تأثير معبود المرء على طاقاته الروحانية
قال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام: إن معبود الإنسان يترك أثرا كبيرا على قواه الروحانية. فمثلًا لو جاء هندوسي فسوف تُشتمّ منه وهو بعيد رائحةُ الغفلة عن الله تعالى. لماذا؟ لأن إلهه الذي اتخذه غافل مثله، حيث لا ينتبه ما لم يُدَقّ له الجرس كما يُدَقّ للإنجليز عند حلول موعد الطعام، ولذلك يظلّ الهندوس محرومين من المعرفة والشفاء الذي يتيسر بالحياة الروحانية، رغم أنهم ينعمون بالرخاء وبحبوحة العيش من الناحية المادية.
رزق الابتلاء ورزق الاصطفاء
الرزق رزقانِ: أحدهما ما يكون على سبيل الابتلاء، والثاني على سبيل الاصطفاء. والرزق الذي يكون على سبيل الابتلاء هو ما لا يكون له صلة بالله تعالى، بل يُبعِد صاحبَه عن الله سبحانه وتعالى باستمرار حتى يهلكه، وإليه أشار الله تعالى في قوله: “لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ” (المنافقون:9)، أي ينبغي ألا تدمّركم أموالكم. والرزق الذي يكون على سبيل الاصطفاء هو ما يُكسَب لوجه الله تعالى، ويتولى الله صاحبَ هذا الرزق، ويحسب صاحبُه أن كل ما عنده هو لله تعالى ويؤكد ذلك بعمله. انظروا إلى الصحابة رضي اله عنهم، فعندما جاء وقت الاختبار قدّم كل واحد منهم جُلَّ ما كان يملكه. وكان أبو بكر رضي الله عنه أول من جاء بكل ما عنده ملتفًّا ببطانية فقط، وما أروعَ ما جزاه الله به على تلك البطانية، إذ صار أوّلَ خليفة.
إنما قصدي من كل هذا الكلام هو البيان أنه لا ينفع في سبيل الفوز بالكمال الحقيقي والخير والبركة والمتعة الروحانية إلا المال الذي يُنفَق في سبيل الله تعالى.
(جريدة الحكم، بتاريخ 23-6-1899م)