Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )

ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

حِكَم ومواعظ بتاريخ 27 أبريل 1908م (في بطالة أثناء السفر إلى لاهور)

مزايا المجتمع الإسلامي ببركة التوحيد

قال أحد الإخوة للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام: يا سيدي، حبذا لو عُثر على سبيل لارتفاع الفرقة من بين المسلمين واجتماعهم في الشؤون المادية على الأقل والعمل معا، إذ تبيَّن نجاح الأمم الأخرى بالاجتماع في الشؤون المادية، وبذْل المساعي الجماعية وغيرها. فقال حضرته عليه السلام :
لقد قال الله سبحانه وتعالى: إن الاختلاف سيبقى دومًا، فأنى للإنسان أن يبذل الجهد لرفع هذا الاختلاف. إذا تدبرتَ فستجدون أنه لا يوجد اتحاد داخلي حتى في الإنجليز، فمنهم من يؤمن بأن عيسى عليه السلام إله والعياذ بالله، وبعضهم موحدون يعُدّونه رسولا من الله فقط، ومنهم من لا يؤمنون بعيسى ولا بالله، وهم ملحدون. وإنما الفرق أن البعض أبدَوا هذه المعتقدات بشدة، وبعضهم الآخرون بشيء من اللين. فما داموا مختلفين؛ إذا أيد المرء أحدَهم رغم هذا الاختلاف فإنما يعني أنه يسلك طريق النفاق. لكن الله سبحانه وتعالى لا يريد أن يجعل هذه الأمة منافقين، بل قد حذر الله من النفاق، وعدَّ هذه الخصلة أسوأَ حالات الإنسان، فقد قال: ” إِنَّ الْمُنَافِقِيَن فِي الدَّرْكِ الَْأسْفَلِ مِنَ النَّارِ” (النساء:145). فمتى تتحمل غيرة أي مسلم قويِّ الإيمان وحميتُه أن يسمع ضد معتقداته ومسلَّماته الدينية المحببة إليه، أو يشاهد الإساءة إليها، أو يكنّ حبا صادقا ووفاقا مع أولئك الذين يسيئون إلى الصلحاء الذين يراهم مقتديه الدينيين ويسبونهم؟ فالذي يحب أحدا بهذه الخصال هو في رأينا منافق، ومن كلاب الدنيا، لأن غيرة أي مسلم صادق لا تتحمل بأي حال أن ينافق.
قبل فترة زارنا سائح إنجليزي من أوروبا فسألته: إنكم تبذلون قصارى جهودكم ليتقبل الناس دينكم وتريدون تنصير العالم بأسره، أخبْرني ماذا أحرزتَ بعد التنصر حتى يستفيد الآخرون أيضًا؟ فتقدُّم النصارى في الفسق والفجور لا يخفى على أحد. فالجزء الكبير من هذه الأمة ينحرفون عن الله وكأنهم يفصحون بأعمالهم أنهم في غنى عنه. فقل لي الآن كيف تؤيد هذه الأمة التي تقر بذلك بحقها؟كيف تريدون من المسلمين أن يقلدوا أمة غارقة في الفسق والفجور والعادات الخطيرة، التي يُخشى أن يحل بها العذاب بسبب أعمالهم السيئة.
إن الله سبحانه وتعالى يريد التقوى والطهارة، نسلِّم بأن في المسلمين أيضًا فساقا وفجارا، لكننا إذا قارنّاهم بهذه الأمة فيتبين أن حالة المسلمين أفضل منهم آلاف المرات. إن الله سبحانه وتعالى ببركة التوحيد لم يدَعْ هذا الفسق والفجور وعدم الغيرة تتسرب فيهم. لقد سلَّم بعض المؤلفين الإنجليز أنفسهم بأن الأمة الإسلامية مغنم في العالم، وأن حياتهم أفضل من المسيحيين آلاف المرات. فأي ذنب لا يرتكبه النصارى بجسارة بسبب الكفارة، وأي سيئة يتردد المسيحي في ارتكابها؟ فعقيدة الكفارة في الحقيقة قد حللت لهم كل المحرمات، وإلا قد بطلت الكفارة أصلا.
جريدة نور أفشان جريدة مسيحية موثوق بها، قد نشرت مرة خبًرا أن في مساجد المسلمين ومعابدهم يمكن أن يقف مسلم عادي بجانب الملك أو حتى أمامه، ولا يوجد أي تأثير للثروة المادية والجاه والجلال المادي في مساجدهم. بينما لا يجتمع المسيحي الأوروبي في الكنيسة مع مسيحي محلي، وفي الكنيسة توضع الكراسي والمقاعد بحسب المراتب.
باختصار، توجد في المسلمين دومًا بركات عظيمة، وهي توجد في العصر الراهن أيضًا، تدبر في هذه القضايا وأكثرْ معلوماتك، إذ بدون المعلومات الواسعة لا ينبغي لك الادعاء بأن النصارى يفوقون المسلمين في البر والتقوى والطهارة والورع. فالحكم في كل شيء نسبي، فالمسلمون يفوقون غيرهم نسبيا كثيرا في البر والتقوى والطهارة وخشية الله.
أما القول بأنه لا يوجد في المسلمين اتحاد فجوابه أن الله سبحانه وتعالى قد أراد ذلك بنفسه، وفيه رحمة، لكنه إلى حدٍ ما سينشأ فيهم الاتحاد والوئام أيضًا عندما يريد الله ذلك.
إن فضل الله المتميز حليف المسلمين دومًا إذ يتداركهم عند السقوط، بينما تحرم من ذلك الأمم الأخرى. فالمشاكل أيضًا تأتي كل أمة خِلفة كالنهار والليل، إلا أن الله سبحانه وتعالى قد تدارك المسلمين دومًا بتأييده الغيبي في مثل هذه الأوضاع الحرجة. أما التصالح الذي تتمناه فهو نفاق في رأينا، ونحن نعادي هذا التصالح. أما القول بأن الأمة الإنجليزية مثقفة ومتعلمة فسخيف جدًا. العلم أيضًا قوة، وبهذه القوة ينجو الإنسان من كل ظلمة ومعتقدات سخيفة.
تبًّا لهذا العلم، فقد ألَّهوا إنسانا ضعيفا، نحيفا، عاجزا، قد وُلد من بطن أمه بحسب قانون الطبيعة كعامة الناس، وتحمَّل مشاكل تفادي المرارات والقسوة المادية، وعلَّقه اليهود على الصليب أخيرا مرورا بأنواع من الذلة والمهانة والضرب. فهل هذا يسمى علمًا وثقافة؟ فللفيل أسنان للأكل غير التي للعرض، فما هذا النفاق! فحين يجلس أحد على سدة الحكم يؤخذ منه اليمين حلفا أنه سيتبع أحكام الإنجيل، فهل هذا ما تقصده من قولك بأن الإنجليز هم محبون العلم

عندها قال السائل: لا يكاد يفارقهم كتابٌ أو جريدة.فقال عليه السلام :
فالذي ليس له نصيب من العلوم الحقيقية والإلهيات، لا يسمى محبا للعلم.

امتحان الإيمان

عند ذكر امتحان الطلاب قال حضرته:
“عند الامتحان يُكرَم المرء أو يهان”، الفتية في الحقيقة معذورون، فالصعوبات في الامتحان قاسية وشديدة. فما دام هذا هو حال الاختبارات المادية فيمكن أن يقاس عليها صعوبة الامتحان الديني. فكم من الاستعدادات والعدة ينجزها الإنسان للامتحان المادي، وكم يواجه القلق والهم، وكم يبذل من الجهود الشاقة. أما الشيء الذي لا يهتم به ولا يبذل الجهود من أجل النجاح فيه فهو الامتحان الديني فقط. يقول الله: “أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ” (العنكبوت:2) فالله سبحانه وتعالى يلفتنا إلى امتحان ينبغي الاهتمام به، والاستعداد له ضروري جدا. انظروا إن المجدد الذي يُبعث على رأس كل قرن، يكون هو الآخر امتحانا من الله. وفي العصر الراهن أيضًا يخضع المسلمون لامتحان. فقد بعث الله مبعوثا، وأثبت بإظهار آلاف الآيات الأرضية والسماوية له وتأييده له، وبإظهار خوارق نيِّرة للعالم أنه من الله. فالآن أيضًا امتحان لإيمان الناس، الآن أيضًا يشاهَد مشهد “عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.” فطوبى للذين يهتمون بالامتحان الإلهي، ثم طوبى للذين ينجحون في الامتحان الإلهي.

إن كلام الله ينزل مفرقا

ثم سأل الشخص نفسه: هل كانت السور الكبيرة في القرآن الكريم قد نزلت دفعة واحدة؟ فقال عليه السلام :
إن كلام الله ينزل دوما مُفرّقًا، ثم يصبح متكاملا، ولي تجربة في ذلك، فكما ينزل الآن كان ينزل في الماضي أيضًا، فعلامَ الاعتراض؟ وأي شيء يقال له أنه يعارض القانون. إنما يحق لأحد أن يقول إن الأمر الفلاني يعارض القانون إذا كان قد قرأ أسرار الله كلها، وأحاط بقانون الطبيعة كله، عندها يمكن أن يقول إن الأمر الفلاني يعارض قانون الطبيعة. لكنه ما دام ليس في وسع أي إنسان أن يصل إلى منتهى قدرة الله فأنى له هذا الادعاء؟ إن أساس إلهاماتنا هو كتاب الله ولكنها ليست الشريعة، إنما الشريعة ما جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم التي علَّمَها القرآنُ الكريم للناس، فلم تنقص منه كلمة ولم تُضَف إليه.

يكلم الله سبحانه وتعالى عباده في العصر الراهن أيضا

كما كان الله يرى في الماضي يرى الآن أيضًا، وكذلك يتصف بالتكلم كما كان يتكلم في الماضي، ولا يمكن القول إن الله لم يعد يكلِّم الآن. فهل يخيل إلى أحد، أن الله كان يسمع في الماضي ولا يسمع الآن، كلا بل ما زال الله سبحانه وتعالى يتصف الآن أيضًا بصفات كان يتصف بها في الماضي. وليس في الله أي تغير. فلما كانت الشريعة قد اكتملت، فلا حاجة لأي شريعة جديدة، فقد قال الله :سبحانه وتعالى ” أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ” (المائدة:3) فلا حاجة لأي شريعة جديدة بعد إكمال الدين.

الفراسة

قال عليه السلام :
من أعطاه الله الملك أعطاه الفراسة أيضًا، بشرط ألا يكدِّر ذلك الجوهر الطيب بالشر أو كدورة التعصب. إن الله سبحانه وتعالى يكشف الحق على الحكام الصالحين بتأييد غيبي في أمور يلتبس فيها الحق والباطل، فيصِلون إلى عمق الأمر بفراسة صحيحة، فلا تبقى لهم حاجة للأدلة أيضًا.
ففي قضيتنا التي رفعت في محكمة دوغلاس آياتٌ عدة للمتدبرين.
الواقع أن الفراسة شيء جيد، حيث يتوصل المرء إلى أن هذا صادق. في الصدق شجاعة وبسالة بينما الكاذب جبان، فالذي حياته نجسة ومشوبة بأفكار خبيثة، يبقى خائفا دوما ولا يقدر على المقاومة، ولا يقدر على إظهار صدقه بجرأة وشجاعة كالصادق، ولا يستطيع إثبات طهارته. تدبروا في الأعمال المادية، من ذا الذي أكرمه الله بشيء من السعادة ولا يكون له حساد؟ كلا بل حتما لكل ميسور الحال حساد يلازمونه. وكذلك هو حال الأمور الدينية، فالشيطان عدو الإصلاح، فعلى الإنسان أن يجعل أمره مع الله طاهرا ويرضيه، ثم يجب ألا يخاف أحدًا ولا يبالي بأحد. ولْيجتنب الأمور التي يصبح بها محل العذاب، إلا أن ذلك كله أيضًا لا يتأتى من دون تأييد غيبي وتوفيق إلهي. إن مجرد السعي الإنساني لا يقدر على فعل شيء ما لم يحالفه الفضل من الله. “خُلِقَ الِْإنْسَانُ ضَعِيفًا” (النساء:28)، إن الإنسان ضعيف ومليء بالأخطاء، وتحيط به المشكلات من الجهات الأربع، ينبغي الدعاء أن يوفقه الله للحسنات، ويورثه تأييدات الغيب وفيوض فضله.

التوكل

فإنما التوكل في الحقيقة أمر يجعل الإنسان ناجحًا وفائزا، يقول الله سبحانه وتعالى: “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ” (الطلاق:3)، بشرط أن يتقدم مستوعبا المدلول الحقيقي للتوكل بصدق القلب، وأن يكون صابرًا ومستقيمًا، ولا يستسلم خوفا من المصاعب. فالدنيا فانية، وأمورها أيضًا فانية، يجب على الإنسان ألا يحزن عليها، بل يهتم بالآخرة أكثر، فإذا استولت على الإنسان همومُ الدين، فإن الله يتكفل شئونه المادية بنفسه.

تجب التوبة قبل حلول العذاب

من المؤسف أن حوادث كبيرة تظهر كل يوم، لكن الناس لا يتنبهون إليها، ولا يبالون بها. كان الكفار في زمن موسى عليه السلام أفضل من هؤلاء إذ توجهوا إلى موسى حين نزول العذاب قائلين: إذا زال عنا هذا العذاب فسنؤمن. أما كفار اليوم فقساة ولا يبالون، إذ ينزل كل يوم عذاب جديد وغضب الله في صور جديدة، لكن هؤلاء لا يتأثرون مطلقا. فانظروا كيف أن الطاعون وحده شن هجمات خطرة، وظهرت أحداث مهلكة وفتاكة ترتعد الأوصال لمجرد سماعها، ومع ذلك لا أحد يتأثر. أما هم فكانوا يأتون إلى موسى عليه السلام طلبًا للدعاء، أما هؤلاء فيقولون ليس هذا أمرًا جديدا، فالأمر عادي، فهو يحدث عادة، ويأتي العذاب عادة.
كان الله سبحانه وتعالى قد وعد منذ القِدم أن أنواع العذابات سوف تنزل، وسوف يهتدي البعض عندئذ، ويهلك الغالبية. إن الله سبحانه وتعالى يظهر الآيات ولا ينتفع بها إلا المؤمنون وهم قليل.
جاءنا شخص في الماضي وذكر أن الطاعون في مدينته يفتك بالناس، وكثيرون جاهزون للحضور إلى حضرتك ليتوبوا، والحق أني أنا الآخر جاء بي الطاعون فقط. الطاعون في هذا العام خفيف ولذا قد قست القلوب وتجاسرت، لكن من يعلم ما سيحدث في المستقبل، لذا يجب ألا يطمئن الإنسان بل يجب أن يتوب وينيب إليه سبحانه وتعالى ويطلب منه الحماية قبل حلول العذاب. لكن ذلك لا يتأتى إلا بتوفيق منه سبحانه وتعالى. إن الشيطان يولّد في قلب الإنسان أحيانا وساوس كبيرة وأن أقاربه سيقاطعونه، وينقص جاهُه وعزته، أو ستنقطع وسائل رزقه، أو سيسخط عليه الحكام، لكن يجب أن تتذكروا أن هذه الأمور لا تمنع من قبول الهدى.
إن الحكومة لا تتدخل في دين أي مواطن، ثم من فضل الله سبحانه وتعالى أن مبادئنا ليست من نوع تسخط منها الحكومة، أما الخيال بأن القرابات ستقاطِع أو يتأثر الرزق، فاعلموا أن الإنسان حين يترك شيئا من أجل الله ويتحمل المصاعب فلا يضيِّعه الله، بل يكون نصيره ووكيله في كل حال.

(المصدر: جريدة الحَكَم؛  بتاريخ 1908/5/6م)

هذا الموقع هو موقع علمي لا يتبع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تسمىى الطائفة القاديانية ولا يتبع أي فرقه من الفرق المنتسبه للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025. All Rights Reserved.

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025.

All Rights Reserved.

E-mail
Password
Confirm Password