

الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني لا يدعي النبوة الحقيقية بعد خاتم النبيين إنما يدعي أنه مجدِّد ومحدَّث من الله
قال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني :
“ووالله إني لا أدّعي النبوة ولا أجاوز الملة، ولا أغترف إلا من فضالة خاتم النبيين. وأؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وأصلي وأستقبل القبلة، فلِم تكفّرونني؟ ألا تخافون الله رب العالمين؟ “ ( كتاب سر الخلافة)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني :
“لا أدّعي النبوة وإنما هذا خطأ منكم أو تقولون ذلك متأثرين بفكرة ما. هل من المحتوم أن الذي يدّعي الإلهام يجب أن يكون نبيا أيضا؟” (كتاب الحرب المقدسة)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني :
” فلا تظن يا أخي أني قلت كلمة فيه رائحةُ ادّعاء النبوة كما فهِم المتهوّرون في إيماني وعِرضي، بل كل ما قلت إنما قلتها تبيينًا لمعارف القرآن ودقائقه، وإنما الأعمال بالنيّات، ومعاذَ الله أن أدّعي النبوة بعدما جعل الله نبيَّنا وسيدنا محمدًا المصطفى – صلى الله عليه وسلم – خاتم النبيين.” ( كتاب حمامة البشرى)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني :
“عندما يعجز المشايخ في هذا النقاش يتهموننا افتراءً كأننا ادعينا النبوة، وكأننا نرفض وجود المعجزات والملائكة. وليكن معلومًا أن كل هذا وذاك افتراء. إنا نؤمن بأن سيدنا ومولانا محمدا المصطفى – صلى الله عليه وسلم – خاتم الأنبياء” ( كتاب البراءة)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه حمامة البشرى الذي كتبه باللغة العربة :
“ومن اعتراضات المكفِّرين أنهم قالوا إن هذا الرجل ادّعى النبوة وقال إني من النبيّين. أما الجواب فاعلم يا أخي أني ما ادّعيتُ النبوة وما قلت لهم إني نبي، ولكنهم تعجَّلوا وأخطأوا في فهم قولي، وما فكّروا حق الفكر بل اجترأوا على نحتِ بهتان مبين. وتراهم يسارعون إلى التكفير ويكفّرون بعض المؤمنين ويخادعون البعض، ولا يخفى على الله ما في صدور الظالمين. ومنهم من يُعجِب الناسَ قولُه ويُقسِم بالله أنه على الحق وهو أول المُبطِلين. يلبِس الحقَّ بالباطل ويغطِّي الصدقَ على الكذب، ويسعى سَعْيَ العفاريت، وينجّس وجه الأرض بالتمويهات والتلبيسات، ويفُوق بمكره كل مكّار، ثم يسمّي الصادقين دجالين.وما قلت للناس إلا ما كتبت في كتبي من أنني محدَّث ويكلّمني الله كما يكلّم المحدَّثين. واللهُ يعلم أنه أعطاني هذه المرتبة، فكيف أرد ما أعطاني الله ورزقني من رزق .. أأعرضُ عن فيض رب العالمين؟ وما كان لي أن أدّعي النبوة وأخرج من الإسلام وأَلحَق بقوم كافرين.”
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني :
“فليكن واضحا أنني أيضا ألعن مدّعي النبوة وأؤمن بـ “لا إله إلا الله محمد رسول الله” وأؤمن بالنبي – صلى الله عليه وسلم – خاتم النبيين، ولا أؤمن بوحي النبوة بل أقول بوحي الولاية الذي يتلقاه أولياء الله تحت ظل النبوة المحمدية ونتيجة اتّباع النبي – صلى الله عليه وسلم -، ومن يتهمني أكثر من ذلك فهو ينبذ التقوى والأمانة. فإذا كان أحد يصبح كافرا نتيجة تلقيه الإلهامات بآيات القرآن فيجب أن تُصدَر هذه الفتوى بحق السيد عبد القادر الجيلاني – رضي الله عنه – لأنه أيضا ادّعى بتلقيه الإلهامات بآيات قرآنية. إذًا، أنا أيضا لا أدّعي النبوة بل أدّعي الولاية والمُجدِّدية” (المصدر : اعلان بتاريخ 20 شعبان 1314 هجري)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتاب إزالة الأوهام:
“السؤال 11: لقد ورد في الجزء الأول من الكتاب أي “فتح الإسلام” أنك ادّعيت النبوة. أما الجواب: ليس ذلك ادّعاء النبوة، وإنما هو ادّعاء المحدَّثية بأمر من الله تعالى”
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في إعلان بتاريخ 2 أكتوبر 1891م :
“قد سمعت أن بعضا من كبار علماء هذه المدينة يذيعون عني بهتانا أن هذا الشخص يدّعي النبوة”
وقال أيضا في نفس الإعلان : “أقول للعوام والخواص وجميع الصلحاء إظهارا للحق بأن هذه التهمة افتراء بحت. لا أدّعي النبوة”
وقال أيضا في نفس الإعلان : “كل من يدّعي النبوة أو الرسالة بعد سيدنا ومولانا محمد المصطفى – صلى الله عليه وسلم – خاتَم المرسَلين أعدّه كاذبا وكافرا”
وقال أيضا في نفس الإعلان : “أعلن المحدَّثية ولا أدّعي النبوة التامة”
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني :
“إذا كان اعتراضكم علي زعمكم أنني أعلنت بأني نبي وهو كفر فماذا نقول سوى لعنة الله على الكاذبين المفترين. ( كتاب أنوار الاسلام)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني الذي كتبه عام 1906م أي قبيل وفاته بعامين :
“ألا يدل كل هذا على كونه الزمن الأخير؟ وقد اعتبره صلحاء الإسلام أيضا زمنا أخيرا، ومضى من القرن الرابع عشر 23 عاما، وهذا يشكل دليلا قويا على أن الوقت وقت ظهور المسيح الموعود. وأنا الوحيد الذي ادّعى بذلك قبل بدء القرن. وأنا الوحيد الذي مضى على ادّعائه خمسة وعشرون عاما، وما زلت حيا أُرزَق. وأنا الوحيد الذي أفحمتُ المسيحيين والأمم الأخرى بآيات الله. فما لم يقدَّم إزاء ادّعائي مدّعٍ آخر بالصفات نفسها، كان ادّعائي ثابتا وهو أنني أنا المسيح الموعود الذي هو مجدد الزمن الأخير.” (كتاب حقيقة الوحي)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في اعلان بتاريخ 15 أبريل 1907 أي قبيل وفاته بعام واحد
” وإن رسولنا خاتم النبيين، وعليه انقطعتْ سلسلة المرسلين. فليس حقّ أحدٍ أَن يدّعي النبوّة بعد رسولنا المصطفى على الطريقة المستقلّة، وما بقي بعده إلا كثرة المكالمة، وهو بشرط الاتّباع لا بغير متابعة خير البريّة. “ (اعلان بتاريخ 15-4-1907م)
الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني لا يدعي النبوة رغم أن الله سماه (نبي) في الإلهامات التي نزلت عليه ، بل فسَّر ذلك بالمعنى المجازى واللغوي أي (المحدَّثية) وليس بالمعنى الحقيقي الشرعي
إن كلمتي (النبي) و(الرسول) لا تستخدمان فقط للأنبياء الفعليين، كما هو معروف في المعنى اللإصطلاحي، ولكن يمكن أيضا إطلاقهما بالمعنى المجازي، أي بالمعنى اللغوي ، على شخص ليس نبيا. يمكن اطلاق هذه الكلمات –وقد تم اطلاقها– على بعض الأولياء والمجددين في الإسلام، الذين لم يكونوا أنبياء بالتأكيد، ويتم اطلاقها عليهم نظرا لامتلاكهم بعض الصفات مثل التواصل من الله (بالشكل المحدود الذي وعد به المؤمنون الحقيقيون بالقرآن الكريم والحديث)، ويسمى من يكلمه الله باسم المحدَّث، وهذا هو المصطلح الذي استخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم، كما ورد في حديث صحيح البخاري. لهذا فإنه حين سمى الله الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني بهاتين الكلمتين (النبي) و (الرسول) لم يرفض هذه التسمية في وحي الله له بل فسَّر الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني هذه التسمية بالمعنى المجازي واللغوي أي المحدَّثية وأوضح أنه لا يدعي أنه نبي.
- قال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني :
- (لا تفتروا عليّ كذبا أنني ادعيت النبوة الحقيقية ألا تعرفون أن المحدث أيضا مرسل أفلم تتذكروا قراءة ولا محدث، فما هذا الانتقاد الوقح أنني ادعيت أني مرسل، أخبروني أيها السفهاء أن الذي أرسل هل تسمونه باللغة العربية مرسلا أو رسولا أو باسم آخر، لكن تذكروا أن الإلهام الإلهي هنا النازل علي ليس المراد منه المعنى الحقيقي الخاص بصاحب الشريعة بل كل من يؤمر إن هو إلا مرسل، فالصحيح أن الوحي الذي أنزله الله على هذا العبد المتواضع وردت فيه كلمات النبي ورسول ومرسل بحق عبده هذا بكثرة، فهي ليست على معانيها الحقيقة ولكل أن يصطلح فمن المصطلح الإلهي أنه استخدم مثل هذه الكلمات في حقي.
- نحن نسلِّم ونعترف أنه لا نبي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بمعني حقيقي للنبوة لا قديما ولا جديدا، فالقرآن يمنع ظهور هؤلاء الأنبياء أما بالمعنى المجازي فمن حق الله سبحانه وتعالى أن يسمي أي ملهم نبيا أو مرسلا، أفلم تقرأوا أحاديث وردت فيها كلمة رسولُ رسولِ الله، فالعرب إلى اليوم يطلقون على حامل رسالة إنسان كلمة ).رسول). فكيف صار حراما على الله سبحانه وتعالى أن يستخدم كلمة مرسل في حق أحد يمعناها المجازي، أفلم تقرأوا في القرآن الكريم (فقالوا إنا إليكم مرسلون).، انظروا بإنصاف فهل على هذا الأساس تكفِّرونني؟ إذا سئلتم عند الله فأي برهان عندكم لتكفيري؟ إنني أقول لكم مرارا وتكرارا لا شك أن كلمات الرسول والمرسل واردة بحقي في إلهاماتي غير أنها ليست بمعانيها الحقيقية، وكما أن هذه الكلمات ليست بمعانيها الحقيقية فمثل ذلك ليست كلمات النبي الواردة في الأحاديث بحق المسيح الموعود على معانيها الحقيقية، فهذا العلم أعطانيه الله سبحانه وتعالى فمن أراد أن يفهم فليفهم فقد كُشف عليّ أن أبواب النبوة الحقيقية مسدودة بعد خاتم النبيين –صلى الله عليه وسلم– نهائيًا، فالآن لن يأتي نبي جديد ولا قديم بالمعنى الحقيقي للنبوة). ( كتاب السراج المنير).
- وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني:
- (فهل يمكن أن يكون مؤمنًا بالقرآن الكريم الشقيُّ الذي يدّعي الرسالة والنبوة افتراءً؟ وهل يمكن للمؤمن بالقرآن الكريم والواثق بأن آية {وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} من قول الله، أن يُفصح بأنه رسول ونبي بعد النبي –صلى الله عليه وسلم–؟ فليتذكر جناب طالب العدل أن هذا العبد المتواضع لم يدَّعِ الرسالة والنبوة قط بالمعنى الحقيقي، أما استخدام أي كلمة مجازا وبمعنى غير حقيقي بحسب المعاني الشائعة الواردة في المعاجم، فلا يستلزم الكفر، غير أنني لا أحب حتى هذا، لأنه يتضمن احتمال انخداع عامة الناس. إلا أنني لا أستطيع أن أخفي المكالمات والمخاطبات التي تلقيتُها من الله جل شأنه وقد وردتْ فيها كلمةُ النبوة والرسالة بكثرة لكوني مأمورا من الله. وأقول مرارا وتكرارا بأن كلمة المرسَل(1) أو الرسول النبي الواردة في هذه الإلهامات في حقي لم تُستعمَل في معناها الحقيقي، والحقيقة الأصلية التي أُعلنُها على الملأ أن نبينا –صلى الله عليه وسلم– هو خاتم الأنبياء، ولن يأتي بعده أيُّ نبي لا قديم ولا جديد، ومَن قال بعد رسولنا وسيدنا بأنه نبي أو رسول على وجه الحقيقة والافتراء وترك القرآن وأحكام الشريعة الغراء، فهو كافر كذّاب. باختصار؛ إنا نؤمن بأن الذي يدّعي النبوة على وجه الحقيقة منفصلا عن ذيل فيوض النبي –صلى الله عليه وسلم– وبعيدا عن ذلك الينبوع الطيب ويريد أن يكون بنفسه نبيَّ الله مستقلا، فهو ملحد ولا دين له، وأغلب الظن أن مثل هذا المدّعي سيخترع له كلمةً جديدة، ويخترع أسلوبا جديدا للعبادة، ويُجري على الأحكام تعديلا وتغييرا، فلا شك في كونه أخًا لمسيلمة الكذاب، ولا مراء في كفره؛ فكيف يمكن القول في حق خبيث مثله إذن بأنه يؤمن بالقرآن الكريم؟ ويجب أن يتذكر الإنسان كما بيَّنا آنفا بأن مثل هذه الكلمات تُستعمل مجازا واستعارةً في الإلهامات الإلهية بحق بعض أوليائه أحيانا، وهي لا تُحمَل على وجه الحقيقة. وهذا هو أصل النزاع الذي جرَّه المتعصبون السفهاء إلى ناحية أخرى. فاسم ).نبي الله). الوارد في صحيح مسلم في حق المسيح الموعود القادم على اللسان المبارك للنبي –صلى الله عليه وسلم–، إنما هو من منطلق المجاز المسلَّم به في كتُب الصوفية الكرام، وهو تعبير معروف في المكالمات الإلهية، وإلا فما معنى نبيٍّ بعد خاتَم الأنبياء.) ( كتاب عاقبة آتهم).
- وقال الامام ميرزا غلام أحمد القادياني:
- (أقول لجميع المسلمين بأن كل الكلمات التي وردت في كتبي (فتح الإسلام) و(توضيح المرام) و(إزالة الأوهام) مثل: المحدَّثُ أو نبي من وجه أو أن المحدَّثية نبوة جزئية أو المحدَّثية نبوة ناقصة، كل هذه الكلمات ليس محمولة على معناها الحقيقي، بل ذُكرت من حيث معانيها اللغوية بكل بساطة. وإلا حاشا لله، فأنا لا أدّعي النبوة الحقيقية قط. بل كما قلت في الصفحة 137 من إزالة الأوهام إني أؤمن بأن سيدنا ومولانا محمد المصطفى –صلى الله عليه وسلم– هو خاتم النبيين. فأريد أن أوضح على الإخوة المسلمين جميعا أنهم إذا كانوا ساخطين من هذه الكلمات أو تشق على قلوبهم فليستبدلوها بكلمة (المحدَّث) من عندي لأني لا أريد الفُرقة بين المسلمين بحال من الأحوال. إن الله جلّ شأنه أعلم بنيتي منذ البداية بأنني لم أقصد من كلمة (نبي) نبوة حقيقية قط بل المراد هو المحدَّثية فقط. وقد بيّن النبي –صلى الله عليه وسلم– معناها بالمكلَّم. فقال عن المحدَّثين: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم–: لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ (صحيح البخاري، كتاب المناقب، مناقب عمر بن الخطاب)، فلا مانع عندي من بيان هذه الكلمة بأسلوب آخر مراعاة لقلب إخوتي المسلمين. والأسلوب الآخر هو أن يستبدلوا كلمة (نبي) بكلمة (المحدَّث) في كل مكان، وأن يعتبروا كلمة (نبي) مشطوبة. (اعلان بتاريخ 3 فبراير 1892م).
- وقال الامام ميرزا غلام أحمد القادياني:
- (إنني أتلقى الوحي الإلهي باستمرار منذ مدة عشرين عاما، وإن كلمة الرسول أو النبي قد وردت فيه في كثير من الأحيان. على سبيل المثال ، هناك الوحي: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق)، والوحي: (جري الله في حلل الأنبياء). ، والوحي: (جاء نبي إلى العالم ولكن العالم لم يقبله)(2). ومع ذلك فإن ذلك الشخص مخطئ في اعتقاده أن هذه الكلمات عن النبوة والرسالة تعني النبوة والرسالة الحقيقية، والتي من خلالها يكون المرء حائزا على النبوة التشريعية. في الواقع، كلمة رسول تعني فقط (الذي يرسله الله)، وكلمة النبي تعني فقط (الذي يتلقى نبأ الغيب من الله ثم يخبر الناس به، أو الذي يُكشف عليه أمور غيبية). بما أن هذه الكلمات ، التي هي فقط بالمعنى المجازي ، تسبب مشاكل في الإسلام، مما يؤدي إلى عواقب سيئة للغاية، فلا ينبغي استخدام هذه المصطلحات في الاجتماعات والأحاديث اليومية. يجب أن يعتقد من أعماق القلب أن النبوة قد انتهت مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، كما يقول الله سبحانه وتعالى: {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} إن من ينكر هذه الآية، أو يقلل من شأنها، فهو في الواقع قد فصل نفسه عن الإسلام. الشخص الذي يتجاوز الحد في الرفض هو في نفس الحالة الخطيرة التي فيها الشخص الذي يتجاوز الحد في القبول مثل الشيعة. يجب أن يكون معلوما أن الله قد أنهى كل النبوات والرسالات بالقرآن الكريم والنبي الكريم. لقد جئت إلى العالم ، وأرسلت إليه ، فقط كخادم لدين الإسلام ، وليس لتجاهل الإسلام وخلق دين آخر. يجب على المرء دائما أن يحمي نفسه من خطوات الشيطان ، وأن يكون لديه حب حقيقي للإسلام ، ويجب ألا ينسى أبدا عظمة النبي الكريم محمد.
- أنا خادم للإسلام ، وهذا هو السبب الحقيقي لمجيئي. الكلمات (نبي) و (رسول) وردت استعارة ومجازا. الرسالة كلمة تطلق في اللغة العربية على (الذي يُرسَل)، والنبوة تعني إظهار أمور الغيب عند تلقي المعرفة من الله. لذلك، جدير بالذكر أنه لا يستدعي اللوم أن نؤمن بالقلب وفقا لهذا المعنى.
- ومع ذلك، وفقا للمصطلح الإسلامي، فإن النبي والرسول تعنى من يأتي بشريعة جديدة، أو الذين يلغي بعض التشريعات السابقة، أو من لا يكون من أتباع نبي سابق، ولديه اتصال مباشر مع الله دون نيل الفيوض من نبي. لذلك، يجب الانتباه أن هذه المعاني غير مقصوده في دعواي، لأنه لا كتاب لنا إلا القرآن الكريم، ولا رسول لنا إلا محمد المصطفى –صلى الله عليه وسلم– ولا دين لنا إلا الإسلام، ونؤمن بأن نبينا –صلى الله عليه وسلم– هو خاتم الأنبياء، وأن القرآنَ الكريم هو خاتم الكتب. لا ينبغي تحويل الدين إلى لعبة أطفال ، وينبغي أن تتذكروا أننا لا نقبل أي ادعاء آخر سوى أننا خدام الإسلام، ومن نسب إلينا أننا ادعينا غير ذلك فقد افترى علينا افتراء مبينا. إنما ننال فيوض البركات بواسطة نبينا الكريم –صلى الله عليه وسلم– ونتلقى فيوض المعارف بواسطة القرآن الكريم. لذلك ينبغي ألا يحمل أي شخص في قلبه شيئا يتعارض مع ذلك؛ وإلا سيكون مسؤولا عن ذلك أمام الله.إن جهودنا كلها عابثة ومرفوضة وقابلة للمؤاخذة إن لم نكن خدام الإسلام.). (رسالة بتاريخ 7 أغسطس 1899م ، نشرت في جريدة الحكم بتاريخ 17 أغسطس 1899م).
- وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتاب الأربعين أيضا:
- (إن كلمة (الرسول) و (النبي). الواردة في الكلام الإلهي بحقي، أنني رسول ونبي الله، فهذا الإطلاق مجازا واستعارة لأن الذي يتلقى الوحي من الله مباشرة وكان من المؤكد أن الله يكلّمه مثلما كلّم الأنبياء فليس من غير المناسب إطلاق كلمة النبي أو الرسول عليه، بل إنها استعارة فصيحة جدا ولهذا السبب وردت كلمة (نبي) في صحيح البخاري وصحيح مسلم(3) والإنجيل وسفر دانيال وفي أسفار بعض الأنبياء الآخرين حيث ورد ذكري(4)).
- وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتاب الأربعين: ( هذه الكلمات قد وردت استعارةً ومجازا كما ورد في الحديث أيضا كلمةُ (النبي). في حق المسيح الآتي، والبديهي أن الذي يرسله الله – سبحانه وتعالى – يسمى في اللغة العربية رسولا، أما الذي يتلقى نبأ الغيب من الله ثم يخبر الناس به فيسمَّى في اللغة العربية نبيا. أما المصطلح الإسلامي فهو أمر آخر، إذ قد أريدتْ هنا المعاني في اللغة فقط.).
- وقال أيضا في كتابه حمامة البشرى: (وإني كتبت في بعض كتبي أن مقام التحديث أشدّ تشبُّهًا بمقام النبوة، ولا فرق إلا فرق القوة والفعل. وما فهموا قولي وقالوا إن هذا الرجل يدّعي النبوة، والله يعلم أن قولهم هذا كذب بحت، لا يُمازجه شيء من الصدق، ولا أصل له أصلا، وما نحتوه إلا ليهيّجوا الناس على التكفير والسب واللعن والطعن، وينهضوا هم للعناد والفساد، ويفرّقوا بين المؤمنين. وإني والله أؤمن بالله ورسوله، وأؤمن بأنه خاتم النبيين. نعَمْ، قلت إن أجزاء النبوة توجد في التحديث كلها، ولكن بالقوة لا بالفعل، فالمحدَّث نبيٌّ بالقوة، ولو لم يكن سدُّ باب النبوة لكان نبيا بالفعل، وجاز على هذا أن نقول: النبي مُحدَّث على وجه الكمال، لأنه جامع لجميع كمالاته على الوجه الأتم الأبلغ بالفعل، وكذلك جاز أن نقول إن المحدَّث نبي بناءً على استعداده الباطني أعني أن المحدَّث نبي بالقوة، وكمالات النبوة جميعها مخفيّة مضمَرة في التحديث، وما حبس ظهورها وخروجها إلى الفعل إلا سدّ باب النبوة. وإلى ذلك أشار النبي –صلى الله عليه وسلم– في قوله: (لو كان بعدي نبي لكان عمر).، وما قال هذا إلا بناءً على أن عمر كان محدَّثا، فأشار إلى أن مادة النبوة وبذرها يكون موجودا في التحديث، ولكن الله ما شاء أن يُخرجها مِن مَكْمَن القوة إلى حيّز الفعل، وإلى ذلك إشارة في قراءة ابن عباس: وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدَّث، فانظرْ كيف أُدخل الرسل والنبيون والمحدَّثون في هذه القراءة في شأن واحد، وبيّن الله أن كلهم من المحفوظين ومن المرسلين.ولا شك أن التحديث موهبة مجردة لا تُنال بكسبٍ البتّة . كما هو شأن النبوة، ويُكلِّم الله المحدَّثين كما يُكلِّم النبيين، ويرسل المحدَّثين كما يرسل المرسل، ويشرب المحدَّث من عين يشرب فيها النبي، فلا شك أنه نبي لولا سد الباب، وهذا هو السر في أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– إذا سمى الفاروق محدَّثا فقفّى على أثره قوله: لو كان بعدي نبي لكان عمر، وما كان هذا إلا إشارة إلى أن المحدث يجمع كمالاتِ النبوة في نفسه، ولا فرق إلا فرق الظاهر والباطن، والقوة والفعل. فالنبوة شجرة موجودة في الخارج مثمرة بالغة إلى حدها، والتحديث كمثل بذر فيه يوجد في القوة كلُّ ما يوجد في الشجر بالفعل وفي الخارج. وهذا مثال واضح للذين يطلبون معارف الدين، وإلى هذا أشار رسول الله –صلى الله عليه وسلم– في حديث: علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل، والمراد من العلماء المحدَّثون الذين يُؤتَون العلم من لدن ربهم ويكونون من المكلَّمين.وقد استصعب الفرق بين التحديث والنبوة على بعض الناس، فالحق أن بينهما فرق القوة والفعل كما بينتُ آنفا في مثال الشجرة وبذرها، فخُذْها مني ولا تخفْ إلا اللهَ، وادعُ الله أن تكون من العارفين. هذا ما قلنا في بعض كتبنا استنباطًا من الأحاديث النبوية والقرآن الكريم، وما قال بعض السلف فهو أكبر من هذا، ألا ترى إلى قول ابن سيرين أنه ذُكر المهدي عنده وسئل عنه هل هو أفضل من أبي بكر فقال: ما أبو بكر؟ هو أفضلُ من بعض النبيين!هذا ما كتب صاحب (فتح البيان). صدّيق حسن في كتابه (الحُجَج)، ومثله أقوال أخرى ولكنا نتركها خوفا من الإطناب. وعليك أن تدقّق النظر بالإنصاف الكامل ليتضح لك الحق الحقيق وتكون من الفائزين. وقد بيّنت لك كل ما هو كلمة الكفر. في أعين المستعجلين، فانظر أين هذا وأين ادعاء النبوة؟ فلا تظن يا أخي أني قلت كلمة فيه رائحةُ ادّعاء النبوة كما فهِم المتهوّرون في إيماني وعِرضي، بل كل ما قلت إنما قلتها تبيينًا لمعارف القرآن ودقائقه، وإنما الأعمال بالنيّات، ومعاذَ الله أن أدّعي النبوة بعدما جعل الله نبيَّنا وسيدنا محمدًا المصطفى –صلى الله عليه وسلم– خاتم النبيين.). ( كتاب حمامة البشرى).
وقال الامام ميرزا غلام أحمد القادياني:
(لأن سيدنا ومولانا ورسولنا الأكرم –صلى الله عليه وسلم– هو خاتَم الأنبياء ولن يأتي بعده –صلى الله عليه وسلم– نبي، لذا جُعل المحدَّثون في هذه الشريعة ينوبون عن النبي) ( كتاب شهادة القرآن).
1– قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني: (مثل هذه الكلمات لم أتلقاها الآن بل هي واردة في إلهاماتي منذ 16 عاما، فستجدون مثل هذه المخاطبات الإلهية لي في كتاب البراهين الأحمدية).
2– قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في الهامش تعليقا: (قراءة أخرى لهذا الوحي هي: جاء نذير إلى العالم ، وهذه هي القراءة التي وردت في كتاب البراهين الأحمدية. لتجنب سوء الفهم فإن القراءة الأخرى [التي تقول ‘النبي‘ ] لم ترد في كتاب البراهين الأحمدية).
3– أي في أحاديث نزول المسيح . انظر حديث صحيح مسلم : (2937).
4– أي ذكر النبوءات عن المسيح الموعود نزوله في آخر الزمان ليحث أتباع جميع الديانات على اتباع خاتم النبيين.
الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني لم يغير أقواله عن ختم النبوة ولم يدعي النبوة الحقيقية بعد عام 1901م
لقد أكد الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني بعد عام 1901 أنه لا يدعي النبوة الحقيقية بعد خاتم النبيين بل ظل يؤكد أن الله سماه نبيا مجازا فقط.قال الإمام غلام أحمد القادياني في رسالة الإستفتاء بتاريخ 15 أبريل 1907م (أي قبيل وفاته بعام واحد) : (إنّ رسولَنا خاتَمُ النبيين، وعليه انقطعت سلسلةُ المرسلين. فليس حقُّ أحدٍ أن يدّعي النبوّة بعد رسولنا المصطفى على الطريقة المستقلّة، وما بقي بعده إلا كثرة المكالمة، وهو بشرط الاتّباع لا بغير متابَعَةِ خيرِ البريّة. وواللهِ ما حصل لي هذا المقام إلا من أنوارِ اتّباعِ الأشعّة المصطفوية، وسُمّيتُ نبيًّا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة. فلا تهيج ههنا غيرةُ الله ولا غيرةُ رسوله، فإني أُرَبَّى تحت جناح النبيّ، وقدمي هذه تحت الأقدام النبويّة). ( رسالة الاستفتاء في كتاب حقيقة الوحي)
- لقد أعلن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتاب حقيقة الوحي الذي تم نشره عام 1906 أنه مجدد وليس نبيا
قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتاب حقيقة الوحي الذي تم نشره عام 1906م :
(قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم– إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها. رواه أبو داود. ونحن الآن في السنة الرابعة والعشرين من هذا القرن، ولا يمكن أن يحدث خلاف لقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. وإذا قال قائل: إذا كان هذا الحديث صحيحا فأخبرونا بأسماء المجددين الاثني عشر قرنا مضت. فالجواب هو أن هذا الحديث ظل مسلَّما به عند علماء الأمة، ولكن لو اعتُبر موضوعا عند إعلاني فليس ذلك مستبعد من هؤلاء المشايخ. لقد ادّعى بعض أكابر المحدثين بكونهم مجددين في عصرهم، كما اعتبر الآخرون غيرَهم مجددين. فإذا كان هذا الحديث غير صحيح فهذا يعني أنهم لم يكونوا أمناء. إن هذه الأمة منتشرة في جزء كبير من الدنيا، والحكمة الإلهية تبعث مجددا في بلد مرة وفي بلد آخر مرة أخرى. من ذا الذي يحيط بكل أفعال الله، ومن ذا الذي يحيط بغيبه – عز وجل –؟ فأخبروني كم نبيا خلا في كل قوم منذ آدم – عليه السلام – إلى النبي –صلى الله عليه وسلم–؟ فلو أخبرتموني بعددهم لأخبرتكم بأسماء المجددين. والظاهر أن عدم العلم بشيء لا يستلزم عدم وجوده. ومن المتفق عليه عند أهل السنة أن المجدد الأخير في هذه الأمة هو المسيح الموعود الذي سيظهر في الزمن الأخير). ثم في نفس هذا السياق قال بعد ذلك : (أنا المسيح الموعود الذي هو مجدد الزمن الأخير.).
نلاحظ فيما سبق أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتاب حقيقة الوحي يتحدث عن فئتين:
الأنبياء من آدم إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
المجددون الذين ظهروا في التاريخ الإسلامي. ثم أعلن أنه مجدد، ولم يعلن في ذلك السياق أنه نبي مما يؤكد أنه ادعى المجددية ولم يدع النبوة بعد خاتم النبيين.
ولقد بين الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني بعد عام 1901 أن تسمية الله له نبيا لا يعني إلا تلقي المكالمات والمخاطبات الإلهية بكثرة ورغم تسمية الله له نبيا مجازا إلا أنه لا يدعي النبوة بعد خاتم النبيين.
قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتاب حقيقة الوحي الذي تم نشره عام 1906م:
(كم هو جهل وخروج عن الحق والصدقِ القولُ إنني ادّعيتُ النبوة! يا قليلي الفهم، ليس المراد من نبوتي أني أدّعيت النبوة مقابل النبي –صلى الله عليه وسلم– والعياذ بالله – أو جئتُ بشريعة جديدة. إنما المراد من نبوتي هو كثرةُ المكالمة والمخاطبة الإلهية التي حظيتُ بها بفضل اتّباعي لنبينا –صلى الله عليه وسلم–، وأنتم أيضا تعترفون بإمكانية المكالمة والمخاطبة الإلهية. فالنزاع ليس إلا نزاعا لفظيا فقط.).
يشرح الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في الإقتباس السابق سبب تسمية الله له نبيًا وفسَّر ذلك بالمعنى اللغوي والمجازي وليس المعنى الإصطلاحي الحقيقي للنبوة
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتاب مواهب الرحمن الذي تم نشره عام 1903:
(ولله مكالمات ومخاطبات مع أوليائه في هذه الأمة، وإنهم يُعطَون صبغةَ الأنبياء وليسوا نبيّين في الحقيقة، فإن القرآن أكملَ وَطَرَ الشريعة، ولا يُعطَون إلا فَهْمَ القرآن، ولا يزيدون عليه ولا ينقصون منه، ومن زاد أو نقص فأولئك من الشياطين الفَجَرة).
يقول الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في الإقتباس السابق إن سبب عدم كون الأولياء أنبياء هو أن الشريعة الإسلامية قد اكتملت بنزول القرآن. لا يحتاج النبي إلى المجيء إلا إذا احتاجت الشريعة إلى تغيير أو تحسين. إذن، هناك فئتان فقط: (١) الأولياء، وهم ليسوا أنبياء في الحقيقة، و(٢) الأنبياء، وهم يأتون لإكمال الشريعة
وظل يؤكد حتى آخر يوم في حياته على أن تسمية الله له نبيا لا تعنى النبوة الحقيقية.
قال في كتاب ينبوع المعرفة الذي تم الانتهاء من تأليفه ونشره في مايو عام 1908م (أي قبيل وفاته بأحد عشر يوما):
(لقد كتبتُ مرارا أن الأمر الحقيقي والواقعي هو أن سيدنا ومولانا النبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء، ولا نبوة مستقلة ولا شريعة بعده صلى الله عليه وسلم. ومن ادّعى ذلك فهو ملحد ومردود بلا أدنى شك. ولكن الله تعالى أراد منذ البداية أن يُكرم شخصا– لإظهار كمالات النبي صلى الله عليه وسلم العديدة وإثباتها– بمرتبة كثرة المكالمات الإلهية ومخاطباته بسبب اتباعه وطاعته النبيَّ صلى الله عليه وسلم، تخلق في ذلك الشخص صبغة النبوة كانعكاس. فمن هذا المنطلق سماني الله تعالى نبيا بمعنى أن النبوة المحمدية انعكست في مرآة نفسي وأُعطيتُ هذا الاسم على سبيل الظلية وليس على وجه الحقيقة لأكون نموذجا كاملا لفيوض النبي صلى الله عليه وسلم.).
وقال الإمام غلام أحمد القادياني أيضا في كتاب ينبوع المعرفة الذي تم الانتهاء من تأليفه ونشره في مايو عام 1908م (أي قبيل وفاته بأحد عشر يوما):
(لقد استخدم الله تعالى في وحيه كلمةَ النبوة والرسالة في حقي مئاتِ المرات، ولكن المراد منها تلك المكالمات والمخاطبات الإلهية الكثيرة والمشتملة على أنباء الغيب، لا أكثر من ذلك ولا أقل. لكل أن يختار في حديثه مصطلحًا، لقولهم: لكل أن يصطلح. فهذا مصطلَح إلهي حيث أطلق الله – عز وجل – كلمةَ النبوة على كثرة المكالمة والمخاطبة. أي تلك المكالمات التي تحتوي على أخبار غيبية كثيرة. واللعنة على من يدعي النبوة متخلّيًا عن فيض النبي –صلى الله عليه وسلم-. ولكن نبوتي هذه ليست بنبوة جديدة، بل هي نبوة النبي –صلى الله عليه وسلم– في الحقيقة، وتهدف إلى نفس الهدف وهو إظهار صدق الإسلام على الدنيا). ( كتاب ينبوع المعرفة ).
ولقد أكد الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني قبيل وفاته ببضعة أيامأنه لم يغير أقواله بشأن موضوع النبوة.
فقد قال بتاريخ 19 من مايو عام 1908م (أي قبيل وفاته عليه السلام بأسبوع واحد فقط):
(أنا لم أدَّع الرسالة قط بالمعنى الذي يذكره المشايخ ويُغوون الناس إن دعواي بكوني ملهما ومنذِرا، وتابعا لشريعة النبي صلى الله عليه وسلم هو منذ البداية. لم يحدث اليوم أمرٌ جديد. فقد تلقيت الإلهام (جري الله في حلل الأنبياء)(5) قبل 24 عاما.). ( جريدة بدر؛ بتاريخ 1908/5/24م).
5– قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني – في كتاب الأربعين في الهامش – تعليقا على هذا الإلهام : (هذه الكلمات قد وردت استعارةً ومجازا كما ورد في الحديث أيضا كلمةُ “النبي” في حق المسيح الآتي، والبديهي أن الذي يرسله الله – سبحانه وتعالى – يسمى في اللغة العربية رسولا، أما الذي يتلقى نبأ الغيب من الله ثم يخبر الناس به فيسمَّى في اللغة العربية نبيا. أما المصطلح الإسلامي فهو أمر آخر، إذ قد أريدتْ هنا المعاني في اللغة فقط).