الوضع التاريخي لقاديان
قال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام:
كان 500 حافظ للقرآن الكريم يقيمون في قرية قاديان هذه، وكان اسمها آنذاك “إسلام بور “، أما الآن فلا يتوفر هذا العدد من الحفاظ في كُبرى مدن الهند دع عنك قاديان؟ لقد خرَّب السيخ الشوكة الإسلامية لهذا المكان. فكان يقيم هنا كثير من السيخ وقد حارب بعضُهم السيد أحمد أيضًا، لكنهم ماتوا جميعًا رويدا رويدا، ولعل بضْعة منهم ما زالوا على قيد الحياة.
حقيقة الجهاد
قال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام:
لقد فهم المشايخ المعاصرون مسألة الجهاد أيضًا فهمًا خاطئًا. لا نجد قطعا في القرآن الكريم والحديث وسوانحِ النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام سمح بمثل هذا الجهاد الدامي أو مارسه قط، أي أن يُكره الكفار على اعتناق الإسلام. لقد تحمَّل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته أيضًا الاضطهادَ والأذى من الكفار على مدى 13 عامًا، فلما تجاوزت اعتداءات الكفار حدودها، أُذن بقتل أولئك الذين كانوا يَقتلون المسلمين، وسُمح للمسلمين أيضًا بالرد لكونهم مظلومين. خلاصة الجهاد تنحصر في هذا. أما الجزية التي هي ضريبة قليلة فهي تثبت بحد ذاتها أن المسلمين كانوا قد أُمروا بأن يهيئوا الأمن للكفار الذين يعيشون تحت إمرتهم.
وتعليقا على هذا قال حضرة المولوي نور الدين المحترم: إن آية القرآن الكريم ” وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّهُدِّمَتۡ صَوَ ٰمِعُ وَبِیَعࣱ وَصَلَوَ ٰتࣱ وَمَسَـٰجِدُ یُذۡكَرُ فِیهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِیرࣰاۗ وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ” (الحج:40)، أيضًا تثبت أن القتال من أجل الدين وبذْل المساعي للقضاء على الأديان الأخرى بالسيف لا يجوز. إن الله سبحانه وتعالى يريد الحفاظ على معالم جميع الأديان، وهو ينصر الصادق منها نصرًا خاصًّا. فالصادق ينال القبول والشعبية تلقائيا وهو غنٌّي عن أي قتال.
(المصدر: جريدة بدر؛ بتاريخ 1907/11/28م)