عقائد الشيعة
قال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام:
إن المذهب الشيعي مخالف للإسلام جدا. يعتقد الشيعة أولا: أن جبرائيل أخطأ في النزول بالوحي. وثانيا: أن الصحابة الذين كانوا ثمرة أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكونوا مسلمين، والعياذ بالله. وثالثا: أن القرآن الكريم الذي هو كتاب الله المقدس والذي قد وعد الله بحفظه، ليس القرآن الحق، بل إن الإمام المهدي الحق قد أخذ القرآن الحق واختفى في مغارة. ورابعا: أن الولاية انتهت بعد اثني عشر إماما، لذا سيعيش باقي الناس كالوحوش إلى يوم القيامة، لأن الله لا يحبهم. وخامسا: أن سبَّ صحابةِ حبيبِ الله صلى الله عليه وسلم أفضلُ من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. وسادسا: إنهم لا يرون أيًا من أكابر الأمّة وأهلِ الله صالحا. لقد سمعت معلّمًا لي شيعيا يسبّ حضرةَ سيد عبد القادر الجيلاني رحمه الله. لا شك أن “يزيد” أسوأُ الناس سمعةً، وبئسَ ما فعل إذ بدعمه استُشهد الإمام الحسين رضي الله عنه، ومع ذلك فالواقع أن شيعة اليوم جميعًا لا يقدرون على فعل ما فعله “يزيد” من أجل الدين.
طعام أهل الكتاب
قال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام ردًا على سؤال السيد بابو محمد أفضل عن أكل طعام أهل الكتاب: نأكل طعام الهندوس أيضا بحكم العيش بينهم،كذلك لا بأس في أكل طعام المسيحيين، شريطة أن يكون الإناء نظيفا وألا يكون الطعام حراما.
(المصدر: جريدة الحكم، بتاريخ 17-6-1898م)
في 15-1-1898م جاء خبر نجاح الخواجه كمال الدين بي اي، في امتحان الحقوق، فجلس الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام بعد صلاة الفجر وألقى الخطبة الوجيزة التالية:
النجاحات والأفراح المادية لا تدوم
يفرح المرء عند كل نوع من النجاح، ويتضح من القرآن الكريم أن المسرات ثلاثة أنواع: اللهو واللعب والتفاخر. واللهو يشمل المأكولات، واللعب يشمل أفراح الزواج وغيره، والتفاخر يشمل المال وغيره. هذه هي الأنواع الثلاثة من المسرات والأفراح، وليس هناك سواها. ولكن اعلموا أن النجاحات والمسرات ليس دائمة، ولو علقتْ بها قلوبكم فسوف تعانون جدا، وسيأتي وقت سيتحول فيه زمن الأفراح إلى زمن الأتراح.
لا تخلو النجاحات المادية من ابتلاء. قال الله تعالى في القرآن الكريم: “خَلَقَ الْمَوْتَ وَالَْحيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ” (الملك:2) إن النجاح والفشل يماثلان الحياة والممات. النجاح نوع من الحياة، فعندما يسمع المرء خبر فوزه تدبّ فيه الحياة كأنما ينال حياة جديدة، أما إذا بلغه خبر فشله فكأنما يموت حيًّا، وفي كثير من الأحيان يلقى أصحاب القلوب الضعيفة حتفهم.
والجدير بالتذكر أن الحياة والموت المعروفين أمرٌ سهل، ولكن الحياة والموت في الجحيم أصعب شيء. والسعيد ينجح بعد الفشل فيزداد سعادة وإيمانا بالله تعالى. إنه يستمتع حين يفكّر أن ربه عجيب القدرة، فيصبح نجاحه المادي سبابا في معرفته بالله تعالى، وتؤدي النجاحات الدنيوية لمثل هؤلاء الناس إلى نجاحهم الحقيقي الذي يسمى (الفلاح) في اصطلاح الإسلام.
فالحق والحق أقول إن السعادة والراحة الحقيقيتين ليستا في الدنيا ولا في مُتعها أبدا. الواقع أن السعادة الحقة والمسرة الدائمة لا تتيسران للمرء رغم نجاحه في جميع مجالات الحياة. ترون أصحاب الثروات يفرحون بثرائهم دائما، ولكن حالتهم تشبه في الواقع حالة شخص مصاب بالجرب الذي يجد الراحة في حكّ جسمه، ولكن ماذا يكون المآل؟ المآل أن جسده ينزف في النهاية. فلا تفرحوا بهذه النجاحات المادية والعابرة فرحة تبعدكم عن النجاح الحقيقي، بل اجعلوها سببا لمعرفة الله، ولا تتباهوا بهمتكم وسعيكم، ولا تظنوا أن هذا النجاح ثمرة كفاءاتكم وجهودكم، بل ضعوا في الحسبان أن الله الرحيم الذي لا يضيع سعيا صادقا من أحد قد جعل جهودكم مثمرة. أفلا ترون كل يوم أن مئات الطلاب يفشلون في الامتحانات؟ فهل كلهم كانوا غير مجتهدين وأغبياء وغير أذكياء؟ كلا، بل يكون بعضهم أكثر ذكاءً وفطنة من معظم الناجحين في الامتحان. لذا من واجب المؤمن أن يكثر من سجود الشكر لله تعالى عند كل نجاح بأنه تعالى لم يجعل جهوده تذهب سدى، وهذا الشكر سيزيده حبًّا لله وإيمانا به، بل سيجلب له مزيدا من النجاحات، لأن الله تعالى قد وعد: “لَئِنْ شَكَرْتُْم لََأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُْم إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” (إبراهيم:7).
الفرق بين نجاح المؤمن ونجاح الكافر
فاجعلوا هذا المبدأ نصب أعينكم دوما. إنما دأب المؤمن أنه يخجل عند كل نجاح ويحمد الله تعالى بأنه قد تفضل عليه، وهكذا يمضي قدمًا، وبسبب ثبوت قدمه عند كل ابتلاء يزداد إيمانا مع إيمانه. ومع أن نجاح الهندوسي ونجاح المؤمن متشابهان في بادي الرأي، ولكن اعلموا أن نجاح الكافر هو سبيل الضلال، أما نجاح المؤمن فيفتح عليه أبواب النعم. يؤدي نجاح الكافر إلى الضلال لأنه لا يرجع إلى الله تعالى عند النجاح، بل يتّخذ سعيه وفطنته وكفاءته إلها، أما المؤمن فإنه يرجع إلى الله عند كل نجاح ويتعرّف عليه تعارفا جديدا، وهكذا تبدأ معاملة جديدة له مع الله تعالى عند كل نجاح، ويبدأ فيه انقلاب طيب.
مبارك الذي يلتزم بالتقوى عند النجاح والفرحة
قال الله تعالى: “إِنَّ الله مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا” (النحل:128) واعلموا أن لفظ “التقوى” ورد في القرآن الكريم مرات كثيرة، ويفسَّر في ضوء الكلمة التي تسبقه، وقد وردت هنا كلمة “مَعَ” قبل “الَّذِينَ اتَّقَوْا”، وعليه فالمعنى: أن الذين يؤْثرون الله تعالى يؤْثرهم الله وينقذهم من كل أنواع الخزي والهوان. إنني أؤمن أن المرء إذا أراد النجاة من كل أنواع الذلة والشدة فليس أمامه إلا سبيل واحد، ألا وهو أن يصبح متقيا، وعندها لن ينقصه شيء. باختصار، إن نجاحات المؤمن تمضي به قدما، فلا يقف في مكان واحد.
وردتْ في الكتب أحوال كثير من الناس الذين كانوا متهافتين كلية على حطام الدنيا في أول أمرهم، ولكنهم دعوا الله تعالى فاستجاب لهم، فتغيَّروا جذريًا. فلا تفخروا باستجابة أدعيتكم ونجاحاتكم، بل اقدروا فضل الله ورحمته هذه حق قدره.
القاعدة أن النجاح يزيد المرء همةً وعزيمة، فاستغلّوا هذه الظاهرة وازدادوا معرفة بالله عند كل نجاح، لأن خير ما ينفعكم إنما هو المعرفة الإلهية، وإنها تتيسر بالتدبر في أفضال الله ونعمه، ولا رادَّ لفضله تعالى.
إن الفقر المدقع أيضا يلقي بصاحبه في المصائب. ورد في الحديث الشريف: “الفَقْرُ سَوَادُ الوجهِ”. لقد رأيت أناسا قد أصبحوا ملحدين نتيجة فقرهم. ولكن المؤمن لا يسيء الظن بالله تعالى عند حلول ضائقة، بل يرجعها إلى أخطائه، ويسأل الله من فضله ورحمته، وعندما تنتهي الضائقة وتأتي أدعيته بثمارها، فلا ينسى زمن العجز والضيق ذلك، بل يتذكره دائما.
باختصار، إن كنتم تؤمنون أنه لا مناص لكم من الاحتياج إلى الله تعالى، فاسلكوا سبيل التقوى. ومباركٌ الذي يتحلى بالتقوى عند النجاح والفرحة، وشقيٌّ الذي يتعثر ولا ينيب إلى الله تعالى.
(المصدر: جريدة الحكم، بتاريخ 24-6-1901م)