سبب تسمية مجدد آخر الزمان ب الإمام المهدي والمسيح الموعود
قال الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد القادياني : “فلما كان رسولنا صلى الله عليه وسلم قد وُصِف في التوراة بأنه مثيل موسى، فوجب أن يكون عند نهاية السلسة المحمدية مسيح مثلما كان في السلسلة الموسوية. ” (لمصدر: كتاب الحكومة الإنجليزية والجهاد)
وقال الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني : (والواضح عند أولي النهى أن الله تعالى أراد من إقامة سلسلة بني إسماعيل مقابل سلسلة بني إسرائيل أن يجعل هذه السلسلة مماثلة ومشابهة لسلسلة بني إسرائيل من كل الوجوه. فمن هذا المنطلق جعل سيدنا ومولانا النبي -صلى الله عليه وسلم- مثيل موسى كما قال: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا}. فكان محتوما أن يأتي خاتم خلفاء هذه الأمة مثيلا لعيسى في نهاية السلسلة، ويُبعث مِثل عيسى في القرن الرابع عشر بعد مثيل موسى، لأن عيسى كان الخليفة الأخير في سلسلة موسى، وقد ظهر بعده بـ 1400 عام.) ( كتاب البراهين الأحمدية، الجزء الخامس).
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أيضًا: “ولحل مشاكل كل عصر يُرسَل المعلِّمون الروحانيون بحسب مقتضى الأمر وهم ورثة الأنبياء وينالون كمالات الرسل بصورة ظلية. والمجدد الذي تكون نشاطاته أشبه بنشاطات رسول من الرسل يُدعَى عند الله باسم ذلك الرسول.” (شهادة القرآن)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني عن مجدد القرن الرابع عشر( المشار إليه في الأحاديث النبوية ) : “أسماء هذا المجدد ثلاثة وذكرها في الأحاديث الصحيحة صريح: حَكَمٌ ومهدي ومسيح. أما الحَكَم فبما رُوِيَ أنه يخرج في زمن اختلاف الأمّة، فيحكُم بينهم بقوله الفصل والأدلة القاطعة. وعند زمن ظهوره لا توجد عقيدة إلاّ وفيها أقوال، فيختار القول الحق منها ويترك ما هو باطل وضلال. وأمّا المهدي فبما رُوِي أنه لا يأخذ العلم من العلماء، ويُهدى من لدن ربه كما كان سُنّة الله بنبيّه محمد خير الأنبياء، فإنه هُدِي وعُلِّم من حضرة الكبرياء، وما كان له معلِّم آخر من غير الله ذي العزّة والعلاء. وأمّا المسيح فبما رُوِي أنه لا يستعمل للدّين سيوفا مُشهَّرة ولا أسنّةً مُذرَّبة. بل يكون مداره على مسح بركات السماء، وتكون حربته أنواع التضرّعات والدعاء”. (المصدر : كتاب نجم الهدى)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : “أما الوسوسة: لماذا اختِير اسم المسيح ابن مريم؟ فجوابها: إنه أسلوب الكلام نفسه الذي أُطلق فيه اسم إيليا على يحيى بن زكريا. كان بمشيئة الله تعالى أن يُبعث في الزمن الأخير شخص بصفات المسيح وقواه، ويتصدى لعصبة الكذابين الذين تتنافى وتتعارض طبائعهم مع طبعه. فأطلق – سبحانه وتعالى – اسم المسيح الدجال على عصبة الكذابين، وأطلق على حامي الحق وناصره اسم “المسيح ابن مريم”. وجعله أيضا حزبا ساعيًا – باسم المسيح ابن مريم – لانتصار الصدق والحق إلى نهاية الدنيا. فكان لزاما أن يأتي هذا المبعوث حاملا اسم المسيح ابن مريم؛ لأن المسيح ابن مريم قد أُعطِي بواسطة روح القدس تأثيرا لإحياء الموتى على عكس ما أراد المسيح الدجال أن ينشر تأثيره لإماتة الأحياء. فالذي جاء على سيرة المسيح مزوَّدًا بالتأثير المذكور وأُعطي نَفَسًا ذا صفات ترياقية مقابل الرياح التي تُهلك أو تقرِّب إلى الهلاك، فقد سُمِّي بالمسيح ابن مريم لأنه جاء متصبِّغًا بصبغة المسيح من حيث الروحانية. ولكن كيف كان يمكن أن يأتي المسيح ابن مريم الحقيقي نفسه، ذلك لأنه رسولٌ وأن جدرانا نحاسية حول خاتَم النبيين تحول دون مجيئه. لذا فقد جاء بصبغته وصفاته شخص ليس رسولا، ولكنه أشبه بالرسل وأشد مماثلة بهم. هل ورد في أي حديث بكلمات واضحة أن بعض الرسل السابقين سيعودون إلى هذه الأمة، كما ورد أنه سيُبعث أشباههم وأمثالهم الذين هم أقرب إلى الأنبياء فطرةً؟ فلا تُعرضوا عن الذين وُعد بمجيئهم بصراحة ودون أي تعارض، واستفيدوا من إلهامهم شهادةً، لأن شهادتهم تكشف ما لا تستطيعون اكتشافه بعقولكم. لا تتجاسروا على ردّ شهادة سماوية، فإنها صدرت من النبع الطاهر نفسه الذي صدر منه وحي النبوة، وهي تشرح معنى الوحي، وتُرشد إلى الصراط المستقيم.” (المصدر: كتاب إزالة الأوهام)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : “ارفعوا نظركم وانظروا كم من بلايا أحاطت بالإسلام وكيف يطلق عليه الأعداء سهامهم من كل حدب وصوب. وكيف أثّر هذا السم في عشرات الملايين من الناس. فهناك طوفان علمي وطوفان عقلي، وطوفان الفلسفة وطوفان المكائد والفسق والفجور وطوفان الطمع والجشع وطوفان الإباحية والإلحاد وطوفان الشرك والبدعة. فانظروا إلى هذه الطوفانات كلها بعيون واعية، واءتوا بنظيره من الأزمنة الغابرة إن كنتم على ذلك من القادرين. قولوا أمانةً، هل يوجد لها نظير منذ زمن آدم (إلى يومنا هذا؟ وإن لم يكن هناك نظير فاتقوا الله واستنبطوا من الأحاديث معانٍ مناسبة. ولا تغضوا الطرف عن الأحداث الواقعة حاليا فينكشف عليكم أن هذا الضلال كله هو الدجل الشديد الذي حذّر منه كل نبي، وقد وضعت الديانةُ المسيحية والأمة المسيحية أساسه في العالم. فكان ضروريا أن يأتي مجدد الوقت باسم المسيح لأن أمة المسيح هي أساس الفساد.” (المصدر: كتاب مرآة كمالات الإسلام)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني مستنكرا القتل باسم الدين لأنه ظلم بحق المخلوق : “فقد نظر الله سبحانه وتعالى إلى هذا الظلم من السماء، فأرسل لإصلاحه شخصا على شاكلة عيسى المسيح وصفاتِه وسمّاه مسيحا كما نقول مجازا لصورة الإنسان المنعكسة في الماء أو المرآة بأنه هو هو، لأن التعليم الذي نركز عليه.. أي أحِبّوا أعداءكم وأحسِنوا إلى خلق الله عموما، هو الذي كان يركز عليه نبي جليل من الأنبياء السابقين، وهو الذي يسمى عيسى المسيح. أما في هذا الزمن فقد آلت حالة بعض المسلمين إلى أنهم بدلا من أنْ يحبوا أعداءهم، فإنهم يقتلون بغير حق – محتجين بعذر ديني مخجل – أناسا لم يسيئوا إليهم قط، بل قد أحسنوا إليهم. فكان من الضروري أن يظهر لإصلاح هؤلاء رجلٌ يتلقى الإلهام من الله تعالى ويتمتع بصفات المسيح ويأتي برسالة الصلح والسلام. ألم يكن الزمن الراهن بحاجة إلى رجل يظهر مثيلا للمسيح؟ بل كانت الحاجة ماسّة، بحيث أصبح قتل الشعوب الأخرى بعذر الجهاد دأبَ عشرات الملايين من المسلمين على الكرة الأرضية، بل إن البعض لا يقدرون على أن يحبوا الحكومة المحسنة بإخلاص، مع أنهم يتمتعون بالعيش الآمن في ظلها، ولا يوصلون المواساة الحقيقية إلى الكمال، ولا يتخلون عن النفاق والمداهنة تماما، فكانت الحاجة ماسة إلى مظهر المسيح، فأنا ذلك المظهر الذي بُعث بروحانية المسيح وعلى شاكلته وبصفاته.” (لمصدر: كتاب الحكومة الإنجليزية والجهاد*
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : “إن الشريعة منقسمة إلى قسمين؛ أكبرهما كلمة “لا إله إلا الله” أي التوحيد، والقسم الثاني هو التركيز على أن تواسوا بني نوع البشر وتُحبوا لهم ما تحبون لأنفسكم. فمن هذين القسمين، قد ركّز المسيح على مواساة بني البشر، لأن الزمن كان يقتضيها. أما القسم الثاني منهما، وهو الأعظم؛ أي قول: “لا إله إلا الله” وهو منبع عظمة الله وتوحيدِه، فقد ركّز عليه سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، لأن ذلك الزمن كان يقتضي هذا النوع من التركيز. وبعد ذلك جاء زمننا هذا الذي نعيشه، ففيه بلغ الفساد بنوعيه أوجَه. أي قد تسربت فكرةُ غصب حقوق العباد وقتْلِ الأبرياء بغير حق إلى عقائد المسلمين، وقَتلَ المتوحشون بسبب هذه العقيدة الباطلة آلافَ الأبرياء. كما بلغ غصْبُ حقوق الخالق أيضا أوجَه، وتسرب إلى عقائد النصارى أن الإله الذي يجب على الناس والملائكة أن يعبدوه هو المسيحُ نفسه. وقد غالَوا في هذه العقيدة لدرجة أنّهم وصفوا المسيحَ عمليا بأنّه هو الجدير وحده بأن يُتضرع إليه في الدعاء ويُعبد، وإن كانوا يؤمنون بحسب العقيدة بأقانيم ثلاثة. فهذان النوعان من غصب الحقوق؛ أي غصب حقوق العباد، وحقوق رب العباد، قد بلغا الكمال والأوج لدرجة لا نستطيع التمييز أيهما قد بلغ منتهاه في الغلو. فكما سمّاني الله سبحانه وتعالى في هذا العصر “مسيحا” للقضاء على غصب حقوق العباد، وأرسلني مظهرا لعيسى المسيح في خصاله وصفاته وأخلاقه وأوضاعه، كذلك سمّاني محمدًا وأحمدَ أيضا للقضاء على غصب حقوق الخالق، وجعلني مظهرا لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لنشْر التوحيد، ومنَّ عليَّ بجميع خصال النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته وأخلاقه وأوضاعه، وألبسني الخلعة المحمدية. فنظرا لهذه المعاني؛ أنا عيسى المسيح، ومحمد المهدي أيضا، فالمسيح لقبٌ مُنح لعيسى ومعناه: الذي يمسح اللهَ ويمسّه، ويفوز بحظ من الإنعام الإلهي، وخليفة الله، والمتحلي بالصدق والصلاح. أما المهدي، فلقبٌ أُعطيَه محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ومعناه: الحائز على الهدى بفطرته، ووارثُ الهدى كله، والمظهر التام للاسم الهادي. فقد جعلني الله بفضل منه ورحمة جامعًا لهذين اللقبين، وجمع في شخصي هذين اللقلبَينِ في هذا الزمن؛ فأنا بهذه المعاني “عيسى المسيح، ومحمد المهدي” أيضا. وهذا الأسلوب للظهور يسمّى في المصطلح الإسلامي “بروزا”. فقد أُعطيتُ بروزينِ، أي بروز عيسى وبروز محمد صلى الله عليه وسلم. وباختصار، إن وجودي يتكون من خليط طينة هذين النبيين على وجه البروز. ومهمتي نظرا لكوني عيسى المسيح؛ أن أَنهى المسلمين عن القتل الهمجي وسفك الدماء، كما ورد في الأحاديث بصراحة أن المسيح عند بعثته سيُنهي الحروب الدينية، وهذا ما يتحقق تدريجيا، فقد بلغ عدد أبناء جماعتي حتى هذا اليوم ثلاثين ألفًا أو يزيدون1، وهم يقيمون في مختلف مناطق الهند البريطانية 2. وكل من يبايعني ويؤمن بأني أنا المسيح الموعود، لا يجد بُدًّا من الاعتقاد، ومن يوم البيعة نفسه، أن الجهاد بالسيف في هذا الزمن قد صار حرامًا البتة، لأن المسيح قد نزل. ولا يجد بدا من أن يكون ناصحا صادقا للحكومة الإنجليزية عملا بتعاليمي لا بالنفاق. وبيدي قد نُصبت رايةُ السلام هذه؛ التي لو أراد مائة ألف شيخ أن يقيموا جماعة ذات تأثير قوي لمنع الجهاد الهمجي، لاستحال عليهم، وآمُل أن هذه الجماعة المباركة والْمُحبة للسلام التي تسعى للقضاء على الجهاد ورغبة الفوز بلقب “الجهادي” و”الغازي”، سيبلغ عددها مئات الآلاف خلال بضع سنين بإذن الله سبحانه وتعالى، وأن المجاهدين المتوحشين سيغيِّرون عباءتهم. أما مهمتي بصفتي محمدا المهدي؛ فهي أن أقيم التوحيد الإلهي في العالم من جديد بواسطة الآيات السماوية، لأن سيدنا ومولانا محمدا المصطفى صلى الله عليه وسلم قد تمكن من ترسيخ عظمة الله وقوته وقدرته سبحانه وتعالى في قلوب عبَدة الأوثان العرب بإراءة الآيات السماوية فقط، فهكذا أُيِّدتُ بروح القدس، وإن الله الذي ظلَّ يتجلى للنبيين كافة؛ وتجلى لموسى كليم الله بالطور، وأشرق نورُه للمسيح الناصري بجبل سعير، وانبلجت أشعته النورانية من جبل فاران لسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم ، كذلك قد تفضَّل عليَّ ذلك الإلهُ القادر القدوس نفسه بتجليه، وشرّفني بكلامه، وقال لي: إني أنا الإله الأعلى الذي أُرسلَ جميعُ الأنبياء لعبادته، وأنا الخالق المالك وحدي، لا شريك لي ولا نِدَّ، وأنا الأجلُّ والأسمى من الولادة والموت.” (لمصدر: كتاب الحكومة الإنجليزية والجهاد)
وقال الامام ميرزا غلام احمد القادياني : “ومما يجدر بالتذكر أن الله سبحانه وتعالى ما سمّاني بهذين الاسمين؛ أي”عيسى المسيح” و”محمد المهدي” منذ بضعة أيام فحسب، بل قد أَطلق سبحانه وتعالى عليَّ هذين الاسمين في إلهامه المسجل في كتابي (البراهين الأحمدية على حقية كتاب الله القرآن والنبوة المحمدية) الصادر قبل عشرين سنة تقريبا، وذلك لأبلّغ كلا الفريقين “المسلم والمسيحي” الرسالةَ التي ذكرتُها آنفًا.” (لمصدر: كتاب الحكومة الإنجليزية والجهاد)
1 قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : صحيح أن عدد الخواص من أتباعي الذين يحوزون على حظ كبير من العلم والدراية يقدَّر بعشرة آلاف سعيد، غير أن العدد الإجمالي لهم من كل طبقة– بمن فيهم الأميون أيضا– فلا يقلّ بحال من الأحوال عن ثلاثين ألف، بل من المأمول أن يكونوا أكثر.
2 قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : “إن طاعة الحكامِ والإخلاصَ لهم واجب على كل مسلم لأنهم يحموننا وأعطونا حرية دينية كاملة. وأرى عدم طاعة الحكومة والإخلاص لها بصدق القلب خيانة كبرى.” (المصدر: جريدة الحَكَم، بتاريخ: 31/ 7- 10/ 8 عام 1904م). ولقد اختص الحكومة البريطانية بالذكر في كلامه السابق لأنها كانت تحكم بلده ( دولة الهند) في زمنه.