟ فليُخرجوا لنا مكانا كتبتُ فيه ذلك. يجب على أفراد جماعتنا أن يتقدموا في العقل والفهم، ويردوا على هذه الأمور بالتفكير بأنفسهم ويحلوا هذه القضايا بنور إيمانهم. ولكن العقل يضيع نتيجة الانهماك في المشاغل الدنيوية. ألا يستطيعون أن يسألوا المعترضين أن يُخرجوا من كتبنا مكانا جاء فيه أن جميع الكاذبين يموتون في حياة الصادقين؟ بل الحق أن الكاذبين سيبقون إلى يوم القيامة.
أهمية مطالعة الدعاة كتب الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام
قال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام :
لقد تذكرتُ بهذه المناسبة أن الذين يُرسَلون إلى الخارج للنشر وتبليغ الدعوة يجب ألا يقلبوا كلامي رأسا على عقب ويجعلوا منه شيئا آخر، فيقولوا للناس ما يخالف الحقيقة، ويُخبروا الناس عن ادعائي دون أن يكونوا قد قرؤوا كتبي بأنفسهم قط. هكذا يحدث التحريف. ففي مثل هذه المناسبات يجب ألا يكون الحكم نتيجة الكلام الشفهي فقط، بل يجب أن يقدَّم ما كان مكتوبا.
إنهم يتهمونني أنني أسيء إلى عيسى عليه السلام والإمام الحسين رضي الله عنه، مع أنني أعُدهما صالَحين ومن الأتقياء. يقولون إني أهين عيسى عليه السلام كثيرا وأشتمه مع أنني أؤمن به نبيا عظيم الشأن وعبدا صادقا لله. أما إذا كان إثبات موت عيسى شتيمة عندهم فقد شتمتُ إذن، وأوقن أنه مات مثل الأنبياء الآخرين.
(المصدر: جريدة الحَكَم؛ بتاريخ: 1907/10/10م.)