Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

حِكَم ومواعظ بتاريخ 23 مايو 1908م (في لاهور قبل صلاة الظهر)

صفات الرجال المؤهلين لنشر الدعوة

قال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام:

نحن بحاجة إلى أناس لا يدَّعون باللسان فقط بل يقدرون على إنجازات عملية، فالادّعاء بالعلم باللسان فقط لا يفيد بتاتا، ينبغي أن يكونوا منزَّهين تماما من التكبر والغطرسة، وبلغت كفاءتهم العلمية كمالها بالعيش في صحبتنا أو على الأقل بقراءة كُتبنا بكثرة. وأرى أن الشيخ غلام أحمد مناسب لهذا العمل، ففي كلامه تأثير أيضًا، وقد تحمل الثقل الكبير للجولة الواسعة في هذا الطقس الحار جدا، ومن حكمة الله
أن الناس يجتمعون للاستماع إلى كلامه، وفي موضع قُذف بالحجارة أيضًا، لكن قدَّر الله ألا تصيبه بل قد أصابت شخصًا آخر فجُرح.
فلتبليغ رسالة الجماعة ثمة حاجة لجولات رجال متمكنين يقفون حياتهم في هذا السبيل. فصحابة النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا كانوا يخرجون إلى بلاد نائية لنشر الإسلام، فوجود ملايين المسلمين في الصين أيضًا يوحي أن أحد الصحابة وصل إلى هناك.
وعلى هذا المنوال إذا انتشر عشرون أو ثلاثون شخصا في الأماكن المختلفة فبسرعة هائلة يتم التبليغ، لكن ما لم يكن هؤلاء يعملون بحسب مشيئتنا ولم يكونوا قانعين فلا نستطيع أن نعطيهم صلاحيات تامة، كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم قانعين ومجتهدين ومتحملين المشاقّ لدرجة كانوا يعيشون على أوراق الأشجار فقط أحيانا.
الهند كلها لا عديمة الاطلاع على دعاوانا مطلقا، كأن أحدا لا يعرف. فبناء المدرسة أو الكلية في رأيي يتوقف أولا على قوة الجماعة. أولا يجب أن يكون في الجماعة أناس ينصرونها في سد احتياجاتها، فما دامت احتياجات الجماعة مثل المطبخ ودار الضيافة وغيرها لا تكاد تُسد، فالالتفات إلى أعمال أخرى عديم الجدوى. إذا تيسر عدد من أناس جديرين وأكفاء لخدمة الجماعة الذين يمكن أن ينشروا في الناس خبر الجماعة فقط فترجى فائدة كبرى.

 إن حضرة مفتي محمد صادق المحترم الذي عنده لوعة وحماس لنشر رسالة الجماعة، ولعل الأماكن التي اطَّلع فيها على الباحثين الإنجليز ورؤساء تحرير الجرائد في بريطانيا ولم يراسلهم في هذه الأمور ولم يَعرض عليهم دعوة المسيح الموعود عليه السلام قليلة جدًّا. فالهلاك الناتج عن حسرات كثيرة للمتنبئ دوئي في أميركا وخيبة أمل بيجوت في لندن اليائسة، إنما هي من مساعي السيد مفتي المحترم. فإذا كان قد أغرق سفينةَ دوئي وبيجوت فقد تسبب في اهتداء الأرواح السعيدة الكثيرة أيضًا. ومن نتائج مساعيه الصادقة بالإخلاص والحماس في التبليغ أن بعض الإنجليز والسيدات في أوروبا وأميركا قد تابوا عن الأفكار الفاسدة وقبلوا صدق المسيح الموعود عليه السلام باختصار ليس مفتي المحترم بحاجة إلى أي تعريف، فالجماعة الأحمدية كلها تعرفه، ومطلعة على إخلاصه وصدقه ووفائه. فالإنسان المشهور باسم البرفيسور ريغ، هو الآخر ثمرة سعيه وحماسه.

مثال على تصحيح الإمام المهدي والمسيح الموعود لمعتقدات الآخرين الخاطئة

هنا قال مفتي المحترم للمسيح الموعود عليه السلام عند سماع ذكر ريغ اليوم: يا سيدي، قد حصل انقلاب عظيم في أفكاره بعد اللقاء مع حضرتك، فكان في الماضي دوما يري صور الأجرام السماوية في محاضراته، وأحيانا كان يقدم صورة المسيح المصلوب أيضًا، وكان يقول: هذه صورة المسيح الذي قدم نفسه لله رحمة بالعالم ليكون كفارة عن ذنوبهم وبذلك أثبت حبه الكامل ورحمه. لكن الآن بعد زيارة حضرتك ألقى محاضرة فاكتفى بالقول عند عرض صورة المسيح: إن هذه الصورة يمكن أن تسر النصارى فقط، أما الجدير بالحمد الحقيقي والمدح والثناء فهو الله الأكبر وحده. وكان في الماضي يقول إن الجيل الإنساني تطور تدريجا من الحالة الدنيا إلى القرد ومنه تطور إلى الإنسان، لكنه في المحاضرة الحالية أقر بجلاء بأن هذه نظرية داروِن فقط، ولا تجدر بالتأييد. بل الإنسان تطوَّر في حالته بنفسه، باختصار قد تأثر كثيرا، فهو بعد زيارة حضرتك قد أصبح إنسانا صاحب أفكار جديدة، ويقدم هذه الأفكار بشجاعة.

الحاجة الى نشر الدعوة في موطن الدعاة بدلا من السفر إلى أوروبا وأمريكا

ثم التفت حضرته عليه السلام إلى لب الخطاب، وقال:

الآن ليست ثمة حاجة إلى هذه الرحلات الطويلة، أي الذهاب إلى أوروبا وأميركا، بل الهند نفسها حاليا بحاجة إليها.
أي هل تمكنت من إصلاح شئون الأرض فتوجهت إلى شئون السماء؟ (ترجمة بيت شعر)
إن الذهاب إلى هذه البلاد عملُ أولئك الذين يتقنون لغتهم، ويطّلعون على أسلوب كلامهم وأفكارهم، ويقدرون على تحمُّل مشاكل السفر، وتكون صحتهم أيضًا جيدة. ففي الوضع الراهن إن توفير عدد من الرجال الذين يتجولون في قرى هذا البلد واحدة بعد أخرى لكي يُطلعوا الناس على بعثتنا لعمل كبير.

حاجة العصر إلى مبعوث من الله لإثبات حياة الإسلام

كان الحديث عن إحدى محاضراته أنه قال فيها إن الإسلام انتشر بقوة أخلاقه لا بالسيف، حيث نشر المسلمون الإسلام بأخلاقهم النبيلة، وغير ذلك من الأمور، أما في العصر الحاضر فلا يستطيعون تقديم شيء غير السكوت. فقال عليه السلام : ” تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهاَ مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ” (البقرة:134)، فما علاقة أولئك الأولياء والصالحين بالزمن الراهن، فقد جاؤوا في وقتهم ورحلوا بعد إنجاز أعمالهم. في العصر الراهن أيضًا ثمة حاجة إلى مجدد أو خادم للدين أم أن هذا الزمن بحسب زعمهم للدجالين فقط؟! ففي القلوب إحساس بالحاجة، والأوضاع الراهنة تصيح بكل قوة أن هناك حاجة لمصلح، فاليوم أيضًا نشر في جريدة بيسة مقال لأحد الإنجليز، فقال في إحدى محاضراته أن العصر ينادي بحاجة الهندوس والمسلمين
والنصارى واليهود إلى الاتحاد. وقد كتب: “أن المسلمين واليهود والنصارى كلهم يحبون رؤية الوحدة والوئام في الناس دون أي تمييز، وينتظرون بعثة المهدي الموعود الذي سيأتي عاجلا أو آجلا، ويقيم في الناس كلهم أواصر الوحدة بعد بعثته. ورأيي الشخصي عن هذا المهدي أنه سيكون من أهل القلم وبواسطة هذه الآلة العظيمة سيتمكن من بذر الوحدة في قلوب أقوام العالم” ( جريدة بيسة: 1908/5/22).
باختصار، يوجد هذا الإحساس في قلوب أفراد كل ملة وبلد. كان يجب أن يُبعث أحد أيضًا عند الضرورة، ليثبت فيوض الإسلام وحياته بإظهار نور الإسلام وبركاته من خلال المعجزات الحديثة، لا أن يظهر الصمت في هذا الزمن، ويقال: لم يعد الإسلام حيًّا بل قد مات، وليس أي ولي أو صالح يقدر على إثبات حياة الإسلام بإظهار الآيات. نسلِّم بأن الأخلاق النبيلة أيضًا تشكِّل برهانا على صدق أي دين لحد ما، وهي أيضًا تؤثر نوعا ما في الآخرين الأجانب، لكن الأخلاق الفاضلة وحدها لا تُكسب الإيمانَ الحقيقي الحي، بل الإيمان الذي يعطي الإنسانَ الإيمانَ الكامل بالله سبحانه وتعالى وتبدأ به الحياة الحارقة للذنوب، فإنما يتولد من آيات الله الحديثة حصرا، التي يُظهرها الله في العالم بواسطة مبعوثيه.

بصيص أمل في الهندوس أقوى من المسلمين

قال عليه السلام : في الأوضاع الراهنة يظهر لنا بصيص أمل في الهندوس أقوى من المسلمين لأنهم قد فهموا كثيرا لتقدمهم في العلوم وبناء على شيء من التجربة. أنا لا أحب شخصيا إطلاق الشتائم على الصالحين -الذين أجمع هؤلاء على صلاحهم- أو عدمَ إكرامهم، وكذلك نريد منهم أيضًا أن يمتنعوا على الأقل عن الإساءة إلى شخصياتنا المقدسة، ويقولوا فقط إنهم كانوا صادقين حتى لو لم يؤمنوا بهم. وليقطعوا سلسلة الشقاق والنفاق في العصر الراهن، ويمتنعوا عنه نهائيا، وينقطعوا عن إصدار الكلمات والكتب المسيئة ضد الأديان الأخرى، وأن لا تُطبع مثل هذه الكتب أصلا. وأن تظهر الأجواء التي ينمو فيها الحب والوئام، كما هبت الريح من قبل أيضًا، حيث كان كل صغير وكبير ينفر من الإسلام، فليهب الهواء مثله فينمّي الإخاء والوحدة ويُخرجِ من القلوب النفاق والبغض والتعصب.
الأنبياء وحدهم يستطيعون أن يقيموا عظمتهم في القلوب بعد إظهار أنفسهم
قال عليه السلام : القاعدة أن الإنسان قدر ما يعتقد بأمر خفي لا يبقى اعتقاده بالدرجة نفسها عندما يظهر عيانا، فمثلا إذا ظهرت جميع آلهة الهندوس التي يؤمنون بها إيمانا كاملا، ومثلتْ أمامهم فلن تبقى في قلوبهم عظمتُها الحالية أبدا. إنما الأنبياء يقدرون على إقامة عظمتهم في القلوب بعد إظهار هيئتهم وملامحهم. فالمسيح الذي اتخذه الناس إلها في العصر الراهن لو جاء إلى هنا وجلس مع الناس، فيستحيل أن تبقى عظمتُه القديمة للألوهية في القلوب. ناهيك عن تمكُّنه من فرض هيبة ألوهيته أكثر، لأن الناس عند ظهوره حين لن يجدوا فيه الأمورَ التي بناء عليها اتخذوه إلها فمن المحتم أنهم سيرفضونه. فمن القاعدة أن الإنسان حين يقيم اعتقادا في شخص خاص تَمثُل صورتُه الخيالية في قلبه فورا. فما دامت غائبة عن العيون كان جيدا، لكن ذلك الشيء أو الإنسان حين يمثل أمامه في الحقيقة، ويجده خلافا لصنمه الخيالي أو الصورة الخيالية تختفي عظمتُه من قلبه، أو لا تبقى عظمتُه على الدرجة السابقة. وهذا هو حال إلههم المصطنع. والسبب الأصلي له، أن ذلك الإنسان لا يكون في الحقيقة كما ارتسمت صورته في قلوب الناس، وبحسبما كانوا قد ظنّوا، بل يجدونه على عكس ذلك تمامًا، فيسيئون الظن والاعتقاد. وإنما يحدث ذلك في الحقيقة حيث يكون الغلو بحقهم قد صدر سلفا. لكن الأنبياء يقيمون عظمتهم في القلوب بعد إظهار أنفسهم.

(المصدر: جريدة الحكم؛  بتاريخ 1908/6/6م وجريدة بدر؛  بتاريخ 1908/6/18م).

هذا الموقع هو موقع علمي لا يتبع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تسمىى الطائفة القاديانية ولا يتبع أي فرقه من الفرق المنتسبه للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025. All Rights Reserved.

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025.

All Rights Reserved.

E-mail
Password
Confirm Password