Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

يرجى الاشتراك في الموقع ليصلكم جديد الموقع

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

الموقع الرسمي للإمام المهدي ( المسيح الموعود )
ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

معاني سورة الشمس

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} .. أي لقد أنزل الله تعالى على كل إنسان إلهاما يسمّى نور القلب؛ أي القوة على التمييز بين فعل الخير والشر. بمعنى أنه كلما قام السارق بسرقة أو سفك القاتل دما، فإن الله تعالى يلقي في قلبه فورا بأنه أساء العمل وما أحسن صنعا، ولكنه لا يُلقي لذلك الإلقاء بالا، لأن نور قلبه يكون مضمحلاً جدا وعقله ضعيفا، والقوةُ البهيمية غالبة والنفس طالبة. 

 

(المصدر : كتاب البراهين الأحمدية)

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

مما لا شك فيه أن جميع الأمور الجيدة التي تنفع الناس تُلقى في القلوب من قِبل الله تعالى، كما يقول جلّ شأنُه مشيرا إلى هذه الحقيقة: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} أيْ أن الأفكار السيئة والحسنة التي تنشأ في القلوب فإنها تُلهَم من قِبل الله. إن الصالح يستحق بناء على صلاح طبيعته أن تنشأ في قلبه أفكار حسنة، وأما الطالح فيستحق بناء على سوء طبيعته بأن تنشأ في قلبه أفكار سيئة. والحق أن الصالح يملك ملكة حسنة من حيث طبيعته لتلقي هذا النوع من الإلهامات، أما الطالح فيملك ملَكة سيئة من حيث طبيعته. فبسبب هذه الملكة الفطرية ترك كثير من الناس وراءهم مؤلفات حسنة وسيئة وملفوظات طيبة وخبيثة كثيرة تذكارا لهم. 

 

(المصدر : كتاب بركات الدعاء) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، لقد نجا من طهّر نفسه من فكر الأغيار. ما قيل في هذه الآية بأن الذي أسكن ذلك الحبيب في نفسه. الحقيقة أن الله يسكن في النفوس بنفسه أصلا ولكن الإنسان بعيد عنه بسبب التفاته إلى غيره. وعندما يصرف التفاته عن غير الله يشاهد نور الله في نفسه. إن الله ليس ببعيد حتى يذهب أحد إليه أو يأتي الله إلى الإنسان بل الإنسان بعيد عنه بسبب حجابه هو. يقول الله تعالى: من نقّى مرآة قلبه سيرى أن الله تعالى قريب منه. 

 

(المصدر : كتاب القول الحق) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :


إن الدين يمكِّن الإنسان من الحياة التي تُنال بالتفاني في الله، وهذا العيش لم يفزْ به أحد في الماضي، ولا يمكن أن يتمتع به أحد في المستقبل، إلا إذا اتصف بصفات إلهية. فارحموا الجميع لوجه الله كي ترحمكم السماءُ. تعالوا أعلّمْكم منهجا باتخاذه يفوق نورُكم جميعَ الأنوار؛ وهو أن تخلَّوا عن كلِّ حقد سفلي وكلِّ حسد وكونوا مواسين للبشر، وتفانَوا في الله وأخلِصوا علاقتكم به، وحققوا صفاء تاما معه. فبهذه الطريقة يتمكن المرء من الكرامات ويُستجاب دعاؤه، وتنزل الملائكة لنصرته، لكن ذلك لا يتحقق في يوم أو يومين. تقدَّموا تقدَّموا، تعلّموا الدرس من الغسّال الذي يترك الثياب أولاً تغلي وتغلي في الماء حتى تنفصل عنها الأوساخ بغليان الماء، ثم ينهض صباحًا ويصل إلى مورد الماء ويضربها على الصخرة مرارا، فإذا الوسخُ الذي أصبح جزءًا من الثياب ينفصل عنها كليةً نتيجة الضربات وسخونة الماء، حتى تصبح الثياب بيضاء كما كانت في البداية. فهذا هو الطريق لتبييض النفس الإنسانية، وإنَّ نجاتكم كلها تتوقف على هذا البياض، وهذا ما قصده الله – سبحانه وتعالى – في قوله في القرآن الكريم {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} 

 

(المصدر : كتاب الحكومة الإنجليزية والجهاد) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    : 

 

لا يخفى على مطّلِعٍ جيدا على أساليب الكلام في القرآن الكريم أن الله الكريم والرحيم جلّ شأنه يستخدم في بعض الأحيان بحق عباده الخواص لفظا يبدو غير جميل في الظاهر ولكنه يكون محمودا جدا وفي محل المدح من حيث المعنى، كما قال الله جلّ شأنه بحق نبيه الأكرم: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى}. من المعلوم أن معنى الضال الشائع والمعروف والمتدوال بين أهل اللغة هو المنحرف عن جادة الصواب. فمن هذا المنطلق يكون معنى الآية بأن الله وجدك (يا رسول الله) منحرفا عن الصراط المستقيم فهداك، مع أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يضل الطريق المستقيم قط. ومن اعتقد من المسلمين أن النبي – صلى الله عليه وسلم – عمل في حياته عمل الضلال فهو كافر وملحد ويستحق أن ينفَّذ فيه حدٌّ شرعي. بل يجب أن يُستنبَط من الآية هنا معنى يناسب سياقها وسباقها، وهو أن الله جلّ شأنه قال عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أولا: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} .

وجدك ضالا: أي وجدك عاشقَ وجهِ الله فجذبك إليه، ووجدك فقيرا إليه فأغنى. والآيات التي تليها تمثّل قرينة على صحة هذا المعنى حيث يقول تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} لأنها جاءت مرتَّبة السياق تماما. فتشرح الآيات التالية وتصرح هدفا كان كامنا في الآيات الأولى. فقال تعالى مثلا: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} ثم قال مقابل ذلك: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} أي اُذكر بأنك كنت يتيما فآويناك فعليك أن تؤوي الأيتام كذلك. ثم قال – عز وجل -: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} وقال مقابل ذلك: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} أي كنتَ أنت أيضا راغبا في وصالنا وكنت باحثا عن جمالنا وحقائقنا ومعارفنا، فكما ربّيناك كالأب تربية جسدية كذلك فتحنا عليك بصفة المعلِّم أبواب العلوم كافة وأسقيناك شراب لقائنا أكثر من غيرك، وأعطيناك كلَّ ما سألتنا فلا تَرُدَّ أنتَ أيضا السائلين، ولا تنهرهم. واذكُر أنك كنت عائلا وكانت أسباب معيشتك الظاهرية منقطعة تماما فتولّاك الله بنفسه وأغناك عن سؤال حاجاتك غيرَه. فما صرتَ محتاجا إلى الوالد ولا إلى الأم ولا إلى المعلِّم ولا لطلب حاجتك من الآخرين بل سوّى الله تعالى جميع أمورك بنفسه، وتكفَّلك منذ ولادتك، فعليك أن تشكر له وتعامِل المحتاجين على المنوال نفسه. فيتبين بجلاء تام من هذه الآيات كلها أنه ليس معنى الضال هنا هو المنحرف عن جادة الصواب بل فيه إشارة إلى العشق البالغ منتهاه. كما جاءت آية بهذا المعنى بحق يعقوب – عليه السلام -: {إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ} . فمع أن الكلمتين “الظلم” و”الضلال” تعطيان أيضا معنى أن يترك أحد جادة الاعتدال والإنصاف ويتبع شهواته الغضبية والبهيمية، ولكنهما وردتا في القرآن الكريم بحق العشاق أيضا الذين يدوسون نفوسهم وأهواءها تحت الأقدام في نشوة العشق في سبيل الله. وبهذا المعنى يقول الحافظ الشيرازي في بيت شعر ما تعريبه:
“لم تستطع السماء أن تحمل حِمل الأمانة، فأخرَجوا القرعة باسمي أنا المجنون”.
ما يقصده الشاعر من هذا الجنون هو حالة العشق وشدة الحرص على الطاعة. 

 

(المصدر : كتاب مرآة كمالات الأسلام) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    عن معنى قوله تعالى : ” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا”

 

الذين طهّروا قلوبهم سينجون من عذاب الله، والذين دنَّسوا نفوسهم سوف يعاقبون. 

 

(المصدر : تبليغ الرسالة، مجموعة الإعلانات) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

لقد جاء في القرآن الكريم: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}، إن صحبة الصالحين وإنشاء العلاقة مع الأبرار مفيد جدا لتزكية النفس. يجب التخلص من الكذب وغيره من الأخلاق الرذيلة. وينبغي أن يسأل المرءُ الطريق مَن كان يمشي عليه ويجب أن يصحح أخطاءه باستمرار. فكما لا يصح الإملاء دون التدقيق وإزالة الأخطاء كذلك لا تستقيم الأخلاق أيضا دون إزالة الأخطاء. لو تمت تزكية الإنسان باستمرار بقي على الطريق المستقيم وإلا سيضل. 

 

(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 5-10-1911م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

الجنة التي ينالها المرء في الدنيا إنما يحظى بها نتيجة العمل بـ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}. عندما يحظى الإنسان بمفهوم العبادة الحقيقي ومغزاها تنزل عليه إنعامات الله وإكرامه وينال بصورة روحانيةٍ نِعمًا سينالها بعد الممات بصورة مرئية ومحسوسة. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 24-7-1902م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

اعلموا أن التزكية الحقيقية هي كما قال الله: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} فليفرض الإنسان على نفسه أن يُحدث تغييرا في نفسه. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 31-3-1902م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

الشعوذة أيضا نوع من سلب الأمراض ولكنها عمل خبيث جدا. لقد حث الإسلام على التوكل على الله تعالى بدلا منها. والسلب يفيد في الأمراض الروحانية فقط فقد قال الله : {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}. لم يستطع المسيح – عليه السلام – أن يسلب الأمراض الروحانية أيضا بل ظل يشتم، أما الأمراض التي سُلبت على يد النبي – صلى الله عليه وسلم – فنموذجها ملحوظ في الصحابة – رضي الله عنهم -. 

 

(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 7-11-1902م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

الذين أحياهم المسيح بحسب قول المسيحيين بسلب الأمراض قد ماتوا أخيرا ولكن الذين أحياهم النبي – صلى الله عليه وسلم – بحسب: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} فحييوا إلى أبد الآباد. لا يمكن المقارنة بين الصحابة – رضي الله عنهم – والحواريين. لا توجد في الإنجيل كله جملة واحدة مثلما وصف القرآن الكريم الصحابة أنهم لم يقصِّروا في التضحية بالأرواح والأموال في سبيل الله. الصدق الذي أظهروه في سبيل الله ورسوله لا يوجد له نظير. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 10-11-1902م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

التقوى الحقيقة التي يُغسل بها الإنسان ويُطهَّر والتي جاء الأنبياء من أجلها قد ارتفعت عن العالم. ناردا ما تجد أحدا مصداق: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}. التزكية والطهارة شيء ممتاز. إذا كان الإنسان زكيا وطاهرا صافحته الملائكة. إن الناس لم يقدروا ذلك وإلا لنالوا بطرق مشروعة كل شيء فيه لذة لهم. السارق يسرق ليحرز المال ولكن لو صبر لأعطاه الله المال عن طريق آخر. كذلك يزني الزاني ولو صبر لأشبع الله رغبته عن طريق آخر يُكسبه رضا الله تعالى. لقد جاء في حديث: “لَا يَسْرِقُ السارق حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ولَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ” لو كان الأسد واقفا على رأس الشاة لا تستطيع أن تأكل علفها أيضا، ولكن الناس لا يملكون الإيمان حتى بقدر ما تملكه الشاة. الأصل والمقصود الحقيقي هو التقوى، فمن أُعطيه يستطيع أن ينال كل شيء. وبدونه لا يمكن للإنسان أن يجتنب الصغائر ولا الكبائر. 

 

(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 12-12-1902م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

إن سبل الله تُفتح وتتزكى النفس نتيجة المجاهدات كما قال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 24-12-1902م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :


الإسلام لا يريد أن يعلّل بسند لأن التعليل بسند يستلزم إبطال الأعمال. ولكن عندما يعيش المرء دون سند ويحسب نفسه مسؤولا يكون بحاجة إلى الأعمال ويضطر ليعمل شيئا على أية حال. لذلك قال القرآن الكريم: {قد أفلح من زكّاها}. ولو لم يحرك الإنسان ساكنا لما استوت أموره. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 10-3-1903م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

لو ألقينا نظرة على زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه – رضي الله عنهم – لوجدنا أنهم كانوا أناسا بسطاء على شاكلة الإناء النظيف والطاهر الذي يُصبح نظيفا بالتلميع، كذلك كانت قلوب الصحابة منورة بأنوار كلام الله تعالى ومطهرة من صدأ الكدورة الإنسانية، وكأنهم كانوا مصداقا حقيقيا لقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 30-6-1903م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

الأهم في الحصول على معرفة الله والوصول إليه هو أن يثابر الإنسان في الدعاء. لا يتم شيء إذا بقي الإنسان كالأنثى وجبانا بل يجب أن يخطو المرء في هذا السبيل كالأبطال، ويجب أن يكون جاهزا لاحتمال كل نوع من المعاناة، فليؤثر الله تعالى ولا يقلق. عندها يُتوقع أن يأخذ الله تعالى بيده ويهبه الطمأنينة. ولإتمام هذه الأمور يحتاج الإنسان إلى تزكية نفسه كما قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}.

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 10-7-1905م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

إن كشوف غير المسلم لا تكون واضحة مثل كشوف المسلم قط، لأن الله تعالى يريد أن يميز بين المسلم وغيره، ويقول: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}. 

 

(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 13-3-1905م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    عن معنى قوله تعالى : “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا” :

 

لا ينال المرء الفلاح ما لم يزكِّ نفسه، والنفس لا تتزكّى إلا إذا احترم أوامر الله تعالى واجتنب سلوك السبل التي تتسبب في معاناة الآخرين وإيذائهم. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 24-9-1905م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

لو ألقينا نظرة على زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه – رضي الله عنهم – لوجدنا أنهم كانوا أناسا بسطاء على شاكلة الإناء النظيف والطاهر الذي يُصبح نظيفا بالتلميع ثم يوضع فيه طعام نفيس ونقيّ، فهكذا كانت حالتهم تماما. فعلى الإنسان أن يكون نقيا هكذا وينظف نفسه دوما ليصبح كإناء ملمَّعٍ طاهر حتى يُوضع فيه طعام إنعامات الله تعالى. ولكن كم هم مصداق: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} في هذا العصر. 

 

(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 26-6-1903م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

الكمالات الروحانية التي يعلِّمها الإسلام تستلزم أن تكون الأعمال نزيهة ويتحلى المرء بالصدق والوفاء وبدونها لا يمكن الحصول عليها قط. لذا مات المرضى الذين شفاهم المسيح بسلب الأمراض، ولكن الذين أحياهم والذي أعطى تعليم {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}، مازالوا موجودين اليوم أيضا ولن يصيبهم الفناء أبدا.

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 31-6-1905م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

صحيح أن الدين سهل ويُسر، ولكن كل نعمة تتطلب المشقة، ومع ذلك لم يفرض الإسلام أية مشقة. خذوا الهندوس مثلا كم يتكبّد رهبانهم من المشقة والعناء حتى تضعف ظهور بعضهم، ومنهم من يطيل الأظافر، وكذلك وُجدت في المسيحيهِ الرهبانيةُ. ولكن الإسلام لم يتبنَّ هذه الأعمال، بل علّم: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}. أيْ من زكّى نفسه فقد نجا. فمن نحّى نفسه من كل نوع من البدعة والفسق والفجور والأهواء النفسانية لوجه الله وترك كافة الملذات النفسانية وآثر المعاناة في سبيل الله. فالذي يؤثر الله تعالى ويترك الدنيا وتصنُّعها فهو ناج في الحقيقة. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 17-6-1906م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

الطريق الأكثر أمنا هو أن يجعل الإنسان أهدافه نقية ويتوجه إلى الله تعالى خالصة، ويسوِّي ويوطد علاقته معه ويفر إليه – سبحانه وتعالى -، وليكن الله وحده مقصوده ومحبوبه وأن يكسب المرء الأعمال الصالحة سالكا سبل التقوى. عندها ستعمل سنة الله عمله. يجب ألا يكون نظر المرء على النتائج بل يجب أن يكون مركَّزا على نقطة واحدة. ولو وُضع للوصول إلى هذا المقام شرط أنه إذا وصل هنالك سيُعاقَب مع ذلك يجب عليه أن يتوجه إلى المقام نفسه. بمعنى أنه يجب ألا يستهدف الثواب أو العذاب بل يجب أن يكون هدفه الوحيد هو ذات الله تعالى. عندما يأتيه بالإخلاص والوفاء وينال قربه سيرى كل ما لم يخطر بباله قط. عندها لن تبقى الرؤى والكشوف شيئا يُذكر. إذًا، أنا أريد أن يسلك الناس هذا المسلك وهذا هو الغرض الحقيقي، وهذا ما سمُّي الفلاح في القرآن الكريم. {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 10-12-1906م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

لقد جاء في القرآن الكريم: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} .. ولكن التزكية أيضا بمنزلة موت. لا تتسنى التزكية ما لم يترك الإنسان الأخلاق الرذيلة كلها. في كل إنسان مادة من الشر نوعا ما وتلك المادة هي شيطانها، ولا يستقيم أمره ما لم يقتله. 

 

(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 2-6-1907م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

لقد جعل الله تعالى سبيلا واحدا كما قال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}. وفي ذلك إشارة إلى أن على الإنسان أن يرضى برضا الله تعالى فلا تبقى أدنى مغايرة ولا يشرك بالله شيئا، وألا يبقى بينه وبين الله أيّ بُعد وانفصال. هذا ليس سهلا بل هي عقبة صعبة جدا ولا تُعبَر إلا بعد تحمّل المصائب والمرور بامتحانات عظيمة. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 10-10-1907م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

كنت ذات مرة أفكّر في ترجمة معاني الآية: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، فنُظم بيت معناه: إذا أراد أحد أن يعلّق قلبه بذات الله المقدس، فليطهّر نفسه أولا ثم يمكنه الوصول إليه. 

 

(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 21-11-1907م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :


اعلموا يقينا أنه ليس من مشيئة الله أن تتركوا الدنيا كليا بل يريد الله تعالى أن: {قد أفلح من زكّاها}، أي اشتغلوا في التجارة والزراعة والوظائف، وافعلوا ما تشاؤون ولكن امنعوا النفس من معصية الله، وزكّوها لئلا تشغلكم هذه الأمور عن الله. ففي هذه الحالة تكون دنياكم أيضا في حكم الدين. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 26-8-1908م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

إن تزكية النفس مرحلة صعبة جدا، وإن مدار النجاة هو على تزكية النفس، يقول الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}. وتزكية النفس لا تتسنى إلا بفضل الله تعالى:

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 14-5-1908م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :


الذي يريد أن يُرضي الله ويتمنى أن تنصلح دنياه وأن يصبح طاهر القلب، ويكون صالحا وأن تزول كل مشاكله ويحظى بكل نوع من الفتح والنصرة فقد بيّن الله تعالى لذلك مبدأ وحيدا وهو: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}. ففي التزكية يكمن سرّ كل البركات والفيوض والنجاحات. وفي هذه الحالة لن يقتصر الفلاح على الأمور الدينية فقط بل سيتأتّى في الأمور الدنيوية أيضا. من اجتنب قذارة النفس لا يمكن أن يذلّ في الدنيا أبدا. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 14-7-1908م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    عن معنى قوله تعالى : “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ” :

 

عليكم أن تفهموا ما هو المراد من تزكية النفس، فاعلموا أن على المسلم أن يكون مستعدا تماما لأداء حقوق الله وحقوق العباد، وكما يعُدّ الله تعالى بلسانه واحدا لا شريك له في صفاته كذلك عليه أن يُري ذلك عمليا، ويجب أن يعامل خلقه بالمواساة واللطف وألا يكِنّ لإخوته بُغضا وحسدا وضغينة ويبتعد عن غيبة الآخرين كليا، ولكني أرى أنه مازال بعيد المنال أن تفنوا في الله تعالى حتى تصبحوا له كلكم. وكما تقرّون ذلك باللسان يجب أن تثبتوه عمليا أيضا. ولكنكم إلى الآن لا تؤدون حقوق الخلق أيضا كما هو حقها. هناك كثيرون يكنّون الفساد والعداوة فيما بينهم وينظرون إلى من كان أضعف وأفقر منهم بنظر الازدراء ويعاملونهم بالسوء ويغتابون بعضهم بعضا ويكنّون في قلوبهم البُغض والشحناء ولكن الله تعالى يقول بأنه يجب أن تكونوا فيما بينكم كوجود واحد، وإذا أصبحتم كذلك عندها يمكن القول بأنكم زكيتم أنفسكم الآن لأنه ما لم تكن معاملتكم نقية فيما بينكم لا يمكن أن تكون نقية مع الله أيضا. صحيح أن الحق الأعظم من بين هذين الحقين هو حق الله تعالى والمعاملة مع خلقه تعالى بمنزلة المرآة. والذي لا يعامل إخوته بالنقاء لا يمكنه أن يؤدي حقوق الله أيضا. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 3-1-1908م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    عن معنى قوله تعالى : “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ” :

 

عندما يضع الإنسان حدا لعواطفه لوجه الله تكون نتيجته هو الفلاح والعزة في الدين والدنيا. الفلاح قسمان: بتزكية النفس بحسب أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – ينال المرء النجاة في الآخرة ويرتاح في الدنيا أيضا. الذنب معاناة، والذين يتلذذون في السيئة إنهم مرضى. إن نتيجة السيئة لا تكون حسنة أبدا. لقد رأيت بعضا من شاربي الخمر أصيبوا بمرض نزول الماء، أو أصيبوا بالفالج أو الرعشة أو ماتوا بالسكتة. عندما يمنع الله تعالى من هذه السيئات إنما يفعل ذلك لفائدة الناس. كما أن الطبيب ينصح مريضا بالحِمية تكون في ذلك فائدة المريض وليست فائدة الطبيب. فإن كنتم تريدون أن تفلحوا ماديا وروحانيا فاجتنبوا هذه الآفات والمنهيات كلها. ولا تتركوا النفس خليعة الرسن فيحل عليكم عذاب. لقد بيّن الله تعالى برحمته سبيل النجاة من الآلام كلها، والآن إن لم يجتنب أحد منهم هذه الآلام فلا مجال للاعتراض على الإسلام. 

 

(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 24-5-1908م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    عن معنى قوله تعالى : “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا” :

 

إن الدنيا شاجنة، وأُسودُها مفترسة، فلا تجولوا في شجونها، وامنعوا نفوسكم من جرأتها ومجونها، وزَكُّوها وبيِّضوها كاللُّجَين، ولا تتركوها حتى تصير نقيّة من الدَّرَن والشَّين. وقد أفلح من زكّاها، وقد خاب من دسّاها. 

 

(المصدر : كتاب مواهب الرحمن) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    عن معنى قوله تعالى : “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا” :

 

الذي يزكّي نفسه يتحرَّر من أسر النفس، ويفوز بحياة الجنة، ويفشل ويخيب من يدسّ نفسه في التراب ولا يتوجه إلى السماء. وما دامت هذه المراتب لا تُنال بسعي الإنسان وحده، لذلك وجّه الله تعالى في القرآن الكريم مرارا إلى الدعاء والمجاهدة. 

 

(المصدر : كتاب محاضرة لاهور) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

إن تعليم الله تعالى هو: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}. معنى “فلح” هو النشر. تعرفون الفلاحة والزراعة، كذلك تزكية النفس أيضا فلاحةٌ. المجاهدة تزيل من النفس المفاسدَ والقسوة ويجعلها قابلة لتُزرع فيها بذور الإيمان الصادق، ثم تصبح شجرة الإيمان هذه قابلة لحمل الثمار. فلما كان المتقي يضطر لمواجهة مشاكل ومصائب عويصة في البداية فقد عُبِّر عن ذلك بالفلاح. 

 

(المصدر : تقرير خطاب الجلسة السنوية عام 1897م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    عن معنى قوله تعالى  “وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ” :

 

من دسّ نفسه أي مال إلى الأرض فقد سوّى نفسه بالتراب. إن هذه الجملة وحدها تمثّل خلاصة تعاليم القرآن الكريم كله ويتبين منها كيف يصل الإنسان إلى الله تعالى. صحيح وحق تماما أنه ما لم يترك الإنسان طريق القوى البشرية السيئة لا يصل إلى الله. إن كنتم تريدون أن تتخلصوا من أدران الدنيا وتبغون الوصول إلى الله تعالى فاتركوا هذه الملذات. “تريد الله، وتريد الدنيا الدنيئة أيضا، هذا وهمٌ وخيال ومحال وجنون”. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 17-8-1901م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد    :

 

{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} … المراد من النجاة هو الحصول على المعرفة التامة لأن جميع أنواع العذاب والعقوبات تترتب على الجهل والضلال فقط. 

 

(المصدر : مكتوبات أحمد، رسالة إلى مير عباس علي) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   عن معنى قوله تعالى ” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا” :

 

من طهر نفسه من النوازع الأرضية فقد نجا من الهلاك، وأما من أخلد إليها فقد يئس من الحياة. 

 

(المصدر : كتاب فلسفة تعاليم الإسلام) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   عن معنى قوله تعالى ” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا” :

 

كما لا يتطهر الثوب ما لم يُغسل كله، كذلك يجب أن تُغسل جميع جوارح الإنسان القابلة للغسل، إذ لا ينفع غسل واحدة منها. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 31-10-1901م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   عن معنى قوله تعالى ” فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا” :

 

ومن جملة الاعتراضات سؤال: ما دام روح القدس موكَّلا لمنع الإنسان من السيئات فلماذا تصدر منه الذنوب ولماذا يرتكب الإنسان الكفرَ والفسق والفجور؟ فجوابه: لقد قيّض الله تعالى داعيَينِ روحانيينِ لابتلاء الناس. أحدهما داعي الخير الذي اسمه روح القدس، والثاني هو داعي الشر واسمه إبليس والشيطان. وكِلاهما يدعوان إما إلى الخير أو إلى الشر، ولكنهما لا يُكرهان على شيء كما أُشير في الآية: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} أيْ أن الله تعالى يُلهم السيئة والحسنة أيضا. إن وسيلة إلهام السيئة هو الشيطان الذي يلقي في القلب أفكارا سيئة، ووسيلة إلهام الحسنة هو روح القدس الذي يلقي في القلوب أفكارا حسنة. ولأن الله تعالى هو علة العلل لذا نسب – عز وجل – كِلا الإلهامين إلى نفسه لأنه هو الذي يدبِّر كل ذلك، وإلا ما حقيقة الشيطان حتى يوسوس في قلب أحد، وما حقيقة روح القدس ليهدي أحدا إلى سبل التقوى. 

 

(المصدر : كتاب مرآة كمالات الإسلام) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

لم تُستخدَم في القرآن الكريم كلمة الإلهام للتعبير عن المكالمة الإلهية، وقد وردت في مكان واحد فقط وذلك بمعناها اللغوي فحسب، وذلك في قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، ولا علاقة لها بما نحن فيه، بل إنما تعني أن الله تعالى، ولكونه عِلّة العلل؛ يمدُّ الأشرار بحسب حالهم، كذلك يؤيد الصالحين بالأفكار والتدابير والسبل المطلوبة بحسب حالهم وعلى قدر عواطف نفوسهم أو حماس تقواهم بحكم ناموس الطبيعة الذي سنّه هو – سبحانه وتعالى -. أيْ يهديهم إلى الأفكار الجديدة والحيل المطلوبة، أو يزيد في حماسهم أو عواطفهم، أو يُظهِر للعيان بذرتهم الخافية. فمثلا؛ يفكّر اللص في طريقة ناجحة للسطو، فيُطلَع عليها، أما المتقي فيتمنى أن يجد سبيلا لنيل قوة لسبل الحلال، فيُهدَى إليها. فهذا يُسمَّى إلهاما عموما، وهو ليس خاصا بسعيد أو شقي، بل يستفيد من هذا النوع من الإلهام جميع البشر على قدر علاقتهم بعلّة العلل. 

 

(المصدر : كتاب إزالة الأوهام) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   عن معنى قوله تعالى “وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا” :

 

أي أن القمر ليس شيئا دون الاتباع وأن نوره مستفاض من نور الشمس. وفي ذلك إشارة إلى أنه مهما كان الإنسان يملك من المواهب لن ينال نورا ما لم يطع الله طاعة كاملة. ولكن من المؤسف حقا أن الفيدا لا يعرف أن القمر يستمد الضوء من الشمس، ولذلك عَدَّ الشمس والقمر إلهين على حد سواء. 

 

(المصدر : كتاب ينبوع المعرفة) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   عن معنى سورة الشمس :

 

أي أنه – عز وجل – أقسم بنفس الإنسان، وبالذي وهب له كافة الكمالات المتفرقة للاعتدال الكامل والاستقامةِ الكاملةِ، ولم يحرمه من أي كمال، بل جمع فيه جميع أنواع الكمالات المذكورة تحت قائمة الأقسام المذكورة آنفًا بحيث تجمع نفس الإنسان الكامل في ذاتها كمال الشمس وضوءها، وتتحلى نفسه بصفات القمر أيضا، لأنه قادر على اكتساب الفيض من غيره، ويستطيع أيضا أن يحرز نورا باطنيا باستمداده من نور آخر. وفيه صفات النهار المشرق أيضا؛ فكما أن العمَّال والأُجراء يستطيعون أن ينجزوا أعمالهم على خير ما يرام في ضوء النهار، كذلك ينجز طلاب الحق والسالكون على سبل “السلوك” مهماتهم الدينية متأسين بأسوة الإنسان الكامل بسهولة ويُسر. إذن إن ذلك الإنسان الكامل قادر على أن يُظهر نفسه بجلاء كامل كالنهار، ويجمع في شخصه صفات النهار كافةً. إن للإنسان الكامل مماثلة نوعا ما مع الليلة الحالكة أيضا لأنه مع كونه محظوظا من الله بالانقطاع التام إليه والتبتّل البالغ غايته، يميل أحيانا بسبب الحكمة الإلهية إلى أهواء نفسه المظلمة. أي أن الإنسان الكامل يؤدي جميع حقوق النفس التي وُضعت له كالأكل والشرب والنوم وأداء حقوق الزوجة أو الالتفات إلى الأولاد؛ وإن كانت تبدو في الظاهر منافيةً وضدًّا للنورانية ويقبل لنفسه هذا الظلام لفترة وجيزة. ولكن ليس لأنه ميّال إلى الظلام في الحقيقة، بل لأن الله العليم الحكيم يوجّهه إلى ذلك لكي يستريح قليلا من التعب والمشقة الروحانية؛ فيستعدّ لتجشّم مجاهدات شاقة كقول شاعر فارسي ما معناه:
“إن عين الصياد الماهر هي كعين الصقر، فإنها تبقى مفتوحة دائما وإن أغلقها أحيانا”
فعلى غرار ذلك حين يستمتع الكمَّلُ من الحظوظ النفسانية إلى حد ما بعد بلوغ الكآبة والحرقة غايتهما وعند غلبة الهم والغم، يتقوى جسمهم الضعيف من جديد لصحبة الروح، ويعبر مراحل نورانية عظيمة على إثر بقائه في الحُجُب لفترة وجيزة. وإضافة إلى ذلك توجد في نفس الإنسان بعضٌ من صفات الليل الدقيقة الأخرى أيضا التي اكتشفها بدقة متناهية علم الفلك والنجومِ وعلومُ الطبيعة. كذلك لنفس الإنسان الكامل مماثلة بالسماء أيضا. فمثلا؛ إن فضاء السماء واسع جدا بحيث لا يملؤه شيء، كذلك إن نفسَ هؤلاء الأبرار أيضا تكون بالغةً من السعة غايتها. فمع تحصيلهم آلاف المعارف والحقائق يهتفون بأعلى صوتهم: “ما عرفناك”. وكما أن الفضاء مليء بالنجوم اللامعة، كذلك أُودِع الإنسان الكامل قوىً منيرةً تتراءى متلألئةً تلألُؤ النجوم في السماء. ولنفس الإنسان الكامل مماثلة تامة مع الأرض أيضا؛ فكما تتصف الأرض الجيدة الخصبة بأنها لو بُذرت وحُرثت حرثا جيدا وسُقيت على ما يرام وأُكمِلت جميع مراحل الزراعة ومقتضياتها بالتمام؛ لأثمرت ألف مرة أكثر من أراض أخرى، ولكانت ثمارها ألطف وأحلى ومرغوبا فيها أكثر، ولكانت أعلى وأجود كيفا وكمًّا مقارنةً مع ثمار أراض أخرى. كذلك الحال بالنسبة إلى نفس الإنسان الكامل، أنه حين تُبذر فيها الأوامرُ الإلهية تنبت فيها أشجار الأعمال الصالحة مع أنواع الخضرة العجيبة، وتحمل ثمارا غايةً في الجودة واللذة بحيث يندفع كلُّ من رآها للقول تلقائيا “سبحان الله، سبحان الله” بملاحظته قدرة الله المقدسة. فالآية: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} توحي بجلاء أن الإنسان الكامل بمنزلة عالَم كامل معنًى وكيفا، ويجمع في شخصه كافة شؤون العالَم الكبير وصفاته وخواصه إجمالا. فقد ذكر الله جلّ شأنه خواص جميع الأشياء تلميحا بدءا من الشمس إلى الأرض التي هي مستقَرٌ لنا، أي ذكرها مقرونة بالقسم ثم ذكر نفس الإنسان الكامل ليُعلَم أن نفس الإنسان الكامل جامعة للكمالات المتفرقة التي ذُكرت بصورة منفصلة في الأشياء التي أقسم بها من قبلُ.
وإذا طُرح سؤال: لماذا أقسم الله تعالى بأشياء خلقها هو ولا أهمية لها ولا معنى مقابله؟
فجوابه أن من سنة الله تعالى الجارية في القرآن الكريم أنه تعالى يضرب لإثبات بعض الأمور النظرية وإحقاقها أمثلةً من الأمور التي تحمل في طياتها خصائص ثابتة وبينة ومكشوفة؛ كما لا يشك أحد في وجود الشمس وضوئها، أو في وجود القمر واستمداده النور من الشمس، كذلك فإن النهار المشرق أيضا واضح للجميع، كما يرى الجميعُ الليلَ، والفضاء أيضا جليّ للناس، وأما الأرض فهي مستقر للجميع أصلا فلا يشك أحد في وجودها. فإن هذه الأشياء واضحة الوجود ولها خصائص جليّة ولا مجال لأحد للاختلاف فيها، أما نفس الإنسان فهي خافية ونظريةٌ إذ هناك خلافات كثيرة حتى في وجودها. فهناك فِرق كثيرة لا تؤمن أن نفس الإنسان، أي روحه، شيء مستقل وقائم بحد ذاته ويبقى قائما إلى الأبد بعد فراقه الجسمَ. وإن بعض القائلين بوجود الروح وبقائها وقيامها أيضا لا يقدّرون قدراتها الباطنية حق قدرها، بل يقتصرون على فكرة أننا لم نأت إلى الدنيا إلا لنبذل حياتنا في الأكل والشرب والحظوظ النفسانية مثل الحيوانات، ولا يدرون ما في نفس الإنسان من القدرات والقوى العالية والسامية. ولو توجّه إلى كسب الكمالات لكان بإمكانه أن يحيط بالعالَم كله، في فترة وجيزة للغاية، بالكمالات المتفرقة وأنواع الفضائل إحاطةَ الدائرة. فقد أراد الله – سبحانه وتعالى – أن يقدم في هذه السورة المباركة نفس الإنسان ويثبت خصائصها الفاضلة التي لا نهاية لها. فأولًا بيّن -بُغية توجيه الأفكار- خصائص متفرقة للشمس والقمر وغيرهما من الأشياء، ثم أشار إلى نفس الإنسان وقال بأنها جامعة لتلك الكمالات المتفرقة كافة. فما دامت تلك الكمالات والخصائص العليا -التي توجد في الأجرام السماوية والأرضية بصورة متفرفة- موجودة في نفس الإنسان بتمامها وكمالها؛ فمن أسوأ أنواع الغباوة التوَّهم بأن هذا الوجود العظيم والجامع لجميع الكمالات المتفرقة ليس بشيء يمكن بقاؤه بعد الموت. أي ما دامت هذه الخصائص موجودة في الأشياء المشهودة والملحوظة والتي لا اعتراض لديكم في الاعتقاد بوجودها المستقل والدائم لدرجة أن الأعمى أيضا يشعر بضوء الشمس فيؤمن بوجودها، فماذا يبرر إذن اعتراضكم على بقاء نفس الإنسان بصورة مستقلة وبحد ذاتها وقد اجتمعت فيها جميع تلك الخصائص. فهل يمكن لمن ليس شيئا بحد ذاته أن يجمع في نفسه صفات وخصائص جميع الأشياء الثابتة الوجود؟
لقد آثر الله تعالى هنا أسلوب القسم، لأن القسم يقوم مقام الشهادة. ولهذا السبب يعتمد القضاة في الدنيا أيضا على القسم في غياب الشهود، ويعدلون قَسَمًا يُقسَم به مرة واحدة بشهادة شاهدَين على الأقل. فما دام القسم يُعدُّ بمنزلة الشهادة عقلا وعُرفا وقانونا وشرعا، فقد عَدَّه الله تعالى هنا بمنزلة الشاهد.
فالمراد من قول الله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} هو أن الشمس وضحاها تشهدان كشاهد عيانٍ على كون نفس الإنسان كيانًا ثابت الوجود وقائمًا بحد ذاته، لأن جميع صفات الشمس من الحرارة والضوء وغيرهما؛ موجودة ذاتها -بشيء من الزيادة- في نفس الإنسان أيضا. إن عجائب نور المكاشفات وحرارة التركيز والتفاني التي توجد في النفوس الكاملة أكثر بكثير من حرارة الشمس وضوئها. فما دامت الشمس ثابتة الوجود وموجودة بحد ذاتها، فكيف يستحيل أن يكون ثابت الوجود وموجودا بحد ذاته مَن كان مِثلَها -بل أعلى وأسمى منها- من حيث الصفات والخصائص؛ أي نفس الإنسان؟ . كذلك المراد من قوله – سبحانه وتعالى -: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} أن القمر بصفة استفاضته من الشمس واستمداده من ضوئها؛ شاهد عيان على أن نفس الإنسان ثابتة الوجود والموجودة بحد ذاتها. لأنه كما يكتسب القمر نورا من الشمس، كذلك يقتبس الإنسان المتحمس وطالب الحق من نور الإنسان الكامل باتّباعه، ويستفيض من فيوضه الباطنية، بل يستفيد أكثر من استفادة القمر؛ لأن القمر يغيب بعد استمداده النور، ولكن هذا الإنسان لا يهجر متبوعه قط. فما دام هذا التابع يشارك القمر بالتّمام في عملية استمداد النور ويملك بقية صفات القمر أيضا؛ فلماذا يُعتبر القمر ثابت الوجود وقائمًا بحد ذاته، ويُرفض تماما كون نفس الإنسان ثابتة الوجود وقائمةً بحد ذاتها؟
فعلى هذا النحو؛ جعل الله تعالى كل الأشياء التي ذكرها قبل القسم بنفس الإنسان شاهدة ناطقة بحسب خصائصها، وبذلك وجه الأنظار إلى أن نفس الإنسان موجودة فعلا. كذلك كلما أقسم الله تعالى في القرآن الكريم ببعض الأشياء، كان المراد من ذلك دائما تقديم الأمر البديهي شاهدا على الأسرار المخفية المماثلة لها.
قد يُطرَح هنا سؤال: إن خصائص الشهود، التي قدِّمت قَسَمًا على كون نفس الإنسان موجودة بحد ذاتها؛ غير موجودة في الإنسان بداهةً، فما الدليل على وجودها فيه؟ جوابًا على ذلك يقول الله تعالى -بعد أن أقسم بالنفس- دحضا لهذه الوسوسة: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}. أي لقد خلق الله نفس الإنسان وفتح لها سبيل الظلام والنور، وسبيل الخراب والازدهار. والذي يختار الظلمة والفجور (أي سبل السيئات) يوصَل إلى درجة الكمال في تلك السبل، حتى يُشبّه بشدة بالليل الحالك الظلام، ولا يستمتع في شيء إلا بالمعصية والسيئة والأفكار المظلمة، فيحب القُرناء من هذا القبيل وتُعجبه الأعمال من هذا النوع، ويتلقّى إلهامات سيئة لانسجامها مع طبعه السيئ؛ أي تتبادر إلى ذهنه الأفكار السيئة والمنكَرة دائما، ولا تنشأ في قلبه أفكارٌ حسنةٌ قط.
أما إذا اختار طريق النور والتقوى؛ فيتلقّى إلهامات تدعم ذلك النور. أي أن الله تعالى يبلّغ النور الموجود في قلبه كبذرةٍ إلى درجة الكمال بإلهاماته الخاصة. ويُزكي نار مكاشفاته المنيرة. عندها يرى هذا الإنسان نوره المنير ويتيقّن -بعد فحص صفة الإفاضة والاستفاضة الموجودة فيه- أن نور الشمس والقمر موجود في نفسه أيضا، وأنه أيضا محظوظ بانشراح الصدر وعلوّ الهمة، ويتأكد أنه كما مُلئت السماء الواسعة بالكواكب، كذلك مُلئ قلبه وذهنه برصيد القوى المنيرة التي تتلألأ تلألُؤَ النجوم. عندها لا يعود بحاجة إلى دليل خارجي لفهم هذا الأمر، بل يتدفق من داخله ينبوع الأدلة الكاملة دائما، ويسقي قلبه العطشان.
أما إذا طُرح سؤال: كيف يمكن مشاهدة هذه الخصائص في نفس الإنسان عمليا؟ فيقول الله تعالى ردًّا على ذلك: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}. أي مَن زكَّى نفسه وتخلّى عن الرذائل والأخلاق الذميمة تماما وسلّم نفسه لأوامر الله تعالى؛ نال مرامه، ووجد نفسه جامعة للكمالات المتفرقة مثل العالَم الصغير. ومن لم يُزَكِّ نفسه، بل دسَّاها في تراب الأهواء السيئة؛ حُرم من نيل المرام.
فملخص الكلام أنه توجد في نفس الإنسان، دون أدنى شك، الكمالات التي توجد متفرقةً في العالم كله. وللتيقُّن بوجودها، هناك سبيل بسيط ومستقيم؛ وهو أن يتوجه الإنسان إلى تزكية نفسه حسب مشيئة قانون الله، لأنه في حالة التزكية لن تنكشف عليه حقيقة تلك الكمالات الكامنة كعلم اليقين فقط، بل كحق اليقين.
ثم يضرب الله مثَل قوم ثمود ويقول بأنهم كذّبوا نبيهم لتمرُّدٍ في جبِلَّتهم، وتقدَّم أشقاهم للتكذيب. فنصحهم نبيُّهم بألا يتعرضوا لناقة الله ومشربها، ولكنهم لم يسمعوا له وعقروا الناقة. فأورد الله عليهم الهلاك والدمار عقابا على جريمتهم وأرغمهم في التراب، ولم يعبأ – سبحانه وتعالى – بما سيحدث بعد موتهم بأراملهم وأيتامهم وأهلهم عديمي الحيلة.
فهذا مثَلٌ دقيق جدا ضربه الله تعالى هنا لتشبيه نفس الإنسان بناقة الله. والمراد منه أن نفس الإنسان أيضا قد خُلقت لتعمل عمل ناقة الله؛ ليركبها الله – سبحانه وتعالى – بتجليه الطاهر في حال فنائها في الله، كما يركب أحدكم ناقةً. فقد قال تعالى لأُسارى النفس، الذين يُعرضون عن الحق، إنذارا وتهديدا؛ إنكم أيضا تذودون، مثل قوم ثمود، ناقة الله عن سُقياها أي مشربها الذي هو عين ذكر الله ومعارفه التي عليها تتوقف حياة الناقة ولم تمنعوها عن مشربها فحسب، بل تريدون عَقْرها أيضا حتى تعجز عن سلوك سبل الله. فإن كنتم تريدون أن تكونوا في مأمن فلا تقطعوا عنها ماء حياتها، ولا تعقروها بسهام أهوائكم الباطلة وفؤوسكم. ولو فعلتم ذلك وماتت الناقة -التي أُعطيتموها مطيةً لله- جريحةً؛ لاعتُبرتم شيئا لا جدوى منه كالحطب، ولقُطعتم وطُرحتم في النار. ثم لن يرحم الله ذويكم بعد موتكم، بل سيواجهون وبال معصيتكم وسيئاتكم. ولن تموتوا أنتم وحدكم عقوبةً على أعمالكم، بل تُلقون بأهليكم وأولادكم أيضا إلى التهلكة.
لقد تبين بوضوح من هذه الآيات البينات أن الله تعالى قد خلق الإنسان أفضل وأعلى من جميع المخلوقات، وأن كون الملائكة والكواكب وغيرها من الأشياء وسائط بين الله والإنسان، لا يدل على أفضليتها. وأنها لا ترفع من شأن الإنسان لكونها الوسائط، بل هي التي تنال العزة لكونها سُخِّرت لخدمة أشرف المخلوقات. إذن، فإنها خادمة كلها وليست مخدومة. 

 

(المصدر : كتاب توضيح المرام) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   عن معنى سورة الشمس :

 

أي أنه – عز وجل – أقسم بنفس الإنسان، وبالذي وهب له كافة الكمالات المتفرقة للاعتدال الكامل والاستقامةِ الكاملةِ، ولم يحرمه من أي كمال، بل جمع فيه جميع أنواع الكمالات المذكورة تحت قائمة الأقسام المذكورة آنفًا بحيث تجمع نفس الإنسان الكامل في ذاتها كمال الشمس وضوءها، وتتحلى نفسه بصفات القمر أيضا، لأنه قادر على اكتساب الفيض من غيره، ويستطيع أيضا أن يحرز نورا باطنيا باستمداده من نور آخر. وفيه صفات النهار المشرق أيضا؛ فكما أن العمَّال والأُجراء يستطيعون أن ينجزوا أعمالهم على خير ما يرام في ضوء النهار، كذلك ينجز طلاب الحق والسالكون على سبل “السلوك” مهماتهم الدينية متأسين بأسوة الإنسان الكامل بسهولة ويُسر. إذن إن ذلك الإنسان الكامل قادر على أن يُظهر نفسه بجلاء كامل كالنهار، ويجمع في شخصه صفات النهار كافةً. إن للإنسان الكامل مماثلة نوعا ما مع الليلة الحالكة أيضا لأنه مع كونه محظوظا من الله بالانقطاع التام إليه والتبتّل البالغ غايته، يميل أحيانا بسبب الحكمة الإلهية إلى أهواء نفسه المظلمة. أي أن الإنسان الكامل يؤدي جميع حقوق النفس التي وُضعت له كالأكل والشرب والنوم وأداء حقوق الزوجة أو الالتفات إلى الأولاد؛ وإن كانت تبدو في الظاهر منافيةً وضدًّا للنورانية ويقبل لنفسه هذا الظلام لفترة وجيزة. ولكن ليس لأنه ميّال إلى الظلام في الحقيقة، بل لأن الله العليم الحكيم يوجّهه إلى ذلك لكي يستريح قليلا من التعب والمشقة الروحانية؛ فيستعدّ لتجشّم مجاهدات شاقة كقول شاعر فارسي ما معناه:
“إن عين الصياد الماهر هي كعين الصقر، فإنها تبقى مفتوحة دائما وإن أغلقها أحيانا”
فعلى غرار ذلك حين يستمتع الكمَّلُ من الحظوظ النفسانية إلى حد ما بعد بلوغ الكآبة والحرقة غايتهما وعند غلبة الهم والغم، يتقوى جسمهم الضعيف من جديد لصحبة الروح، ويعبر مراحل نورانية عظيمة على إثر بقائه في الحُجُب لفترة وجيزة. وإضافة إلى ذلك توجد في نفس الإنسان بعضٌ من صفات الليل الدقيقة الأخرى أيضا التي اكتشفها بدقة متناهية علم الفلك والنجومِ وعلومُ الطبيعة. كذلك لنفس الإنسان الكامل مماثلة بالسماء أيضا. فمثلا؛ إن فضاء السماء واسع جدا بحيث لا يملؤه شيء، كذلك إن نفسَ هؤلاء الأبرار أيضا تكون بالغةً من السعة غايتها. فمع تحصيلهم آلاف المعارف والحقائق يهتفون بأعلى صوتهم: “ما عرفناك”. وكما أن الفضاء مليء بالنجوم اللامعة، كذلك أُودِع الإنسان الكامل قوىً منيرةً تتراءى متلألئةً تلألُؤ النجوم في السماء. ولنفس الإنسان الكامل مماثلة تامة مع الأرض أيضا؛ فكما تتصف الأرض الجيدة الخصبة بأنها لو بُذرت وحُرثت حرثا جيدا وسُقيت على ما يرام وأُكمِلت جميع مراحل الزراعة ومقتضياتها بالتمام؛ لأثمرت ألف مرة أكثر من أراض أخرى، ولكانت ثمارها ألطف وأحلى ومرغوبا فيها أكثر، ولكانت أعلى وأجود كيفا وكمًّا مقارنةً مع ثمار أراض أخرى. كذلك الحال بالنسبة إلى نفس الإنسان الكامل، أنه حين تُبذر فيها الأوامرُ الإلهية تنبت فيها أشجار الأعمال الصالحة مع أنواع الخضرة العجيبة، وتحمل ثمارا غايةً في الجودة واللذة بحيث يندفع كلُّ من رآها للقول تلقائيا “سبحان الله، سبحان الله” بملاحظته قدرة الله المقدسة. فالآية: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} توحي بجلاء أن الإنسان الكامل بمنزلة عالَم كامل معنًى وكيفا، ويجمع في شخصه كافة شؤون العالَم الكبير وصفاته وخواصه إجمالا. فقد ذكر الله جلّ شأنه خواص جميع الأشياء تلميحا بدءا من الشمس إلى الأرض التي هي مستقَرٌ لنا، أي ذكرها مقرونة بالقسم ثم ذكر نفس الإنسان الكامل ليُعلَم أن نفس الإنسان الكامل جامعة للكمالات المتفرقة التي ذُكرت بصورة منفصلة في الأشياء التي أقسم بها من قبلُ.
وإذا طُرح سؤال: لماذا أقسم الله تعالى بأشياء خلقها هو ولا أهمية لها ولا معنى مقابله؟
فجوابه أن من سنة الله تعالى الجارية في القرآن الكريم أنه تعالى يضرب لإثبات بعض الأمور النظرية وإحقاقها أمثلةً من الأمور التي تحمل في طياتها خصائص ثابتة وبينة ومكشوفة؛ كما لا يشك أحد في وجود الشمس وضوئها، أو في وجود القمر واستمداده النور من الشمس، كذلك فإن النهار المشرق أيضا واضح للجميع، كما يرى الجميعُ الليلَ، والفضاء أيضا جليّ للناس، وأما الأرض فهي مستقر للجميع أصلا فلا يشك أحد في وجودها. فإن هذه الأشياء واضحة الوجود ولها خصائص جليّة ولا مجال لأحد للاختلاف فيها، أما نفس الإنسان فهي خافية ونظريةٌ إذ هناك خلافات كثيرة حتى في وجودها. فهناك فِرق كثيرة لا تؤمن أن نفس الإنسان، أي روحه، شيء مستقل وقائم بحد ذاته ويبقى قائما إلى الأبد بعد فراقه الجسمَ. وإن بعض القائلين بوجود الروح وبقائها وقيامها أيضا لا يقدّرون قدراتها الباطنية حق قدرها، بل يقتصرون على فكرة أننا لم نأت إلى الدنيا إلا لنبذل حياتنا في الأكل والشرب والحظوظ النفسانية مثل الحيوانات، ولا يدرون ما في نفس الإنسان من القدرات والقوى العالية والسامية. ولو توجّه إلى كسب الكمالات لكان بإمكانه أن يحيط بالعالَم كله، في فترة وجيزة للغاية، بالكمالات المتفرقة وأنواع الفضائل إحاطةَ الدائرة. فقد أراد الله – سبحانه وتعالى – أن يقدم في هذه السورة المباركة نفس الإنسان ويثبت خصائصها الفاضلة التي لا نهاية لها. فأولًا بيّن -بُغية توجيه الأفكار- خصائص متفرقة للشمس والقمر وغيرهما من الأشياء، ثم أشار إلى نفس الإنسان وقال بأنها جامعة لتلك الكمالات المتفرقة كافة. فما دامت تلك الكمالات والخصائص العليا -التي توجد في الأجرام السماوية والأرضية بصورة متفرفة- موجودة في نفس الإنسان بتمامها وكمالها؛ فمن أسوأ أنواع الغباوة التوَّهم بأن هذا الوجود العظيم والجامع لجميع الكمالات المتفرقة ليس بشيء يمكن بقاؤه بعد الموت. أي ما دامت هذه الخصائص موجودة في الأشياء المشهودة والملحوظة والتي لا اعتراض لديكم في الاعتقاد بوجودها المستقل والدائم لدرجة أن الأعمى أيضا يشعر بضوء الشمس فيؤمن بوجودها، فماذا يبرر إذن اعتراضكم على بقاء نفس الإنسان بصورة مستقلة وبحد ذاتها وقد اجتمعت فيها جميع تلك الخصائص. فهل يمكن لمن ليس شيئا بحد ذاته أن يجمع في نفسه صفات وخصائص جميع الأشياء الثابتة الوجود؟
لقد آثر الله تعالى هنا أسلوب القسم، لأن القسم يقوم مقام الشهادة. ولهذا السبب يعتمد القضاة في الدنيا أيضا على القسم في غياب الشهود، ويعدلون قَسَمًا يُقسَم به مرة واحدة بشهادة شاهدَين على الأقل. فما دام القسم يُعدُّ بمنزلة الشهادة عقلا وعُرفا وقانونا وشرعا، فقد عَدَّه الله تعالى هنا بمنزلة الشاهد.
فالمراد من قول الله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} هو أن الشمس وضحاها تشهدان كشاهد عيانٍ على كون نفس الإنسان كيانًا ثابت الوجود وقائمًا بحد ذاته، لأن جميع صفات الشمس من الحرارة والضوء وغيرهما؛ موجودة ذاتها -بشيء من الزيادة- في نفس الإنسان أيضا. إن عجائب نور المكاشفات وحرارة التركيز والتفاني التي توجد في النفوس الكاملة أكثر بكثير من حرارة الشمس وضوئها. فما دامت الشمس ثابتة الوجود وموجودة بحد ذاتها، فكيف يستحيل أن يكون ثابت الوجود وموجودا بحد ذاته مَن كان مِثلَها -بل أعلى وأسمى منها- من حيث الصفات والخصائص؛ أي نفس الإنسان؟ . كذلك المراد من قوله – سبحانه وتعالى -: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} أن القمر بصفة استفاضته من الشمس واستمداده من ضوئها؛ شاهد عيان على أن نفس الإنسان ثابتة الوجود والموجودة بحد ذاتها. لأنه كما يكتسب القمر نورا من الشمس، كذلك يقتبس الإنسان المتحمس وطالب الحق من نور الإنسان الكامل باتّباعه، ويستفيض من فيوضه الباطنية، بل يستفيد أكثر من استفادة القمر؛ لأن القمر يغيب بعد استمداده النور، ولكن هذا الإنسان لا يهجر متبوعه قط. فما دام هذا التابع يشارك القمر بالتّمام في عملية استمداد النور ويملك بقية صفات القمر أيضا؛ فلماذا يُعتبر القمر ثابت الوجود وقائمًا بحد ذاته، ويُرفض تماما كون نفس الإنسان ثابتة الوجود وقائمةً بحد ذاتها؟
فعلى هذا النحو؛ جعل الله تعالى كل الأشياء التي ذكرها قبل القسم بنفس الإنسان شاهدة ناطقة بحسب خصائصها، وبذلك وجه الأنظار إلى أن نفس الإنسان موجودة فعلا. كذلك كلما أقسم الله تعالى في القرآن الكريم ببعض الأشياء، كان المراد من ذلك دائما تقديم الأمر البديهي شاهدا على الأسرار المخفية المماثلة لها.
قد يُطرَح هنا سؤال: إن خصائص الشهود، التي قدِّمت قَسَمًا على كون نفس الإنسان موجودة بحد ذاتها؛ غير موجودة في الإنسان بداهةً، فما الدليل على وجودها فيه؟ جوابًا على ذلك يقول الله تعالى -بعد أن أقسم بالنفس- دحضا لهذه الوسوسة: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}. أي لقد خلق الله نفس الإنسان وفتح لها سبيل الظلام والنور، وسبيل الخراب والازدهار. والذي يختار الظلمة والفجور (أي سبل السيئات) يوصَل إلى درجة الكمال في تلك السبل، حتى يُشبّه بشدة بالليل الحالك الظلام، ولا يستمتع في شيء إلا بالمعصية والسيئة والأفكار المظلمة، فيحب القُرناء من هذا القبيل وتُعجبه الأعمال من هذا النوع، ويتلقّى إلهامات سيئة لانسجامها مع طبعه السيئ؛ أي تتبادر إلى ذهنه الأفكار السيئة والمنكَرة دائما، ولا تنشأ في قلبه أفكارٌ حسنةٌ قط.
أما إذا اختار طريق النور والتقوى؛ فيتلقّى إلهامات تدعم ذلك النور. أي أن الله تعالى يبلّغ النور الموجود في قلبه كبذرةٍ إلى درجة الكمال بإلهاماته الخاصة. ويُزكي نار مكاشفاته المنيرة. عندها يرى هذا الإنسان نوره المنير ويتيقّن -بعد فحص صفة الإفاضة والاستفاضة الموجودة فيه- أن نور الشمس والقمر موجود في نفسه أيضا، وأنه أيضا محظوظ بانشراح الصدر وعلوّ الهمة، ويتأكد أنه كما مُلئت السماء الواسعة بالكواكب، كذلك مُلئ قلبه وذهنه برصيد القوى المنيرة التي تتلألأ تلألُؤَ النجوم. عندها لا يعود بحاجة إلى دليل خارجي لفهم هذا الأمر، بل يتدفق من داخله ينبوع الأدلة الكاملة دائما، ويسقي قلبه العطشان.
أما إذا طُرح سؤال: كيف يمكن مشاهدة هذه الخصائص في نفس الإنسان عمليا؟ فيقول الله تعالى ردًّا على ذلك: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}. أي مَن زكَّى نفسه وتخلّى عن الرذائل والأخلاق الذميمة تماما وسلّم نفسه لأوامر الله تعالى؛ نال مرامه، ووجد نفسه جامعة للكمالات المتفرقة مثل العالَم الصغير. ومن لم يُزَكِّ نفسه، بل دسَّاها في تراب الأهواء السيئة؛ حُرم من نيل المرام.
فملخص الكلام أنه توجد في نفس الإنسان، دون أدنى شك، الكمالات التي توجد متفرقةً في العالم كله. وللتيقُّن بوجودها، هناك سبيل بسيط ومستقيم؛ وهو أن يتوجه الإنسان إلى تزكية نفسه حسب مشيئة قانون الله، لأنه في حالة التزكية لن تنكشف عليه حقيقة تلك الكمالات الكامنة كعلم اليقين فقط، بل كحق اليقين.
ثم يضرب الله مثَل قوم ثمود ويقول بأنهم كذّبوا نبيهم لتمرُّدٍ في جبِلَّتهم، وتقدَّم أشقاهم للتكذيب. فنصحهم نبيُّهم بألا يتعرضوا لناقة الله ومشربها، ولكنهم لم يسمعوا له وعقروا الناقة. فأورد الله عليهم الهلاك والدمار عقابا على جريمتهم وأرغمهم في التراب، ولم يعبأ – سبحانه وتعالى – بما سيحدث بعد موتهم بأراملهم وأيتامهم وأهلهم عديمي الحيلة.
فهذا مثَلٌ دقيق جدا ضربه الله تعالى هنا لتشبيه نفس الإنسان بناقة الله. والمراد منه أن نفس الإنسان أيضا قد خُلقت لتعمل عمل ناقة الله؛ ليركبها الله – سبحانه وتعالى – بتجليه الطاهر في حال فنائها في الله، كما يركب أحدكم ناقةً. فقد قال تعالى لأُسارى النفس، الذين يُعرضون عن الحق، إنذارا وتهديدا؛ إنكم أيضا تذودون، مثل قوم ثمود، ناقة الله عن سُقياها أي مشربها الذي هو عين ذكر الله ومعارفه التي عليها تتوقف حياة الناقة ولم تمنعوها عن مشربها فحسب، بل تريدون عَقْرها أيضا حتى تعجز عن سلوك سبل الله. فإن كنتم تريدون أن تكونوا في مأمن فلا تقطعوا عنها ماء حياتها، ولا تعقروها بسهام أهوائكم الباطلة وفؤوسكم. ولو فعلتم ذلك وماتت الناقة -التي أُعطيتموها مطيةً لله- جريحةً؛ لاعتُبرتم شيئا لا جدوى منه كالحطب، ولقُطعتم وطُرحتم في النار. ثم لن يرحم الله ذويكم بعد موتكم، بل سيواجهون وبال معصيتكم وسيئاتكم. ولن تموتوا أنتم وحدكم عقوبةً على أعمالكم، بل تُلقون بأهليكم وأولادكم أيضا إلى التهلكة.
لقد تبين بوضوح من هذه الآيات البينات أن الله تعالى قد خلق الإنسان أفضل وأعلى من جميع المخلوقات، وأن كون الملائكة والكواكب وغيرها من الأشياء وسائط بين الله والإنسان، لا يدل على أفضليتها. وأنها لا ترفع من شأن الإنسان لكونها الوسائط، بل هي التي تنال العزة لكونها سُخِّرت لخدمة أشرف المخلوقات. إذن، فإنها خادمة كلها وليست مخدومة. 

 

(المصدر : كتاب توضيح المرام) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

اقتضت حكمةُ الله الكاملة أن ترمز الشمس إلى 730 وظيفة تقوم من خلالها بتأثيراتها المختلفة على الدنيا. وتُعطى اسما معينا نظرا إلى كل وظيفة؛ إذ إن أيام الأسبوع مثل الأحد والاثنين والثلاثاء وغيرها ما هي في الحقيقة إلا أسماءً للشمس بحسب وظائفها ولوازمها وتأثيراتها الخاصة. وعندما لا نضع في الاعتبار هذه الوظائف الخاصة عند الكلام؛ نسميها “الشمس” فقط، ولكن عندما نشير إليها واضعين في الاعتبار صفاتها الخاصة وتأثيراتها ومقاماتها في الذهن نسميها نهارا أحيانا، أو نطلق عليها الليل أحيانا أخرى، كما نطلق عليها الأحد أو الاثنين أو تموز أو آب أو أيلول وهلمّ جرا.
فباختصار، كل هذه هي أسماء الشمس في الحقيقة. كذلك إن نفس الإنسان أيضا تُسمَّى بأسماء مختلفة من منطلق المقامات والأوقات والحالات والظروف المختلفة. ففي بعض الأحيان تسمَّى “النفس الزكية” وأحيانا تسمى “الأمارة” أو “اللوامة” أو “المطمئنة”. فلها أيضا أسماء كما للشمس أسماء، ولكن أكتفي بهذا القدر من البيان خوف الإطالة. 

 

(المصدر : كتاب توضيح المرام) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   عن معنى قوله تعالى {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} :

 

إن الذي سبق أن رأى آيات الله يكون تحت طائلة مسؤولية كبيرة. هل منكم من يستطيع القول بأنه لم ير آية؟ ومن الآيات ما يشهد عليه مئات آلاف بل الملايين من الناس. والذي لا يقدر تلك الآيات ويحقّرها إنما يظلم نفسه وسيهلكه الله قبل العدو لأنه شديد العقاب أيضا. والذي لا يصلح نفسه لا يظلم نفسه فقط بل يظلم أهله وأولاده أيضا لأنه حين يهلك هو يهلك أهله وأولاده أيضا ويذلّون. يقول الله تعالى مشيرا إلى ذلك: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}.

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 24-5-1902م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

يحدث كثيرا أن تجاسر المرء وسيئاته تبلغ درجة أنه عندما يهلك بغضب الله تعالى يصل تأثير هذه اللعنة والغضب إلى أولاده أيضا لذلك قال القرآن الكريم: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}. المراد من “عقباها” هم الأولاد وذووه. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 10-6-1902م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

إن لله شؤونا، فلا يأبه عند العذاب على الخبثاء بماذا ستؤول إليه حالة أهلهم وأولادهم ولكنه يراعي الصالحين والأتقياء بحسب: {كان أبوهما صالحا}. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 24-6-1902م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

إن لله شؤونا، فلا يأبه عند العذاب على الخبثاء بماذا ستؤول إليه حالة أهلهم وأولادهم ولكنه يراعي الصالحين والأتقياء بحسب: {كان أبوهما صالحا}. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 24-6-1902م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

لقد ورد في الأحاديث الشريفة وثابت من القرآن الكريم وكذلك من الكتب السابقة أيضا أن سيئات الآباء تجلب الآفة أحيانا على الأولاد أيضا. فقد أشير إلى ذلك في: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}. الذين يعيشون عيش اللامبالاة يستغني الله عنهم. والذي لا يسلّم على سيده في الدنيا لبضعة أيام يتغير نظر السيد له فإذا قطع أحد علاقته بالله فأنّى له أن يبالي به؟ لذلك يقول الله بأنه لا يبالي بأولادهم بعد هلاكهم. يثبت من ذلك أنه تعالى يراعي أولاد الصالح والورع بعد موته. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 24-8-1902م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :


عندما يشير الملك مثلا إلى أمر أنه إن امتنعتم عنه لكان فيه خير لكم، فالذي يمتنع كان خيرا له وإلا كيف يكون عذابه قاسيا. كذلك أولا يفهّم الله تعالى الناس بعذابات صغيرة ليمتنعوا لأن الفرصة مازالت مواتية لهم وإلا سيندمون. ولكن عندما لا يفهمون ولا يتوقفون عن معصيته فيكون عذابه بحسب: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 31-3-1903م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :


إن بعض الناس يذنبون ولا يأبهون بذلك وكأنهم يعدّون الذنب مثل شراب عذب زلال ويحسبون أنه لن يضرهم شيئا. فليعلموا أن الله كما هو غفور ورحيم كذلك هو غنيّ أيضا، عندما يغضب لا يبالي بأحد ويقول: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}. أي لا يبالي بأولاد أحد أيضا أنه إذا مات فلان كيف ستكون حالة أيتامه. 

 

(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 24-4-1903م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

من حسن حظ الإنسان أن يُحدث في نفسه تغيُّرا قبل نزول البلاء، وإن لم يفعل وكان نظره على الأسباب والمكر والحيلة فماذا عساها تكون عاقبته إلا أن يتسبب في هلاك أهله أيضا معه لأن الرجل هو ربّان البيت، فلو غرق غرقت السفينة معه لذلك قال الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}. إذًا، إن خلاص أهله وعياله مرتبط بخلاصه. والواضح من: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}، أن الله تعالى لا يبالي بذويه لأن استغناءه يعمل عندئذ عمله. 

 

(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 16-7-1904م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

إن الذي لا يبالي بأوامر الله لا يبالي به الله أيضا كما يتبين من الآية: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}. أي عندما ينزّل الله العذاب بالعصاة ينزّله غير مبال لدرجة لا يهتم بأولادهم أيضا ماذا عسى أن تؤول إليه حالتهم بعد هلاك آبائهم العصاة. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 10-2-1905م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

يجب أن ترسخوا عظمة الله في القلوب وتخافوه دائما. إن بطشه خطير، صحيح أنه يعفو ويغض الطرف ولكن عندما يبطش بأحد يبطش بشدة لدرجة: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}، أي عندها لا يبالي الله تعالى كيف ستكون حالة الذين يخلفونه. وعلى النقيض من ذلك إن الذين يخافون الله ويرسخون عظمته في قلوبهم يُكرمهم الله تعالى ويصير جُنَّة لهم. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 17-6-1906م) 

قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد   :

 

الذين ينهمكون في الفسق والفجور في أثناء حياة الأنبياء ولا يفكرون في العاقبة ويهاجمون الصادقين يقول الله تعالى عن أمثالهم: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} المراد من ذلك أن الله تعالى عندما يهلك ملحدا خبيثا فلا يبالي كيف سيعيش أهله وعياله وذووه بعده. 

 

(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 24-9-1907م) 

هذا الموقع هو موقع علمي لا يتبع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تسمىى الطائفة القاديانية ولا يتبع أي فرقه من الفرق المنتسبه للإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025. All Rights Reserved.

 MirzaGhulamAhmed.net © 2025.

All Rights Reserved.

E-mail
Password
Confirm Password