السحر لا يؤثر في الأنبياء
سأل شخص الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام: ما رأيكم في سحر أطلقه الكفار على النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال في الجواب:
السحر أيضا من الشيطان، فلا يليق بالرسل والأنبياء أن يؤثر فيهم، بل السحر يهرب منهم كما يقول الله تعالى: “لَا یُفۡلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَیۡثُ أَتَىٰ” (طه:69)، لقد أُطلق السحر على موسى أيضا، فهل كان موسى الغالب في نهاية المطاف أم لا؟ ليس صحيحا قط بأن السحر غلب مقابل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يسعنا أن نقبل ذلك بأي حال. إن قبول كل ما جاء في صحيح البخاري ومسلم مغمضي العين ينافي مسلكنا. ولا يقبل العقل أيضا أن ينطلي السحر على نبي عظيم الشأن. لا يصح بحال من الأحوال القولُ بأن النبي صلى الله عليه وسلم فقدَ ذاكرته، والعياذ بالله، بتأثير السحر أو حدث كذا وكذا. يبدو أن أحد الخبثاء افترى وخلط هذه الأمور من عنده. مع أننا نحترم الأحاديث ولكن لا نستطيع أن نقبل حديثا يناقض القرآن الكريم ويناقض عصمة النبي صلى الله عليه وسلم. كانت تلك الفترة لجمع الأحاديث، ومع أنهم دونوها بحذر شديد ولكنهم ما استطاعوا أن يأخذوا الحيطة الكاملة بعين الاعتبار. كانت تلك المرحلة لجمع الأحاديث أما الآن فهي مرحلة التأمل والتدبر فيها. إن جمع آثار النبي صلى الله عليه وسلم عمل ثواب عظيم ولكن المبدأ العام هو أن الذين يجمعونها لا يستطيعون أن يتأملوا جيدا. فلكل واحد الخيار أن يتأمل ويتدبر جيدا وليقبل ما هو جدير بالقبول ويترك ما هو جدير بالترك.
إن القول بأن السحر انطلى على النبي صلى الله عليه وسلم –والعياذ بالله– يضيع الإيمان. يقول الله تعالى: “إِذۡ یَقُولُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلࣰا مَّسۡحُورًا“، أي أن القائلين بمثل هذه الأقوال ظالمون وليسوا بمسلمين. فالقول بوقوع السحر على النبي صلى الله عليه وسلم هو قول عديمي الإيمان والظالمين. ألا يفكرون أنه إذا كان هذا هو حال النبي صلى الله عليه وسلم –والعياذ بالله– فما بالك بالأمة؛ إنها ستغرق لا محالة. لا أدري ماذا حدث لهؤلاء القوم إذ يقولون مثل هذه الأقوال بحق نبي معصوم صلى الله عليه وسلم ظل جميع الأنبياء يحسبونه بريئا من مس الشيطان.
المقام المريمي
قال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام :
لم يكن ليخطر ببالي قط أن الله تعالى سماني مريم ثم خلق عيسى بنفخ الروح. على الرغم من كتابة التقريظ على “البراهين الأحمدية” لماذا ينقد أحد أن الله سماني مريم. واللافت في الموضوع أنه قد سُجِّل في الكتاب نفسه إلهام: “يا عيسى إني متوفيك ورافعك” ولكن لم ينتبه إليه أحد.
(المصدر: جريدة الحَكَم؛ بتاريخ: 1907/11/10م.)