قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
إن الله تعالى يربّي الجميع بدون الحسنة والدعاء والتضرع وبدون التمييز بين مؤمن وكافر، ويفيد الجميع بفيض ربوبيته ورحمانيته، فأنى له أن يضيع حسنات أحد. إن شأنه هو أنه: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}. هذا هو مفهوم القرض الحقيقيُ الذي يتبين من هذه الآية. لما كان هذا هو المفهوم الحقيقي للقرض فقال: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا}، وتفسيره في الآية: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}.
(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 10-5-1901م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
من كان على علاقة مع الله مهما كانت بسيطة لا يضاع: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}.
(المصدر: جريدة البدر، بتاريخ 24-4-1903م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
إن الله لا يضيع أجر أحد فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره.
(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 3-8-1903م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
أولا يُعطى المرء علم الذنب، ثم الله يهبه العرفان كما قال تعالى : {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} ، عندها يتقدم العبد في خشية الله وينال التزكية التي هي المقصود من خلقه.
(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 21-2-1903م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
{مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}، … فلا خصوصية لفئة أو قوم هنا.
(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 24-9-1904م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
العقوبات التي يعاقَب بها الناس في هذه الدنيا ليست حقيقية بل هي أظلال العقوبات الأخروية والهدف منها هو العبرة. إن أهداف العالم الآخر مختلفة تماما وهي أعلى وأسمى. فسيرى الناس فيه نموذج: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} وسيضطر الإنسان ليتحمل عقوبة ذنوبه الخفية وعزائمه. والفَرق الواضح بين عقوبات الدنيا والآخرة هو أن العقوبات في الدنيا تهدف إلى إقامة الأمن ومن أجل العبرة، أما العقوبات في الآخرة فهي النتائج الأخيرة والنهائية لأعمال الإنسان، ولسوف يعاقَب في الآخرة حتما لأنه سبق أن تناول سمًّا (الذنب) ولا يمكن أن يجتنب تأثير هذا السم دون الترياق.
(المصدر: جريدة الحكم، بتاريخ 10-1-1902م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
الأسف على حالة متّبع مذهب وحدة الوجود إذ ادّعى الألوهية ومع ذلك لم تقم له قائمة. والأغرب من ذلك أن ألوهيته لا تستطيع أن تنقذه من الجحيم لأن الله تعالى يقول: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهْ}، أي كلما ارتكب ذنبا دخل جهنم لينال عقوبته، وبطلت ألوهيته كلها.
(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 24-9-1901م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
مِن الناس مَن يقعون تحت شدة الآلام والمصائب باستمرار، وليس ذلك إلا نتيجة أعمالهم السيئة: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهْ}. فعلى المرء أن يستغفر الله دائما، ويراقب نفسه حتى لا تتجاوز أعماله السيئة حدودها، فتجلب عليه غضب الله عز وجل. حينما يمنّ الله سبحانه على أحد يلقي محبته في قلوب الناس، ولكن عندما يتجاوز شر الإنسان الحدّ، يشتد عليه غضب الله من السماء، فتقسو قلوب الناس تجاهه، ولكنه إذا تاب واستغفر ولجأ إلى عتبة الله سبحانه وتعالى، عادت الرحمة في قلوب الناس نحوه من حيث لا يعرف أحد بأن بذور الحب نحوه قد بُذرت في قلوبهم. باختصار، إن التوبة والاستغفار وَصْفة مجرّبة تنفع دائمًا.
(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 12-5-1899م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
مِن الناس مَن يقعون تحت شدة الآلام والمصائب باستمرار، وليس ذلك إلا نتيجة أعمالهم السيئة: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهْ}. فعلى المرء أن يستغفر الله دائما، ويراقب نفسه حتى لا تتجاوز أعماله السيئة حدودها، فتجلب عليه غضب الله عز وجل. حينما يمنّ الله سبحانه على أحد يلقي محبته في قلوب الناس، ولكن عندما يتجاوز شر الإنسان الحدّ، يشتد عليه غضب الله من السماء، فتقسو قلوب الناس تجاهه، ولكنه إذا تاب واستغفر ولجأ إلى عتبة الله سبحانه وتعالى، عادت الرحمة في قلوب الناس نحوه من حيث لا يعرف أحد بأن بذور الحب نحوه قد بُذرت في قلوبهم. باختصار، إن التوبة والاستغفار وَصْفة مجرّبة تنفع دائمًا.
(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 12-5-1899م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} ولا ينخدعنّ أحد في هذا المقام أنه قد وردت في القرآن الكريم آية آخرى أيضا: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}. فليكن معلوما أنه لا يوجد في هذه الآية وآيات أخرى أيّ تناقض لأن المراد من الشر هو الشر الذي يصرّ عليه صاحبه ولا يرتدع عن ارتكابه ولا يتوب عنه. لذلك قد استخدِمت هنا كلمة “شرّ” وليس “ذنب” ليُعلم أن المراد هنا هو فعل الشر الذي لا يريد الشرير أن يتوقف عنه. وإلا فالقرآن الكريم زاخر بأن الذنوب تُغفَر نتيجة الندم والتوبة والاستغفار وترك الإصرار. بل الله يحب التوابين كما يقول: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
(المصدر : كتاب ينبوع المعرفة)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
إذا كان المرء مخلصا فلا يضيع الله له حسنة وإن كانت مثقال ذرة، فقد قال بنفسه: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}، فسينال المرء أجره على الحسنات مهما كانت صغيرة.
(المصدر : جريدة الحكم، بتاريخ 17-6-1906م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
إن الله تعالى لا يضيع عمل عامل {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}
(المصدر : تقرير خطاب الجلسة السنوية عام 1897م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
سوف نتمسك بالمبدأ فقط، وقد قيل في مبدئنا: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}، ولكم أن تروا كيف سيؤثر ذلك، ليس تأثيره إلا أن الإنسان سيشعر بضرورة الأعمال وسيسعى لكسب الأعمال الصالحة، ولكن إذا قيل على عكس ذلك بأن الإنسان لا يمكن أن ينجو بالأعمال فإن ذلك سيثبّط من همته ويحط من مستوى سعيه ويجعله يائسا تماما. من هنا يتبين أيضا أن مبدأ الكفارة يسيء إلى قوى الإنسان لأن الله تعالى وضع في قواه رغبة في الارتقاء ولكن الكفارة تحول دونها.
لقد قلتُ قبل قليل بأن الذين رأوا حالة التحرر السافر والحرية المطلقة في المؤمنين بالكفارة يعرفون أن الفواحش تُرتكَب مثل الكلاب والكلبات بسبب المبدأ نفسه، فتُرتكب المنكرات في منتزه “هايد بارك” في لندن علنا وتتولد أولاد الحرام. فعلينا ألا نقتصر على القيل والقال فقط بل يجب أن ترافقه الأعمال. والذي لا يرى ضرورة الأعمال هو غافل عن العاقبة وجاهل. توجد في قانون الطبيعة نظراء الأعمال ونتائجها، ولكن لا نظير للكفارة. فمثلا يشعر المرء بالجوع ثم يزول بعد تناول الطعام، أو يشعر بالظمأ ويخمد بعد شرب الماء. فتبين أن الجوع أو العطش زالا نتيجة تناول الطعام وشرب الماء، ولكن لم يحدث قط أن يجوع زيدٌ ويتناول “بكرٌ” الطعام ويزول جوع زيدٍ. فلو وُجد نظيره في السنن الكونية لعله فتح مجالا للاعتقاد بالكفارة، ولكن ما دام ليس هناك أي نظير لذلك فكيف يقبله الإنسان الذي تعوّد على القبول بعد المعاينة؟ ولا يوجد نظيره في قانون الناس العادي أيضا. ولم يلاحَظ قط أن يسفك زيدٌ الدمَ ويُشنق خالدٌ. باختصار، هذا قانون لا نظير له قط، فأقول مخاطبا جماعتي إن هناك ضرورة للأعمال الصالحة، فإذا كان شيء يصل إلى الله فهو أعماله ليس إلا.
(المصدر :جريدة الحكم، بتاريخ 31-7-1901م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
معلوم أن المناجم تُكتشف من الأرض وتنفجر البراكين أيضا عادة ولكن حدوث الزلازل في هذه الأيام خاصة وانقلاب الأرض رأسا على عقب من علامات الزمن الأخير، وفي الآية: {أَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا} إشارة إلى الأمر نفسه. يعلن الدهر أنه قد اتخذ صورة جديدة والله يريد أن يُظهر تصرفات خاصة على الأرض.
(المصدر :جريدة البدر، بتاريخ 21-11-1902م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
الزمن الراهن الذي هو زمن: {أَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا} إنما كان خاصا بعصر المسيح الموعود حصرا، فانظروا الآن كيف تظهر للعيان اكتشافات ومناجم جديدة لا نظير لها في الأزمنة الغابرة قط، وأرى أن الطاعون يدخل في هذه القائمة إذ أصله في الأرض وتأثيره الأول يقع على الفئران. باختصار، ما دامت العلوم الأرضية قد بلغت ذروة الكمال في هذا العصر وبلغت الإساءة إلى الإسلام أيضا منتهاها، من له أن يقول إن الجرائد والكتب والكتيبات التي نُشرت للإساءة إلى الإسلام في خمسين أو ستين عاما الماضية قد نُشرت من قبل أيضا. فما دامت الأمور قد بلغت هذه الدرجة لا يؤمن أحد ما لم يكنّ في قلبه غيرة للإسلام، والمعلوم أن عديم الغيرة ديّوث. (الحكم، مجلد5، رقم14، عدد 17/ 4/1901م، ص7)
(المصدر :جريدة الحكم، بتاريخ 17-4-1901م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
الزمن الراهن الذي هو زمن: {أَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا} إنما كان خاصا بعصر المسيح الموعود حصرا، فانظروا الآن كيف تظهر للعيان اكتشافات ومناجم جديدة لا نظير لها في الأزمنة الغابرة قط، وأرى أن الطاعون يدخل في هذه القائمة إذ أصله في الأرض وتأثيره الأول يقع على الفئران. باختصار، ما دامت العلوم الأرضية قد بلغت ذروة الكمال في هذا العصر وبلغت الإساءة إلى الإسلام أيضا منتهاها، من له أن يقول إن الجرائد والكتب والكتيبات التي نُشرت للإساءة إلى الإسلام في خمسين أو ستين عاما الماضية قد نُشرت من قبل أيضا. فما دامت الأمور قد بلغت هذه الدرجة لا يؤمن أحد ما لم يكنّ في قلبه غيرة للإسلام، والمعلوم أن عديم الغيرة ديّوث.
(المصدر :جريدة الحكم، بتاريخ 17-4-1901م)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
الآيات التي أُخبر فيها أولا بانتشار الظلمة الأرضية والسماوية بقوة وشدة ثم ذُكرت علامات نزول النور السماوي، منها: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ …. }. أي ستهتزّ الأرض في الزمن الأخير بشدة، بمعنى أن تغيّرا عظيما سيحدث في أهل الدنيا، وسيميل الناس إلى الأهواء النفسانية وعبادة الدنيا. فقال: {وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا}، أي تظهر للعيان العلوم الأرضية والمكائد الأرضية، وكل ما هو مودَع في فطرة الإنسان من الكمالات الأرضية. وستُخرج الأرض التي يعيش عليها الناس جلّ خواصها، وسيُعثَرُ على ميزاتها الكثيرة من خلال علوم الطبيعة والفلاحة، وتكتَشَف المناجم وتكثر الزراعة.
فباختصار، تخصب الأرض وتُكتشَف أصناف الأجهزة حتى يقول الإنسان ما القصة، كيف تظهر العلوم المتجددة والفنون الجديدة والصناعات الحديثة؟ عندها تسرد الأرض أيْ قلوب الناس قصصهم بلسان حالهم أن هذه الأمور المتجددة التي تظهر للعيان ليست منا بل هي نوع من الوحي الإلهي لأنه ليس ممكنا أن يخلق الإنسان كل هذه العلوم الغريبة بمساعيه.
ويجدر بالانتباه أيضا أن الآيات الأخرى التي أضيفت في القرآن الكريم إلى جانب هذه الآيات التي تتعلق بالقيامة قد أضيفت بحسب سنة الله التي ذُكرت من قبل. وإلا فلا شك أن المعنى الحقيقي والأَولى لهذه الآيات هو ذلك الذي ذكرته أنا. والقرينة القوية والحاسمة على ذلك هي أنه لو استنبطنا من هذه الآيات معنى ظاهريا لاستلزم ذلك فسادا كبيرا. أيْ لو استنبطنا حدوث زلازل شديدة تجعل عالي الأرض سافلها، مع الكثافة السكانية القائمة في الدنيا لكان ذلك مستحيلا ومن المتعذر تماما.
لقد ورد في الآية المذكورة آنفا بكل جلاء: {قَالَ الإِنْسَانُ مَا لَهَا}، فإذا كان صحيحا في الحقيقة أن الأرض ستنقلب رأسا على عقب نتيجة الزلازل الرهيبة فأين يكون الإنسان أصلا ليسأل الأرض؟ بل إنه سوف يختفي في طيّ العدم مع الزلزال الأول. والمعلوم أنه لا يمكن إنكار العلوم الحسية بحال من الأحوال، لذا فإن استنتاج المعنى الذي هو باطل بالبداهة ويعارض القرائن الموجودة ليس إلا جعل الإسلام عرضة للضحك وإعطاء المعارضين فرصة للاعتراض عليه.
فالمعنى الحقيقي والصائب هو ذلك الذي بيّنتُه أنا قبل قليل. والمعلوم أن هذه التغيّرات والفتن والزلازل ظهرت للعيان في زمننا على يد قوم النصارى فقط لدرجة ما وُجد نظيرها في الدنيا قط. فهذا دليل آخر على أن هذا هو القوم الأخير الذي قدِّر على يدهم انتشار الفتن المختلفة، والذين قاموا في الدنيا بأعمال السحر من كل نوع. وكما ورد أن الدجال سيدّعي النبوة والألوهية أيضا، فقد صدر من ذلك القوم هذان الإعلانانِ. المراد من ادّعاء النبوة هو أن قساوسة هذا القوم تدخّلوا في كتب الأنبياء بتجاسر متناه وكأنهم الأنبياء بأنفسهم، فحرفوا عباراتها كما شاءوا، وألّفوا الشروح بحسب مبتغاهم وتدخّلوا في كل شيء افتراء وتجاسرا منهم، وأخفَوا الموجود وأظهروا المعدوم. واستنبطوا معانٍ محرَّفة بكل تحدٍّ وكأن الوحي نزل عليهم وأنهم هم الأنبياء. فتراهم دائما يجيبون عند المناظرات والمباحثات أجوبة سخيفة وبعيدة عن الصدق متعمدين وكأنهم يصنعون إنجيلا جديدا. وكذلك إن تأليفاتهم أيضا تدل على عيسى جديد وإنجيل جديد. لا يخشون عند قولهم الكذب قط وقد ألَّفوا بحذلقتهم عشرات الملايين من الكتب تأييدا لادّعائهم الكاذب، وكأنهم رأوا بأم أعينهم عيسى جالسا على كرسي الألوهية.
أما ادّعاء الألوهية؛ فقد تجاوزوا الحدود من حيث التدخّل في أمور الألوهية وأرادوا ألا يبقى في السماء ولا في الأرض سرٌّ لا يصلون كنهه. أرادوا أن تكون أعمال الألوهية كلها في قبضتهم، بل ليقع مفتاح الألوهية في أيديهم بحيث يكون طلوع الشمس وغروبها أيضا تحت تصرفهم إن أمكن، وأن يتبع نزول المطر وانقطاعه حركة يدهم، وألا يكون شيئا مستحيلا أمامهم. فما معنى ادّعاء الألوهية غير ذلك؟ فهو ليس إلا أن يتدخّلوا في أعمال الألوهية وفي القدرات الخاصة بها، وأن يخالج قلوبهم شوق ليحتلوا مكانته – سبحانه وتعالى – بوجه من الوجوه. إن الذين يطعنون في الأحاديث المتعلقة بالمسيح الموعود والدجال عليهم أن يتدبروا في هذا المقام، أنه إذا لم تكن هذه النبوءات من الله تعالى بل من صنع الإنسان لما أمكن أن تتحقق بهذا الصفاء والجلاء. هل ذهب وهْل أحد مرة إلى أن قوم النصارى سيسعون في زمن من الأزمان لتأليه الإنسان ويقومون بافتراءاتهم إلى هذه الدرجة، ولن يتركوا لله مرتبة الخصوصية في التحقيقات الفلسفية؟
لاحِظوا ما ورد عن حمار الدجال أن بين أذنيه سبعين باعا فإن ذلك ينطبق على القطار تماما في أغلب الحالات. وكما جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف أن ركوب الجِمال سيُلغى في ذلك الزمن فترى أن القطار قد ألغى جميع المطايا، وما بقيت إليها حاجة إلا قليلا جدا. ومن الممكن أن تتلاشى تلك الحاجة القليلة أيضا في أيام قريبة. كذلك رأينا بأم أعيننا أن علماء هذه الأمة وحكماءها قد خلقوا في الدين فتنا لا نظير لها منذ زمن آدم إلى هذه اللحظة. فلا شك أنهم قد تدخّلوا في النبوة وفي الألوهية أيضا. فأيّ دليل أقوى على صحة هذه الأحاديث من تحقق النبوءة الواردة فيها. والحق أن في الآية القرآنية: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} إشارة إلى هذا الزمن الدجالي نفسه ويستطيع أن يفهمه كل من يملك قليلا من العقل. وإن هذه الآية تبين بصراحة تامة إلى تقدُّم هذه الأمة في العلوم الأرضية.
(المصدر : كتاب شهادة القرآن)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
تشير الكلمة: {إذا زُلزِلتْ} إلى أنه حين ترون هذه العلامات، فاعلموا أن ليلة القدر هذه قد ظهرت مرة أخرى بكل قوة وشدة، وأن مصلحا ربانيا قد نزل من الله تعالى مع ملائكة ينشرون الهداية. كما يقول تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}، أي أن علامة تلك الأيام الأخيرة -حين يأتي مصلح عظيم من الله، وتنزّل الملائكة في الزمن الأخير- هي أن الأرض ستُزلزَل إلى أقصى حد ممكن، أي ستُحرَّك الطبائع والقلوب والأذهان إلى أقصى درجة ممكنة، وأن النشاطات العقلية والفكرية والسَبُعية والبهيمية ستتحرك بكل حماس. {وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا}: أيْ أن قلوب الناس ستُظهِر للعيان مواهبها الخفية كلها. وستُظهر للعيان كل ما فيها من خزائن العلوم والمعارف أو القوى والكفاءات العقلية والذهنية الخفية، فسيظهر للعيان جوهر القُوى الإنسانية كلها. وسيأتي من مَكْمَن القوة إلى حيِّز الفعل كل ما في الإنسان من المواهب والكفاءات أو العواطف المودَعة في طبيعته. وسيستبين كلُّ نوع من الدهاء الكامن في حواس الإنسان كالذكاء ودقَّة النظر المودعة في العقل البشري. وسيسيطر الناس على دفائن وكنوز جميع العلوم والمعارف التي كانت لا تزال خافية ومستورة، ويوصلون خططهم الفكرية والعقلية إلى منتهاها في كل مجال. وتتنشط جميع قوى الإنسان المتأصلة في فطرته بفعل مئات التحريكات.
والملائكة الذين قد نزلوا مع هذا البطل المصلح في ليلة القدر سوف يُلقون بتأثيرهم الخارق للعادة على كل شخص على قدر كفاءته؛ بمعنى أن الصالحين يتقدمون في أفكارهم الصالحة، أما الذين تقتصر نظرتهم على الدنيا فقط فسيأتون -بتحريض من هؤلاء الملائكة- بخوارقَ من حيث العقول الدنيوية والأمور الاجتماعية، لدرجةٍ تُحير المرء العارف أيضا، فيقول في نفسه: من أين لهم هذه القوى العقلية والفكرية؟ عندها تتكلم كل موهبة إنسانية بلسان حالها وتقول: إن هذه القدرات العليا ليست من عندي، وإنما هو وحي الله النازل على كل شخص على قدر كفاءته وحالته. أيْ سوف يبدو للعيان بكل وضوح أن ما تقوم به قلوب الناس وأذهانهم ليس من عند أنفسهم بل هو تحريض من الغيب يدفعهم إلى تلك الأعمال.
ففي ذلك اليوم تثور كل قوة، حتى إن قوى الناس الماديين أيضا تثور بتحريض من الملائكة -وإن لم تتجه إلى جادة الصواب بسبب النقصان في كفاءاتهم- ولكن يحدث فيها التموُّج على أية حال، وبسبب زوال الخمول والتحجُّر منها يكتشفون لمنهج عيشهم أساليب غريبة وأدوات ومعدات مختلفة. أما الصالحون فتتراءى في قواهم عينُ الإلهامات والمكاشفات تتدفق بشكل خارق للعادة وبكل جلاء، وسيكون من النادر جدا أن تبطل رؤيا المؤمن. عندها تكتمل دائرة ظهور القوى الإنسانية، وكلّ ما أُودع في البشر من الأسرار سيظهر للعيان ويتجلّى بوضوح. وعندها تقوم ملائكة الله بجمع الصادقين كحزب واحد، بعدما كانوا يعيشون في مختلف أكناف العالم في خفاء. وكذلك يتراءى حزب أهل الدنيا من الناس أيضا بوضوح تام، ليرى كل حزب ثمرات مساعيه. عندها يصل الأمر إلى نهايته. هذه هي علامة ليلة القدر الأخيرة التي وُضع أساسها من الآن، والتي قد بعثني الله تعالى أولا لإكمالها، وقال لي مخاطبا ما نصه: “أنت أشد مناسبة بعيسى ابن مريم وأشبه الناس به خُلقا وخَلقا وزمانا.” ولكن تأثيرات ليلة القدر هذه لن تتضاءل، بل تظل تعمل بصورة متواصلة ما لم يتحقق كلُّ ما قدّره الله تعالى في السماء.
والزمن الذي حدده عيسى – عليه السلام – في الإنجيل لنزوله، أي سيكون زمن الأمن والوئام، مثل زمن نوح – عليه السلام – فإن سورة الزلزلة التي فسّرتُها قبل قليل تشهد في الحقيقة على الموضوع نفسه كضرورة لازمة، لأن زمن انتشار العلوم والمعارف وتقدُّم عقول الناس لا بد أن يكون في زمن الأمن التام في الحقيقة، إذ من المستحيل تماما أن يحصل التقدم في الأمور العقلية والعملية في زمن الحروب والمفاسد، وفي زمن الأخطار على الأرواح. بل الحق أن هذه الأمور لا تخطر بالبال إلا إذا كان الإنسان يحظى بالأمن كاملا.
أما ما فسّر به المشايخ المعاصرون سورة الزلزلة بأن الأرض في الحقيقة ستُزلزَل في آخر الأيام، وبذلك ستُقلب الأرض رأسا على عقب، وتُخرِج على السطح كل ما فيها من الأشياء، ويسأل الناسُ -أي الكفارُ- الأرضَ: ما بكِ؟ فتتكلم الأرض يومها وتحدِّث أخبارها، هذا التفسير خاطئ تماما، وينافي سياق هذه الآيات في القرآن الكريم. فلو أمعنّا النظر في القرآن الكريم في هذا المقام لتبين لنا بصراحة متناهية أن هاتين السورتين، أيْ البيِّنة والزلزلة تتعلقان بسورة القدر، وتتحدثان عن أحوال ليلة القدر والظروف السائدة فيها إلى نهاية الدهور والعصور.
وبالإضافة إلى ذلك؛ لكل عقل سليم أن يدرك أنه إذا انقلبت الأرض رأسا على عقب نتيجة الزلزال المهيب، فكيف سيعيش الكفار ليستفسروا الأرض عن أحوالها؟ هل يمكن أن تنقلب الأرض رأسا على عقب تماما ومع ذلك يبقى الناس أحياء؟ بل المراد هنا هو أهل الأرض، وهذا أسلوب شائع في القرآن الكريم؛ إذ أنه يراد من الأرض، قلوب أهلها وقواهم الباطنية. وذلك مثل قوله جل شأنه: {اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} ، وقوله أيضا: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا} . كذلك هناك عشرات الأمثلة في القرآن الكريم بهذا الصدد لا تخفى على القراء الكرام.
كما إن ظهور الوُعّاظ الروحانيين ونزول الملائكة معهم يكون نموذجا للقيامة الروحانية، إذ يؤدي ذلك إلى الحركة والنشاط في الأموات. والمقبورون يخرجون من أجداثهم، وينال الصالحون والطالحون جزاءهم جزاءً وفاقا. فإذا اعتبرنا سورة الزلزلة من علامات القيامة، فلا شك أن وقتا مثله يكون قيامة نوعا ما، إذ يأتي عباد الله المؤيَّدون متمثلين في قيامة فعلية، ويمكن أن يسمَّى وجودهم قيامةً فعلا، فبمجيئهم يبدأ الأموات الروحانيون بالعودة إلى الحياة. ومما لا شك فيه أيضا أنه عندما يأتي الزمن الذي تُظهر جميع القوى البشرية كمالها للعيان، وتترقّى العقول والأفكار البشرية قدر الإمكان، وتظهر كافة الحقائق الخفية التي كان إظهارها مقدرا منذ البداية؛ عندها تكتمل دائرة العالم، وتُطوى صفحته دفعة واحدة. كل شيء فانٍ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
(المصدر : كتاب إزالة الأوهام)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
“إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ ٱلْأَرْضُ أَثْقَالَهَا” يعني إن زلزالا شديدا سيقع في الأرض في ذلك الوقت، فتُخرج كنوزها ودفائنها؛ أيْ سيحدث تقدم ملحوظ في العلوم الأرضية وليس في العلوم السماوية.
(المصدر : كتاب إزالة الأوهام)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
لقد وردت كلمة “زلزال” في وحي الله مرارا، وقال – عز وجل – بأن ذلك الزلزال سيكون نموذج القيامة بل يجب أن يسمَّى زلزلة القيامة، كما تشير إليها الآية: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}
(المصدر : كتاب البراهين الأحمدية – الجزء الخامس)
قال الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام احمد :
{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}، هناك نبوءة عن الزلزال أن زلزالا شديدا سيقع على الأرض، وستُخرج الأرض كل ما فيها ….
لقد جاء في القرآن الكريم أن الجبال بمنزلة أوتاد الأرض، فيعترض قليلوا الفهم ويقولون ما هذا الكلام؟ والزلزال الأخير قد محا هذا الاعتراض أيضا. الجبال هي التي تسبب انفجار البراكين، فعندما يحلّ الدمار بالجبال يعمّ الجميع، فالجبال هي مركز الأمن أو عدم الأمن.
(المصدر : جريدة البدر، بتاريخ 18-5-1905م)