Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

معاني سورة العصر

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

في سورة العصر أقسم الله   بزمن النبي  صلى الله عليه وسلم . يعترض الآن معارضونا قليلو الفهم ويقولون: لماذا أُقسم في القرآن الكريم بالخلق مع أنه منع الآخرين من ذلك ثم يُقسم بنفسه تارة بالتين وتارة بالليل أو النهار أو الأرض أو بالنفس؟ الاعتراضات من هذا القبيل تترك تأثيرا سيئا جدا. وليكن معلوما أنها سنة الله الشائعة في القرآن الكريم كله أنه يقدم -لإثبات وإحقاق بعض الأمور النظرية- أمورا تملك لخواصها ثبوتا واضحا وبيّنا بوجه عام. فالمراد من قسمها هو تقديمها كدليل ونظير. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 31-5-1901م)

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

لا يتحقق الإصلاح إلا إذا حصلت مراتب الاكتمال العلمي، فقد قال تعالى في سورة العصر: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}، ففي كلمة: “آمنوا” إشارة إلى الاكتمال العلمي، وفي “عملوا الصالحات” إشارة إلى الاكتمال العملي. الحكمة جزءان، علم أكمل وعمل أكمل وأتم.
فيقول الله تعالى بأن الذين يُحفظون عن الخسران يقومون باكتمال علمي أولا ثم لا يرتكبون أعمالا سيئة بل يبلّغون الاكتمال العلمي إلى الاكتمال العملي، وعندما تتسنى لهم البصيرة الكاملة ويتبين كمال علمهم بكمال العمل لا يبخلون بل يعملون بـ:”وتواصوا بالحق”، أي يدعون الناس أيضا إلى الحق الذي وجدوه. ومن معانيه أنهم يُظهرون نور الأعمال أيضا. فإذا كان الواعظ لا يعمل بنفسه بما يقول لغيره لا يؤثر كلامه قط. من المعلوم بوجه عام أنه إذا اكتفى المرء بالقول فقط ولم يعمل بنفسه فذلك يترك تأثيرا سيئا. فإذا كان الزاني يمنع من الزنا ثم ثبت من عمله أنه يرتكب هذه الفعلة الشنيعة بنفسه يُخشى أن يُلحد الذين سمعوا كلامه لأنهم سيظنون أنه إذا كان الزنا شيء خطير في الحقيقة وكان الإنسان يعاقَب عند الله على خُبث هذه الجريمة فكيف يمكن ألا يجتنبه الذي يمنع منه الآخرين؟
لقد علمت أن شخصا كاد يُسلم نتيجة صحبة أحد المشايخ ولكنه رآه ذات يوم يشرب الخمر، فقسا قلبه وبعُد عن الإسلام. باختصار، يقول الله   في : “تواصوا بالحق” بأنهم ينصحون الآخرين بنور أعمالهم. ومن شيمتهم: “تواصوا بالصبر”، أي يتخذون النصحية بالصبر والمثابرة شعارا لهم لا يُزبدون ولا يُرغون سريعا. فإذا كان أحد يُدعى شيخا ويحتدم بسرعة مع كونه إماما وهاديا وليست فيه قوة الصبر والجلَد فلماذا يضر الناس أصلا؟ والمعنى الثاني أيضا أنه إذا كان السامع لا يسمع بالصبر لا يستفيد. إن معارضينا لا يأتوننا بقلب حليم، ولا يقدمون مشاكلهم، بل من ناحية لا يريدون أن يروا كتابا ومن ناحية أخرى يسعون أن يُلبسوا الحق شاغبين، فأنّى لهم أن يستفيدوا والحالة هذه؟
ما الذي كان بأبي جهل وأبي لهب؟ لم يكن إلا الاستهتار والتسرع؟ فقالا: إذا كنت جئتَ من عند الله فافجُر لنا من الأرض ينبوعا. فلم يصبر هؤلاء الأشقياء وهلكوا، وإلا قد جرت قناة “زبيدة” على أية حال. كذلك يقول معارضونا أيضا أنِ ادْع ويجب أن يجاب دعاؤك فورا، ثم يجعلون هذا الأمر معيارا للتمييز بين الحق والباطل، ويقدمون من عندهم أمورا أخرى ويقولون: لو حدث كذا وكذا لآمنا، ولكن لا يقبلون أيّ شرط. من المؤسف حقا أن هؤلاء مصداق: “لايخاف عقباها”. اعلموا أن الصابر وحده ينال مرتبة انشراح الصدر، والذي لا يصبر فكأنه يريد أن يحكم اللهَ ولا يريد أن يقبل حكومة الله لنفسه. فالمتجاسر والوقح الذي لا يخاف جلال الله وعظمته يُحرَم ثم يُقطَع. ثم لا بد من التذكّر أيضا أن الأهم في ضمن حقيقة الصبر: “كونوا مع الصادقين”. إذًا، المكث في صحبة الصالحين ضروري. هناك أناس كثيرون يتقاعسون ويقولون: نعم سنأتي يوما ما إذ لا يوجد عندنا وقت حاليا. إن الذين وجدوا جماعة موعودة منذ 1300 عاما ثم لا يسعون لنصرتها ولا يجالسون موعودَ الله ورسوله هل يمكن أن ينالوا فلاحا؟ كلا. يقول شاعر فارسي ما تعريبه: “تبتغي وصال الله وتريد الدنيا الدنية أيضا! فهذا خيال ومحال وجنون.

 

(المصدر: جريدة الحكم، بتاريخ 24-8-1901م)

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

من واجب الإنسان أن ينفع الآخرين، والسبيل لذلك هو أن ينصحهم لخلق حب الله والثبوت على وحدانيته كما يتبين من الآية: “وتواصوا بالحق”. في بعض الأحيان يفهم الإنسان أمرا بنفسه ولكنه لا يقدر على أن يفهّمه الآخرين، لذا عليه أن يسعى ويجتهد لينفع الآخرين أيضا. إن مواساة الخلق هي أن يستخدم المرء ذهنه وعقله ويجد سبيلا لينفع الناس لكي يزداد عمره.

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 10-7-1902م)

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

لقد ذكر الله تعالى في سورة العصر سلسلتين، سلسلة الأبرار والأخيار، وسلسلة الفجار والكفار، وذكر سلسلة الفجار في قوله: {إن الإنسان لفي خسر} وذكر السلسلة الثانية منفصلة فقال: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}، أي هناك فئة في الخسران، ولكنهم ليسوا مؤمنين وأصحاب الأعمال الصالحة، فتبين من ذلك أن الخاسرين هم الذين ليسوا مؤمنين وليسوا أصحاب الأعمال الصالحة. اعلموا أن كلمة “صلاح” تُستخدم حيث لا يوجد للفساد أدنى أثر. والإنسان لا يُعدّ صالحا ما لم يتخلّ عن المعتقدات الرديئة والفاسدة، وما لم تكن أعماله أيضا خالية من الفساد. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 17-8-1901م)

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :


لقد شبَّه الله زمنَ النبي – صلى الله عليه وسلم – بوقت العصر. فلما كان زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – وقت العصر فماذا يمكن أن يُسمَّى هذا الزمن الواقع بعد 1324 عاما؟ أليس هذا الوقت قريبا من الغروب. لما كان وقت الغروب قد اقترب فهذا يعني أنه لم يبق وقت لنزول المسيح، إن لم يكن هذا هو وقت نزوله.
كذلك شبّه النبي – صلى الله عليه وسلم – عصرَه بوقت العصر وذلك في الأحاديث الصحيحة التي ورد بعضها في صحيح البخاري . فلا بد من التسليم أن زمننا هو زمن قرب القيامة. وكذلك يتبين من بعض الأحاديث الأخرى أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وهذا ما يُفهَم من الآية الكريمة حيث يقول الله تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} فما دام يتبين من كلام الله تعالى أن الأيام سبعةٌ ففي ذلك إشارة إلى أن عمر نسل الإنسان سبعة آلاف سنة. وقد كشف الله عليّ أنه قد مضى على نسل الإنسان إلى عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – حسب التقويم القمري من ألوف السنين بقدر ما تساويه سورة العصر بحسب حساب الجمل، لأن الله تعالى قد عدّ الحساب بحسب التقويم القمري. ومن هذا المنطلق قد مضى من عمر نسل الإنسان في عصرنا الحالي ستة آلاف سنة، ونمر الآن بالألفية السابعة.
فكان ضروريا أن يولَد مثيل آدم أو المسيح الموعود بتعبير آخر في نهاية الألفية السادسة التي تمثِّل يوم الجمعة الذي وُلد فيه آدم، كذلك خلقني الله. فهكذا ولِدتُ في الألفية السادسة.
والغريب في الأمر أني ولِدت يوم الجمعة من أيام الأسبوع. وكما وُلد آدم توأمًا مع أنثى كذلك وُلدت أنا أيضا توأمًا؛ إذ وُلدت بنت قبل ولادتي. 

 

(المصدر : تتمة كتاب حقيقة الوحي)

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :


الحق أنّ أحرف القرآن الكريم وأعدادها بحسب حساب الجمّل أيضا لا تخلو من المعارف الكامنة. فانظروا إلى سورة العصر مثلا فإنها تقول من حيث معناها الظاهري إن هذه الحياة التي يقضيها الإنسان بالغفلة تصبح في نهاية المطاف سببا للخسران والوبال الأبدي عليه. ولا يجتنب هذا الخسران إلا الذين يؤمنون بوجود الله الأحد بصدق القلب، ويسعَون بعد الإيمان إلى أن يرضوه بالأعمال الصالحة. ثم لا يكتفون بذلك، بل يريدون أن يكون هناك كثير من أمثالهم ليسلكوا الطريق نفسه وينشروا الحق في الأرض ويلتزموا بأداء حقوق الله ويرحموا البشر أيضا. ولكن الأمر المعجز في هذه السورة هو أنه قد ذُكر فيها تاريخُ الدنيا بدءا من زمن آدم إلى زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – في حساب الجمّل. باختصار، إن في القرآن الكريم آلاف المعارف والحقائق، بل الحق أنها تفوق العدّ والحساب.

 

(المصدر: كتاب نزول المسيح)

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

إن تاريخ العالم مذكور في سورة العصر وقد أطلعني الله تعالى عليه بإلهامه وهذا تاريخ صادق وحقيقي يتبين منه كم مدة مضت إلى نبينا الأكرم – صلى الله عليه وسلم -. وقد مضت نظرا إلى هذا الحساب بضع سنوات من الألفية السابعة إلى الآن، ووُلد خاتم الخلفاء في نهاية الألفية السادسة لكي يكون مصداق المثل القائل: “للأول علاقة مع الأخير”. لقد وُلد آدم في اليوم السادس علما أن يوما عند الله كألف سنة. فهذه الأيام الستة صارت ستة آلاف سنة. كانت ولادة آدم في الهزيع الأخير من اليوم السادس لذلك كان خاتَم الخلفاء في نهاية الألفية السادسة، واندلعت الحرب في الألفية السابعة، ولكن ليس المراد منها هو الحرب بالسيف والسنان بل هذه معركة أخيرة بين دين الله والمسيحية. لقد اتخذت المسيحية إلها أرضيا. ومَثل هذا الإله أو الإله الوهمي كمَثل حمل الرجاء الوهمي كما تزعم كثير من النساء حتى يشعرن بحركة في بطنهن ويكبر البطن أيضا. كذلك اتُّخذ المسيح الافتراضي وعُدَّ إلها. فباختصار، هو يقاوم المسيح الصادق، والحرب جارية بين كِلا المسيحينِ، وسيُري الله تعالى يده الواضحة في هذه المعركة. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 17-7-1902م)

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

أما اعتقادنا الذي علَّمنا إياه القرآن الكريم فهو أن الله تعالى خالقٌ منذ الأزل، وقادر على أن يهلك السماء والأرض ملايين المرات ويخلقها مرة أخرى كما كانت. ولقد أخبرنا أيضا أن سلسلة البشر الحالية بدأت بمجيء آدم إلى الدنيا؛ الذي جاء بعد أمم سابقة وكان أبونا جميعا. وإن الدورة الكاملة لعمر السلسلة الحالية هي سبعة آلاف سنة. وإن هذه السبعة آلاف سنة عند الناس؛ هي كسبعة أيام عند الله. اعلموا أن سنّة الله قد حددت أن تكون دورة كل أمة سبعة آلاف سنة. وللإشارة إلى هذه الدورات حدِّدت سبعة أيام للناس.
باختصار، إن دورة عمر بني آدم محددة بسبعة آلاف سنة. وقد مضى من الدورة الحالية نحو خمسة آلاف سنة إلى عهد نبينا الأكرم – صلى الله عليه وسلم -. أو قل إن شئت بتعبير آخر؛ إنه قد مضى من أيام الله نحو خمسة أيام، وقد أشير إليها في القرآن الكريم بحساب الجمَّل لحروف سورة العصر؛ فحين نزلت في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان قد مضى على زمن آدم بقدر مجموع أحرف هذه السورة المباركة وفق حساب الجمَّل. ووفقاً لهذا الحساب قد مضت إلى الآن ستة آلاف سنة من عمر بني آدم وبقيت ألف سنة. لقد ورد في القرآن الكريم، بل في معظم الكتب السابقة أيضا أن المرسل الأخير الذي سيأتي حاملا صفات آدم ويُسمَّى باسم المسيح؛ سيُخلق في نهاية الألفية السادسة حتما كما خُلق آدم في نهاية اليوم السادس. إن في هذه الآيات كفاية للمتدبرين. وتقسيم هذه الألفيات السبع بحسب القرآن الكريم وكتب الله الأخرى؛ هو أن الألفية الأولى تكون لانتشار الخير والهداية، والألفية الثانية لسيطرة الشيطان، ثم الألفية الثالثة لانتشار الخير والهداية، والألفية الرابعة لغلبة الشيطان، ثم الألفية الخامسة لانتشار الخير والهداية. وهذه هي الألفية التي بُعث فيها سيدنا ومولانا خاتَم الأنبياء محمد المصطفى – صلى الله عليه وسلم – لإصلاح الدنيا، وصُفّد الشيطانُ. ثم الألفية السادسة هي زمن إطلاق سراح الشيطان وتسلطه الذي بدأ بعد القرون الثلاثة وانتهى على رأس القرن الرابع عشر. ثم الألفية السابعة هي ألفية الله ومسيحه؛ وهي زمن كل خير وبركة وإيمان وصلاح وتقوى وتوحيد وعبادة الله، وزمن كل نوع من الحسنات والهداية. ونحن الآن على رأس الألفية السابعة. ولا موطئ قدم لمسيح آخر بعد ذلك؛ لأن عدة العصور عند الله سبعة فقط، وقد قُسمت إلى أدوار خيرٍ وشرٍ. ولقد بيّن الأنبياء جميعا هذا التقسيم، بعضهم إجمالا وبعضهم تفصيلا.
وإن هذا التفصيل مذكور في القرآن الكريم، وتترشح منه بوضوح تام نبوءةٌ بحق المسيح الموعود. 

 

(المصدر : كتاب محاضرة لاهور)

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

يتبين من كتب جميع الأنبياء وكذلك من القرآن الكريم؛ أن الله تعالى قد حدَّد عمر الدنيا بسبعة آلاف سنة من زمن آدم إلى النهاية. وقد حدّد تناوُب فترة الهداية والضلال بألف سنة. أي تكون الغلبة للهداية في مرحلة ثم تتبعها مرحلة يغلب فيها الضلال. وكما قلتُ إن هاتين المرحلتين مُقَسَّمتان في كتب الله بالتناوب إلى ألف سنة لكل منهما. فكانت الفترة الأولى لغلبة الهداية التي لم يكن فيها للوثنية أي أثر قط. ولكن عندما انتهت تلك الألفية بدأت في الدنيا-في الفترة الثانية- الوثنيةُ بأنواعها المختلفة، وحمي وطيس الشرك، وأخذت الوثنية في كل بلد مستقرًّا لها. ثم وُضع أساس التوحيد في الفترة الثالثة، أي في الألفية الثالثة، وانتشر التوحيد في الدنيا قدر ما شاء الله. ثم أطل الضلال برأسه في الألفية الرابعة. وفي هذه الألفية تطرق إلى بني إسرائيل فساد كبير، وذبلت الديانة المسيحية فورًا بعد أن بُذرت بذرتها وكأن ولادتها وموتها كانا في وقت واحد. ثم أتت مرحلة الألفية الخامسة التي كانت مرحلةَ هداية، وفيها بُعث نبينا الأكرم – صلى الله عليه وسلم – فأقام الله تعالى التوحيد في الدنيا على يده من جديد. فمن أقوى الأدلة على كونه من الله – سبحانه وتعالى – أنه بُعث في الألفية التي كانت مقرَّرة للهداية منذ الأزل. ولا أقول ذلك من تلقاء نفسي، بل هذا ما يتبين من كتب الله كلها. كذلك إن ادّعائي بكوني المسيح الموعود أيضا يثبت بالدليل نفسه، لأن الألفية السادسة من منطلق هذا التقسيم؛ هي ألفية انتشار الضلال التي تبدأ من القرن الثالث بعد الهجرة وتنتهي على رأس القرن الرابع عشر. وقد سمى النبي – صلى الله عليه وسلم – أناسا في هذه الألفية بالفيج الأعوج. أما الألفية السابعة التي نحن فيها؛ فهي ألفية الهداية.
ولما كانت هذه الألفية هي الألفية الأخيرة؛ كان لزاما أن يُبعث إمام آخر الزمان على رأسها. فلا إمام بعده ولا مسيح؛ إلا من كان ظِلّا له، لأن هذه الألفية هي نهاية الدنيا، الأمر الذي شهد به الأنبياء كلهم. وهذا الإمام الذي سماه الله تعالى مسيحا موعودا أيضا؛ إنما هو مجدد القرن ومجدد الألفية الأخيرة أيضا. لا يختلف النصارى ولا اليهود في أن الزمن الراهن هو الألفية السابعة من زمن آدم. وإن تاريخ آدم الذي كشفه الله تعالى لي في أنه يساوي حساب الجمّل لأحرف سورة العصر، يثبت منه أيضا أن الزمن الذي نحن فيه؛ إنما هو الألفية السابعة. وقد أجمع الأنبياء أيضا على أن المسيح الموعود سيولَد في نهاية الألفية السادسة ويُبعث على رأس الألفية السابعة، لأنه آخر الجميع كما كان آدم أول الجميع. وقد وُلد آدم في الساعة الأخيرة من اليوم السادس (أي يوم الجمعة). ولما كان يوم الله كألف سنة دنيوية؛ فبناء على هذا التشابه خلق الله تعالى المسيح الموعود في نهاية الألفية السادسة وكأنها الساعة الأخيرة من اليوم. 

 

(….)

ثم يتابع حضرته عليه السلام   :


فالفكرة التي يتبنَّاها بعض الناس بعدم علم أحدٍ عن القيامة ليست صحيحة. إذا كان الأمر كذلك فكيف يمكن تحديد السبعة آلاف سنة من آدم إلى نهاية الدنيا؟ إن هؤلاء الناس لم يتدبروا كتب الله حق التدبر قط. لست أنا الذي أبدعتُ هذا الحساب اليوم، بل كان مسلَّمًا به في كتب الباحثين من أهل الكتاب منذ القِدم، كما ظل العلماء اليهود أيضا قائلين به. ثم يتبين من القرآن الكريم أيضا وبصراحة تامة؛ أن عمر بني آدم -من آدم إلى الأخير- هو سبعة آلاف سنة. وهذا ما اتفقت عليه الكتب السابقة كلها أيضا، وهذا ما يتبين من الآية: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} <سورة الحج>، وهذا ما أنبأ به الأنبياء جميعا باستمرار.
كما قلت قبل قليل؛ إنه يتبين بوضوح تام من حساب الجمّل لأحرف سورة العصر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد بُعث في الألفية الخامسة بعد آدم. فمن هذه الناحية؛ إن هذا الزمن الذي نحن فيه هو الألفية السابعة. وإضافة إلى ذلك لا يسعني إنكار ما كشفه الله تعالى لي بوحيه، ولا أرى سببا لإنكار إجماع أنبياء الله الأطهار جميعا. فما دامت الأدلة موجودة إلى هذا الحد، ويتبين من القرآن والأحاديث الشريفة أيضا بلا أدنى شك أن هذا العصر هو الزمن الأخير، فأي شك بقي في كونها الألفية الأخيرة. ولا بد من مجيء المسيح الموعود على رأس الألفية الأخيرة.

 

(المصدر : محاضرة سيالكوت)

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

إن القرآن أشار في أعداد سورة العصر إلى وقتٍ مضى من آدم إلى نبينا بحساب القمر، فعُدّوا إن كنتم تشكّون. وإذا تقرّرَ هذا فاعلموا أني خُلقتُ في الألف السادس في آخر أوقاته كما خُلق آدم في اليوم السادس في آخر ساعاته، فليس لمسيحٍ مِن دوني موضعُ قدم بعد زماني إن كنتم تفكّرون. 

 

(…..)

 ثم يتابع حضرته  فيقول :


ألا تقرأون سورة العصر وقد بيّن في أعدادها عمر الدنيا من آدم إلى نبيّنا لقوم يتفقّهون؟ وهذا هو العمر الذي يعلمه أهل الكتاب، فاسألوهم إن كنتم لا تعلمون. ولا فرق بين عِدّة سورة العصر وعِدّتهم إلا الفرق بين أيام الشمس وأيام القمر، فعُدّوها إن كنتم تشكّون. وإذا تقرّرَ هذا فاعلموا أني وُلدتُ في آخر الألف السادس بهذا الحساب، وإنه يومُ خلقِ آدم، {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}. وإن كنتم في ريب مما كتبنا من أنه من أيام سلسلة آدم ما بقِي إلى يومنا هذا إلا ألفُ سنة أو معه قليل من سنين، فتعالوا نُثبِتْه لكم من كتاب الله ومن الحديث ومن كتب النبيّين السابقين. فإن أعداد سورة العصر بحساب الجُمَّل -كما كُشِفَ عليّ من الله الوهّاب وكما هو متواتر عند أهل الكتاب- يهدي إلى أن الزمان إلى عهد خاتم الأنبياء كان مُنقضيًا إلى خمسة آلاف من آدمَ أوّلِ النبيّين، وما كان باقيا من الخامس إلا قليل من مئين. وكمِثله يُفهَم مِن حديث “مِنبر ذي سبع درجات” بمعنى بيّنّاه في موضعه للناظرين. ولمّا ثبت أن هذا القدر من عمر الدنيا كان مُنقضيا إلى عهد رسول الله خيرِ الورى، ثبت معه أن القدر الباقي ما كان إلا أقلّ مقدارا نسبةً إلى ما مضى. فإن القرآن الكريم صرّح مرارا بأن الساعة قريبة لا ريب فيها، وقال {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} ، وقال {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}، وقال {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} ، وكذلك توجد فيه في هذا الباب آيات أخرى، فعُلِمَ منها بالقطع واليقين يا أولي النهى، أن الحصّة الباقية من الدنيا أقلُّ من زمان انقضى، حتى إن أشراط الساعة ظهرتْ ويومُ الوعد دنا، وقرُب الآتي وبَعُدَ ما مضى، فارجِعِ البصرَ هل ترى مِن كذبٍ فيه، والسلام على من اتّبع الهُدى.
وقد علمتَ أن المدّة المنقضية من وقت آدم إلى عهد نبيّنا المصطفى، كانت قريبة من خمسة آلاف، وقد شهد عليه القرآن واتفق عليه أهل الكتاب من غير خلاف، فما المقدار الذي هو أقلّ من هذا المقدار؟ أليس هو آخر وقت العصر، أجِبْنا بالإنصاف؟ ولو تعسّفتَ كلّ التعسّف ثم مع ذلك لا بد لك أن تُقرّ بأنه أقلّ من النصف بغير الاختلاف. فقد اعترفتَ بدعوانا بقولك هذا مع هذا الاعتساف. فلزم لك أن تُقرّ أن مِن مُدّة عهدِ آدم ما كانت باقية إلى عهد رسول الله إلا ألفين وعِدّةً من مئين، وهذا هو دعوانا، فالحمد لله ربّ العالمين. فإنا نقول إنا بُعثنا على رأس ألفٍ آخِرٍ من ألوف سلسلة أبي البشر وخاتمة الألف السادس بإذن الله أرحم الراحمين. وهذا هو زمان المسيح الذي هو آدمُ آخِرِ الزمان، وهذه هي حُجّتي التي أقررتَ بها يا أبا العدوان. فانظرْ أنك صُفّدتَ حق التصفيد وكذلك يصفَّد كلّ مَن أعرض عن أهل العرفان. واللهُ ما نبّأَنا بالساعة، ونبّأَنا بالألف الذي تقع الساعة فيها، وعرّف بعضَ الحالات وأعرضَ عن بعض، فلا نعلم وقت الساعة ولا مَلَكٌ في السماء، وما نعلم حقيقة الساعة، ونعلم أنها انقلاب عظيم ويوم الجزاء، ونفوّض تفاصيلها إلى عليم يعلم حقيقة الابتداء والانتهاء.
ثم نعيد الكلام ونقول إن الله شبّه زمان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بوقت العصر، وإن شئت فاقرا في القرآن سورة العصر، وكذلك جاء ذكرُ العصر في الأحاديث الصحيحة والأخبار الموثّقة المتواترة، حتى إنه توجد في البخاري والموطّأ وغيرها من الكتب المعتبرة. والسرّ في هذا التشبيه أن الله بَعث موسى بعد إهلاك القرون الأولى، وجعَله آدمَ للأمّة الجديدة وأوحى إليه ما أوحى، وانقطع سلسلةُ دينه إلى ثلاث مائة بعد الألف ونَيِّفٍ وكذلك أراد الله وقضى، ثم بعث عيسى ليذكِّر بني إسرائيل ما نسوه من التوراة ويرغّبهم في أخلاق عظمى، وانقطعت سلسلة دينه إلى مدّة هي قريب من نصف مدّة سلسلة موسى، ثم بعَث نبيَّه محمّدًا خيرَ الورى ورسوله المصطفى، عليه صلوات الله وسلامه وبركاته الكبرى، وجعَل سلسلة الأخيار الذين اتّبعوه إلى مدّة هي نصفُ النصف الذي أُعطيَ لعيسى، أعني القرون الثلاثة التي انقرضت إلى ثلاث مائة من سيّدنا المجتبى، فكان عهدُ أُمّة موسى يضاهي نهارا كاملا تماما، ويضاهي عددُ مِئاتِه عددَ ساعاتِه، وعهدُ أُمّة عيسى يضاهي نصفَ النهار في حدّ ذاته، وأمّا عهد أخيارِ أُمّة خيرِ الرسل الذين كانوا إلى القرون الثلاثة فهو يضاهي نصفَ نصف النهار أعني وقت العصر الذي هو ثلاث ساعة من الأيام المتوسطة، ثم بعد ذلك ليلة ليلاء بقدرٍ من الله وحكمةٍ، وهي مملوّة من الظلم والجور إلى ألف سنة، ثم بعد ذلك تطلُع شمس المسيح الموعود من فضل الرحمن، فهذا معنى العصر الذي جاء في القرآن. هذا ما ظهر علينا من حقيقة وقت العصر، ولكن مع ذلك قُرْب القيامة حقٌّ صحيح ثابت من الفرقان، وللقرآن وجوه عند أهل العرفان، فهذا وجه وذلك وجه وكلاهما صادقان عند الإمعان، ولا ينكره إلا جاهل ضرير أو متعصّب أسير في حُجب العدوان، لأن المعنى الذي قدّمناه في البيان يحصُل به التفصّي مِن بعض الأشكال التي تختلج في جَنان بعضِ عطاشى العرفان، مِن تتابُعِ وساوس الشيطان.
ثم إن هذا المعنى ينجي حديثَ البخاري والموطّأ من طعنِ الطعّان، ومِن اعتراض معترض يتقلّد أسلحة لِلطَّعَنان. وتقرير الاعتراض أنه كيف يمكن أن يشبه زمان الإسلام بوقت العصر وقد ساوى زمانُ هذا الدين زمانَ موسى، وزاد على زمان دين عيسى، بل جاوزَ ضعفَه إلى هذا العصر، فما معنى العصر نسبةً إلى الزمان المذكور؟ بل ليس هذا البيان إلا كذبا فاحشا ومِن أشنع أنواع الزور، بل ذيلُ الاعتراض أطولُ من هذا المحذور .. فإن نبأ نزول عيسى وخروج الدجّال ويأجوج ومأجوج الذي ينتظره كثير من العامّة قد ثبَت كذبه بهذا الإيراد بالبداهة وبالضرورة، فإن وقت العصر قد مضى بل انقضى ضِعفاه من غير الشك والشبهة نظرًا إلى زمان الملّة الموسوية، فما بقي لظهور هذه الأنباء وقت، واضطر المنتظرون إلى أن يقولوا إنها باطلة في الحقيقة. وما بقي سبيل لتصديقها إلا أن يقال إن هذه الأخبار قد وقعت، وقد نزل عيسى النازل، وخرج الدجّال الخارج، وظهر يأجوج ومأجوج، وتحقّقَ النسل والعروج، وتمّت الأخبار التي قُدّرتْ، والرسل أُقّتتْ. فلمّا قلنا إن زمان أمّة موسى كان بين هذه الأمم الثلاث أطولَ الأزمنة، وكان زمانُ أمّة عيسى نصفَه، وكان نصْفَ هذا النصف زمانُ أخيار هذه الأُمّة نظرًا إلى تحديد القرون الثلاثة، بطُل هذا الاعتراض، وانكشفَ الأمر على الذي يطلب الحق بسلامة الطويّة وصحة النيّة، وثبت بالقطع واليقين أن زمان الأمّة المرحومة المحمدية قليل في الحقيقة من زمان الأمّة الموسوية والعيسوية. وهذه منّةٌ منا على المخالفين من الفِرق الإسلامية، ولم يبق لعاقل ارتياب في هذا البيان، بل هو موجب لثلج الصدر والاطمئنان، وبطُل معه اعتراض يَرِدُ على حديث عمر الأنبياء. فإن عُمُرَ عيسى من جهةِ بقاءِ دينه نصفُ عمر موسى كما ظهر مِن غير الخفاء، وعُمُرَ سيدِنا خيرِ الرسل بالنظر إلى القرون الثلاثة نصفُ عُمُرِ عيسى ابن مريم بالبداهة، ثم بعد ذلك أيامُ موت الإسلام إلى ألف سنة. ثم بعد موت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بهذا المعنى زمانُ المسيح الموعود، الذي يشابه أبا بكر في قتل الشيطان المردود، فإن المسيح الموعود قد استُخلفَ بعد موت النبي الكريم مِن حيث دينه، مِن غير فاصلة بل قبل تدفينه، وأَشركه ربُّه في نبأ خلافةِ أبي بكر .. أعني النبأ الذي ذُكر في صحف مطهَّرة، ووُفّق كما وُفّق أبو بكر، وأُعطيَ له العزمُ كمِثله لمنعِ سيل ضلالة مهلكة، وإليه أشار سبحانه وتعالى في قوله {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} .. يعني مِن ألف سنة. وكثُرت الاستعارات كمثله في كتب سابقة. ثم بعد ذلك الألف زمانُ البعث بعد الموت وزمان المسيح الموعود، فقد تمّ اليوم ألفُ الضلالة والموت، وجاء وقت بعث الإسلام الموءود. وتمّتْ حجّة الله عليكم أيها المنكرون، فلا تكونوا من الظانّين بالله ظنّ السوء، وعُدّوا أيامّ الله أيها العادّون. وإنّ وعد الله حق، فلا تغرّنكم الحياة الدنيا، ولا يغرّنكم الشيطان الملعون.
وإن هذه الأيام أيامُ ملحمة عظمى أيها المجاهدون الخاطئون، وأيامُ نزول المسيح وخروج الشيطان بغضب ما رآه السابقون. فإن الشيطان رأى الزمان قد انقضى، وأن وقت المُهلة مضى، ويوم البعث أتى، وما كانت المهلة إلا {إلى يَوْمِ يُبْعَثُون}. هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُون. وإن الذين يجادلون فيه بعدما أتتهم شهادة من الفرقان إنْ في صدورهم إلا كبرٌ، وما بقي لهم حق ليكفروا بسلطان نزل من الرحمن، وتمّت عليهم حجّة الله الديّان. لا يريدون الحق ولا الهدى، ويُنفِدون الأعمار فرحين مستبشرين بهذه الدنيا. ألم يأتهم ما أتى الأمم الأولى؟ ألم يروا آياتٍ كبرى؟ أما جاء رأس المائة وفسادُ الأمّة، والفتنُ العظمى من أعداء الملّة، والكسوفُ والخسوف في رمضان ومعالم أخرى؟ فإن كنتم صالحين فأين التقوى؟
أيها الناس، قد علمتم مما ذكرنا من قبل أن أعداد سورة العصر بحساب الجُمّل تدلّ على أن الزمان الماضي من وقت آدم إلى نزول هذه السورة كان سبعَ مائة سنة بعد أربع آلاف. هذا ما كشَف عليّ ربي فعلمتُ بعد انكشاف، وشهد عليه تاريخٌ اتفق عليه جمهور أهل الكتاب من غير خلاف، وقد زاد على تلك المدّة إلى يومنا هذا ثلاثُ مائة بعد الألْف، وإذا جمعناهما فهو ستة آلاف كما هو مذهب المحققين من السلف.

 

(المصدر : كتاب الخطبة الإلهامية)

هذا الموقع هو موقع علمي لا يتبع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تسمىى الطائفة القاديانية ولا يتبع أي فرقه من الفرق المنتسبه للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025. All Rights Reserved.

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025.

All Rights Reserved.

E-mail
Password
Confirm Password