Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

أسئلة أمريكي بتاريخ 7 أبريل 1908 حول المسيحية وصدق دعوى الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام

في 1908/4/7م جاء أحد الإنجليز مع زوجته من لاهور إلى قاديان برفقة اسكوتلندي في الساعة العاشرة صباحًا تقريبا فقالا إنهما من سكان شيكاغو بأميركا، وإنهما يتجولان في شتى البلاد للسياحة، وجاءا إلى الهند أيضًا للاطلاع على الأحوال السياسية والدينية. فأُجلسا في المكاتب تحت المسجد المبارك باهتمام، فلما كانا قد طلبا زيارة الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام فقد جاء إلى هناك حضرتُه وبدأ الكلام بواسطة المترجم كالتالي:
(أولا كان المترجم المساعد علي أحمد المحترم، ثم الأستاذ مفتي محمد صادق المحترم)
سؤال: سمعنا أنك كنت تحدَّيت مستر دوئي، فهل هذا صحيح؟ فأجاب الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام:
نعم هذا صحيح كنتُ قد تحدَّيته.
سؤال: على أي أساس؟ فأجاب عليه السلام:
كان دوئي قد ادَّعى أنه رسول الله، وأن الله قد أخبره بالإلهام أن المسيح ابن الله بل هو الله نفسه، وأن المسيح كان قد ألهم إليه ذلك الأمر بصفته إلها، وأن الإسلام سيهلك (والعياذ بالله) وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان كاذبا، والعياذ بالله. فلما كان الله قد أخبرني بواسطة الإلهام أن المسيح ليس إلها ولا ابنَ إله، بل كان إنسانا صالحا ورسولا، وأن دوئي كاذب في ادعائه الرسالةَ هذه، لأن من المستحيل أن يكون رسولان متناقضان ومتعارضان تمامًا من الله في زمن واحد. فلما كان هذا الأمر يُحدث الفساد في العالم ويرتفع به الامتياز بين الحق والباطل، فقد تحديناه للحكم بين الصادق والكاذب. وصحيح أن الذين يؤمنون بأن المسيح ابن الله وأنه إله واحد كثرٌ في العالم، لكننا لا نأسف عليهم، لأن هذه المعتقدات والأفكار مبنية على القصص المخترعة القديمة الخاطئة وأنهم يتبعون المنقولات.أما دوئي فقد افترى على الله بهذا الادعاء، وأراد إضلال الناس بإلصاق التهمة بالله. وكان يقول: إن الله بنفسه أخبره بذلك وإنه كان ينادي- بصفته رسولا من الله- إلى بنوّة المسيح وألوهيته، ويُضل الناس، ولذا تحديناه لهذا الحكم.
سؤال: كان دوئي قد ادَّعى كذبا لأنه لم يستطع إثبات صدقه، وقد ورد في الكتاب المقدس أن الأدعياء الكذبة سيأتون في الزمن الأخير. أما أنت فما الدليل على صدق دعواك؟ فأجاب عليه السلام :
حيث ورد في الكتاب المقدس أن الأدعياء الكذَبة سيأتون لم يرِد نفْي مجيء النبي الصادق، فلم يرد أن الصادق لن يأتَ، بل مجيء المدَّعين الكذبة بحد ذاته يصرح بأنه سيكون فيهم صادق أيضًا.
سؤال: كان المسيح قد أحيا الموتى، فثبت إحياء شخص يُدعى(لم يتم تدوين الإسم الذي ذكره السائل)، وقد دُوّن العهد الجديد من الكتاب المقدس بعيد وفاة المسيح عليه السلام، ولم يَثبت أن أحدًا غير المسيح أيضًا أحيا أي ميت. فهذه الشهادة تكفي دليلا على صدقه. فقال عليه السلام:
إن إحياء الموتى على يد النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا مذكور في القرآن الكريم، ونحن نؤمن بأن إحياء النبي صلى الله عليه وسلم للموتى كان روحانيًا لا ماديا. ومثل ذلك نؤمن بأن عيسى عليه السلام أيضًا كان يحيي الموتى الروحانيين لا الماديين، وهذا الأمر لا يخص عيسى عليه السلام فقط، بل قد ورد في الكتاب المقدس أن النبي إيليا أيضًا أحيا بعض الأموات، بل كان يفوق عيسى عليه السلام في هذا المجال كثيرا. فلو سلَّمنا جدلا بأن الكتاب المقدس يذكر إحياء عيسى عليه السلام للموتى الحقيقيين، فلا بد من الإيمان بأن إيليا أيضًا كان إلها. فهذا العمل لا يُكسب عيسى عليه السلام الألوهية ولا يميزه عن غيره، بل قد ورد عن إشعياء أن الموتى كانوا يحيون بلمسه فقط. فهذه الأمور الواردة في الكتاب المقدس تمثِّل شهادة صريحة على أن إحياء المسيح عليه السلام للموتى لا يمكن أن يعدّ دليلا على ألوهيته، لأنها إذا كانت تدل على ألوهية المسيح فلأي سبب لا يعدّ الآخرون- الذين كانوا يفوقون المسيحَ في هذا المجال- آلهةً؟ ولماذا تُحصر الألوهية في المسيح فقط؟ إن معجزة جعْل موسى عليه السلام للعصا ثعبانا أكبر بكثير في رأيي من معجزة إحياء الموتى. لأن هناك علاقةً وتشابًُها بين الحي والميت، لأن الميت كان حيا في السابق، ويمكن أن نفكر أن هناك إمكانية في أن يستعيد الميت الحياة، أما العصا فلا علاقة لها بالثعبان فالعصا من النباتات والثعبان حيوان، فتحويل العصا إلى ثعبان أعجب بكثير من إحياء الموتى. لذا يجب أن يعدّ موسى إلها أكبر، لكن الواقع والحق أنّا لا نؤمن بعودة الموتى الحقيقيين إلى الحياة.
سؤال: إن المسيح عليه السلام أزلي وأبدي وهو ما زال حيًّا، وهو جالس على يمين الله الآن أيضًا، ولم يبعث بعده نبي يتميز بهذه الصفات. فقال عليه السلام:
نحن ننكر قطعًا أن أحدا يقدر على إحياء الموتى الحقيقيين، كما ورد في القرآن الكريم: “فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ” (الزمر:42) . أما ادعاءاتك فلا يسعُني قبولها دون دليل. بالإضافة إلى إحياء الموتى، كونه أزليا وأبديا وحيًّا إلى الآن وجلوسه على يمين الله، كلها من ادعاءاتك، ولم تقدم عليها أي دليل، وبدلا من الدليل قدمت دعوى جديدة. نحن نؤمن بأن عيسى عليه السلام كان نبيا من أنبياء الله تعالى، ونؤمن بأن الذين يُبدون الإخلاص والصدق في سبيل الله هم مقربون إلى الله، فكما أن الله استخدم كلمة الابن بحق العباد المخلصين الآخرين نظرًا لكمال صدقهم وحبهم، فقد سمى المسيحَ أيضًا ابن الله، فلم تكن في عيسى عليه السلام أي قدرة خارقة حُرم منها الأنبياء الآخرون، فلو كان عيسى عليه السلام قادرًا على إحياء الموتى، فيجب الآن أن يحيي تابعُه الميتَ أيضًا، بل عليه أن يُظهر أي آية مقابلنا على الأقل ناهيك عن إحياء الموتى. انظروا! إن الإنسان يمكن أن يرتقي ضمن حدوده الإنسانية وهيئته، ولا يمكن أن يرتقي إلى الألوهية، فما دام الإنسان لا يمكن أن يصبح إلها فأي دايع لهذه الأسوة التي لا يستفيد منها الإنسان. فالإنسان بحاجة إلى أسوة الإنسان، والرسل يأتون من الله دومًا وليس هناك حاجة لأسوة إله لا يقدر الإنسان على التأسي به. نحن نستغرب هل كان الله يحب أن يجعل أناسًا آلهة، حتى أرسل إليهم إلها أسوةً، ثم من الأغرب أن المسيح مع كونه إلها واجه الذلة المتناهية والهوان على أيدي اليهود بحيث لم يغلبهم بل كان مغلوبًا.
سؤال: ما هي أدلة صدق دعواك؟. فأجاب عليه السلام:
ما كنت بدعا من الرسل، بل قد خلا قبلي مئات الأنبياء، فالأنبياء الذين ذكرتْهم التوراة وتؤمنون بأنهم أنبياء الله ورسله، فلتقدموا أدلة صدقهم، فبتلك الأدلة يَثبت صدقي أيضًا، فالأدلة التي يمكن أن يُعد بها أيُّ إنسان نبيًّا صادقا هي نفسها أدلة صدقي أيضًا، فقد أتيت على منهاج النبوة.
سؤال: كلا بل نريد أن نسمع منك تلك الأدلة التي بها أيقنت أنك صادق، كيف عرفت أنك نبي؟ فأجاب عليه السلام:
لقد علَّمني الله ذلك بكلامه، فالذين يأتون من الله تكون معهم آيات الله، يُعطَونها في صورة نبوءات خارقة تحتوي على الغيب، لا يستطيع أي عدو أن يغلبهم، ويحالفهم الفتح في نهاية المطاف رغم كونهم ضعافا مخذولين عديمي الحيلة، والذين يعارضونهم يُمحى أثرهم. فمن جملة آلاف الآيات تكفيكم قضية دوئي التي إذا تأملتم فيها، وقد ظهرت في بلادكم. كان يدَّعي أن المسيح إله، لكن إلهنا كشف علينا أنه ليس إلها، بل هو إنسان ضعيف، عندها راسلتُه في هذا الخصوص، ولم يكفَّ عن ادعائه، فنشرتُ النبوءة أخيرا بتلقي العلم من الله أنه سيهلك ويخيب ويفشل، وكان لا بد أن تتحقق النبوءة في حياتي، وهو ما تحقق. إذ قد هلك بمنتهى الذلة والعذاب في حياة الصادق بحسب النبوءة. فثمة حاجة للعقل المتدبر والقلب المؤمن ليفكر هل هذه النبوءة تجدر بأن تعد من الله، أم هي من المكايد الإنسانية.
ثانيا: إن مجيئكم إلى هنا أيضًا آية لي، ولو كنتم على علم بذلك فكان من المحتمل أن تترددوا في المجيء إلى هنا، بل إتيانكم قريةً نائية بعد قطع مسافة شاسعة تابع لنبوءة، وآية ودليل لصدقنا. فأين قاديان وأين أميركا. أما المسيح فلم يقدر على شفاء المجذوم إذ لم يستعدْ صحته ببركة المسيح ناهيك عن إحياء الموتى. فهذه الأمور من آلاف السنين والله أعلم كم دُسّت إليها من إضافات، وهي باقية في صورة القصص والأساطير، فلو كانت لصدقها علامة أو آثار لكان مساغ للإيمان بها، لكنها الآن مجرد ادعاءات وأقاويل فقط، أما أنا فأقدم المثال الحي المعاصر.
سؤال: كان كل إنسان يمكن أن يقدِّر عاقبة دوئي أنه ادَّعى كذبا، ومعلوم أن المدعي الكاذب يواجه الذلة والهوان، ونحن أتينا إلى هنا لعظمة دعواك، لنرى مدى عظَمة الإنسان الذي نشر هذه الدعوى العظيمة، لا أن نكون آيةً لك.فقال عليه السلام :
إذا كنت تعد دوئي كاذبا في ادعائه كما تقول وأنه افترى على الله، فهل بهذا اليقين أرسلتم له الهدايا والتحف التي يقدر ثمنها بالملايين وأكرمتموه إكراما فوق الحدود، حتى انضم إلى مريديه أكثر من عشرة آلاف إنسان، فمن الغريب أن يكرم ويعز المرء إنسانا يراه كاذبا مثله، حتى يفديه بالمال والنفس.
وبالنسبة للشق الثاني، يجب أن يقال إنه أتى علي زمن لم يكن لي فيه أحد المعارف ولم يكن شخص على علم بوجودي، بل من عرفوا قرية قاديان قلة، حتى لم يكن أحد يراسلني، وعشت حياة الانطواء التام والعزلة، ففي ذلك الزمن تلقيت من الله إلهاما
“يأتون مِن كل فجٍّ عمييق” و”يأتيك مِن كل فجٍّ عمييق”و”ولا تُصعِّرْ لخلقِ الله، ولا تَسْأمْ من الناس”، وبعض الإلهامات من هذا القبيل نزلت بالإنجليزية أيضًا، مع أنني لا أعرف اللغة الإنجليزية نهائيًا، وكل هذه الأخبار من زمن لم يكن فيه أي آثار لها، والمطلعون على حالي يومذاك يستطيعون أن يقدروا أن في ذلك الوقت لم تكن لتُتَصور مثل هذه الأخبار أو تخطر ببال أحد. بل بعد هذه الإلهامات أصبح الناس من الداخل والخارج أعداء لي، أي أبناء قومي والآخرون من النصارى والهندوس وغيرهم. ومع ذلك ظل نصْر الله يحالفني على الدوام، وأكرمني الله بتأييدات عظيمة بحيث يقدَّر عدد أبناء جماعتي الآن بأكثر من أربعمائة ألف إنسان، وهم يأتون من البلاد النائية. كانت الوعود في كلام الله أن التحف والهدايا ستأتي في صورة النقود والغلال، وقد تحققت كلُّها، ولا تزال. يجب النظر إلى النبوءات مع جميع لوازمها ووقت صدورها
وأوضاعها، ثم يجب أن يُنظر إلى عاقبتها، أنه بأي عظمة وهيبة تحققت. إذا كان نظيرها في سوانح أي مفتر فقدِّموه، إذا كنتم تنكرون قبول نبوءتي هذه فأتوا بنظيرها، بحيث حظي أي مفتر بهذا التقدم والازدهار بدون تأييد إلهي ونصرٍ من الله.
كان عبد السلام- ابن حضرة مفتي محمد صادق- واقفًا قرب حضرته عليه السلام، فأمسك حضرته بيده ووجَّهه إلى الإنجليز وقال:
يجب أن يقال له إن هذا الولد إذا تنبأ اليوم في هذه الحالة أنه سيعيش سبعين عاما، أو سيأتيه مئات الألوف من الناس من أقصى البلاد لزيارته، أو أنبأ عن انقلاب عظيم آخر، فهل ستكون لهذه النبوءات نظرًا لحالته المعاصرة أهميةٌ أو هيبةٌ أم لا؟ لكنه على سبيل الافتراض إذا تحقق ما قاله اليوم في يوم من الأيام فهل سيقدر على تكذيبه أحدٌ؟ أو هل سيحق لأحد القولُ بأن ذلك تحققَ نتيجة المكايد الإنسانية؟
بعد بيان حضرته عليه السلام هذا أقرَّا بأنهما يسلِّمان بأن النبوءات دليل على صدق الدعوى.
سؤال: نريد أن نسمع دليلا آخر. فقال عليه السلام :
الدليل الآخر هو إجابة الدعاء.
في هذه المرة كان عبد الحي ابن حضرة حكيم الأمة (نور الدين) رضي الله عنه أيضًا موجودًا بقرب حضرته عليه السلام، فقرَّبه أبوه إلى حضرته عليه السلام فأمسك حضرته بيده وقال موجِّها الكلام إليهما:
لقد نشر أحد أعداء المولوي المحترم أنه سيبقى أبتر، فدعوت الله وأجيب دعائي بحضرة الله، وأُخبرت أنه سيولد له ابنٌ، وعلامته أنه ستكون الدمامل على جسده، وهذا ما أُخبرت به قبل ولادته بستة أعوام. فوُلد بفضل الله ابنٌ ظهرت على جسده دمامل ما زالت آثارها موجودة على جسده، وهناك آلاف الأمثلة لإجابة الدعاء من هذا القبيل.
سؤال: ما هي غاية بعثتك؟ وماذا سيحدث في المستقبل؟ فأجاب حضرته عليه السلام :
إن الغاية من بعثتي تتمثل في إصلاح الأخطاء الحاصلة- في الأعمال والمعتقدات- في النصارى والهندوس والمسلمين. فقل لي أنت هل المسيحية توجد على صورتها الأصلية في أوربا، أم هل عمل النصارى بأي جزء من تعليم التوراة والإنجيل؟ ماذا تقول الحالة العملية في أوربا كلِّها، فهل في قلوبهم إيمان بالله وهل يخافون الله؟
(ردًّا على هذه الأمور أقرَّ ذلك الإنجليزي صراحة، بأنه فعلا لم يبق عمل بالتوراة، ولا الحالة العملية في أوروبا صحيحة). فقال حضرته عليه السلام :
لقد أخبَرنا الله سبحانه وتعالى أن المسيح كان من عباده المكرمين وكان نبيا، وليس صحيحا أنه وحده كان أسوة وبعده لم يُنزل الله فيوضه على أحد، وأن باب هذه البركات قد أغلق نهائيا بعده، كلا بل ذلك الإله الذي تعالى شأنه، وهو الإله الوحيد في جميع البلاد، قد أنزل فيوضه على جميع البلاد أيضًا.
انظروا كيف هُجرت التوراة، ولا يُعبأ بتعاليمها أبدًا، وقد وُضعت فيها آلاف التصحيحات، ويساء إلى حضرة المسيح إذ يُتخَذ إلها عبثا. ألم يكن يكفيه أن يُتبع بصفته عبدا مكرما له، ويتأسى الناس بأسوته ويقتفوا بأثره.
ما دام الإنسان لا يستطيع أن يصبح إلها فلماذا يُعطى مثل هذه النماذج؟ حين يعطى أحد نموذجا، يكون هدف صاحب النموذج أن يسعى الناس تقليده، ثم يكون في وسع الإنسان أيضًا أن يتقدم بحسب النموذج والأسوة. فالله الذي خلق الفطرة الإنسانية وهو عليم بقوى الإنسان علما كاملا، لم يهب الإنسان قدرة على أن يصبح إلها، فلماذا ارتكب خطأ صريحا بحيث أجبر الإنسان على فعل شيء لم يعطه القدرة عليه. أليس ذلك من الظلم الصريح؟ فالإنسان يقدر على أن يرتقي إلى درجة الرسالة والنبوة، لأنه في وسع الإنسان، فإذا كان عيسى عليه السلام إلها فبعثته عديمة الجدوى، أما إذا عُدّ نبيا ورسولا فهو مفيد بلا شك.
ثم هذا الاعتقاد يلزم الإساءة إلى الله وإهانته أيضًا، فكأن الله بخل حين جعل مظهر تجلياته إنسانًا وحيدا فقط، وحصر فيوضه في عيسى عليه السلام وحده، تأمَّلوا قليلا إذا كان شعب أي ملك محصورا بفرد واحد فقط، فهل يُكسب ذلك الملك مدحا يشكل له إساءة. إذا قيل إن فيوض الملك وإنعاماته تخص شخصًا واحدًا، فأي عظمة في ذلك للملك؟ فلما كان الملايين من عباد الله في كافة بلاد العالم فلأي سبب حصر الله فيوضه وبركاته في بني إسرائيل فقط. فانظروا، إن الماء المحبوس أيضًا يتعفن أخيًرا، إذ تحدث فيه عفونة نتيجة صحبة الوحل، إذن فاتهام الله بأنه حدد فيوضه وبركاته في شعب معين وحصرها فيهم، لَإساءة إلى الله سبحانه وتعالى وإهانة.
فأي فائدة تكمن في اتخاذ عيسى عليه السلام إلها؟ وأي رقي يحدث في شأنه؟ كلا بل على عكس ذلك تكمن فيه إساءة له والحط من شأنه. فالرجولة هي أن نتأسى بأسوته وبالعمل بتعليمه وإظهار قدوة حسنة نثبت أنه كان إنسانا عظيما، وكان في أنفاسه تأثير التزكية، وفي تعليمه قدرة على التقدم والازدهار. فما الفائدة في المغالاة في المدح باللسان؟ هل كان تأثير تعليمه محدودًا في ذلك الزمن فقط أم ما زال موجودًا وإذا قلتم: ما زال موجودا فأين وفي أي بلد؟
من المؤسف أن عيسى إذا جاء الآن فلن يتمكن من معرفة قومه هؤلاء. إنني أحبه وأنتم لا تحبونه، لأنكم لا تعرفونه، أما أنا فقد رأيته مرارًا. بل أعرف أنه ما زال الاختلاف والفرقة موجودا في بيتكم. فما زالت بعض الفِرق المسيحية لا تؤمن بأن عيسى إله. وهذا ما ثبت من القرآن الكريم أيضًا، إذن ما دام الاختلاف في بيتكم أيضًا، فلماذا لا تتركون طريقا قد ثبت بالإجماع أنه خطر؟ أما السؤال بأنه ماذا سيحدث الآن في العالم؟ فإنما أكتفي بالقول في هذا الخصوص بأن العالم لن يبقى على حاله هذا، بل سوف يحدث فيه تغيٌر عظيم وانقلاب.
سؤال: كيف رأيت المسيح؟ هل رأيته بجسمه؟ فأجاب عليه السلام:
نعم، بجسمه وفي حالة اليقظة بالضبط.
سؤال: لقد رأينا المسيح نحن أيضًا، لكنه روحاني، فهل رأيته كما نراه نحن؟ فأجاب عليه السلام:
كلا بل رأيته بجسده وفي عين اليقظة.
بعد هذا الخطاب قال حضرته: الشاي جاهز لهم، فليقدَّم لهم.
وبذلك انتهت الجلسة، شكر الإنجليز حضرته كثيرا، وبعد تناول الطعام وشرب الشاي تجولوا في المدرسة وكان الوقت مخصصًا للقرآن الكريم، إذ رتّل عليهم أحد الطلاب (محمد منظور علي شاكر، من الصف المتقدم) الآيات الابتدائية من سورة مريم، فأعجبوا بقراءة القرآن الكريم، وانطلقوا بعد ذلك إلى بطاله.
أثناء تناول الطعام سألوا حضرة مفتي محمد صادق ما الذي يحدث بعد وفاة الميرزا المحترم؟ فأجابهم مفتي المحترم قائلا: سيحدث ما يرضى به الله ويشاء، والذي يحدث عادة بعد وفاة الأنبياء.
(المصدر: جريدة الحكم، بتاريخ 1908/4/10م)

هذا الموقع هو موقع علمي لا يتبع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تسمىى الطائفة القاديانية ولا يتبع أي فرقه من الفرق المنتسبه للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025. All Rights Reserved.

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025.

All Rights Reserved.

E-mail
Password
Confirm Password