قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد عن معنى قوله تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} :
سوف يفلح من يزكّي نفسَه تماما وينال التقوى والطهارة كليا ولا يرتكب الذنوب والمعاصي قط، ويجتاز مراتب ترك الشر وكسب الخير بكل معنى الكلمة، عندها ينال الفلاح. الإيمان ليس بأمر سهل وهيّن وما لم يقبل الإنسان لنفسه موتا أنّى له أن يتسنى له الإيمان الصادق.
(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 10-5-1908م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد عن معنى قوله تعالى {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} :
إن الله الذي هو أصدق الصادقين قد اعتبر الصدقَ في كلامه المجيد على قسمينِ. الصدق من القسم الأول هو اعتبار ظاهر الأقوال، والقسم الثاني هو باعتبار التأويل والمآل. المثال على القسم الأول هو قوله تعالى بأن عيسى كان ابن مريم، ولإبراهيم ابنان، إسماعيل وإسحاق لأن هذه هي الوقائع الظاهرية دون التأويل.
والمثال على القسم الثاني من الصدق هو ما أورده الله تعالى في القرآن الكريم من كلام الكفار أو المؤمنين السابقين بشيء من التصرف، ثم قيل بأنها كلماتهم. أو التصرُّف الكبير في القصص التوراتية المذكورة في القرآن الكريم؛ لأنه من المعلوم أن العبارات التي وردت في القرآن الكريم بأسلوب إعجازي وفقرات فصيحة واستعارات بليغة لم تخرج من ألسنة الكفار بهذه الطريقة قط، وليس بهذا الترتيب أيضا بل ترتيب القصص في القرآن الكريم لا يوجد في التوراة بالالتزام، وذلك مع أن الله تعالى قال في القرآن الكريم: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}. فلو كانت هذه الكلمات هي هي كما خرجت من ألسن الكفار بهذا الترتيب والصِيغ لبطل إعجاز القرآن نهائيا لأنه في هذه الحالة تُعتبر هذه الفصاحة من الكفار وليس من القرآن، وإن لم تكن الفقرات كما هي لاستلزم ذلك الكذب بحسب قولكم، لأن هؤلاء الناس قد استخدموا كلمات مختلفة وترتيبا مختلفا وصِيغا مختلفة، كما وردت صيغتان مختلفتان وهما: “متوفيك” و”توفيتني”. كذلك هناك بُعد شاسع في مئات الأماكن بين صِيغ استخدموها واستخدمها القرآن الكريم. فاقرأ مثلا قصة يوسف في التوراة، ثم قارنها بسورة يوسف في القرآن الكريم سترى اختلافا هائلا بين الصِيغ وفرقا واضحا بينهما في البيان. بل يتبين في بعض الأماكن اختلافا في المعاني أيضا في الظاهر. كذلك قال القرآن الكريم إن اسم أبي إبراهيم كان آزر ولكن يقول معظم المفسرين بأن أباه كان غيره وليس آزر.
(المصدر : كتاب التحفة الغزنوية )
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد عن معنى قوله تعالى {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} :
وإن قلتم إن المراد من الشريعة الأحكامُ الجديدة فهو باطل إذ يقول الله – سبحانه وتعالى -: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} أي إن التعليم القرآني موجود في التوراة أيضا، وإن قلتم إن المراد من الشريعة أن يتضمن الوحيُ الأمرَ والنهي باستيفاءٍ فهو أيضا باطلٌ لأن أحكام الشريعة لو كانت مذكورة باستيفاء لما كانت هناك حاجةٌ للاجتهاد.
(المصدر : كتاب الأربعين)