قضية مصادرة الكتب المعادية للإسلام
عند انتهاء المولوي عبد الكريم السيالكوتي من قراءة المذكرة التي أعدها الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام لتدارك خطأ المذكرة التي أعدتْها “أنجمن حماية إسلام” بشأن كتاب “أمهات المؤمنين”، الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام بصوت عال:
لأن هذه المذكرة قد كتبت دفاعًا عن الإسلام والمسلمين وتوطيدًا للكرامة الحقة للرسول صلى الله عليه وسلم وإرساءً لعظمة القرآن الكريم وتقديما للوجه الأطهر والأصفى للإسلام، فليس الهدف من قراءتها على مسامعكم إلا استشارتكم فيما إذا كان إعداد الرد على هذا الكتاب في هذا الوقت ملائمًا أم أن الأفضل إرسال مذكرة إلى الحكومة مطالبين بمعاقبة كتاب مثل هذا الكتاب والحظر على نشره. فمَن كان منكم يريد أن ينتقد فليفعلْ بكل حرية وشوق.
فتكلم من بين الحضور شخص واحد وقال: إذا لم يحظَُر هذا الكتاب فسوف يظل يُطبَع.
فقال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام: إذا لم نوقف نشر ذلك الكتاب فعلًا -وسبيله الوحيد هو إعداد الرد عليه- فلن يتوقف نشره حتى ولو استَـعَنا بالدولة ألف مرة من أجل فرض الحظر عليه. لو توقفت إشاعة ذلك الكتاب لفترة في ظاهر الأمر، فمع ذلك سيظل يمثّل سما قاتلًا لكثير من ذوي الطبائع الضعيفة ولبعض من الأجيال التالية، لأنهم حين يعرفون أن المسلمين لما فشلوا في الرد على الكتاب الفلاني سعوا لحظره من قبل الحكومة، وهذا سيدفعهم إلى سوء الظن بديننا.
فالمبدأ الذي ظللت متمسكًا به هو أنه يجب علينا إعداد الرد على ذلك الكتاب مغتنمين المعونة الحقيقية التي تقدمها لنا الدولة، ألا وهي معونة الحرية الدينية.
ويجب أن يكون الرد مفحمًا دامغًا يشْعرهم بالندامة على نشر كتابهم. وذلك كما حصل في القضية التي رفعها الدكتور كلارك ضدي، حيث إنهم لما أدركوا أن قضيتهم ليست فيها القوة وأن دمية سحرهم المصطنع قد تحطمت، لم يقدموا حتى شهودًا كبارًا مثل زوجة آتهم وصهره أيضا. فهذا هو رأيي، وهذا ما يفتي به قلبي، أعني يجب الرد على هذا الكتاب ردًا قو يا مسكتًا، ولكن بأسلوب هو غاية الرفق واللطف، فلن يجرؤوا على ذلك بعدها إن شاء الله.
( رسالة الإنذار لشيخ يعقوب علي عرفاني ، ترجمة ص37-38)