إذا كان الإيمان قويا فيمكن الإقلاع عن المخدرات
كان الحديث عن التبغ والأفيون والخمر، وأن الذين يدمنونها يتعذر عليهم التخلي عنها، ولا سيما الخمر، فقد ورد عنها في الكتب أن الإنسان يعود إليها أحيانا كالأمراض التي تعاود المريض بعد فترة، حتى بعد الإقلاع عنها، وتلك العودة تكون خطيرة وشديدة لدرجة أنْ يكاد الإنسان يَُّجن، ويشربها في نهاية المطاف، حتى لو تاب عنها بعد استعادة الوعي.
فقال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد عليه السلام:
هي نوبة المعاصي وإلا لا شيء مستحيل على الله، فالمعاصي لا تثبت أمام الإيمان القوي، إذا رأيتم إلى حياة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كيف أقلعوا عن الخمر بعد نزول آية التحريم حتى لم يعودوا إليها حتى الموت، وماتوا تائبين. فلم تعاودهم الخمرُ، ولم يُفقِد عدمُ شربها وعيَ أحد حتى يشربها مضطرا. ففي يوم التحريم سالت الخمور في أزقة المدينة إلى الكعبين، لكن كل ذلك كان ببركة القوة القدسية للنبي صلى الله عليه وسلم وتأثيره، حيث قوي إيمان الصحابة، لدرجة أنِ اختفت الخمرة التي كانوا يشربونها كالماء ولم تعاودهم قط، كما اختفى الشرك بالسرعة نفسها.
لقد كان الله سبحانه وتعالى قد أبقى النبي صلى الله عليه وسلم من أول يوم معصومًا بينما كان أقارب حضرته وأعزته وبنو قومه كلهم يدمنون هذا الشيء الخبيث، ومع أن حضرته عاش فيهم أربعين عاما من حياته لم يؤثِّر فيه أحدهم. كان الله سبحانه وتعالى قد جعله معصوما من الأزل، وهذا دليل خاص على عصمته وفطرته السليمة.
(المصدر: جريدة الحَكَم، بتاريخ 1908/4/26م)