Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد قادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد قادياني عليه السلام

أسئلة ناسك يتلقى إلهامات بتاريخ 11 نوفمبر 1907م

سرَد الناسكُ عالم دينمن سكان دهارووال على على الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد قادياني عليه السلام حال مجاهداته، وبيَّن أنواع إلهاماته وكشوفه وذكر مراتبه العظيمة والغريبة التي ارتقى إليها بنفسه، وكان يعدّ نفسه أفضل من جميع الأنبياء والرسل وأعلاهم، وكان قد ادَّعى الألوهية أيضًا والعياذ بالله. وكان يزعم أحيانًا أنه وسيط بين الخالق والمخلوق وأن الخلق محتاج إليه، ويحسب نفسه غنيًّا وصمدًا. وكان يقول إن بعض الآيات ستظهر منه في المستقبل. والأغرب من ذلك أنه كان يوجِّه الخطاب إلى حضرته عليه السلام، ويقول: أنا أؤمن بأنك مسيح ومهدي وإمام من أولي العزم، الذي لم يكن ولن يكون مثيلُه. وفي الوقت نفسه يُظهر اتّباعه للنبي صلى الله عليه وسلم أيضًا. باختصار، كان الناسك ينطق جملة يتبين منها أنه يعدُّ نفسه أعلى درجة، وأزكى نفس في العالم كله ومع ذلك كله كان يقص تجليات غريبة لدروس كل فعل وكل ذات، ثم كان يذكر أثناء الحديث أنه حقير وذليل. باختصار، كان المسكين (رحمه الله بفضله ورحمته) واقعًا في صعوبات معقَّدة، وكان مشغولا في المد والجزر قاطعا أشواط المحطات الغريبة والعجيبة التي ظهرت في عصر الفيج الأعوج، والمصيبة الكبرى أنه بسبب هذه الأمور كان يعد نفسه شيئا ذا أهمية قصوى. وكان قد تقدم على درب الإعجاب بالنفس والكبرياء. ولذا كان الأحمديون هناك قد تركوا الصلاة خلفه باعتباره مجنونا ومختلّ الحواس، وكانوا قد عدُّوا الصلاة خلفه غير جائزة، وإثر سماع هذه الأوضاع للناسك قال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد قادياني عليه السلام:

معرفة الإلهام الصادق

الحق أن في العالم طبقات شتى من الناس، وإنما يصبح الإنسان مسلمًا حين ينطق بشهادة لا إله إلا الله محمد رسول اللهبصدق القلب ويعمل بمقتضياتهما كاملا، ثم يؤمن بالقرآن الكريم أنه كتاب الله الحق والكامل، وأنه هو الكلام الوحيد الذي يحمل ختما إلهيًّا، وعلى الإنسان أن يعمل بحسبه فقط، وأن يستجيب لأوامره حصرا ويتأسى بأسوة النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا هو الصراط المستقيم وبدون ذلك لا تجوز أي عبارة أو أي كشف أو رؤيا أو إلهام لا يحمل الختم، فما دام أي إلهام لا يحمل ختْم الله سبحانه وتعالى لا يجدر بالقبول.

انظروا، متى كان يمكن أن يؤمن بالقرآن الكريم العربُ وهم أشدُّ الكفار إن لم يكن عليه ختم الله. ومن دأبي أيضًا أني حين أتلقى أي كشف أو رؤيا أو إلهام، أعرضُه على القرآن الكريم حصرًا.

ثم اعلموا أنه إذا كان أي إلهام يوافق القرآن الكريم فقط دون أن يكون معه آيةٌ، فهو الآخر لا يجدر بالقبول، وإنما الإلهام الجدير بالقبول ما يوافق القرآن الكريم وتدعمه الآياتُ أيضًا. فإذا قال إنسان إنه جاء من بلاط الملك شاغلًا منصبًا ما، ولم تكن معه أي آية وكان خاليا من الأمتعة الملكية والجيش والجنود، فلن ينال أي إكرام لمجرد قوله: إنه يشغل منصبًا معينًا.

إنما نؤمن بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو ذلك النبي المعصوم الذي تَّمتْ عليه جميع كمالات النبوة، وانتهى عليه كل نوع من الكمال والدرجة، وأُنزل عليه ذلك الكتاب الكامل والشامل الذي لن تأتي بعده أي شريعة إلى يوم القيامة. فهو كلام يحمل ختمًا إلهيا، ونزل على النبي صلى الله عليه وسلم في حماية آلاف الملائكة. وإن كان إلهام أو كشف أو وحي لا يوافق القرآن فلا يمكن أن يعدّ من الله، أما إذا كان إلهامٌ أو وحي يوافقه وكانت ترافقه الآياتُ أيضًا، فسوف نقبله قبل غيرنا، ولا يسعُنا أن نعترض عليه بأي شكل كان.

للإلهام أو الكشف أو الرؤيا ثلاثة أنواع:

أولا: الذي يكون من الله، وينزل على أشخاص قد تمت تزكية نفوسهم كاملة، وهي تتحقق بعد مواجهة أنواع الموت الكثيرة وإفناء النفس. ومثل هذا الإنسان يتخلى نهائيًا عن الثوائر النفسانية، إذ يحل عليه موت يحرق جميع الشوائب الداخلية، وبذلك يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ويبتعد عن الشيطان، فالإنسان يسمع صوتَ من يدنو منه.

ثانيا: حديث النفس الذي هو نتيجة الأماني النفسانية، ويكون فيه دخلٌ كبير لأفكار المرء وطموحاته. ويرى الإنسان في الرؤى الأمور التي يفكر فيها سلفًا مثلما تحلم القطة باللحم بحسب المثل المشهور. ومثلهم كمثل الكلمات التي تجري على ألسنة الأطفال التي يقرؤونها نهارا فيكتب القصص، فهو حال حديث النفس.

ثالثا: الإلهامات الشيطانية، فيها يخدع الشيطان بشكل عجيب وغريب جدا، فأحيانًا يُري الإنسان العرش الذهبي، وأحيانا يري المشاهد السارة ويعطى وعودا كثيرة. فقد رأى السيد عبدُ القادر الجيلاني رحمه الله ذات يوم الشيطانَ جالسًا على عرشه الذهبي وقال له أنا ربك، وقد قبلتُ عبادتك ولم تعد بحاجة إلى أي عبادة. فالأشياء التي حُرِّمت على الآخرين قد أُحلتْ لك. فردّ عليه السيد عبد القادر رحمه الله: اخسأْ عني أيها الشيطان، كيف أُحلِّت لي الأشياء التي لم تُحلّ للنبي صلى الله عليه وسلم؟ عندها قال له الشيطان: يا عبد القادر، قد نجوت من قبضتي بقوة علمك، وإلا قلما يتخلص الناس في هذه المرحلة.

فعند سماع ذلك سأل الناسكُ المحترم: من أنا وفي أي مرتبة؟ وما هو حالي؟ فقال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد قادياني عليه السلام:

لا أعلم في أي مرتبة أنت، أكثرِ التوبة والاستغفار.

نصيحة للملهمين

وأنا لا أخصك بهذه الأمور بل أقولها للجميع، ولعل جماعتي تضم قرابة خمسين أو ستين شخصًا يدّعون بذلك. فاعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم حين أعلن دعواه بتلقِّي الوحي فلم يكن ذلك دون أي آية، فعندما سأله الكفار دليلا على أن وحيه من الله رُدَّ عليهم في: “قُلْ كَفَى بالله شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ” (الرعد:43)، أي قل لهم: عندي شهادتان. أولاهما: أن آيات الله الجديدة تؤيدني.

والثانية: أولئك الناس الذين أوتوا علمًا من كتاب الله يستطيعون أن يخبروا أني صادق. تذكروا أن من أسماء الله الغيب أيضًا، فهو وراء الوراء وغيب الغيب. ولا يحق لأحد أن يعدّ أمرًا ما إلهامَ الله ما لم يشهد عليه فعلُ الله. فلا يستقيم أي أمر دون الشهادة، فإذا ثبت بالشهادة، أيْ بآيات الله، أن هذا الإلهام من الله فأنا أول المؤمنين. أما كلام المرء الشخصي فلا يجدر بثقة، يجب أن يكون مدعومًا بشهادة الفعل الإلهي.

كان المولوي عبد الله التيمابوري من جماعتنا يكتب كثيًرا من إلهاماته وكشوفه في رسائله، مما أدى إلى جنونه بعد عدد من الأيام. ثم قبل أيام قليلة جاء إلى قاديان وتاب عن هذه الإلهامات وبايعني. أؤمن بأن المكالمات الإلهية حق، وأن أولياء الله ينالون شرف المخاطبات الإلهية، لكن هذه الدرجة لا تُنال دون تزكية النفس. فالشيطان يصادق من لم يتزكَّ، بالإضافة إلى ذلك هناك ثلاثة شهود على الإلهام الصادق: -1 حالة المرء الطاهرة، -2 شهادة آيات الله، -3 مطابقة الإلهام لكلام الله.

عندها قال الناسك المحترم: ما حال إيماني إذن؟ فقال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد قادياني عليه السلام:

إنما عليّ تبليغ الحق، أما الانتفاع أو التضرر بعده فعليك، إذ لا يخص ذلك أحدًا آخر، أكثرِ الاستغفار والتوبة، وادعُْ الله كثيًرا باكيًا.

أي المشاهد نسلّم بها؟

قال الناسك المحترم، إن ما أرى من المشاهد حيث أرى أماكن عجيبة وغريبة، فهل هي عبثا؟ أفليست لها أي حقيقة. فقال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد قادياني عليه السلام:

فقال حضرته أنا لا أسلِّم بصحة هذه المشاهد، وإنما نؤمن بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخضع رؤوس الملايين من الناس. فقد ورد في القرآن الكريم أن الوحي يأتي من الشيطان ومن الله أيضًا، فالوحي الذي يوحى من الله يوضع على رأس متلقيه تاج العزة، وتَنزل كبارُ الآيات العظيمة شاهدةً وتأييدا له.

هنا مرة أخرى قاطع الناسك بكلامه غير مبالٍ بالأدب مع الرسول وقال: فما الذي يجب علي؟ فقال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد قادياني عليه السلام:

اعملْ بما قال الله وقال الرسول، ولا تتفوَّه بما ليس لك به علم.

يقول الله سبحانه وتعالى: “وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ” (الإسراء:36)، اهتمّ بأعمال حسنة بكل قوة، واعملْ صالًحا، فإذا ارتقت حالتُك وزكَّيت نفسك كاملة، فيمكن التشرف بمكالمة الله سبحانه وتعالى ومخاطبته. معظم الناس يَهلكون في العصر الراهن وسبب ذلك أنهم لا يدرسون أوضاعهم، ولا ينظرون إلى علاقتهم بالله، ولا ينظرون بأي قوة يتوجهون إلى الله، وكم ثبتوا في المصائب المتنوعة وكم صمدوا في الابتلاءات.

على الإنسان أن يؤدي واجبه ويتقدم في الأعمال الصالحة. فإنزال الإلهام أو إراءة الرؤى فعلٌ إلهي ولا يجوز التباهي به، بل يجب إصلاح الأعمال.

من هم خير البرية؟

يقول الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ” (البينة:7)، ولم يقلْ سبحانه وتعالى: إن الذين يرون الكشوف والرؤى هم خير البرية. ألا لا تتفوهوا بأمور تعارض قال الله وقال الرسول.” فالإلهامات من هذا القبيل لا قيمة لها. انظروا كيف أن ماء الغيث يُفرح الجميع، بينما ماء الميزاب يتسبب في الخصومة والنزاع، ويخلق الفساد. فالإلهامات التي لا يؤيدها الفعلُ الإلهي ولا تشهدها الآياتُ من الله، فمثلها كمثل ماء الميزاب. فإذا كان إنسانٌ حاسر الرأس وحافي القدمين ويلبس ملابس بالية، وله وضْع بائس ثم ادّعى أنه ملك وأن جيوش هذا البلد تستجيب لأوامره، فهو مخبول حتمًا.

تذكروا أنه لا قيمة ولا أهمية للقول بدون الفعل، وفي آية: “قُلْ كَفَى بالله شَهيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ” (الرعد:43)، تكمن نقطةٌ غريبة هي أنه إذا كان الله يشهد لي فآمِنوا وإلا فلا تؤمنوا.

ومثل ذلك ورد في البراهين الأحمدية إلهامٌ أنزله الله عليّ وهو: “قل عندي شهادة من الله فهل أنتم مؤمنون، قل عندي شهادة من الله فهل أنتم مسلمون؟

شهادة الله تعالى

انظروا حين بدأت هذه السلسلة الإلهية في البراهين الأحمدية توفرتْ معها شهادة الله أيضًا، واتفق جميع الأنبياء والأولياء على أن الادّعاء دون أي شهادة جنون وسفه.

قال الناسك المحترم: إني أؤمن بأنك المسيح والمهدي ولا أصلي خلف الآخرين، لكن هؤلاء الأحمديين لا يصلون خلفي، فماذا تقول في ذلك؟ فقال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد قادياني عليه السلام:

إذا تبتَ وكففت اللسان ولم تقل شيئًا يعارض ما قال الله وقال الرسول، فيمكن أن يصلوا خلفك. فالادعاء دون الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة بمنزلة إلقاء النفس في النار. فالقول بأني نبي فلاني أو أفضل من الرسول الفلاني من كلمات الكفر، فليست لأحد سيطرةٌ على القلوب، فالإنسان باللسان أيضًا يصبح كافرًا، فالحكم في جميع القضايا في الدنيا يصدر باللسان فقط.

التحكم في اللسان

انظروا أن الإقرار بعقد القران بين الرجل والمرأة يتم باللسان فقط، وبمجرد القول بأني أطلِّقك تنقطع هذه العلاقة نهائيا، فمثل هذه الادعاءات إساءة إلى مائة وأربع وعشرين ألف نبي، فالإنسان إذا كان يخشى الله فلا يقوم بذلك، إذا كففتَ اللسان فجيد، وإلا فاعلم أن نتيجة هذه الأمور ليستْ جيدة بحقك.

كل ما يفعله العاقل يفعله السفيه أيضا، لكن بعد مواجهة كمال الخزي.

قال الناسك المحترم: فهل كل ما أقوله كذب؟ فقال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد قادياني عليه السلام:

لا أستطيع أن أقول شيئا بخصوص ذلك، هل صدقت أم كذبت، الله أعلم به.

عندها قال الناسك المحترم: “أنت المسيح، وملك الخلق، أرجو أن تدعو ليفقال حضرته عليه السلام :

حسنًا سأدعو“.

(المصدر: جريدة الحَكَم، بتاريخ 1907/11/17م)

E-mail
Password
Confirm Password