Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

حِكَم ومواعظ بتاريخ 17 أكتوبر 1907م

ملخص مباديء العبادة

طرح شخص سؤالا:كيف يمكن أن يتصور الإنسانُ الله عند الصلاة؟ فقال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام :

القضية واضحة، فقد ورد في القرآن الكريم: “فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ(الأعراف:30) يجب أن يذكر الإنسانُ الله بإخلاص، ويتأمل في إحساناته بكثرة، وليتحلّ بالإخلاص والإحسان والرجوع إليه سبحانه وتعالى بأنه هو الرب والكفيل الوحيد والحقيقي.

إن ملخص أصول العبادة أن يقوم الإنسان للصلاة وكأنه يرى الله تعالى، أو كأن الله يراه. عليه أن يتخلى عن الشوائب كلها ويتطهر من الشرك بكل أنواعه، ويفكر في عظمة الله تعالى وربوبيته فقط، ويُكثر من الأدعية المأثورة وغيِّرها، ويتوب ويستغفر كثيرًا، ويُقِّرَّ بضعفه مرة بعد أخرى، ليحظى بتزكية النفس، وتنشأ علاقة صادقة مع الله تعالى، فيتفانى في حبه عز وجل. وهذا هو ملخص الصلاة كلها، وقد احتوتْه سورةُ

الفاتحة تمامًا. ففي قوله إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُيعترف العبد بضعفه ويطلب العون والنصرة من الله وحده، ثم يبتهل إلى الله تعالى ليوفقه أن يسير على سبيل النبيين والرسل، وينال النعم والأفضال التي ظهرت في الدنيا بواسطة الأنبياء والرسل، والتي لا تُنال إلا باتباع سبيلهم. ثم يدعو الله تعالى أن يجنّبه سبيلَ الذين كفروا بأنبياء الله ورسله وقاموا بالشطارة والشر، فنزل عليهم غضب الله في هذه الدنيا، ويجنّبه سبيلَ الذين جعلوا الدنيا غايتهم ومقصدهم، وانحرفوا عن الصراط المستقيم. إن هدف الصلاة هو الدعاء، وعلى المرء أن يدعو الله تعالى أن يهبه الإخلاص له وحبه الكامل، ويُكرِّهَ إليه المعصيةَ التي هي بلاء عظيم وتسوّد صحيفة أعمال الإنسان، وليزكيه ويؤيده بروح القدس. على الإنسان أن يؤْثِّر الله تعالى على متع الدنيا كلها مِّن جاه وجلال ومال وثراء وعزة وعظمة. يجب أن يكون الله هو المقَدم والأعز عليه من كل عزيز وحبيب. أما الذي يتبع القصص والحكايات الأخرى التي لم يرد ذكرها في كتاب الله تعالى قط، فإنه ساقط وكاذب حتمًا. الحق أن الصلاة إنما هي دعاء يدعو به المرء بالطريقة التي عُلِّمْناها، أي يقوم المصلي حينًا، يركع تارة ويسجد تارة أخرى، ولكن الذي لا يدرك اللب والحقيقة، فإنه ممسك بالقشر فقط.

المصائب والشداد ضرورية

إن حلول المصائب والشدائد ضروري جدا. ما خلا نبي إلا وقد امتُحن. عندما يموت قريبُ شخصٍ يكون الوقت حساسا جدا عليه. اعلموا أن الذين يتمسكون بجانب واحد هم مشركون. معنى التقدم إلى الله تعالى ودعاء ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَبصورة حقيقية هو أنْ أرنا يا ربنا صراطا ترضى به، ونجح الأنبياء جميعا بالسلوك عليه. عندما يدعو المرء للسلوك على صراط الأنبياء يجب أن يكون مستعدا للابتلاءات والامتحانات أيضا، وليستعنْ بالله تعالى بالاستمرار للصمود. فمن كان يريد أن يحظى بالصحة والعافية ويحظى بالتقدم في المال والثروة وينالَ جميع أسباب الراحة والرفاهية في المال والنفس دون أن يواجه ابتلاء وأن يرضى به الله أيضا، فهو أبْلَهٌ ولن يحظى بنجاح. الذين رضي الله بهم قد عوملوا على هذا النحو وامتُحنوا بأنواع الامتحانات وواجهوا أصناف المصائب والشدائد. انظروا إلى إبراهيم عليه السلام كم واجه ابتلاء حساسا! وقد عومل جميع الأنبياء بعده بالمعاملة نفسها حتى جاء زمن نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فقد واجه اليُتم منذ ولادته. اليُتم أيضا بلاء سيئ جدا، الله وحده أعلم بالمصائب التي واجهها صلى الله عليه وسلم. ثم حل به جبل المصائب فور إعلانه النبوة. تذكروا أن الاسم الثاني للأنبياء هو أهل البلاء وأهل الابتلاء.” لم يسلم من الابتلاءات نبي. لقد ورد في رواية أنه مات أحد عشر ابنا للنبي صلى الله عليه وسلم. اتركوا الأنبياء جانبا وانظروا كم واجه الإمام الحسين رضي الله عنه من المصائب!كم كان مخيفا الابتلاء الذي

واجهه في الأيام الأخيرة! يُروى أن عمره حينذاك كان 57 عاما وكان معه بعض الناس. عندها قُتل قرابة 16 أو 17 منهم وواجهوا القلق وعدم الحيلة من كل نوع، وقُطع عنهم الماء أيضا. صُبَّت عليهم المظالم لدرجة أنْ هوجمت النساء والأولاد حتى صرخ الناس عفويا أنه لم يعد في العرب الآن شيء من الحمية والغيرة. فقد قُتلت نساؤهم وصبيانهم أيضا، وكان السبب وراء كل ذلك ليوهبوا درجات عليا. قد يقول الجهلة إنهم كانوا مذنبين وسيئي الأعمال لذلك حلت بهم هذه المصائب، ولكن يجب أن يتذكروا أنه لا تُنال أية درجة بسهولة. الذين يركزون على جانب واحد ولا يريدون أن يصبروا في الابتلاءات والامتحانات يُخشى أن يتركوا الدين نهائيا. كما أن الشيعة لا ينتبهون إلى حقيقة تُنال بعد الامتحانات والابتلاءات ولا يبالون بها، بينما يقومون بالمأتم باستمرار ولا يكادون يتركونه. هل وصاهم الإمام الحسين رضي الله عنه أن يستمروا في المأتم بعده؟ اعلموا أنه قد امتُحن كافة أولياء الله والمقدسين الذين خلوا امتحاناتٍ قاسية. وما حل بالذين خلوا إنما هو عبرة للقادمين.

من الخطأ الفادح أن يتمنّ الإنسان من ناحية أن يتيسر له كل نوع من الرفاهية والراحة وأسباب الرضى ويكون مقربا إلى الله أيضا. هذا صعب كصعوبة ولوج الجمل في سم الخياط بل محال أكثر من ذلك أيضا. ما لم يخرج الإنسان من الابتلاءات والامتحانات بنجاح لا يتم شيء.

(المصدر: جريدة الحَكَم؛  بتاريخ: 1907/10/24م، وبدر؛ بتاريخ: 1907/10/31م.)

هذا الموقع هو موقع علمي لا يتبع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تسمىى الطائفة القاديانية ولا يتبع أي فرقه من الفرق المنتسبه للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025. All Rights Reserved.

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025.

All Rights Reserved.

E-mail
Password
Confirm Password