الحاجة إلى مصلح في الأوضاع الراهنة
قصَّ أحد الإخوة رؤيا له سمع فيها الآية: “وَمَن یَتَّقِ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجࣰا” (الطَّلَاق:2)، فقال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام :
تبدو فيها إشارةٌ إلى عذاب عالمي تنحصر وسيلة التخلص منه في الاتقاء فقط، فانظروا إن هذا القحط الذي يتعاظم ويستمر هو الآخر من عقاب الأعمال، فالذين يريدون التخلص منه فليتوبوا إلى الله، لكنني لا أرى آثار التوبة، هؤلاء الناس يكذبون مرة بعد أخرى ويشاهدون آيات متتالية ومع ذلك لا يقبلون. لا أعرف لماذا هم عازمون على التكذيب والتكفير، لا يؤيدهم القرآن الكريم ولا الأحاديث، والأوضاع الراهنة تصرخ بملء أفواهها أن هناك حاجةً لمصلح. باختصار، يظهر كذبهم حصرا عقليًا ونقليًا كليهما، ومع ذلك لا يكفّون. يذكرون الجهاد مرارًا وتكرارًا ولا يفهمون أنه ما دامت الحكومة لا تقاتل بسبب الدين، فلماذا يجب أن يجاهد بالسيف مَن أتى من عند الله. فالزمن للجهاد بالأدلة، وهو يجري ويستمر. هؤلاء واقعون في ظلام غريب، حيث لا يرون شيئا، فقادتهم ومرشدوهم يتخذون أنواع المكر العجيب، وغايتهم المتوخّاة
هي الدنيا فقط. لقد بُذرت بذرة في الإسلام وهم عازمون على اقتلاعها بدلا من سقْيها.
(المصدر: جريدة بدر؛ بتاريخ 1908/1/16م)