سبب التسمية بالأحمدية
ذكُر للإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام أن بعض الناس يعترضون على أن المرزا لماذا سمى جماعته باسم جديد أي الأحمدية؟ فقال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام:
إن القصد من هذه التسمية التعارف فقط، إذ ثمة فِرق إسلامية كثيرة بعضهم يسمُّون أنفسهم أحنافًا، وبعضهم شافعيين، وبعضهم أهل الحديث وغيرهم. فلما كان “أحمد ” الاسم الجمالي للنبي صلى الله عليه وسلم يتجلى في العصر الراهن، فلذا سميتُ هذه الجماعة الأحمديةَ. وكان هذا الاسم مقدرا لهذه الجماعة وفي هذا الزمن حصرًا. وصحيح أن بعض الناس صاروا أئمة جماعات وكان من أسمائهم اسم أحمد أيضًا، إلا أن الله لم يقدّر لأحد أن يسمي جماعته بالأحمدية، فمثلا سُميت جماعة الإمام أحمد بن حنبل “الحنابلة “، كما سميت جماعة السيد أحمد البريلوي “المجاهدين ” بينما سمي أتباع السيد أحمد من عليكره “أصحاب مذهب الطبيعة “، فقسْ على ذلك. فلم تُسمَّ أي جماعة من قبلُ بالأحمدية.
المعارضة مفيدة
ذكُر أن في كشمير شيخًا كبيًرا يدعى مير واعظ، وكان صامتا عن هذه الجماعة، لكنه بدأ يعارضها في وعظه منذ أن وجه المولوي عبد الله المحترم له الخطاب في الإعلامات المنشورة. فقال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد عليه السلام :
كان تصرف المولوي عبد الله في هذا الخصوص صحيحًا، فلا ينبغي الخوف من المعارضة بل هي مفيدة، فهي سنة الله منذ القدم، إذ كلما بُعث نبي عارضه الناس، وسبُّوه وشتموه، فخلال ذلك تسنح لهم فرصة الاطلاع على الكتب والاستماع إلى الأوضاع الصحيحة والاطلاع عليها. إن عشاق الدنيا الذين يستغرقون في أعمالهم المادية، لا يجدون وقت الفراغ للاهتمام بأمور الدين، لكن المعارضة تتيح لهم أيضًا الفرصة للتدبر والتأمل. وبسبب ضجيج المعارضين وشغبهم يلتفت الآخرون أيضًا إلى أن يتقصّوا الحقائق. فقد وصلتني رسائل كُثر كتبوا فيها: لقد خطر ببالنا، بعد أن قرأنا الكتابات المعارِضة للمولوي محمد حسين أو المولوي ثناء الله وغيرهما وكُتبهم، أنه ينبغي أن نقرأ كتب المرزا المحترم أيضًا. وحين قرأنا كتابك وجدناه يفيض بالروحانية، وانكشف علينا الحق.
حين يعير المرء الاهتمام فإن إنصافه القلبي يدينه، فحيثما تشتعل نار المعارضة والضجة تنشأ هناك جماعةٌ، فالناس من الصالحين والطالحين كلهم كانوا إخوة قبل بعثة الأنبياء، وبعد بعثة النبي يحدث امتياز بينهم حيث ينفصل الأشقياء عن السعداء. فلو لم يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم على المعارضين القولَ الإلهي “إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله حَصَبُ جَهَنَّمَ” (الأنبياء: 98) لما أبدى الكفار هذه المعارضةَ، لكنهم ثاروا عند سماع مثل هذه الكلمات بحق آلهتهم.
لقد ظهرت لنا معارضةٌ شرسة في البنجاب أكثر وفيها نفسِها أنشأ الله جماعة كبيرة أيضًا، يقول الله تعالى بأن الناس يكونون أمة واحدة وعند بعثة نبّي يحدث فيهم اختلافٌ . فحين باهل أبو جهل النبَّي صلى الله عليه وسلم ودعا الله تعالى في الأخير قائلا:
يا إلهي، إن الذي أحدث الفساد في البلد، وقطع الرحم فأهلِكْه اليوم، فهلك نفسُه. يتبين من دعائه أيُّ وضع سيئ كان يسود البلد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى من كان الكفار ينسبون ذلك الفساد فيما بينهم. عندما يصدر الضجيج والشغب يظهر أناس يتحلَّون بالإنصاف، ويخافون الله. فمن عادة معارضي الأنبياء أنهم يصرون على أمر اتباعًا للعادات والتقاليد، ويقطعون الأمل من الله، ويتخذون القرار أن يموتوا على ذلك حصرًا مهما يحدث. لكن الله سبحانه وتعالى يخلق من أنفسهم السعداء أيضًا.
(المصدر: جريدة بدر: بتاريخ 1907/11/7م)