Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

أسئلة البروفيسور ريج البريطاني بتاريخ 12 مايو 1908م (قبيل صلاة الظهر في لاهور)

الحديث مع البروفيسور ريج البريطاني

البروفيسور ريج عالم كبير في علم الهيئة من سكان بريطانيا، خرج من بلده قصد سياحة العالم كله، ويلقي محاضرات كثيرة في هذا العلم وقد وصل لاهور منذ أيام، وألقى محاضرة فيها أيضًا، استمع إليها كبار الإنجليز. كان حضرة مفتي محمد صادق المحترم أيضًا موجودا في المحاضرة بالمصادفة، وبعد نهاية المحاضرة قابل مفتي المحترم البروفيسورَ وأسمعه دعاوى سيدنا المسيح الموعود عليه السلام وأدلته على صدقه فاستعد البروفيسور لزيارة حضرته فورا، لكن مفتي المحترم قال له: دعني أستأذن حضرته أولا وآخذ منه موعدا ثم آخذك إلى هنا. فأذِن حضرته وجرى هذا اللقاء في 1908/5/12 قبل الظهر. 

بروفيسور ريج : أنا وزوجتي نعد لقاءنا معك مفخرة.
الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام : أنا سعيد جدا بلقائكما.

سؤال: أنا صاحب مذاق علمي، وأرى أن الكرة الأرضية التي نسكنها صغيرة جدا، وتوجد في هذا الكون مخلوقات إلهية كثيرة تكبرها آلاف بل ملايين المرات، بحيث لا ترى هذه الأرض بمنزلة ذرة مقابلها، فلماذا إذن جُعل فضل الله محدودا في هذا الجزء أي الأرض، أو في دين معين.
جواب الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام: هذا ليس صحيحا في الحقيقة، ولا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يظهر نفسه بواسطة فرقة أو أمة معينة. فليست لله أي قرابة مع أمة معينة، بل الصحيح أن الله هو خالق العالم كله. فكما أنه خلق مواد ومستلزمات مشتركة بين كل أنواع المخلوقات دون أي تمييز للنمو المادي أو لسد الاحتياجات المادية، وهو بحسب إيماننا رب العالمين، وهو خلق الغِلال والهواء والماء والنور وغيرها من الأشياء لكافة المخلوقات؛ كذلك ظل يبعث في كل عصر مصلحين بين حين وآخر لإصلاح كل قوم، كما ورد في القرآن الكريم “وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ” (فاطر:24).
إن الله إله العالم كلِّه، فليست له أي قرابة أو صلة بأمة معينة، وإن الكتب السماوية المختلفة التي نزلت في الأزمنة المختلفة ليس فيها أي اختلاف. حين يفسد العالم عمليا وتسود المفاسد من الفسق والفجور والسرقة والفتنة ويبتعد الناس عن الطهارة ويخضعون للشهوات النفسانية، ومن حيث المعتقد أيضا يتركون الله ويميلون إلى الوثنية فعندئذ تقتضي غيرة الله، الذي هو مربي الإنسان ماديا وروحانيا، أن يخلق إنسانا لإصلاح تلك المفاسد والأمور الجديرة بالإصلاح. وإن إرسال مثل هذا المصلح لا يخرج عن قانون الطبيعة. فكما لا تفيدنا الغِلال التي خُلقت في عصر آدم عليه السلام أو نبِّي آخر ولا تُحيينا، وكما أن الماء الذي كان للسابقين لا يروي غليلنا، كذلك نحن بحاجة إلى الغذاء الروحاني والماء الجديد.
من سنة الله سبحانه وتعالى أنه كما يربي السلسلة المادية ولا تكفي التربية السابقة، كذلك هو حال السلسلة الروحانية، والسلسلة المادية والروحانية تسيران متوازيتين. إذا كان أحد ينكر وجود الله فلنقاشه أسلوب آخر. أما الذي يؤمن بالله فعليه أن ينظر إلى السلسلتين كلتيهما معًا بنظرة واحدة، وينتفع بذلك. فالذي خلق النظام المادي هو ذاته خالق النظام الروحاني، وكما أنه يجدد النظام المادي كذلك يجدد النظام الروحاني. وكما أن الحالة المادية تحتاج إلى ماء جديد، كذلك الحالة الروحانية تحتاج للوحي السماوي الجديد، وكما أن الجسم يموت بدون التربية، كذلك تموت الروح بدون التربية. إذا اكتُفي في الأمور الروحانية بذكر ما حدث في الماضي فقط، فماذا يرجى من ذلك سوى أن يحدث الموت الروحاني.
إن الله سبحانه وتعالى يريد بطبعه دوما أن يُعرَف، فلإثبات معرفته وحياته يُظهر دوما الحقائق والمعارف والآيات الجديدة، وهذه الأمور ليست مستبعدة عقليا، هذا النظام مستمر منذ الأزل، فقد جاء ألوف مؤلفة من الأنبياء، فقدموا إثباتات عملية، وأقاموا الحجة على العالم. الآن كيف يمكن لأحد أن يدحض هذه الشهادة الثابتة المتواترة بمجرد قوله أنه عالم أو فيلسوف. كما أن هذا الحزب الطاهر أثبت دعواه بحياته العملية وأسوته، كان يجب أن يُرد عليهم بمثله. صحيح أنه كان من حق هؤلاء القول لماذا تُقدَّم القصص القديمة؟ يجب أن يقدم إثباتٌ جديد وأسوة حية. إني جاهز لتقديم ذلك. فليس في وسع أي عالم هيئة أن يثبت بالجزم واليقين -بمجرد علمه بالهيئة أو التفكر في النظام الشمسي- أن الله موجود، إلا أنه يمكن القول احتمالا بأنه ينبغي أن يكون هناك إله. أما القول بأنه موجود فعلا، وهو بالتأكيد موجود، فقد ظلّ
يُثبَت دوما بمبدأ قدَّمه الأنبياء. فلو لم يبعث في العالم أناس مثلي، لما تيسرت وسيلة حقيقية وكاملة لإثبات وجود الله قط. فلو نظر شخص نبيل بعدل إلى الترتيب الأبلغ والمحكم لهذا الكون وإلى النظام الشمسي لكان بإمكانه على أقصى حد أن يستنتج من ذلك أنه ينبغي أن يكون هناك إله. أما القول باليقين بأنه موجود فعلا، وأنه مالك الدنيا وحاكمها ومتصرف، فلا يقدر على ذلك غيُر الذين يأتون من الله، فهؤلاء يجعلون الناسَ يرون الله بتقديم الآيات الجديدة.

السؤال: لقد ورد أنه كان هناك آدم وحواء، وكانت حواء امرأة ضعيفة، فأكلت تفاحة، فهل ستستمر عقوبة أكلها التفاحة إلى الأبد؟ أنا لا أفهم هذا الأمر، وأن هذه الأرض التي نسكنها، قد خلق الله سواها ملايين الأشياء والنُظم، فلماذا تعُدّ قدرة الله وإنعاماته منحصرة في هذه الأرض؟
جواب الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام: نحن لا نؤمن بذلك، ولا نقول أنه ليست هناك أي سلسلة غير هذه الأرض والسماء، بل ربنا يقول إنه رب العالمين، وأنه حيثما يوجد العمران قد بعث إليهم الرسل، فعدم العلم بالشيء لا يستلزم عدم وجوده، فالله الذي قد خلق هذا النظام الهائل الواسع لهذه الأرض الصغيرة جدا، كيف يُظن أنه لم يُقدّر أقوات المعمورات كلها، فهو رب الجميع على سواء، ومطلع على حاجات الجميع.
أما القول بأن الأحزان والمحن الإنسانية هي بسبب أكل حواء التفاحة، فليست عقيدة الإسلام، إنما عُلِّمنا أنه ” لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى” (الَأنعام:164)، فلا يعاقَب بكر على ذنب ارتكبه زيدٌ، ولا تُرجى منه أي فائدة، فليس أكل حواء التفاحة سببَ هذه المشاكل والحزن والعقوبة، بل القرآن الكريم قد بين لها أسبابا أخرى.

السؤال: أود أن أستفسر عن أمرين؛ أولا، ما هو الذنب؟ فإنسان في بلد ما يعدّ أمرا ما ذنبا، مع أن ساكن بلد آخر لا يعد الأمر نفسه ذنبا. الإنسان تطور من الدودة فصار إنسانا، ثم أحرز القدرة على تمييز الباطل من الحق، والكذب من الصدق، وفهم السيئة والحسنة وعلِم ما هو الذنب والثواب، مع ذلك يوجد في هذا الأمر اختلاف، فأمرٌ يعدُّه شخص ذنبا، بينما لا يعده الثاني ذنبا ويرتكبه.
ثانيا، ما هو الشيطان؟ فرغم علم الله وقدرته يسيطر الشيطان لدرجة أنْ اضطُر الله نفسُه للنزول قصد الإصلاح، فما المراد من ذلك؟
جواب الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام: الحق أن الذين يؤمنون بوجود الله نتكلم معهم بحسب طبعهم، إن وجود الله مصدر راحة وسرور دائمين لحياة الإنسان. فالذي يبتعد عنه أو يتركه من وجه أو آخر يقال بأن هذا الرجل ارتكب ذنبا. لقد نظر الله سبحانه وتعالى إلى طبع الإنسان فسمى الأعمال -التي كان من شأنها أن تضر نفسَه على وجه الدقة- ذنبا، وإن كان الإنسان لا يقدر على إدراك مضرتها أحيانا. فحين يسرق مثلا وينتهك حقوق الآخرين ويضرهم بذلك، فكأنه يضر حياتَه الطيبة. وزِنى الزاني، وهضم المرء حقوق الآخرين، وتدميُره طهارةَ طبعه، وتورطه في أنواع الآفات الروحانية والمادية، وكذلك الأمور المنافية لطهارة الطبع الإنساني، تعدُّ ذنوبا. ثم الأمور المتعلقة بها من قريب أو بعيد أيضًا تعد من ملحقات الذنب وضميمته. فالله -الذي هو أعلم وأكبر، وهو الخالق الحقيقي للإنسان وكلِّ ذرة، وهو خالق خواصها أيضًا وربها- يبين بكامل الحكمة والعلم أن أمرا كذا يضركم، ولن ينفعكم ارتكابه حتما أبدا، بل هو ضار تماما، فلا يجمل بالإنسان؛ أي سليم الطبع، أن يخالفه. حين يصف الطبيب حمية للمريض يستجيب الأخير لتوجيهه دون أي أعتراض أو قول، فلماذا يقوم بذلك؟ إنما لإيمانه بأن الطبيب أعلم منه.
باختصار، هناك أمور تضر جسم الإنسان أو روحَه سواء فهمها أم لم يفهم، فبعض الأمور تضر الإنسان حتما حتى لو لم يأمر الله باجتنابها. ففي الطب المادي أيضًا قد عُدت بعض الأمور ذنوبا، فلا يستطيع الإنسان الذي يخالف قواعد الطب أن يقدم العذر بأنه يجهل قواعد الطب، وإن لم توقنوا بقولي فاسألوا
الأطباء. إنما النقطة الجديرة بالتذكر هي أن أصل الذنب هو تلك الأمور التي بارتكابها يبتعد الإنسان عن الطهارة الحقة والتقوى، إن الحب الصادق لله والوصول إليه هو الراحة الحقيقية. فالابتعاد عن الله بحد ذاته ذنب ويبعث على الألم والحزن والمصيبة. فالأمور التي لا يحبها الله لقداسته إنما هي الذنوب. إذا كان الناس يختلفون في بعض الأمور، فمقابل ذلك قد سلَّم الناس بمعظم الذنوب بالإجماع أيضًا، فأتباع كل أمة وملة يتفقون على أن الكذب والسرقة والزنى والظلم من الذنوب. لكن تذكروا أن أصل الذنب هو الأمور التي تبعد الإنسان عن الله سبحانه وتعالى، وهي تنافي قداسته، وتعارض مشيئة الله الذاتية وتضر الطبع الإنساني، فهي حصرا ذنوب. كل إنسان يشعر بالذنب، فانظروا لو أن أحدا لطم وجه غيره دونما سبب، وهو يعرف أن ذلك ليس من حقه، لندم في نفسه إذا جلس لاحقا وفكر بتأن وهدوء، ولشعر بأنه ارتكب سيئة. كما أن الإنسان الذي يُطعم جائعا ويسقي ظامئا ويكسو عاريا، يشعر في دخيلة نفسه أنه أحرز حسنة وعملا صالحا. فقلب الإنسان وضميره ونور إيمانه يُشعره عند إحراز أي عمل هل عمِل صالحا أم طالحا.
أما الشيطان فتذكروا أن في طبع الإنسان وفطرته أُودعتْ قوتان، وهما متناقضتان، وإنما أودعتا لكي يُبتلى بهما الإنسان، ويستحق القرب الإلهي في حالة النجاح. فإحدى هاتين القوتين تجذب إلى الصلاح والبر، والثانية تدعو إلى السيئة. فالتي تجذب إلى البر والصلاح تسمى ملَكَا، بينما التي تدعو إلى السيئة فتسمى شيطانا. ويمكن أن تفهموا بتعبير آخر أن قوتين تقترنان بالإنسان وتلازمانه، إحداهما الداعية إلى الخير والثانية هي الداعية إلى الشر، إذا كان أحد ينزعج من اسم الشيطان أو الملك فليفهم بهذا، إذ لا أحد ينكر وجود هاتين القوتين، إن الله سبحانه وتعالى لم يرد قط أي سيئة، بل كل ما فعله فإنما للخير فقط.
اعلموا أنه لو لم يكن في العالم ذنب لما كان هناك صلاح أيضًا، فالبر والصلاح يتولد من الذنب، فبوجود الذنب ينبثق وجود الحسنة والبر. فانظروا إذا كان أحد يتسنى له ارتكاب الزنى وهو قادر على ذلك ثم يتحاشاه، فهذه حسنة. إذا كانت تسنح لأحد فُرص السرقة والظلم والذنوب الأخرى ثم اجتنبها فهو يحرز الحسنة، فإنما الحسنة والثواب ألا يرتكب الإنسان ذنبا مع سنوح الفرصة له وقدرته عليه.

السؤال: تعمل في الدنيا قوى مختلفة، إيجابية وسلبية. إذا ظللنا نستخدم الإيجابية فقط ولم نستخدم السلبية قط فسوف تجتمع السلبيات وتتقوى حتى يأتَ يوم تتفجر فيه وتدمِّر العالم. فهذا هو حال الحسنة والسيئة، إذا بقيت في العالم حسناتٌ فقط ولم يرتكب أحد ذنبا قط، فسوف تتقوى السيئة يوما فتدمر العالم.
جواب الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام: انظروا إذا كان أحد لا يقدر أصلا على الصراخ فلن يعد كلامه الهادئ من الأخلاق الفاضلة، فلو ظل الإنسان على جانب واحد ولم يستطع أن يغير الجانب، لما بقيت الحسنة حسنةً. فالبر والصلاح يتولد من بين الإفراط والتفريط، فلو كانت الأوضاع موحدة ولم توهب للإنسان قوى أخرى، وكان الإنسان مجبرا على إحراز الحسنة فقط، ولم يكن قادرا على ارتكاب سيئة بتاتا، لما كانت هناك طاعة وحسنة. فقد خيَّر الله الإنسان إلى حد ما، فهو يقدر على إحراز الحسنة وارتكاب السيئة أيضًا، فحيثما يعمل سوف يجزى على عمله.
انظروا أنه ما لم تكن هناك أخلاق سيئة لما كانت هناك فاضلة أيضًا، فإنما ظهرت الأخلاق الفاضلة نتيجة ظهور الرذائل، ففي قلب الإنسان تكون أخلاق سيئة، وبتصورها يذمها الإنسان، ويسمي بعض الأخلاق الأخرى فاضلة، ويمدحها. إن لم تكن في ذهنه أي صورة لأمر سيئ فلا حقيقة للأخلاق الفاضلة أيضًا، فالحسنة تتميز دوما عن السيئة، فلو كانت حالة واحدة تلازم الإنسان لما كان هناك أي أجر، ولا رضوان. (من الحزن تتولد الراحة، ومن الألم الفرحة، ومن الظلام النور، ومن المر الحلو،ومن السم الترياق، ومن الخبيث الطيب، ومن الطلاح الصلاح، فلو لم تخلق هذه الأضداد في العالم، لصارت الحياة مُرة المذاق). فلو كان هنالك جانب واحد فقط في الفطرة، فلم يكن الإنسان يستحق الأجر والثواب عليه، ومن ثم ما كان ليُكسب الرضا، بل كان اضطرارا، ولصدرت الأعمال من الإنسان بحسب تلك الفطرة. تذكروا أن الإنسان خُلق مخيَّرا، فله الخيار في أن يعمل حسنة أو يرتكب سيئة، ويحسن أو يظلم، ويكرم أو يبخل، فيُحكم على كون إنسان معين صالحا أو طالحا نظرا إلى الجانبين دوما. فمفهوم الأعمال حصرا هو أن تكون لديه قدرة على إنجاز أخرى أيضًا، فالذي لا ينتقم مع قدرته فهو يعمل عملا صالحا، أما الذي لم تُوهب له يدٌ ليلْكُمَ انتقاما فأنى له القول أنه أحرز حسنة، وأحسن حين لم يلكم. يتبين من قول الله ” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا” (الشمس:9-10). أن مدار الحسنة والسيئة على الجانبين. فالذي أعطي قوة واحدة فقط، ولم توهب له الثانية فهو نقش لا ينمحي. فالذي ينكر وجود الملك أو الشيطان فكأنه ينكر البديهيات والأمور المحسوسة والمشهودة. فنحن نلاحظ كل يوم أن الناس يعملون الحسنات ويرتكبون
الجرائم أيضًا، وكلتا القوتين تعمل عملها على حدٍ سواء، ولا أحد يمكن أن ينكر ذلك. فمن ذا الذي لا يجد في نفسه هذا الإحساس وهذا التأثير؟ فهنا لا حاجة لأي منطق أو فلسفة، حيث كلتا القوتين موجودة وتعمل عملها في مجالها.
أما القول بأنه إذا أحرزت الحسنة فقط فسوف تتقوى السيئة وتدمر العالم، فنقول لا يهمنا أنه لو حدث كذا لحدث كذا، إنما نلاحظ أن الطبائع خلقت مستعدة لارتكاب الرذائل والأخلاق الفاضلة أيضًا، ولا نتجاوز هذا.

السؤال: لدى النصارى مسألة مشهورة أن الدنيا كانت قد ضلتْ فاشتراها الله من الشيطان من جديد. فهل هذا صحيح؟
جواب الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام: نحن لا نسلِّم بمثل هذه الأمور السخيفة، فهذا أمر لغو، فليُسأل النصارى.

السؤال: يستشف من عقائد النصارى أن آدم هبط من أعلى إلى أدنى، مع أن الإنسان يرتفع من الأدنى إلى الأعلى.
جواب الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام: هذا ليس من معتقداتنا ولا نسلِّم به.

السؤال: أنا أؤمن بأن حياة الآخرة لباس، وبواسطته ينتقل الإنسان من حالة إلى أخرى. عندي رغبة كبيرة في الروحانيات، أريد أن أسأل كيف تكون حياة الآخرة، وما هي الأوضاع هناك؟
جواب الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام: من المؤكد أن هذه الحياة تنتهي وتبدأ حياة جديدة، لكن الآن ليس عندي وقت لأبين تفاصيلها، فالذين يكونون قد بذروا جيدا في هذه الحياة، تبدأ لهم سلسلةٌ طيبة، أما الذين بذروا سيئا، فسوف يواجهون المشكلات والعذاب، فتلك الحياة الجديدة تبقى متصلة نوعًا ما مع هذه الحياة الدنيا أيضًا ولا تنقطع نهائيا، فمثالها عالم الرؤيا، إذ في اليقظة تكون حياة ويحدث انقلاب عظيم فور النوم، فبعض التفاصيل معلومة لكني لا أستطيع بيانها الآن، لأن ذلك يقتضي وقتا طويلا، فلا يمكن حسم الأمر في دقائق.

سؤال من زوجة بروفيسور ريج: هل يمكن الكلام مع الذين خلوا من هذا العالم أو ماتوا، أو أن تنشأ بهم علاقة ما، ونتمكن من الاطلاع على أوضاعهم على وجه صحيح؟
جواب الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام: من الممكن أن يقابل المرء الأرواحَ في الكشف لكنه لتحقيق ذلك بحاجة ماسة إلى الرياضات الشاقة، والمجاهدات الشديدة، فقد اختبرت وجربت شخصيا، وقابلت أحيانا الأرواح وتكلمت معها. فيمكن أن يسألها الإنسان بعض الأمور المفيدة ويسألها عن بعض الأدوية أيضًا، لقد قابلت روح عيسى عليه السلام وروح النبي صلى الله عليه وسلم وأرواح بعض الصحابة الكرام رضي الله عنهم أيضًا، ولي في هذا الميدان تجربة شخصية، لكن الإنسان يواجه مشكلة أن هذا الأمر لا يتأتى ما لم يجاهد في هذا السبيل ولا يتمرن بحسب القواعد، فبما أن الأمر لا يتحقق لكل واحد فهو يعدها قصة فقط، ولا يرى فيها أي حقيقة.
إن قلب الإنسان مركز العجائب الكبيرة العظيمة، لكنْ كما يحتاج الحصولُ على الماء الصافي النقي إلى حفر الأرض بتحمل الجهود الشاقة والمرهقة، حيث يُستخرج من الارض ثم يصفَّى، فكذلك الاطلاع على عجائب قدرة القلب أيضًا يحتاج إلى جهود مضنية ومجاهدات شاقة. فأصل هذه الأمور من المسلَّم به، ونحن نشهد على ذلك وقد جربناه شخصيا.

السؤال: لقد تلقيت بعض الأوراق من لجنة تعمل على هذه الأمور، وكان هدفي من الحضور إليك أن أستعلم منك عن ذلك وأتلقى منك التوجيهات، فهل يمكن أن تمنحني شيئا من وقتك الثمين؟
جواب الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام: في هذه الأيام أنا مريض في هذه الأيام ولا أستطيع أن أتحمل الجهد الكثير، أما في حالة الصحة فممكن.
انتهى الحديث
( المصدر : جريدة الحَكَم؛ بتاريخ 1908/6/2م).

هذا الموقع هو موقع علمي لا يتبع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تسمىى الطائفة القاديانية ولا يتبع أي فرقه من الفرق المنتسبه للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025. All Rights Reserved.

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025.

All Rights Reserved.

E-mail
Password
Confirm Password