Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

معاني سورة الضحى

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :


{وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} لقد أُقسم في القرآن الكريم بالليل، ويقال بأنه قد أُقسم بهذا القَسم عندما كان سلسلة الوحي منقطعة. فليكن معلوما أن هذه المرحلة تأتي للذين يستفيدون من الوحي. بسلسلة الوحي يزداد الشوق والحب، ولكن في الفِراق أيضا جذبا يوصل المرء إلى مدارج عالية من الحب، وقد جعله الله أحد الوسائل لأنه يزيد القلق والكرب وينشأ في الروح نوع من الاضطراب الذي بسببه تُنفخ في المرء روح الأدعية التي تخر على عتبات الله منادية: يا ربّ يا ربّ، وتفر إليه بكل حماس وشوق وحب. فكما يفرّ الطفل صارخا بصورة عفوية إلى أمه إذا أُبعد عن ثديها كذلك تفرّ الروح إلى الله تعالى بل باضطراب أكثر منه بكثير. وهذا السعي والجهد والقلق والاضطراب يتسم بلذة وسرور لا يمكنني بيانه. اعلموا بأنه بقدر ما يكون في الروح من اضطراب وقلق لأجل الله بقدر ما يُوفَّق المرء للأدعية ويُنفخ فيها القبول.
فلباب القول بأن هذا الزمن يأتي على المبعوثين والمرسلين من الله تعالى وعلى الذين يحظون بالمكالمة الإلهية، ويريد الله تعالى من وراءه أن يُذيقهم حلاوة الحب ويعطيهم نصيبا من ذوق استجابة الدعاء، ويوصلهم إلى مدارج عليا. فالمراد من القسم بالضحى والليل هنا هو بيان مدارج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – العليا ومراتب حبه. ثم بعد ذلك بُرِّئت ساحة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: انظروا إلى خلق الليل والنهار والفاصل الزمني بينهما. ثم انظروا إلى وقت الضحى ووقت الظلام أيضا.
“ما ودّعك ربك وما قلى” .. أي لم يبغضك الله، بل هذا قانوننا المتّبع، أي كما خلق الليل والنهار كذلك هناك قانون يتعلق بالأنبياء عليهم السلام أيضا أن الوحي يُقطَع في بعض الأحيان لكي يتولد فيهم حماس للأدعية أكثر من ذي قبل. وقد قدّم الضحى والليل كشاهدين كي تتسع آماله – صلى الله عليه وسلم – ويفوز بالسكينة والطمأنينة. فباختصار، الهدف الحقيقي من هذا القسم هو إفهام النظريات بواسطة البديهيات. فكِّروا الآن كم كانت المسألة حكيمة ولكن هؤلاء الأشقياء اعترضوا عليها أيضا. “فُقِئت عين الشرير إلى الأبد، لأنه لا شغل لها إلا البحث عن العيوب في الحق.” (ترجمة بيت فارسي).
ففي هذه الأحلاف فلسفة عظيمة تفتح بها أبواب الحكمة. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 22-6-1901م)

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

المبدأ المتّبع في الوحي الإلهي هو أن في بعض الأيام ينزل وحي تلو وحي وبكل قوة وشدة، وتكون سلسلة الإلهامات متواصلة، وفي بعض الأحيان الأخرى يسود السكوت ولا يُدرى سببُه، فيعترض الجهلاء ويقولون بأن الله تعالى قطع الكلام معهم نهائيا. لقد أتى على النبي – صلى الله عليه وسلم – أيضا زمن مثله حين حسب الناس أن الوحي انقطع وبدأ الكفار بالاستهزاء والسخرية وقالوا بأن الله ساخط على رسولنا الأكرم – صلى الله عليه وسلم – والعياذ بالله- ولن يكلّمه بعد الآن، ولكن الله تعالى ردّ على ذلك في القرآن الكريم فقال: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} … المراد من ذلك أنه كما يطلع النهار ويليه الليل تلقائيا ثم يطلع ضياء النهار وليس في ذلك ما يوحي برضا الله تعالى أو ينمّ عن سخطه، بمعنى أن طلوع النهار لا يعني أن الله تعالى راضٍ بعباده ولا يعني إسدالُ الليل أستارَه أنه تعالى ساخط الآن على عباده، بل كل فطين يستطيع أن يفهم جيدا نظرا إلى هذا الاختلاف أن كل ذلك يجري بحسب قوانين الله الجارية، ومن سنته – سبحانه وتعالى – أن الليل والنهار يتناوبان. فمن الخطأ القياسُ نظرا إلى هذه السلسلة أن الله تعالى راضٍ في وقت كذا أو ساخط في وقت كذا.
كذلك لا يثبت من انقطاع سلسلة الوحي نوعا ما في هذه الأيام أن الله تعالى ساخط علي، أو تركني بل من سنة الله أن وحي الله ينزل إلى مدة بكل قوة وعلى التوالي ثم تنقطع سلسلته لبعض الأيام ثم تبدأ من جديد، ومَثل ذلك كمثل تناوب الليل والنهار كما ذكرت قبل قليل. 

 

(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 26-12-1907م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

كلمة “أوى” تستعمَل في اللغة العربية لتقديم الملاذ لأحد بعد تعرضه لشيء من المصيبة أو الابتلاء، وإنقاذِه من كثرة المصائب والهلاك. كما يقول الله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى}. كذلك قد استُخدمت كلمة “آوَى” و “أَوَى” في جميع المواضع في القرآن الكريم حين أُريحَ شخصٌ أو قومٌ بعد شيء من المعاناة. 

 

(المصدر : كتاب تذكرة الشهادتين) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

لقد ورد في جميع القواميس أن معنى “أوى” هو تقديم الملاذ بعد مصيبة، وقد استُخدمت في القرآن الكريم أيضا بالمعنى نفسه: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى}. 

 

(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 28-2-1908م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    : 

 

لا يخفى على مطّلِعٍ جيدا على أساليب الكلام في القرآن الكريم أن الله الكريم والرحيم جلّ شأنه يستخدم في بعض الأحيان بحق عباده الخواص لفظا يبدو غير جميل في الظاهر ولكنه يكون محمودا جدا وفي محل المدح من حيث المعنى، كما قال الله جلّ شأنه بحق نبيه الأكرم: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى}. من المعلوم أن معنى الضال الشائع والمعروف والمتدوال بين أهل اللغة هو المنحرف عن جادة الصواب. فمن هذا المنطلق يكون معنى الآية بأن الله وجدك (يا رسول الله) منحرفا عن الصراط المستقيم فهداك، مع أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يضل الطريق المستقيم قط. ومن اعتقد من المسلمين أن النبي – صلى الله عليه وسلم – عمل في حياته عمل الضلال فهو كافر وملحد ويستحق أن ينفَّذ فيه حدٌّ شرعي. بل يجب أن يُستنبَط من الآية هنا معنى يناسب سياقها وسباقها، وهو أن الله جلّ شأنه قال عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أولا: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} .

وجدك ضالا: أي وجدك عاشقَ وجهِ الله فجذبك إليه، ووجدك فقيرا إليه فأغنى. والآيات التي تليها تمثّل قرينة على صحة هذا المعنى حيث يقول تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} لأنها جاءت مرتَّبة السياق تماما. فتشرح الآيات التالية وتصرح هدفا كان كامنا في الآيات الأولى. فقال تعالى مثلا: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} ثم قال مقابل ذلك: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} أي اُذكر بأنك كنت يتيما فآويناك فعليك أن تؤوي الأيتام كذلك. ثم قال – عز وجل -: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} وقال مقابل ذلك: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} أي كنتَ أنت أيضا راغبا في وصالنا وكنت باحثا عن جمالنا وحقائقنا ومعارفنا، فكما ربّيناك كالأب تربية جسدية كذلك فتحنا عليك بصفة المعلِّم أبواب العلوم كافة وأسقيناك شراب لقائنا أكثر من غيرك، وأعطيناك كلَّ ما سألتنا فلا تَرُدَّ أنتَ أيضا السائلين، ولا تنهرهم. واذكُر أنك كنت عائلا وكانت أسباب معيشتك الظاهرية منقطعة تماما فتولّاك الله بنفسه وأغناك عن سؤال حاجاتك غيرَه. فما صرتَ محتاجا إلى الوالد ولا إلى الأم ولا إلى المعلِّم ولا لطلب حاجتك من الآخرين بل سوّى الله تعالى جميع أمورك بنفسه، وتكفَّلك منذ ولادتك، فعليك أن تشكر له وتعامِل المحتاجين على المنوال نفسه. فيتبين بجلاء تام من هذه الآيات كلها أنه ليس معنى الضال هنا هو المنحرف عن جادة الصواب بل فيه إشارة إلى العشق البالغ منتهاه. كما جاءت آية بهذا المعنى بحق يعقوب – عليه السلام -: {إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ} . فمع أن الكلمتين “الظلم” و”الضلال” تعطيان أيضا معنى أن يترك أحد جادة الاعتدال والإنصاف ويتبع شهواته الغضبية والبهيمية، ولكنهما وردتا في القرآن الكريم بحق العشاق أيضا الذين يدوسون نفوسهم وأهواءها تحت الأقدام في نشوة العشق في سبيل الله. وبهذا المعنى يقول الحافظ الشيرازي في بيت شعر ما تعريبه:
“لم تستطع السماء أن تحمل حِمل الأمانة، فأخرَجوا القرعة باسمي أنا المجنون”.
ما يقصده الشاعر من هذا الجنون هو حالة العشق وشدة الحرص على الطاعة. 

 

(المصدر : كتاب مرآة كمالات الأسلام) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

يقول الله سبحانه وتعالى : “وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى”. وتفصيل ذلك أن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يتلقَّ العلم الظاهري من أي أستاذ كما تلقاها الأنبياء الآخرون، بينما جلس عيسى عليه السلام وموسى عليه السلام في الكتاتيب، وكان عيسى عليه السلام قد تعلَّم التوراة كلها من أستاذ يهودي. باختصار، لما كان نبينا صلى الله عليه وسلم لم يتتلمذ على يد أيِّ أستاذ من البشر، وإنما قال له الله أولًا: “اقرأْ” ولم يقل له هذا القولَ غيرُه سبحانه وتعالى، لهذا قد تلقى الهدي الديني كله بعناية خاصة من الله، بينما تلقى الأنبياء الآخرون معلومات دينية عن طريق الناس أيضا.

 

(المصدر : كتاب أيام الصلح) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    عن معنى قوله تعالى : “وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى” :

 

من معاني الضلال أيضا الحب المفرط لأحد لدرجة لا يتحمل صاحبه أن يسمع قط اسم أحد بالاحترام مقابله كما هو المراد في الآية: {إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ}. 

 

(المصدر : كتاب التحفة الغولروية) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

من عادة بعض الناس أنهم بمجرد رؤيتهم السائل، وإذا كان فيهم عرق من المشيخة يشرعون بشرح المسائل له بدلا من أن يعطوه شيئا، ويرسخون في ذهنه رعب مشيختهم وينهرونه أيضا بعض الأحيان. من المؤسف حقا أنهم -هؤلاء القوم- لا يملكون عقلا ولا قوة على التفكير التي يُعطاها شخص طيب القلب وسليم الفطرة. لا يفكرون أنه إذا سأل السائل وكان سليما معافى كان مذنبا بنفسه، ولكن إذا أعطاه شيئا فهذا لا يستلزم الذنب بل قد وردت في الحديث كلمة: “لو أتاك راكبا”، أي يجب أن تعطي السائل شيئا وإن أتى راكبا مطية. وفي القرآن الكريم: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} ولم يُصرَّح في ذلك مَن هم السائلون الذين يجب نهرهم ومن هم الذين يجب ألا يُنهروا. فاعلموا أنه ينبغي ألا تنهروا السائل لأن ذلك يؤدي إلى سوء الخلق. الخُلق يقتضي ألا يسخط المرء على السائل بسرعة. بل يريد الشيطان أن يُحرم المرء من الحسنة بهذه الطريقة ويورثه السيئة.
تأملوا أن حسنة تُنتج حسنة أخرى كذلك سيئة تؤدي إلى سيئة أخرى. كما يجذب شيئ شيئا آخر كذلك وضع الله التجاذب في كل فعل. فإذا عامل المرء السائلَ باللطف وبذلك تصدق صدقة أخلاقية لوفِّق لكسب حسنة أخرى أيضا وسيزال الانقباض وسيعطي السائل شيئا على الأقل. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 9-7-1900م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

ألا تعلم أنك أُمرتَ: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ}؟ ولو أتاك راكبا مع ذلك لا يجوز أن يُردَّ صفر اليدين. فإنك مأمور بألا تنهره. صحيح أن الله تعالى أمره أيضا ألا يسأل ولكنه سينال عقوبة نقض الأمر بنفسه ولكن ليس مناسبا أن تخالفوا أمر الله الجدير بالتعظيم. إذًا، يجب أن يعطيه المرء شيئا وإن كان قليلا، إن كان معه شيء وإلا يجب أن تفهِّموه بكلمات لينة. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 24-9-1900م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :


لا أرى من منطلق آية: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} غضاضة في البيان أن الله تعالى قد أعطاني بمحض فضله ورحمته حظا وافرا من كل الأمور المذكورة آنفا. ولم يرسلني صفر اليدين، ولم يبعثني بغير الآيات، بل أعطاني كل تلك الآيات التي لا تزال تظهر وستظهر في المستقبل أيضا. وسيظل الله – عز وجل – يُظهِرها ما لم يُتم الحجةَ بكل وضوح. 

 

(المصدر : كتاب إزالة الأوهام) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

إظهار الضعف والعجز والتواضع. شرط هام للعبودية ومن جانب آخر إظهار نِعم الله تعالى أيضا ضروري بحسب الآية: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. 

 

(المصدر : مكتوبات احمد ، رسالة الى الصحابي نور الدين) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

إظهار الضعف والعجز والتواضع. شرط هام للعبودية ومن جانب آخر إظهار نِعم الله تعالى أيضا ضروري بحسب الآية: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. 

 

(المصدر : مكتوبات احمد ، رسالة الى الصحابي نور الدين) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

اعلموا أن على الإنسان أن يطلب الدعاء في كل آن وحال، ويعمل بـ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} أيضا. يجب التحدّث بنِعم الله تعالى لأن ذلك يزيد حب الله تعالى ويولِّد الحماس لطاعته. ليس معنى التحدث أن يردد الإنسان باللسان فقط بل يجب أن يُرى تأثيره على الجسم أيضا. فمثلا إذا أنعم الله تعالى على أحد أنه يستطيع أن يلبس لباسا جيدا ولكنه يلبس الثياب الوسخة دائما ليُعَدّ جديرًا بالرحم أو لا يُظهر على أحد حالته المالية فإن هذا الشخص يرتكب ذنبا لأنه يريد أن يكتم فضل الله تعالى ورحمته ويمارس النفاق، ويخادع، مع أن ذلك بعيد من شيمة المؤمن. كان النبي يختار طريقا وسطا فكان يلبس ما يتيسر له دون أن يُعرض عنه، وكان يقبل كل ما قدِّم له من اللباس. ولكن بعض الناس الذين جاؤوا بعده ظنوا أن التواضع يكمن في الرهبانية. لقد لوحظ بعض الدراويش أنهم يأكلون اللحم بمزج التراب فيه. ذات مرة ذهب أحد إلى درويش فقال لرفقائه أن يطعموه الطعام، قال الزائر بأني سآكل معك. عندما جلس معه للأكل قدِّم له طعام مطبوخ بصورة كريات صغيرة من أوراق شجرة مُرّة. فبعض الناس يختارون مثل هذه الأساليب ليظهروا للناس أنهم أهل الكمال، ولكن الإسلام لا يعُدّ مثل هذه الأمور كمالا. إن كمال الإسلام هو التقوى التي بسببها ينال صاحبها الولاية وتكلّمه الملائكة ويبشره الله تعالى. أنا أحذِّر من هذه الأمور لأنها تخالف تعليم الإسلام. القرآن الكريم يعلّم: {كلوا من الطيبات}، ولكن هؤلاء الناس يخلطون التراب مع الطيبات ويجعلونها غير طيبة. لقد جاءت مثل هذه المذاهب إلى حيز الوجود بعد الإسلام بمدة طويلة. إن هؤلاء الناس يضيفون إلى ما علّمنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا علاقة لهم بالإسلام ولا بالقرآن الكريم بل يخترعون شريعة جديدة من عند أنفسهم، فأحتقرهم وأنفر منهم بشدة. الأسوة لنا هي في رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. إن خيرنا وصلاحنا يمكن في أن نتأسى بأسوته جهد المستطيع وألا نخطو خطوة واحدة ضدها. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 10-4-1903م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

إن لم يستطع الإنسان -لضعف في نفسه- أن يجد أمرا واضحا في القرآن الكريم وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فعليه بالاجتهاد. فمثلا تقدَّم أنواع الأطعمة بمناسبات الزيجات، فإذا كان الهدف منها هو التباهي أمام الناس فهو رياء واستكبار وبالتالي حرام، ولكن إذا كان بنية العمل بـ: {أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} والعمل بـ: {مما رزقناهم ينفقون}، أو من منطلق المعاملة الحسنة مع الناس فذلك ليس حراما. إذا كان أحد يعمل بهذه النية ولا يهدف إلى التباهي بل يبتغي بذلك مرضاة الله فلا مانع فيه وإن أطعم مئة ألف شخص وليس مئة شخص. إنما الأعمال بالنيات، فإذا كانت النية فاسدة وسيئة جعلت فعل الحلال أيضا حراما. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 10-4-1903م) 

هذا الموقع هو موقع علمي لا يتبع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تسمىى الطائفة القاديانية ولا يتبع أي فرقه من الفرق المنتسبه للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025. All Rights Reserved.

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025.

All Rights Reserved.

E-mail
Password
Confirm Password