بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعدما وجب، البيان المهم هو أن هذا العاجز المؤلف لكتاب “البراهين الأحمدية” أُمر من الحضرة القادر المطلق جل شأنه أن يحاول إصلاح الخلق على سنة المسيح النبي الناصري الإسرائيلي بالمسكنة والعجز والفقر والتذلل والتواضع، فيهدي الضالين عن الصراط المستقيم إليه والذي يؤدي السير فيه إلى النجاة الحقيقية وتظهر في هذه الدنيا آثار النور وقبوله ومحبوبيته، ولأجل ذلك أُلف كتاب البراهين الأحمدية وطبعت ثلاثة أجزاء منه، فخلاصته ومغزاه ملحق بهذه الرسالة …..
إن طَبع الكتاب كاملاً منوط بمدة طويلة، فتم تقرير طباعة هذه الرسالة إتماماً للحجة بمائتين وأربعين نسخة ومعها إعلان بالإنجليزية بثمانية آلاف نسخة وترسل نسخة إلى كل كريم من “برهمو سماج” والآري والطبيعيين والمشائخ الذين ينكرون الخوارق والكرامات وبسببها يسيئون الظن بهذا العاجز، وأقول للطبيعيين أو المشائخ الذين يؤمنون بالإسلام ثم يرفضون الخوارق والكرامات وأساءوا الظن بهذا العاجز، بأنه لم يتقرر هذا الأمر من بنات أفكاري أو من اجتهادي بل تم الإذن من الله الكريم، وبشّرني في نبوءةٍ أنّ مخاطَبي هذه الرسالة الذين سيردون عليها عند تلقيها يصبحون ملزمين ومفحمين ومغلوبين.
فنُرسل هذه الرسالة إلى جنابك نظراً لأنك معزز وشهير ومقتدر في قومك! ونظراً لعلمك وكرمك آمل أن تتوجه إلى مضمون هذه الرسالة –محتسباً الله– وأن تحاول في طلب الحق، وإن لم تتوجه إليه فعليك تمت الحجة.
وإن تلقيت الرسالة مسجلةً ولم تكترث بها فسوف نناقش هذا الأمر كله في الجزء الخامس من كتاب البراهين الأحمدية.
والقصد من هذه الرسالة –والتي أُمرت بإبلاغها– هو أن الدين الحق الذي يوافق رضا الله هو الإسلام، وأن الكتاب الحق المحفوظ من الله والواجب العمل به هو القرآن الشريف فقط، وتوجد آيات سماوية–الخوارق والنبوءات– مع الأدلة العقلية تشهدُ على حقانية هذا الدين وصدق القرآن الكريم، ومن الممكن أن يراها طالب الصدق بأم عينيه متحلياً بالصبر في صحبة هذا العاجز –مؤلف البراهين الأحمدية-.
إذا كنت في شك من حقانية هذا الدين أو من الآيات السماوية فأتِ إلى قاديان طالباً الصدقَ، وكُن في صحبة هذا العاجز مدة سنة وشاهد الآيات السماوية بأم عينيك، فتعال على الشرط والنية اللتين تدلان على طلب الصدق، وستؤمن بالإسلام بعد رؤية الآيات السماوية في قاديان وتصدق الخوارق، وإذا أتيت بهذا الشرط والنية فسترى الآيات السماوية إن شاء الله، وقد تم وعد الله ولا إمكانية في إخلافه، وإذا لم تأت فسيؤاخذك الله، وبعد انتظار ثلاثة أشهر سيُكتب أمر عدم التفاتك في الجزء الخامس من الكتاب، وإذا أتيت ولم ترَ خلال سنة آية سماوية فسأعطيك مائتي روبية شهرياً عقوبة وغرامة، وإذا لم تعتبر أن مائتي روبية تليق بمقامك، فقرر ما يليق عِوَضَ ضياع وقتك أو عقوبةَ إخلاف وعدِنا فنقبله بشرط الاستطاعة، ومَن يطلب الغرامة أو التعويض فعليه أن يطلب الإذن منا قبل مجيئه برسالة مسجلة، ومَن لا يطلب الغرامة أو التعويض فلا حاجة له لطلب الإذن، وإذا لم تستطع أن تحضر بنفسك فأرسل وكيلاً عنك تعتبر مشاهدته كمشاهدتك، شريطة عدم إعراضك عن إشهار الإسلام أو تصديق الخوارق بعد أن يشهد بذلك، واكتب شرط إشهارك الإسلام وتصديق الخوارق في ورقة بيضاء يشهد عليها ثقاة مختلف الأديان، تنشر في جرائد متعددة إنجليزية وأردية، وسجّل في المحكمة شرط المائتي روبية غرامة أو ما تريده مما نقدر عليه.
وأخيراً، يشكر هذا العاجز الله الكريم الذي أظهر له براهين دينه الحقة، وأيَّده لنشرها في مملكة حرة تحت حماية الحكومة الإنجليزية، فيشكرها هذا العاجز عرفاناً بحقها، والسلام على من اتبع الهدى.
الراقم العاجز غلام أحمد القادياني
8 مارس 1885 الموافق 29 جمادى الأول 1302هـ.